أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامان كريم - شباب العراق بين مطرقة القومية وسندان الاسلام السياسي!















المزيد.....

شباب العراق بين مطرقة القومية وسندان الاسلام السياسي!


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 240 - 2002 / 9 / 8 - 05:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 

قال " محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ان الجيل الذي سيتحمل المسؤولية في المستقبل هم الشباب لانهم سيرثون الامم السابقة فيجب ان يعدوا أنفسهم لهذه الوراثة وهي مسؤولية كبيرة. جاء ذلك في لقاءه مع مجموعة من الشباب العراقيين في إيران في يوم 18/8 واشار اننا نقلق من أمرين رئيسين: الاول: الشباب الذي في الرغبة بعيدون ومنفصلون عن الثقافة العامة لحركتنا لان معرفتهم باللغة العربية محدودة لذلك فان قراءته أو متابعته للخطب والاحاديث السياسية يكون شبه معدوم. الثاني: الشباب في الداخل فتمنعهم الظروف التي تحكم العراق من المتابعة الا القليل رغم انهم أكثر عدداً. واوضح الحكيم ان حركة المجتمع الاسلامي هي عقائدية ولكن اساسها الاجتماعي هو الاخلاق وبه نختلف عن الحركات المادية و لذلك فان المستهدف الان هو الاخلاق وليس العقيدة ومن هنا نؤكد باننا نحتاج الى هذا الجانب لبناء الجماعة الصالحة. وحول اهمية الارتباط الروحي والمعنوي بالحركة السياسية والاجتماعية في العراق اكد  حكيم على الانتماء لها والدفاع عنها..." .

هذا هو تصور الإسلام السياسي لدور الشباب في النضال و في المستقبل، كل ما يقلق محمد باقر هو عدم إلمام الشباب باللغة العربية بصورة جيدة وعدم متابعة الحركات الإسلامية السياسية في داخل العراق، خشية منه لوقوعهم في فخ " الأخلاق الغربي"، ويدعوهم أي الشباب الإنضمام إلى حركته.  ما الذي دفع " حجة الله" ليجتمع بمجموعة الشباب الذين، لا حول لهم ولا قوة، في ظل سيادة الجمهورية الإسلامية في إيران وفي هذا الظرف بالذات، لإمرار معاشهم؟! في الحقيقة هناك عدة أسباب، أهمها هي الوضع السياسي الحالي في الإيران والعراق، حيث أنه يعيش الآن في إيران، وهو يرى السخط والإستياء و الإحتجاج و التظاهرات الشبابية ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، مطالبين ليس فقط بالحريات السياسية و المدنية والشخصية و الإجتماعية بل يهتفون أيضا" بإسقاط الجمهورية الإسلامية، وكذلك يرى الجيل الحالي من الشباب في إيران بأم عينيه، كيف يلح و ويعاند ويناضل بغية إلغاء القوانين الرجعية والإستبدادية والقروسطية للجمهورية الإسلامية، وفي نفس الوقت مطالبين برفع " الحجاب" و تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، ويعزفون ويغنون ال" بوب" الغربي، و.... ولكن جشع الوصول إلى السلطة لاحدود له،  فهو يخادع و ينفاق و يضلل، على الرغم من معرفته التامة بالمستقبل القاتم لحركته  أو حتى بمستقبل حكمه إذا افترضنا أنه سيستلم السلطة. من زاوية أخرى فهو يريد أن يلعب دوراً ليس فقط لحركته بل ليمثل  الجمهورية الإسلامية في إيران ضمن أية تحولات مستقبلية في العراق ليصبح في نفس الوقت كسند وداعم له ولحركته أيضا". ومن جانب آخر هناك التهديدات الأمريكية ضد العراق، و موقع حركته في هذا الصراع، التي أصبحت تلبس على الموضة الأمريكية و صار يدعى " التعددية الدستورية والبرلمانية"، خلصوا أنفسهم من " الشيطان الاكبر" بوحي من الله!! متوهماً بصعود نجمه في التحولات الآتية إذا ضربت امريكا العراق وتم إزاحة " صدام حسين" وهو يعلم ان الإسلام السياسي زائل لا محال. ولذلك فهو يبتغي إلى قمع هؤلاء الشباب مسبقاً من الناحية الفكرية والثقافية و المطالباتية والتطلع إلى تخويف شباب العراق قبل مجيئه إلى الحكم!، وذلك برفضه الحريات المدنية والسياسية و الشخصية التي يتمتع بها الشباب في الغرب، تحت ذريعة " الأخلاقية" ، لذلك يطلب منهم سماع وقراءة نصوصه الخرافية والجاهلية،  لوخزهم  بالأبر المخدرة وإبعادهم عن طموحاتهم و ممارسة أمنياتهم و هواياتهم و كافة مطالباتهم الحياتية، فهو يدعوهم إلى التنظيم في صفوف حركته. وبهذا فهو ما زال في الموقع المعارض يسلب الطموحات والحريات المدنية والسياسية للشباب، فكيف به اذا وصل إلى السلطة؟!.

تحطمت آمنيات وطموحات الشباب في العراق منذ مجي الحكم القومي البعثي،  وذلك لفرضه تارة" الخرافات القومية العربية والرجعية و تارة أخرى بخلط القومية مع الدين الإسلامي حسب ما تقتضي مصالحه السياسية، وذلك بقوة السلاح والسجون والاعدامات و منع كافة مظاهر الحريات السياسية والمدنية والشخصية،  و بإجترارهم إلى ميادين العسكرية بقسوة، حيث العسكرية والتجنيد الإجباري والحروب المستمرة ودعوة الاحتياط، وفرض الجيش الشعبي على الطلاب في العطلات الصيفية، وتشكيل فدائي صدام و و أشبال صدام و... و إلغاء كافة المكتسبات التي تحققت قبل مجئ هذه الأوباش على سدة الحكم، وفرض القوانين الإسلامية في شؤون الأحوال الشخصية، وفرض الحجاب على كافة الطالبات من المرحلة الإبتدائية إلى مرحلة الجامعية كذلك زيادة  حصص الدروس الدينية في المناهج الدراسية، تلك الدروس التي ألغيت كمادة رئيسية في سنوات السبعينات والثمانينات، وكان محل سخرية وإزدراء الطلاب والطالبات، كما وسلب حقوقهم في مجال متابعة التطور التكنلوجي والعلوم الطبيعية و الأوضاع السياسية والإقتصادية في العالم، وذلك من خلال سيطرتهم على كافة القنوات الإتصالاتية و المعلوماتية، من الجرائد والمجلات العالمية إلى صفحات "النيت" و البريد الإلكتروني. ليس فقط سحقت إمنيات الشباب السالفة الذكر بل تعدى الأمر ذلك بكثير، حيث  شغف كرة القدم التي يشتهر به الجماهير في العراق أصبح ملكاً ل " عدي صدام" وعسكرت هذه الهواية ايضاً، واصبحت ذيلاَ للقرارات والتوجيهات العسكرية والسياسية وحتى المزاجية لهذا الديكتاتور الصغير المنبوذ، ناهيك عن عدم وجود النوادي الموسيقية والفنية والعلمية التي تساهم في رفع معنويات و روحية الشباب نحو مستقبل زاهر.

أصبحت الشباب بين مطرقة الحركة القومية العربية المتمثلة في حزب البعث الحاكم، وسندان الإسلام السياسي المعارض. حكومة البعث تقمع وتستبد وتقتل الشباب و تسجنهم و ترسلهم إلى الجبهات والمعسكرات وتمنعهم من متابعة دروسهم وتعليمهم في الجامعات ومختلف المراحل الدراسية و تسلب منهم حرياتهم المدنية والإجتماعية والسياسية، لإدامة بقاءها في السلطة، و المجلس الاعلى تبتغي أن تتسلط عليهم بالخرافات الفكرية والثقافية والسياسية، وذلك من خلال قمعهم من الناحية الفكرية، أولاً، و ثانياً تهيئة أرضية مناسبة لقمع سافر، إذا طالب الشباب في العراق بمثل هذه الحريات،  تحت ذريعة " أخلاقية الغرب" في حكومته، إذا " قدرالله" فرضه على العراق. إن ديكتاتورية و غطرسة وعنهجية حكومة البعث واضحة تماماً لا لبس فيها ليس بالنسبة للمواطنين العراقيين فقط، بل بالنسبة للعالم أجمع، ولكن على الرغم من التجربة المريرة والقاسية للجماهير والشباب والنساء تحت رحمة الجمهورية الإسلامية،  و على الرغم من السنن والتقاليد الرجعية لحركات الإسلام السياسي، على الصعيد العراقي والعالمي أيضاً خصوصاً بعد أحداث 11 سبتمبر (ايلول)، وعلى الرغم من كل ذلك وكذلك بسبب السخط و الإستيا العميقين ضد حكومة البعث في العراق، يجب علينا أن نحذر الجماهير والشباب في العراق من مغبة وقوعهم في مصيدة الحركات الإسلامية والرجعية.

ان تحرير الشباب والجماهير المحرومة من نير هؤلاء الاوباش الذين يقمعونهم فكريا" وثقافيا"، أي تحريرهم من الحركات القومية والإسلامية، مرتبط إرتباطاً مباشراً بإسقاط حكومة البعث و بناء الحكومة الإشتراكية على أنقاضها، حكومة تعبر عن آمال وتطلعات الملايين في العراق،  التي تضمن الحرية والمساواة. الحرية، التي لا تعني فقط إنقاذهم من القهر والقمع السياسي، بل من الإخضاع الإقتصادي و الإستعباد الفكري والثقافي أيضاً، الحرية في ممارسة حقهم في العيش كإنسان يرجع لهم كرامتهم و موقعهم الطبيعي، وذلك ليتمتعوا بممارسة مختلف جوانب الحياة والنهوض في قدراتهم الخلاقة على كافة الأصعدة. المساواة، ليست أمام القانون فقط بل في التمتع بالإمكانات المادية والمعنوية للمجتمع، " المساواة في قيمة وشأن الجميع أمام الجميع ".

 



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب ضد العراق ليس حتمية!
- يجب صد السياسة التركية، تجاه كردستان العراق!
- الخطة العشرية للنهوض الاقتصادي والإجتماعي والطبقة العاملة في ...
- الشيوعية العمالية والإئتلافات في المعارضة البرجوازية العراقي ...
- لجنة تقصي الحقائق الدولية لجنين ضحية لرَفع الحصار على الرئيس
- جنين، وصمة الخِزيْ، على جبين " الحكومات الغرب" !
- عيد ميلاد الديكتاتور العراقي، يوماً للتحدي أو تركيعاً للمواط ...
- حول التهديدات الأمريكية ضد العراق، المعارضة العراقية، مهماتن ...
- كولن باول رجع فاشلاً !
- المعنى السياسي لقرار ديكتاتور العراق بوقف تصدير النفط ؟!
- الحملة الأمريكية المزعمة على العراق، إهانة للإنسانية!
- نتضامن مع مطالب العمال في لبنان !
- الديمقراطية الإسرائيلية، عجينة الفاشية!في ضوء محكمة عزمى بشا ...
- الجلسة التاسعة لمجلس الوزراء العراقي وسيوف المتسلطين على رقا ...
- الضغط الجماهيري وحده وليس التوسل الى الأوباش


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامان كريم - شباب العراق بين مطرقة القومية وسندان الاسلام السياسي!