أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامان كريم - نضموا أنفسكم، واتحدوا! حول - بيان الحريات السياسية -















المزيد.....

نضموا أنفسكم، واتحدوا! حول - بيان الحريات السياسية -


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 524 - 2003 / 6 / 25 - 17:56
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


نضموا أنفسكم، واتحدوا! حول " بيان الحريات السياسية "

                                                                                                 
                                                                                  [email protected]
لقد سقطت الحكومة البعثية نتيجة" للحملة العسكرية الأمريكية ـ البريطانية،  تلك الحملة التي إصطدمت باعتراض كل أحرار العالم، تلك الحملة التي تم شنها دون مشيئة أحد بل فقط وفق رغبات الإدارة الأمريكية وشركاتها العالمية. لقد انهارت الحكومة البعثية دون أن تحل محلها مباشرة"حكومة اخرى، وبهذه الصورة عمت أجواء فقدان الأمن والاستقرار على كل الظروف السياسية والاجتماعية داخل المجتمع،  تلك الظروف التي أتلفت فيها النسيج الاجتماعي، وتوقفت فيها أغلبية المؤسسات الخدمية العامة عن العمل كالمستشفيات وشبكات الماء والكهرباءوالإتصالات نتيجة لتعرضها للقصف الأمريكي، وعلى أثر ذلك تعرض  أمن وسلامة الجماهير والمجتمع بأكملها للخطر أيضا"، في حين جعلت أمريكا وبريطانيا العراق كدولة تحت الوصاية وقد تمكنا من الحصول على الموافقة الدولية على تلك الوصاية وأعطت مجلس الأمن الشرعية بصورة رسمية على قضية احتلال العراق على الصعيد الدولي. كنتيجة لتلك الأوضاع ظهرت العشرات من مختلف الأحزاب السياسية وكل حزب منها يعتبر نفسه سلطة قائمة بحد ذاته وتمارس الحكم، من قتل الناس، والنهب والسلب المنظم، وإثارة المواجهات بين الناس على أساس تعميق التفرقة العنصرية والنعرات القومية، وشيوع أكثر الأشكال اللاإنسانية من التقاليد والثقافة تخلفا" بين الناس والتي تظهر فيها الأجسام البشرية ملطخة بالدم تحت تسمية أربعينية الحسينية، وانطلاق لجام الأحزاب القومية والدينية والعشائرية، كنتيجة لشيوع هذه الظروف التي أثقلت كاهل العراقيين بشكل رهيب.
إن الحكومتين الأمريكية والبريطانية اللتين جعلتا العراق تحت وصايتهما، قد بادروا لحد الآن مرارا" وتكرارا" لربط الأحزاب الموجودة تحت جناحهم ببعضهم البعض، تلك الأحزاب  التي تعمل وفق خطط الأمريكية من الأحزاب القومية الكردية والإسلامية الشيعية و  الجماعات الوفاق الوطني وINC وبعض الشخصيات السنية العربية والعشائرية، بغية تشكيل إدارة مؤقة منهم، ولكن دون جدوى، ويثبت لهما يوما" بعد الآخر بأن مثل هذه العصابات لا يمكن أن ينشأ منها الحكومة والسلطة، ولهذا، فأنهم قد تراجعوا من مبدأ تشكيل الحكومة المؤقتة إلى الإدارة المؤقتة وحتى مثل هذه الإدارة قد تأخر تشكيلها وسيستمر هذا التأخير من شهر إلى آخر، والآن وعلى حد قول بول بريمر سيتم لهذا الغرض تنظيم مؤتمر وطني واسع في أواسط شهر تموز، و ليس مؤكداً إن هذا سوف يتم ايضاَ.
في ظل ظروف قاسية كهذه وفي ظل الغياب الواسع للسلطة والحكومة فإن السيناريو السياسي للعراق يسير يوما" بعد يوم نحو سيناريو أكثر سوادا". في حين إن الرد الأمريكي على هذه الظروف يتمثل بإدامة احتلال العراق ومن أجل هذا الغرض فقد جروا مجلس الأمن وبقية البلدان العظمى وراء سياستهم الرجعية، أما المعارضة البرجوازية العراقية التي تتألف من الأحزاب التي تمشي حسب خطة أمريكية وحتى بقية الأحزاب كالحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة، فلم يبخلوا على أمريكا حيث أن كلهم متفقين على تنظيم "مؤتمر وطني واسع، على الاسس الدينية والقومية والعشائرية والطائفية" وبهذا الموجب فإن كل تلك القوى، متفقين على سلب حق جماهير العراق في تحديد الحكومة التي يتطلعون إليها، الكل متفقين على منع تنظيم الإرادة الجماهيرية الحرة والمستقلة، في حين لا يبالون لمسألة تعرض أمن الجماهير واستقرارهم للخطر المحدق. والغريب في الأمر رأينا في نفس الوقت بأن المحتلين أنفسهم قد أكدوا على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن المرقم 1483، الذي ينص بشكل واضح " تكوين الأرضية لجماهير العراق لتحديد مصيرها السياسي بشكل حر" كما وأن لافتات أحزاب المعارضة البرجوازية مليئة بمثل هذه الدعاية والادعاءات. ولكن ما يجري في الميداني العملي والسياسي يوميا" هو شيء آخر، أنهم جميعهم من الناحية العملية منهمكين على تقسيم العراق على أساس التفرقة القومية والدين وحتى العشيرة والطائفة، وإن البلاغ الختامي لكلا المؤتمرين مؤتمر الناصرية في 15/4 وبغداد في 28/4 قد أثبت ذلك بشكل واضح، وبمعزل عن كل ذلك فإننا نشاهدها ذلك عمليا" من خلال المواجهات القومية التي تحصل في مدينة كركوك وضواحيها، وعليه فيجب أن يعلم الجميع بإن السياسة الأمريكية تعتبر المصدر الأصلي لهذا السيناريو الأسود. ولهذا في الوقت الذي ينعدم فيه الأمن والاستقرار لا يجوز أيضا" التحدث عن الحرية والظروف الحرة التي تسمح للمشاركة الجماهيرية الحرة في تحديد حكومتها وبتنظيم إرادتهم، أنهم لا يريدون شيوع الاستقرار والحرية، وذلك بالضبط لقطع الطريق أمام الحضور الجماهيري والحركة المطالباتية ولخنق صوتهم الحر، الذي بدأ بالظهور  نوعا" ما في الميدان. ولهذا فإن دعايتهم وادعاءاتهم ليست سوى محض أكاذيب بغية تضليل جماهير العراق والرأي العام العالمي.
في ظل ظروف كهذه أعلنت الحزب الشيوعي العمالي العراقي بيان الحريات السياسية وإن إعلان هذه البيان هي لغرض: إعلان لأرضية ظروف الذي يضمن فيه تفعيل نشاط الحريات السياسية ممكنة، ولإعلان الأرضية والشروط التي تسمح لجميع أفراد المجتمع وجميع المواطنين بأن يعبروا بشكل حر عن آراءهم حول تحديد شكل الحكومة المستقبلية للعراق وعن كل المسائل المتعلقة بمعيشتهم، وواضح أيضا" بأن تحقيق بنود هذا البيان سيضمن الحرية بأوسع صورها لجميع الأحزاب السياسية ومختلف المنظمات الجماهيرية من النقابات والمجالس والاتحادات المهنية، ومن دون تحقيق مضمون هذا البيان ليس فقط يستحيل على جماهير العراق من تأمين المشاركة في تحديد شكل حكومتهم المستقبليتة بل، ايضا" سوف لا يتمكنون من التعبير عن آرائهم حول أبسط المسائل المتعلقة بحياتهم، وخصوصا" في الظروف الحالية التي يعمها الفوضى وانعدام الأمن والاستقراروالتي أخضعت الحياة السياسية والاجتماعية لضلالها. ولهذا فإن  هذا البيان من وجهة نظرنا، وبمعزل عن المنظور الإنساني وقناعة الراسخة لحزبنا بالحريات السياسية،  وتأمين أوسع المديات لحرية الإنسان، ومن منظورنا فإن تأمين هذا الشكل من الحرية لا تعني فقط التحرر من الظلم والقمع السياسي، بل التحرر من القيود الاقتصادية والفكرية أيضا". أي الحرية في ممارسة مختلف مجالات الحياة وتفجير الطاقات الخلاقة للإنسان والتعبير عن العواطف والقيم الإنسانية النبيلة، إن هذه الحرية الواقعية لا يمكن تأمينها إلا في ظل الجمهورية الاشتراكية. ولكن بمعزل عن هذه القناعة المبدأية للحرية الواقعية، التي تشكل أيضا" مصدرا" لإعلان بيان الحريات السياسية، فإن المسألة بالنسبة لنا هي كيف نضمن في ظل هذه الأوضاع الصعبة والقاسية المشاركة المباشرة والفعالة للجماهير في تحديد شكل الحكومة المستقبلية. وبنفس الصورة فإن هذا البيان يخضع كل الشخصيات والأطراف الإنسانية أمام تجربة جماهيرية وواقعية، تجربة يثبت فيها إلى أي مدى يناصرون الحرية السياسية؟! أما المسألة بالنسبة لبعض الأطراف الاخرى هي إلى اية درجة تأخذون دعايتهم وادعاءاتهم بجدية.
إن بيان الحريات السياسية هي بالنسبة لنا اتاحة الفرصة لجماهير العراق المحرومة من العمال والنساء والشباب والطلاب للظهور في الميدان... لأنه بدون الوعي ودون مستوى مرتفع من الوعي السياسي والحضور السياسي في قلب هذه الأوضاع، فإن هذا البيان سوف لن تتحقق على الصعيد الاجتماعي. وإن الوسيلة الوحيدة والطريقة الوحيدة التي من شأنها أن تحقق كل بنود بيان الحريات السياسيةعلى الصعيد الاجتماعي وبالتالي  تقرضها على المحتلين وكل أطراف المعارضة العراقية يتمثل فقط في الحضور الجماهيري في الميدان والالتفاف حول محتوى هذا البيان. إن تحقيق هذا البيان تمثل الطريقة الوحيدة التي يتيح لجماهير العراق المشاركة الحرة، وبالتالي تفعيل إرادتها المباشرة والمستقلة من أجل إيجاد نظام يشاركون هم في تحديدها. وفي نفس الوقت فإن الحضور السياسي لجماهير العراق في الميدان والتفافهم حول بنود البيان السياسي سيرغم الاحزاب السياسية البرجوازية للركوع أمامهم أو على الأقل ستخلق أوضاعا" مناسبة تخفف من وطئة وسائل القمع ومنع الحضور الجماهيري في الميدان. إن الحزب الشيوعي العمالي العراقي يقف في الصفوف الأمامية لنضال جماهير العراق من أجل تحقيق محتوى هذا البيان وجميع المطالب العادلة لجماهير العراق وسيحاول في نفس الوقت من أجل كسب أوسع التضامن العالمي لمحتوى هذا البيان والتضامن مع النضال العادل لجماهير العراق من أجل مستقبل أفضل.




#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات قادة اليمين، تنذر بالمستقبل المظلم لجماهير العراق! على ...
- الولايات المتحدة بعد قرار مجلس الأمن الدولي !
- ورطة المعارضة البرجوازية العراقية ! على هامش قرارات بول بريم ...
- التوآمان الارهابيان و القطب العالمي الثاني
- الوطنية-، شعار لتحميق الجماهير!
- حكومة اللن?ة، حكومة لفرض الفقر والخنوع!
- أعوان الجلبي وقرع طبول البعثيين!
- هربَ الجلبي خوفاً من المواجه السياسية !
- الصمود بوجه الحملة الأمريكية، حتى ولو سقط -صدم حسين- في السا ...
- الحكومة العسكرية؛ دكتاتورية الطبقة البرجوازية في مرحلتها الإ ...
- ردُّ على، ردّ حركة الديمقراطيين العراقيين لرسالتنا!
- - المراة العراقية- تطالب بالمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة ...
- اليمين الإسرائيلي بقيادة شارون، مسؤولُ عن إستئناف العمليات - ...
- حول موافقة دكتاتور العراق- صدام حسين- على عودة المفتشيين الد ...
- نقد نقادنا، على هامش مقال " للأستاذ " والي الزاملي
- رسالة مفتوحة إلى حركة الديمقراطيين العراقيين حول ندائكم المو ...
- العالم يقع بين شكلين من الإرهاب
- شباب العراق بين مطرقة القومية وسندان الاسلام السياسي!
- الحرب ضد العراق ليس حتمية!
- يجب صد السياسة التركية، تجاه كردستان العراق!


المزيد.....




- -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو ...
- -أمر أخلاقي وعادل-.. ترينيداد وتوباغو تقرر الاعتراف رسميا بـ ...
- السيدة الأولى للعراق شاناز إبراهيم أحمد تكتب لـCNN: فرسان ال ...
- السعودية.. تداول فيديو لمواطن يطلق النار من سلاحه بمكان عام. ...
- شاهد: -السحابة الخارقة- تضرب شمال فرنسا وهطول برَد بحجم حبة ...
- رصد طائرة غريبة وغير مألوفة في الولايات المتحدة
- مصر.. من هو إبراهيم العرجاني رئيس اتحاد القبائل العربية في س ...
- مشروبات كحولية لا ينصح بتناولها مع اللحوم المشوية
- أردى أحدها قتيلا.. شرطي أمريكي يخلص رجلا من أنياب كلاب شارد ...
- رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا تلعب بالنار


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامان كريم - نضموا أنفسكم، واتحدوا! حول - بيان الحريات السياسية -