كولن باول رجع فاشلاً !

سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 108 - 2002 / 4 / 21 - 15:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

على هامش زيارة مكوكية لوزير خارجية أمريكا في الشرق الأوسط


اد باول من مهمته ومعه حقيبة مليئة بالأوراق الفاشلة، حيث فشل في وقف الحملة الشارونية، وفشل في إقناع الحكومات العربية، وفشل في إقناع ياسر عرفات، وفشلت معه السياسة والإستراتيجية الأمريكيتين في الصراع العربي الإسرائيلي، التي ارد حكومة بوش الإبن و حكومة شارون جعلها نسخة من أفغانستان بذريعة ضرب " الإرهاب". فشل باول ليس بسبب كونه من الحمائم وفق ذلك التقسيم الذي أطلقها بعض الكتاب و الصحفين على الإدارة الأمريكية وذلك بتقسيمهم تلك الإدارة إلى ( الحمائم و الصقور )، فشل لأن السياسة الامريكية الراهنة في الشرق الأوسط بشطريها الصقروي والحمائمي قد أصابتهما الفشل، فالحكومة الأمريكية تنصاع إلى الرأي الشاروني من خلال مايسمى بمحاربة الإرهاب واصبح " الإرهاب" موضع الصدارة في سلم الخطط الأمريكية للتدخل في القضايا الدولية بشكل عام و الصراع العربي الإسرائيلي بشكل خاص، متناسياً ان جوهر القضية في هذا الصراع، يتمثل بالإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، متناسياً الدمار و القتل الجماعي، وإرهاب الدولة و الممارسات الوحشية التي اقدمت عليها حكومة شارون اليمينية. وبذلك فقد إحتلت العلة بالنسبة إليهما مكان المعلول ، فهما ترغبان في حل النتيجة كسسبب. متناسياً إن قتل المدنيين الأبرياء في مقاهي وشوراع إسرائيل، بواسطة " القنابل البشرية" ليس إلا نتيجة للمارسات الشارونية البشعة.

ان من أراد الإنتصار على الإرهاب عليه أن يبدأ بإجتثاث جذورها، لكن هذا الحل لا تنطبق على الحكومة اليمينة في إسرائيلي ولا على الحكومة اليمينية في أمريكا، لا ينطبق على بوش و لا على شارون، ليس لأنهما " اشرار" أو " مجرموا الحرب" فقط بل لأنه تجسدت فيهما النهج والسياسة الأمريكيتن في هذه المرحلة، التي بموجبها ستبقى إسرائيل " ذخراً إستراتيجياً" للتوجه الأمريكي في الشرق الأوسط، بغية طرد المنافسين الدوليين في المنطقة من قبل الأمريكا، كما جاء في إقتراح شارون الأخير الذي تضمن عقد مؤتمر إقليمي للسلام، مفاده إبعاد الإتحاد الأوروبي و روسيا من هذه القضية، ولاق هذا الاقتراح الترحيب من قبل الحكومة الأمريكية وكولن باول، لأنها كفيلة بتمرير إستراتيجيتهم الهادفة إلى تنظيف المنطقة من الإمبراطوريات القديمة و تفرد الولايات المتحدة برسم الخارطة السياسة و الإقتصادية للمنطقة ، وعليه أصحبت عملية السلام ضحيتها الأولى، وبهذا الصدد يجب نسيان مؤتمر مدريد و إتفاقية أوسلو المبرمتين على أساس القرارات الدولية للسلام في الشرق الاوسط، هذه ما ترغب بها الحكومة الأمريكية، و تعمل بها الحكومة الإسرائيلية.

إذن لا السلام و لا الدولة الفلسطينية تتوافقان مع اليمين الإسرائيلي، ولا السلام في الشرق الأوسط تتوافق مع السياسة الامريكية الراهنة، ولا السلام تتوافق في المنطقة مع توجهات الحكومات الحالية في العالم العربي، وعليه ستبقى الإنتفاضة الجماهيرية الجبارة في فلسطين، وستبقى الحجارة ومن خلفهم كل التقدميين وكل الأحرار في العالم وفي الإسرائيل ايضا، خصوصاً في الوقت الحالي، الذي أصبح فيه القضية الفلسطينية قضية عالمية من حيث تعبئتها للراي العام العالمي، وفقا" لما شاهدناه في التظاهرات الجماهيرية في أمريكا و والبلدان الأوروبية، وسنشاهده في الايام القادمة ، أكثر قوةً ووضوحاً. ستصبح مطلب الدولة الفلسطينية ، مطلباً جماهيرياً على الصعيد العالمي، وسترى النور على الرغم من عنهجية حكومة شارون و اسياده الأمريكان.

سامان كريم

عضو اللجنة المركزية لحزب الشيوعي العمالي العراقي
[email protected]

18/4/2002

#سامان_كريم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل