أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد شفيق توفيق - كثرة الالهة وضاع العراق عندما حل الجهل وصار الخونة قادة















المزيد.....

كثرة الالهة وضاع العراق عندما حل الجهل وصار الخونة قادة


رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 6722 - 2020 / 11 / 3 - 13:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أن تكون مثقفا صادقا مخلصا لفكرك وضميرك في الوطن العربي يعني أن تكون هدفا لكل الأنظمة العربية الفاسدة بولاءاتها الاقليمية والدولية وبقية الخونة والعملاء والأحزاب العميلة وميليشاتها الارهابية ، هذا هو حال الشرفاء الذين لم يخونوا ضميرهم ولم يداهنو أحدا ولم يزوقوا اكاذيب الأنظمة العربية أو يتستروا عليها ، ببساطة أن تكون إنسانا فلن يكون لك في البلاد العربية موطأ قدم آمن .
أن شخصية الفرد او ما يعتقده هي نتيجة طبيعية لما يحيط به من بيئة اجتماعية ، فلا يوجد انسان يهودي او مسيحي أو مسلم او بوذي أو سيخ ... الخ ؛ فمن ولد في مجتمع يهودي اصبح يهودي او ولد في بيئة مسيحية اصبح مسيحيا وهكذا فقد فرض عليه المعتقد ، لذا فالحقيقه المطلقة غير موجودة عند أي شخص وانَ جهل الأنسان بقوى الطبيعة جعلته يخلق الآلهة ومع التطور الفكري للانسان خلقت الهة جديدة ؛ فعندما احب الانسان ولم يعرف مصدر الحب  خلق الهة الحب وعندما بدأ الانسان يرى الجمال وينجذب اليه خلق الهة الجمال وكذلك الهة الحكمة وغيرها ، فما الالهة التي خلقها الانسان الا انعكاسات لمخاوف وشغف الانسان ، وهكذا فان الأله مصدره الأنسان خلقه من مزج المشاعر واسئلة لم يجد لها اجوابة فهي تعيش وتموت معه ، وعندما أدرك الأنسان ذاته وجهله سأل نفسه ، من أنا؟! أين سأذهب بعد الممات ؟ من هنا بدأت قصة الاديان ، فحاول الانسان ان يسد الفراغ الفكري ويصنع أجوبة للأسئلة التي ارهقته ، فكل مفهوم أو قوة يعجز عن أدراكها يصنع لها الاها يسد به هذه الثغرة اما خوفا أو لغموض يعجز عن فهمه ويريد أن يفسره .
من امثلة ذلك انه كان هناك شيخ وتلميذه على حماريهما في الطريق وكان الشيخ قد خلع عمامته ولم يخلع التلميذ عمامته ، فاعترضهما سائل يطلب من صاحب العمامة أن يفتيه في أمر ما حدث معه ، فقال له التلميذ اسأل الشيخ وأشار إلى معلمه ، فقال السائل: ولكن صاحبك لا يلبس عمامة ؟! فما كان من التلميذ إلا أن خلع العمامة عن رأسه ووضعها فوق رأس الحمار وقال له تفضل وأسأل صاحب العمامة ، هذا واقع مجتمعنا اليوم خاصة بعد عملية التجهيل الممنهج الذي اعتمده ما يطلق عليهم رجال الدين بكل مذاهبهم لانهم في حقيقتهم رجال طين وتجار دين حتى صارت عملية التجهيل هذه حدا من حدود دياناتهم وصار الجهل مقدسا ، وهكذا غدا تفسير ألحوادثِ والكوارث انتقائيا من قبل هؤلاء الامعات ( رجال الطين) فما الاحداث يفسرونها حسب معتقداتهم الطينية وما يحشون به عقول القطعان التي تتبعهم وفقا لرغباتهم و توجهاتهم الطينية التي تدر عليهم ما لانهاية له من الاموال والجاه والنفوذ ؛ اذ من الطبيعي ان الغالبية العظمى من الناس وهم طبعا البسطاء السذج يتبعون رجال الطين هؤلاء بدون وعي وكانهم روبوتات ، فتراهم ( الروزخونيون ) يفسرون الحوادثَ والظواهر الطبيعية بما ينفعهم حتى وان كانت تناقض معتقداتهم ودياناتهم لان تجار الدين هؤلاء جعلوا من أنفسهم نواب الله في الأرض وهم من يصرح نيابة عنه وبذلك سيطروا على هؤلاء القطعان من السذج انطلاقا من مرتكزات عاطفية يقودون بها هؤلاء الناس المخدرون بافيون الشعوب هذا ، ومثال ذلك جائحةٌ فايروس كورونا التي نعيشها اليوم ، التي قيل عنها الكثير وقد قال الكثير من اتباع العمائم الارهابية النتنة بشقيها الشيعي والسني يرددون ما يقوله معمميهم : اين هم المتبجحون بالعلم؟ لماذا لاينفعهم العلم؟ ألم يدركوا عظمة الله؟ ؛ طبعا وفقا لالههم الذي يعتقدون به (هنا يخاطبون الملحدين ) والمفارقة ان هذا الوباء يثبت عجز هؤلاء ومعمميهم والهتهم ، فأين هي آلهتهم عن ذلك ؟ وهل تستطيع ان تعصمهم منه ؟ بالتاكيد هي لن تعصمهم ولو استخدموا أقدس مقدساتهم وافضل ادعيتهم ما نفعتهم بشيء ولن تنفعهم ، على عكس العلماء الذين شخصو الوباء واسبابه وجاري البحث عن علاج او لقاح لهذا الوباء للحد منه وايقافه وعلى الاغلب سيجد العلماء العلاج ، فلماذا يعتقد هؤلاء المخدرون بتفسيرات غريبة عجيبة يرفضها العقل البشري؟ لانها صادرة عن خبثاء يلبسون العمائم ويضحكون على قطعانهم بتفسيرات غير علمية وغير منطقية عن كل شيء وليس عن هذا الوباء وحسب ؛ فاذا أُبتلى بهِ غيرهم قالوا هذا عذاب وهنا يحاولون ان يقولوا ان من ليس على معتقدهم على الدين الخطأ ودينهم هو الدين هو الصحيح ، واذا حل بهم قالوا انه امتحان للصبر ، وهنا يحاول الدجالون ان يجبروا القطيع على السير باتجاه الدين الذي يريدون مستخدمين شعارات دينية يدعون ان مصدرها الله لخداع البسطاء وإضفاء سمات قدسية على انفسهم او على من ينوبون عنهم متكئين على مرجعية العصمة الدينية والتلحف بعباءة القدسية الكاذبة لتمنحهم حصانة مقدسة ضد النقد وإلا وقع من ينتقدهم في براثن الكفر وفقا لفتاواهم فيؤدي ذلك به الى التصفية الجسدية , وهكذا تصبح آرائهم هي اليقين الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وبذا يتم نصب الشبكة لاصياد المزيد من البسطاء ! وتجد كثيرا من هؤلاء يرددون كلاما جاهزاً رتبه وجهزه لهم الروزخونيون في غرفهم المظلمة ، لينتهى الحلم العراقي في دولة علمانية تدار بانظمة وقوانين مدنية كبقية دول العالم ، برغم انه أقدم وأول دولة في التاريخ وأول من سن القوانين والشرائع ونظم الحياة المدنية ، ليعود العراقيون بخفي حنين فلا دولة ولا نظام ولا قانون ولا حاضر ولا مستقبل ، وتحول العراق من أعرق دولة مدنية الى افشل واتعس دولة حيث دولة المليشيات والجماعات المسلحة الارهابية وامراء الحروب من المعممين الدجالين الذين يفتون بما يحلو لهم ومجاميع الخونة الذين جائت به أمريكا الارهاب والجريمة تطبل لهؤلاء المعممين وتروج لهم من اجل الابقاء على نظام الحكم اللقيط المشوه الذي اسسته امريكا ، وميزته الرئيسة هي الفوضى والصراعات والاغتيالات والخطف وتقديس العمائم المختبئة في دهاليز العفن وحكم عشائري بغيظ ليس فيه سوى النزاعات العشائرية والتصفيات الجسدية والثارات ، ناهيك عن سرقتهم للمال العام وتمزيق العراق شعبا وأرضا وسماء الى اثنيات وطوائف كيفما يشاؤون ، هكذا تحول العراق الى خرائب منهوب الثروات تستولي عليه عصابات من الداخل والخارج ؛ ومرتعا لتهريب كافة انواع المخدرات ومركزا لكل انواع الجريمة حتى اصبحت امنية المواطن الحصول على كهرباء وماء ، او ان احدا ما يتفضل عليه بحماية عرضه من الأنتهاك بعد ان ضاع الامن والأمان .
 ضاع العراق وضاعت معه احلامنا الكبيرة وتحول إلى سراب ولن يعود العراق وطنا عامرا مادام حوله وحوش مفترسة ويسطير عليه ويقوده خونة وعملاء مأجورين فاسدين تفتي لهم عمائم عفنة تشرعن لهم جرائمهم وسرقاتهم وانتهاكهم لكافة الحرمات ، فالمعمم يحدثك عن حرية التعبير وهو يضع فوهة المسدس نحو راسك لان رايه هو الحقيقة المطلقة ورايك خيانة وارهاب وتحريض وكفر ووو.... الخ ؛ فتراه يسرف في الوعظ ويتهمك بالكفر لانك من دعاة العلمانية لانها عنده كفر والحاد ، لان فصل الدين عن الدولة معناه تلاشيه ونسف خزعبلاته وافكاره الهدامة فهي وسيلة لفضحه وكشف زيفه وجرائمه والغاء سيطرته على بسطاء الناس باسم الدين ، أنه فن إغتصاب العقول الذي يجيده هؤلاء الخبثاء باتقان من خلال تسليط الضوء على ما يثير عواطف الناس باعادة صياغة أحداث تاريخية عفى عليها الزمن تحت شعار المظلومية وكأنها الحدث الوحيد والاهم في التاريخ ، ليجعل الناس تتعاطف معها ومن ثم يوظفها للسيطرة على عقول الناس وللتغطية على جرائمه وجرائم الأحزاب وحكوماتها التي تغدق عليه الاموال ، هكذا يتلاعب المعممون بالناس فيسلطون الضوء على مايريدون وفق رؤيتهم السياسية أو المذهبية والمنفعة المادية حتى أنهم جندو الإعلام بكل وسائله للترويج لافكارهم المريضة لزيادة التاثير لهذا العبث القذر على مدار 24 ساعة ، وكل الأطراف المتصارعة والمتنازعة على المناصب والمكاسب في العراق ترينا المشهد من زاويتها هي فقط ، لكن الحقيقة شيء آخر ؛ انه فن اغتصاب العقول .
كل ذلك استشرى عندما حل الجهل وصار الجهلة قادة واضطهد المثقفون واغتيلوا وقتل العلماء ان التاريخ يعيد نفسه ، فمنذ قرون عشنا فترة مظلمة بعد ان تسيد الموقف جهلة ودجالون تتبعهم قطعان لا تفقه من الحياة شيئا سوى انها تاكل وتنفذ ما تؤمر به باسم الله وتنام ، فسقطت الأندلس يوم اُحرقت كتب ابن رشد وبدأت نهضة أوروبا يوم اعتنقت نور العلم ؛ ان مقولة ابن رشد حسمت العلاقه مع الدين اذ قال : ( الله لا يمكن أن يعطينا عقولا ، ثم يعطينا شرائع مخالفة لها ) ، ومقولته الاخرى التي كشفت تجارة الاديان اذ قال : (التجارة بالأديان هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل ، فإن أردت التحكم في جاهل ، عليك أن تغلف كل باطل بغلاف ديني ) فاصدر رجال الطين فتاواهم بحرق جميع كتبه لما تحتويه من ( مفاسد و كفر وفجور وهرطقة ) على حد قولهم فزحف الجهلة واحرقوا كتبه ، فبكى أحد تلامذته فقال ابن رشد : (يا بني، لو كنت تبكي على الكتب المحترقة فاعلم أن للافكار اجنحة وهي تطير بها إلى أصحابها ، لكن لو كنت تبكي على حال العرب والمسلمين فاعلم أنك لو حولت بحار العالم لدموع لن تكفيك).
 نحن لا نموت حين تفارقنا الروح و حسب ، نحن نموت قبل ذلك حين تتشابه أيامنا ونتوقف عن التغيير حين لا يزداد في الحياة شيئ سوي أعمارنا و اوجاعنا .



#رائد_شفيق_توفيق (هاشتاغ)       Raid_Shafeeq_Tawfeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواطنون بلا وطن ...
- لسنا بحاجة الى انتخابات مبكرة بل الى ثورة عارمة
- ما الذي يبقيك في بلد أنها ت اخلاقه؟! ...... صور عراقية قميئة
- عراق اليوم : سرقة وهدر مليارات وجهل وفساد وارهاب بكل اشكاله
- بذريعة الوقاية من فايروس كورونا ...... اجهضت الثورة وبيوت ال ...
- ما الكاظمي الا دفان جديد
- ما الكاظمي الا دفانا جديدا ..
- الفنان السويدي Magnus Lönn : يوظف جمالية الرمز والمعنى ل ...
- كورونا بين جانبين .. مشرق ومعتم
- الدياثة في زمن كورونا .... صور من العراق ...
- مليونية مقتدى مؤامرة على الانتفاظة العراقية ..... ...
- ايران تستعجل إخراج الأمريكان لإخماد الثورة العراقية ... ...
- قتل المجرم سليماني ليس دفاعا عن العراقيين .... ...
- اجهاض التظاهرات هو الهدف الستراتيجي من الهجوم الامريكي
- مبارك للمرأة انتصارها على الخرافة
- الى ابنتي مع حبي
- الشباب نفضو التراب عن وجه العراق ... قوافل شهداء السباق نحو ...
- قصص قصيرة جدا من ساحات التحرير
- ثورة تشرين فكرية ثقافية وطنية بامتياز ..... ... الشباب الثائ ...
- سقوط عادل عبد المهدي بداية النهاية ... استقالة ملغومة موجهة ...


المزيد.....




- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد شفيق توفيق - كثرة الالهة وضاع العراق عندما حل الجهل وصار الخونة قادة