أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد جوشن - حادث عبثى














المزيد.....

حادث عبثى


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 7880 - 2024 / 2 / 7 - 02:51
المحور: الادب والفن
    


كنت اسير مسرعا فى احد الشوارع الرئيسية فى التجمع الخامس بالقاهرة ، لا اعرف فيما كنت افكر تحديدا .ولكنى وجدت نفسى فجاة اقفز فى الهواء ثم افترش الارض باندفاع غريب ، وتطوحت اشيائى التليفون والملفات .

قمت من على الارض بصعوبة بالغة ، وانا فى حالة من الاندهاش والخجل معا ، واصلت سيرى هوينا ، ووجدت ان هناك فتى ينادى عليا ياستاذ يا استاذ ، وناولنى التليفون .

كانت بالجوار سيدتان كبيرتان فى السن ، تنتظران فى سيارة واقفة جانبا ، ويبدوا انهما شاهدا السقوط المروع لى ، وبدت عليهم اثار الاسف ، عندما وصلت بجوارهما قالت لى احدهما ، الحمد لله يابنى . معلش .

عندما قمت من الارض عقب السقوط ، حاولت ان افهم بسرعه كيف وقعت؟

واكتشفت انه كان فى مسافة المشى مايشبه برميل صغير مملوء بالاسمنت الصبة ، الهدف منه منع وقوف السيارات فى هذا المكان وقد اصطدت به وقفزت فى وقوعى على الارض من فوقه .

الوقوع كان مثاليا تماما بحيث اننى لم اصب بضرر كبير ، من العار ان اقول اننى تمكنت بحرفية من السقوط دون اضرار جسيمة لحقت بى ،

فهذا الوقوع كان من الممكن تماما ان يكون سببا لانهاء حياتى لو ان قفزى غير المتوقع هذا، ترتب عليه اصطدام راسى بجسم صلب ، ولكنها عناية الله فقط .

ترى ما السبب الذى جعلنى لا انتبه لهذا الشرك الحقيقى المغروس فى الطريق ، وهل من المفروض ان يمشى الناس وعيونهم وسط رؤسهم ، خشية الوقوع او السقوط لتصرفات حقيرة من ناس لا تتوقع الاذى الرهيب الذى يمكن ان يسببوه للاخرين ؟

كيف يغيب عن بالنا هذه الامور المرعبة ؟

ولكن الشيىء بالشيىء يذكر ، فلدينا فى العمارة التى اسكن بها ولها جناحان ، جراج للسيارات وله مدخل امامى ومدخل خلفى ، ونتيجه لعبث البعض واستخدامه من قبل الاغراب للمرور بسيارتهم وسط العمارات من الشارع الامامى للشارع الخلفى ،

كسلا من الدوران للشارع الاخر ، مما يسبب الضرر للاطفال ، فقد ارتأينا ان نغلق احدهما ويكون الخروج والدخول من مدخل واحد منعا لاستخدامه السيى هذا .

وضعنا سلسلة على مدخل الجراج الامامى لمنع المرور ، بالتاكيد لم يدور بعقل اى منا ان تكون هذه السلسلة سببا فى اذى احد ما .حتى انا .

بالتاكيد نحن الساكنين من وضعنا السلسلة ونتفادها تلقائيا وقت المرور، الى ان مرت سيدة غريبة لتعبر الجراج من امام السلسلة مباشرة ويبدو انها لم تراها او كانت مشغولة فلم تنتبه وسقطت على الارض سقوطا مريعا، مما تسبب فى كسر احدى يديها .

فورا بعد هذا الحادث الشنيع قررنا ان يكون غلق مدخل الجراج من خلال باب حديد بارتفاع متر يمكن ان يفتح او يغلق ومراى للجميع

ذكرتنى هذه الحكاية ، بحادثة الدكاترة زكى مبارك الكاتب الكبير الذى كان فى اتم صحة واحسن حال ، وهو قال عن نفسه ، انه يحمد الله على عافيته وصحته الموفورة .

وفى خلال سيره فى الطريق خلال العام 1952سقط على الارض ويبدوا ان رأسه ارتطمت بشيء ما ، لايمكن ان نعرف ما هو ولن نعرف حتى يرث الله الارض وما عليها ، ودخل الرجل فى غيبوبة انتهت بالوفاة .

هذا كاتب عظيم مات فى حادث عبثى لايعرف حقيقته حتى الان ، تماما مثل الحادث الذى تعرضت له انا ، والصدفة البحته هى التى انقذتنى من ان تكون السقطة مميته ، تماما مثل الحادث الذى تعرضت له السيدة التى كانت تمر من جراجنا ، واسفر عن كسر زراعها .

ترى من المسؤل عن هذه التصرفات القاتلة التى قد تؤدى بحياة اروح بريئة ، وهل الجهل وعدم العلم بتبعات الاشياء هو السبب ؟

ان الموت حق ولا يمكن للانسان ان يفر منه ، ولكن تبقى الحقيقة ان هناك حوادث عبثية ما كان يجب ان تحدث ، ويترتب عليه نتائج خطيرة ، يترتب عليها الموت او العجز التام يا سادة ، فهل نتعلم ؟



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احزاب كارتونية
- بعد العسر يسر
- حياة محيرة
- الديمقراطية والدكتاتورية صنوان
- مقدمة لانهيار الحضارة الغربية ؟
- لاتشكيلى ولا اشكيلك
- صهاينة وليسو يهود
- حكاية حواجبى
- موسيقى الصمت
- عار الحضارة الاوربية
- انتهى الدرس
- ضيف سخيف
- امريكا وحلفائها تهين العرب
- احا
- كلام دبش 1
- تناسخ الارواح
- علاقة معقدة
- واقع وحلم
- الولع بالجنس
- الشهامة ثمنها الموت


المزيد.....




- “ابنك هيدمنها” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ج ...
- مايكل دوغلاس يزور مستوطنة إسرائيلية ويصف المتضامنين الأمريكي ...
- بتهمة -الفعل الفاضح-.. إحالة سائق -أوبر- بواقعة التحرش بفنان ...
- عز وفهمي وإمام نجوم الشباك في موسم أفلام عيد الأضحى 2024
- فرويد ولندن.. أتاها نجماً هارباً فجعلته أسطورة خالدة
- الروسي بيفول يهزم الليبي مالك الزناد بالضربة الفنية القاضية ...
- وزير الثقافة اللبناني يزور منزل الشهيد عبد اللهيان
- إدارة أعمال الفنان جورج وسوف تكشف عن حالته الصحيه بعد أنباء ...
- كيم كي دوك... المخرج السينمائي الكوري الذي رحل مبكراً
- موت يعقوب ح 163… مسلسل قيامة عثمان الحلقة 163 مترجمة على قنا ...


المزيد.....

- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد جوشن - حادث عبثى