أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنين عمر - أمرأة وتسعة مطارات -2














المزيد.....

أمرأة وتسعة مطارات -2


حنين عمر

الحوار المتمدن-العدد: 1748 - 2006 / 11 / 28 - 11:20
المحور: الادب والفن
    


الحلقة الثانية
نظرت الى ساعتي، كان موعد طائرتي المتجهة الى البحرين ما يزال بعيدا، فقررت أن أضيع قليلا في أكبر مطار اوروبي بعد أن اشتريت بعض الشوكولا و البطاقات البريدية وبطاقة هاتفية...
عند بطاقات البريد الملونة وقفتُ أمام نفسي طويلا لأسترجع عناوين أصدقاء يستحقون أن أرسل اليهم محبتي عبر البريد الالماني، اكتشفت أنني نسيت جميع العناوين عدا عنوان بيتي، فأرسلت بطاقة الى نفسي ... بطاقة عدتُ قبل وصولها وتسلمتها نفسي بنفسها فيما بعد.

اخرجت البطاقة الهاتفية من جيبي ونظرت إليها بحزن... بمن سأتصل يا ترى، ولم اشتريتها رغم أن جهازي النقال دولي ويمكنني أن أتصل متى أشاء بمن أشاء ما دام والدي طيبا معي وسيعتني بملء رصيدي ...
تظاهرت أنني لا أعرف، لكنني في عمق روحي أعرف لم اشتريت تلك البطاقة الخضراء ذات الخمسة اورو ... لأنني كنت أشعر بحاجة ماسة إلى الإحساس بأني فعلا الان بعيدة بآلاف الكيلومترات عن عروبتي !!!

اقتربت من الهاتف العام، أدخلت البطاقة وانتظرت الخط لأدق رقم صديق قديم كان من المفترض أن ينتظرني في مطار مسقط ، تساءلتُ لماذا طلبتهُ لأؤكد موعدنا مع أني كنت متأكدة أنه من المستحيل أن ينساه...؟؟؟
رن هاتفهُ عشرين مرة ولم يرد... انتبهت إلى ساعتي من جديد، لم يستيقظ بعد!!!
اين أجد صديقا مستيقظا في ذلك الوقت؟؟؟
تذكرتُ صديقا قديما آخر يقيم في الولايات المتحدة، وأدرت رقمهُ بسرعة ليهطل صوته فوق أنفاسي وأنا أقول له: هل عرفت من أنا ومن أين أكلمك؟
ضحك صديقي الذي عرفني من نبرة صوتي المميزة، وتوقع أني أكلمه من مكان ما ضائع على الكرة الأرضية .
لكن المكالمة الهاتفية كان عليها أن تنتهي مع رجل مشغول دائما أكثر من اللازم ، يتعب ويجاهد لارضاء نزواتي الجنونية في كل مرة أطلبه فيها ويسرق من وقته الوقت للثرثرة مع آنسة مغامرة... وكان عليّ أنا ايضا أن اجد شيئا آخر يشغلني.
سحبت البطاقة وخبأتها في جيب الجينز وقادني قدري إلى مقهى غريب، طلبت منه فنجان شاي و الكثير من السكر كالعادة... فقدم لي فنجانا زجاجيا انعكست أشعة الشمس الأولى عبره لتتلألأ بين أصابعي...
كان منظرها مدهشا وهي تنزلق مشكلة دوائر من النور فوق أناملي التي اشتهت أن تكتب لحظتها، ولا أعلم سر شهوتها المتمردة، اشتهت أن تكتب عني وعن شحوبي الصباحي المنعكس في زجاج الطاولة، وعن طعم السكر الذي تسرب من الفنجان عبر شفاهي الى دمي، وعن رؤى مضت ترقص ما بيني وبين سماء المانيا.
بحثت عن ورقة ما في جيبي ، وجدت ظرف رسالة سلموني اياها في مطار الجزائر، فأخرجت قلمي لأبدأ الكتابة....كتابة قصيدة فرانكفورت، غير متوقعة أبدا ما سيحدث بعدها...!
يتبع/

قصيدة فرانكفورت
فرانكفورت

فرانكفورت
وفنجانُ شاييّ
وسكّر حزني
وملعقةٌ من ضياعي الجميلْ
أفكّر فيكَ...
وهل قد يفيد البكاءُ
إذا كنتَ في بسمة المستحيلْ ؟؟؟

أفكّر فيكَ
لعلي سأصبح أجمل هذا المطارْ
لعلّ ابتعادي...
سيمنح للإغتراب القرارْ
ويرفع عنّي دخان احتراقي
ويمسح عنّي مياه اشتياقي
ويُدخلني في الهدوءِ الطويلْ

فرانكفورت
وتُشرق شمسي بغير وطنْ
وما من جديدٍ
فكلُّ الدّروب تؤدي لوجه الشجنْ
وكلُّ المطارات صارت صديقةَ عمري
وأنتَ الغريبُ الذي لا يعودُ
ويتركُ...
فوق الأصابع رقمًا بعيدا
وآثار حبرٍ وهيلْ...



#حنين_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصمت أنتَ.. ,انا مواويلُ العراق يا حبيبي
- سكَّرٌ وقهوة
- رسالة إلى عاشق عربي
- الستائر البنفسجية
- مواسم الزيتون والألم
- وطن من الياسمين
- طريق الحزن
- هنا القاهرة
- الطريقُ إليكَ
- اشتهاء لمساحة حنين أخرى
- امرأة عربية في مقها ألماني
- ماذا سأفعل حينما أشتاقُ لكْ ؟
- فرانكفورت...
- الهروب باتجاه الموت
- : أتوفيق كيف انطفأت ؟؟؟ - ثلاثة وثلاثون عاما بعد رحيل رجل
- من ذا الذي يرثي جراحا بالغزل ؟؟؟
- امرأة على هامش وطن
- بيروت والحب ...والخطر
- القبلة الحزينة
- تساؤلات امرأة عربية حزينة


المزيد.....




- اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة ...
- المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت ...
- -قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم ...
- -فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ ...
- والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب: إحنا ناس صعايده وه ...
- النتيجة هُنا.. رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ...
- عمرو مصطفى يثير تفاعلا بعبارة على صورته..هل قصد عمرو دياب بع ...
- مصر.. نجيب ساويرس يعلق على فيديو عمرو دياب المثير للجدل (فيد ...
- صدور ديوان كمن يتمرّن على الموت لعفراء بيزوك دار جدار
- ممثل حماس في لبنان: لا نتعامل مع الرواية الإسرائيلية بشأن اس ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنين عمر - أمرأة وتسعة مطارات -2