المعنى السياسي لقرار ديكتاتور العراق بوقف تصدير النفط ؟!

سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 107 - 2002 / 4 / 20 - 11:24
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

أعلن صدام حسين ديكتاتور العراق خلال ترأسه جلسة" مشتركة، لمجلس قيادة الثورة و قيادة قطر العراق لحزب البعث ومجلس الوزراء، وقف تصدير النفط بصورة كلية من ميناء البكر المطل على الخليج ومن ميناء جيهان التركي المطل على البحر الأبيض المتوسط، اعتباراً من بعد ظهر اليوم الثامن من نيسان ولمدة شهر واحد. وبهذه المناسبة ألقى صدام حسين خطاباً، وجعل من نفسه ليس فقط مدافعاً قوياً للقضية الفلسطينية وجماهيرها المنتفضة بل وقائداً وبطلا لهذه النضال أيضا" بحجة الدفاع عن الخرافات القومية والدفاع عن الإنسانية، وكما جاء في خطابه فقال " ولان أعداء الأمة والإنسانية لا يفهمون إلا اللغة العملية وردود الفعل التي تهز مصالحهم .." .

إن الدفاع عن القضية الفلسطينية، من أجل تحرير جماهير فلسطين من الإحتلال الإسرائيلي، وإعادة حقوقهم المشروعة لبناء الدولة الفلسطينية أمر قابل للحياة، يعتبر مطلب إنساني يستوجب على كافة التقدميين والأحرار في العالم أجمع، أن يناضلوا من أجل هذا الحق ضد الإحتلال الاسرائيلي، والضغط على حكومة شارون والولايات المتحدة لإرغامهم على استعادة هذا الحق لجماهير فلسطين. ولكن جاء هذا القرار في ظرف دولي و إقليمي جديد، خصوصاً بعد القمة العربية الأخيرة في لبنان، التي طبعت بطوابع عراقية، كنتيجة طبيعية لعنهجية حكومة شارون بحق جماهير فلسطين المحتلة، وجاء القرار ايضا بعد التصريحات العديدة للرئيس الأمريكي، مطالباً شارون بالانسحاب الفوري من الأراضي التي أحتلتها في الحملة الأخيرة، وبعد إبعاد شبح الهجمة المحتملة على العراق التي دعى إليها بوش الإبن قبل إنفلات الأوضاع في فلسطين ولو بصورة مؤقتة.

إن حقيقة القرار العراقي جاء في ظل هذه الأوضاع المتردية على الصعيد العالمي والإقليمي، كإشارة ليس للدفاع عن القضية الفلسطينية بل لتوضيح اسلوبه الجديد في التعاطي مع الصراع العربي الإسرائيلي، وليدل أيضا" على طرح لغة التعنت واستخدام السلاح جانباً التي طالما سمعناه من ديكتاتور العراق و أركان حكومته ضد إسرائيل و الولايات المتحدة، والذي أسس لهذا الغرض "جيش القدس" لتحرير فلسطين والتوجه صوب إسرائيل لدحرهم!! والآن بدأ يهددهم " بالخناجر وقصب الأهوار"، وبهذه الصورة فهو يحاول إبراز لغة أخرى، وهو لغة الضغوط الدبلوماسية والسياسية والإقتصادية على اسرائيل و أمريكا. لقد صدر ذلك القرار ليس لمصلحة القضية الفلسطينية، بل لإعطاء إشارة إلى الحكومات، الأمريكية والإسرائيلية والغربية عموماً، بتغير أسلوبه في الصراع معهم، وبهذا فقد أصبحت القضية الفلسطينية لعبة لمصالح الحكومات العربية.

سامان كريم

عضو اللجنة المركزية لحزب الشيوعي العمالي العراقي

8/4/2002

[email protected]

#سامان_كريم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات