أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد شفيق توفيق - اعمال الفنان السويدي TED HESSELBOM الفنية لغة جديدة للتواصل ودعوة للانعتاق















المزيد.....

اعمال الفنان السويدي TED HESSELBOM الفنية لغة جديدة للتواصل ودعوة للانعتاق


رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 7884 - 2024 / 2 / 11 - 16:51
المحور: الادب والفن
    


معروف ان معنى الفن هو إنتاج موضوعات عن طريق نشاط بشرى أبدعه مجموعة من البشر الموهوبين الذين لديهم قدرة ابداعية وابتكارية في التعبير عن افكار وموضوعات تؤثر فى الاخرين ؛ وبما ان الفن هو منتج إبداعي يقوم على تحفيز أفكار المشاهد وهو ما يطلق علية الاستجابة الجمالية ، لذلك فان الاعمال الفنية لها تأثير واضح على الانسان ، فهي تغمره بِموجة عاطفية تداعب مشاعره لتثير فيه ذكريات تمنحه فرحة كامنة هي الطاقة التي يحتاجها الانسان لتحمل متاعب الحياة ، وتثير الرغبة في الفرح المهمل او لِلعثور على ما فقده منه في ارهاصات الحياة وتسارع الايام ، انه الجمال الكامن في الحياة والذي يلعب الفنان دورا رئيسا في التعبير عنه من خلال نتاجه الفني ، فالجمال لفظ يشير إلى قيمة الأشياء التي أنتجها أولئك المبدعون ، والفن يزيح الحواجز بين الناس ، لان العمل الفني مجال تأمل عقلاني وموضوع للتساؤل والاستنتاج والمناقشة والتفكير في علاقة الفنان بالمجتمع ، انطلاقا من ذلك اعتمد "TED HESSELBOM" لغة جديدة للتواصل مع الأحداث الاجتماعية ، وهذا يطابق قول "أفلاطون" ان كل ما يحتاجه الفنان هو ان يأخذ مرآة ويديرها في جميع الاتجاهات.
بما ان مفهوم الجمال شخصي ونسبي ، وبما ان الفن يشمل العديد من الأبعاد الأخرى بعيدا عن الجمال كانعكاس نفسي وطريقة لإلهام المشاهد من خلال ذلك ارى ان الفن عند "TED HESSELBOM" هو مجال تأمل عقلاني وفعل نقدي ومنشط ثقافي ما يؤكد ان الفنان هو فيلسوف ومؤرخ لمرحلة من حياة المجتمع يوثقها ويطرح القضايا حول طبيعة المجتمع في المرحلة التي يعاصرها.
تتضمن اعمال "TED HESSELBOM" أشكال فنية جديدة تتداخل مع وسائط تعبيرية ؛ مثلثات ومستطيلات، وخطوط عريضة تتخذ أوضاعا متقاطعة أو متراكبة ، على خلفية سوداء في معظم اللوحات اضافة الى مجسمات متعددة ووجوه بلا ملامح لاشخاص في مراحل عمرية مختلفة ، في اشارة من "TED" الى حقب تاريخية مختلفة قديمة ومعاصرة ومستقبلية وضعها في تسلسل معين امام كل ياقة من الياقات بحيث تبدو وكانها حالة اسر للانسان وتقييده على مر الزمان ، فهي بمثابة دعوة للانعتاق من كل ما يقيد الانسان ويجعله يشعر بالاختناق وهكذا فان الوجوه والرؤوس والاجساد المقيدة بالياقة التي صورها الفنان هي رمز للقيود الاجتماعية كافة ؛ اذ ان تلك الوجوه والأجساد التي تبدو غير مكتملة برغم ان المشاهد يرى في بعضها من يرقص او شخص يرتدي فستان احمر واخر يبدو انه يبكي ... الخ ، كلها متصلة بعناوينها المنطوية عن تعبير رمزي ، هي بمثابة مساحة تركها الفنان للمتلقي ليرى نفسه فيها من خلال تفسيره الخاص لتلك الرمزية ؛ من جانب اخر تجد ان هذه الرمزية متوافقة مع مسارات محددة لها القدرة على منح المتلقي الحرية ليستنبط منها جمالية الحياة واشراقها بعيدا عن كل تلك القيود التي تحد من حرية الانسان ، برغم شطحات الحرية التي هي بحد ذاتها عبارة عن قيود ، لان حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الاخرين والعكس صحيح وهكذا فان الحرية سيف ذو حدين بمعنى انها قيد اخر.
ان اعمال "TED" الفنية هي تكوينات من اشكال هندسية رمزية هي :هياكل وأطياف على خلفية من تدرجات سوداء، اي ما يشبه أبجدية مموهة بحاجة الى سبر اغوارها وهي اشبه بانتقاد واضح تحقق في محيط لوجوه بلا ملامح ، فقد استعمل "TED" مفردات مستوحاة من خيالات تعبر عن عمق الحقيقة المجردة للقيود التي يشعر بها ويدعو الى الغائها.
ان انحياز "TED" لجماليات التشخيص التعبيري مع التصوير الساخر الحزين ، في صياغة اعماله الفنية كلوحات ومجسمات مع التدرج الضوئي في بعض تلك الاعمال والخلفية السوداء ما كانت لتباعد بين اشتغالها وغاياته كفنان في البحث عن الهوية التشكيلية الخاصة به، فالهويّة التشكيلية للفنان تولد من وجدانه ومن محيطه بكل تفاصيله من تراث وحضارة وتاريخ كونها محور اساسي لفهم الحاضر.
هكذا يمكن قراءة اعمال هذا الفنان من حيث اتساعها في تناول القضايا وتقاربها وتقاطعها المنعكس من أعماقه بناء على سردية رمزية يعبر فيها "TED" الكاتب والباحث في التاريخ و"TED" الفنان المعاصر عن هواجسه في الوحدة والتعدد ؛ كالصخب والسكون والنقطة والصورة هنا يتجلى عمل هذا الفنان الوافد من مخاضات الحداثة الفنية ليترجم سجِيته في التطلع إلى الفهم ، وبلورة الحقائق عبر رحلته في التجريب والتنويع ؛ وهكذا فان"TED" وظف الرمز في اعماله الفنية بوصفه صيغة للتعبيرعن الفكرة التي يريد ان يوصلها الى المشاهد كإنعكاس لرؤيته الفنية التي يمكن استقراؤها في ضوء طبيعة الرمز الذي اعتمده في نماذج الياقة التي تتطابق مع أفكاره ، اذ أن للمكان والزمان أهمية خاصة لدى"TED" لذلك نجده يعبر عن تجربة زمانية مكانية ينظـر من خلالها إلى المكان والزمان كونهما عنصران اساسيان لصياغة افكاره التي انبثقت عنها اعماله الفنية ، لذلك تختلف معايير الجمال احيانا وفقا للثقافة التي تسود المجتمع الذي يعيش فيه الفنان ، بمعنى انه إلتزام ثقافي للعمل الفني اي الوعاء الذي يحتوي أو يحتضن رسالة الفنان ، وبما ان"TED" ونتاجه الفني هو انعكاس لواقع المجتمع مكانا وزمانا وثقافة ؛ يمكننا ملاحظة ثراء افكار الفنان من خلال تحليل الأبعاد الرمزية والجمالية والفلسفية التي تنمي الإدراك الفني وترتقي بالذوق العام للمتلقي.
قدم "TED" نمط جديد لالتقاء الفن بالمجتمع ، ويمكن ملاحضة عدم اقتصار الفن عند "TED" على اللوحات من خلال تقديمه مجسمات لاعماله الفنية لتصبح حدثا وهذا مختلف عن المفهوم التقليدي للمعرض الفني ، ليمنح المحور الرئيس لاعماله الفنية "الياقة" أشکالا وأنماطا متعددة بينها جمالية عنصر الحرکة التي برزت بشکل واضح في اللوحات والمجسمات ، وقد استنبط "TED" زخرفة وتصاميم اعماله من الاشكال الاسـاسـيـة (المثلثات والمـربعـات والدوائر) الامر الذي مكنه من ابتكار تصـامـيم مخـتـلفــة ومتنوعة من نفس الشكل سواء بتكراره أو تحليله.
يمكن ملاحضة فكر "TED" والاستدلال عليه من خلال اعماله الفنية فهي تدفع الى التأمل كونها تنطوي على رؤى جديدة ، اذ ان الافكار لا تتولد مما اعتادت عليه العين فقط ، بل من كل ما تقع عليه العين ، إذا تم النظر اليه بجدية وعمق ومتابعة حركة وايحاء العمل الفني بألوانه الصريحة القوية التي تستقطب عيني المتلقي ؛ فالالوان الرئيسة في هذه الاعمال الفنية هي الاسود والابيض بالاضافة الى ألوان مختلفة بينها الوردي والبرتقالي، والاحمر وبالتاكيد يرى الكثيرين ان اللون الاسود هو لون حزين وكئيب لكن الحقيقة ليست كذلك ، فاللون الاسود هو سيد الالوان واكثرها جمالية اذا تم استخدامه بما يخدم فكرة الفنان والهدف المراد من وراء ذلك ؛ وهكذا وضع "TED" تكوينات جديدة خاصة به ، فهو يطرح قضيته بحرية تامة وتكويناته الفنية توحى بالكثير من التشكيلات البصرية ومن هنا استلهم "TED" موضوع اعماله الفنية وتطويع الاشكال والالوان بمعالجات تصويرية متنوعة وتكوينات اشكالها ورموزها ، ووفقا لما ترائي لي اثناء اثناء مشاهدتي لهذه الاعمال
وفي الختام، من المهم الإشارة إلى أن "TED" غير نمطي وغير تقليدي في صياغة ما قدمه ما يؤکد وعيه وثقافته بما يحيط به وإدراکه له ؛ فاعمال هذا الفنان لا تهتم بجماليات الشكل بقدر ما تحمله من أفکار يمکن توثيقها مع عدم إهمالها للتراث بل ان ما يميزها هو الارتباط الشديد به لانها تنبع من البيئة الثقافية المحيطة بالفنان فهو هنا مثل الفيلسوف في بحثه عن الحقيقة ما يؤكد عمق ادراكه لما يحيط به وهو يطرح وجهة نظره في كل ما يقيد الانسان.
https://www.facebook.com/share/r/TKthActq7pbwX849/



#رائد_شفيق_توفيق (هاشتاغ)       Raid_Shafeeq_Tawfeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمصلحة من الهجوم على اربيل ؟ !! .... الا يكفي غزة تخاذل الان ...
- الرحمة لشهداء اربيل وشهداء العراق جميعا
- لقاء الذيول العراقية وخرفان الخليج العربي ... ...
- للتاريخ .. من الذي أمر بقتل ثوار تشرين ومن افتى بذلك ؟!
- زمن الصعاليك.... ...
- زمن الصعاليك .... ...
- -المرجعية- ارتكبت جناية على الشيعة والتشيع .. لاسقاط النظام ...
- على الشعب ان يغير الوضع الماساوي الذي يعيشه بالقوة
- استحقاق قانوني وشرعي ..... المحاضرين والمحاضرات يجب ان يشمل ...
- الى كل العراقيين الشرفاء انصرو اخوانكم المحاضرين والمحاضرات ...
- الى كل العراقيين الشرفاء .... انصرو اخوانكم المحاضرين والمحا ...
- المجتمع الدولي وتحويل الانظار .. تجاهل جريمة المقدادية وادان ...
- بين التصنع والتلقائية والحرية المطلقة
- قصة الموت والجهل المقدس في العراق ملازم حتمي للمرأة
- العراق ميدانها .. طريق الحرير مواجهة بين امريكا والصين
- هلوسات من ركام الذكريات
- كثرة الالهة وضاع العراق عندما حل الجهل وصار الخونة قادة
- مواطنون بلا وطن ...
- لسنا بحاجة الى انتخابات مبكرة بل الى ثورة عارمة
- ما الذي يبقيك في بلد أنها ت اخلاقه؟! ...... صور عراقية قميئة


المزيد.....




- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد شفيق توفيق - اعمال الفنان السويدي TED HESSELBOM الفنية لغة جديدة للتواصل ودعوة للانعتاق