أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامان كريم - الحملة الأمريكية المزعمة على العراق، إهانة للإنسانية!















المزيد.....

الحملة الأمريكية المزعمة على العراق، إهانة للإنسانية!


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 89 - 2002 / 3 / 13 - 21:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    






بعد التهديدات المستمرة من قبل الرئيس الأمريكي ووزرائه على العراق، و التصريح علناً بإطاحة دكتاتور العراق " صدام حسين"، اصبح الشأن العراقي موضع التدوال والبحث على الصعيد العالمي والإعلامي. وبهذا الصدد فالحكومة الأمريكية ترغب في التخلص من هذه العقدة التي تقف أمامها منذ أكثر من 11 عاما"، والتي تحول دون صياغة عالمها الجديد، وخصوصاُ بعد الهدية التي جاءت على طبق من ذهب من الإسلام السياسي و منظمة القاعدة بهجومها على مدينتي نيويورك و واشنطن الأمريكيتين في 11 أيلول المنصرم، و إنتصارها السريع على حكومة الطالبان في أفغانستان، هذه العقدة التي أصبحت مركزاً ومحوراً للصراعات بين الاقطاب والقوى العالمية، لإزاحة بعضهم البعض، وكذلك لرسم الإستراتيجيات السياسية والإقتصادية للعالم أجمع بعد إنتهاء الحرب الباردة. القضية الأصلية للأمريكان وفي هذا الظرف، هي إبعاد القوى العالمية الأخرى في منطقة شرق الأوسط وجعلها منطقة أمريكياً خالصاً كمثيلاتها في أمريكا الجنوبية، ومن ثم إزالة الشوائب التأريخية التي رسمت من قبل القوى العالمية الأخرى كبريطانيا وفرنسا آبان الحرب العالمية الأولى و ما أفرزتها من النتائج لصالح تلك الدول.


واجهت التهديدات الامريكية الرد من قبل بعض البلدان التي لهم ثقلهم السياسي والإقتصادي على الصعيد العالمي مثل ألمانيا و فرنسا و روسيا وبعض البلدان الأخرى ومنهما البلدان العربية، وأعلنوا صراحة بعدم موافقتهم بإتساع رقعة الحرب " ضد الإرهاب !"، و ضرب العراق بحجة "الإرهاب"، وهناك أيضاً معضلات أخرى أمام الحملة المزعمة للامريكان على العراق أولهما / هي القضية الفلسطينية، و إنفلات الوضع في فلسطين المحتلة، و الحملات الوحشية التي يمارسها حكومة شارون ضد الفلسطيين والسلطة الرسمية في فلسطين، بمباركة من واشنطن، وما أفرزتها تلك الحملات والمساندة الأمريكية على الراي العام العالمي والعربي، ثانياً/ ليس هناك بديل واضح المعالم للامريكان في العراق لإقامتها على أنقاض " حكومة البعث " أو " صدام حسين" بحيث تشكل موضع الترحيب من قبل جماهير العراق، في حين إن المعارضة العراقية التابعة لها لا حول لها لاقوة، ولا يحسب لها أي حساب في العراق، هذا بغض النظر عن الإعتراضات و الإحتجاجات الجماهيرية على الصعيدين العالمي والعربي التي ستواجه الحكومة الأمريكية إذا اقدمت على حملتها تلك. لكن إذا لم تعالج الحكومة الأمريكية مثل تلك المعضلات، ولاتستجيب لحلها أو على الأقل بعضا" منها وخصوصاُ القضية الفلسطينية، وسارت منفردا" في حملتها، فإن ذلك ستكون بمثابة بداية لنهاية أمبراطور الشر الأمريكية ولو حتى في المدى البعيد.



ولكن رغم كل ذلك، فإن الحكومة الأمريكية جدية في أمرها و تسعى إلى تحقق إستراتيجيتها واهدافها بسرعة اسوة بانتصارها في أفغانستان، وهي تعد العدة في عدة محاور، فمن جهة تشدد على الحكومات الأوروبية والإتحاد الأوروبي و البلدان العربية لمساندتها في حملتها ضد العراق وتمارس أقسى أنواع الإبتزار ضدهم لإرغامهم على القبول بالتحالف معها، ومن جهة أخرى تحاول لم شتات المعارضة العراقية التابعة لها وخصوصاً العسكريين السنيين الهاربين من العراق، كالخزرجي و السامرائي وبقية مجرمي الحرب ممن هم على شاكلتهم، من الذين لديهم سجل حافل بالجرائم الفضيعة الذي اقترفوها بحق جماهير العراق، ليجعل منهم بديلها للسلطة في العراق بعد "صدام حسين" أو على الأقل لإظهارهم كسيف ذوحدين بغية تركيع الحكومة العراقية لمتطلباتهم. أن إقدام أو مجرد جرئة الحكومة الأمريكية على التشاور مع الخزرجي لاسيما وهو مطلوب من قبل المحكمة الدانماركية بصفته مجرم الحرب،حول مستقبل العراق تمثل اقصى درجات العنهجية والغطرسة الأمريكية، هذا من جانب ومن الجانب الاخر فأنها ضربت بعرض الحائط كل إداعائاتها و أكاذيبها حول " الديمقراطية " والحقوق الإنسان " و ...



في هذه الأجواء المتشابكة، وقفت المعارضة البرجوازية العراقية التابعة للأمريكان، بكل قواها وإمكانيتها المادية والإعلامية مع هذه الحملة، وتسعى لتهيئة الارضية المناسبة لحدوثها، بما تسنجم أفقهم و افكارهم وإستقرائهم للشأن العراقي و للمستقبل العراقي، القائم على العنصرية والطائفية. هذه المعارضة التي ليس لديها وزن داخلي و لا خارجي، توهمت خلال 11 السنوات المنصرمة بالأطروحات الأمريكية، واليوم وبعد أن أخذت هذه القضية مساراً أكثر جدية، فهم يكررون أوهامهم بشكل اخر، ويتوهمون بأن أمريكا سوف تمنحهم السلطة بعد الإطاحة بنظام " صدام حسين"، وبهذا الخصوص فإن الحكومات الأمريكية السابقة قد خذلتهم واليوم يخذلهم بوش الابن في ظل ظرف سياسي و دولي مختلف، هذه المعارضة ليست لها وزن حتى من جانب الحكومة الأمريكية اللهم للضغط على الحكومة العراقية.



وبهذا فإن الحملة على العراق مدانة بلاشك، ليس لأن الحكومة العراقية حكومة جديرة بالبقاء بل لأن الحملة تزيد من الويلات والمصائب على كاهل الجماهير في العراق، ولأنه لا يوجد في المعارضة العراقية التابعة لها من هو أفضل من " صدام حسين " وحكومته، ولأن أكثريتهم كانوا من الجلادين الأوفياء له وتمت على أياديهم أو بأوامر منهم عمليات الأنفال و والقصف بالقنابل الكيمياوية وتجفيف الاهوار وتشريد جماهيرها و القمع الوحشي للانتفاضة وقتل الابرياء والمعارضين، ومن جانب أخر إن عالم اليوم، وبعد قرون من حركة الابداعات الفكرية والعلمية و الثورية و التوجه صوب الحرية و المساواة والرفاهية وخصوصا" منذ الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشرة" لا تريد شرطي عالمي لإدارتها و لايتطابق مع تطلعات الإنسان المعاصر. أذن المطلوب هو : أولاً/ مناهضة هذه الحملة المزعمة، من الآن و الوقوف بوجهها وصدها من خلال تعبئة الراي العام العالمي، وخصوصا" الأوروبي و الامريكي، وفضح إداعائاتها وأكاذيبها و إظهار الحقائق للرأي العام، وذلك ليس فقط لإرغامها على التراجع عن قراراها بل لسحب قواتها العسكرية في المناطق البعيدة عن الولايات المتحدة أيضا"، وكذلك سحب قواتها من الخليج وأوروبا، ومن تركيا وآسيا الوسطى وإرغامها للتخلي عن العمليات العسكرية إلى الأبد و رفع الحصار الإقتصادي المفروض على جماهير العراق، والضغط عليها للإجابة على التطلعات الجماهير في أمريكا المتعطشة للعمل و لزيادة الأجور و للخدمات الأجتماعية والصحية والرفاهية، وإرغامها لتنفق الضرائب التي تقبضها بقوة القانون من المواطنيين الأمريكيين لخدمتهم وليس لشركات انتاج الصواريخ ولإدارة حروبها المستمرة وقواتها المنتشرة كأوصال الأخطبوط في العالم. إذا كانت الحكومة الأمريكية حقا تريد أن تخدم الجماهير في العراق، أو ترغب في إعطائهم هدية ما، فإن ذلك يرتكز في أن يترك العراق و جماهيرها والمنطقة كلها وشأنهم، فإن ذلك خير للجماهير في المنطقة وفي أمريكا أيضاُ، ثانيا/ توجيه وتقوية وتنظيم النضال الجماهيري في العراق حول شعارات وأهداف واضحة، متمثلة بالحريات السياسية و المدنية والأجتماعية، وبالقوانيين التقدمية للعمال و المحاكم و العقوبات، والأحوال الشخصية وحقوق النساء والأطفال، وانفصال الدين عن الدولة والتربية والتعليم، و...والسير بها صوب تطلعاتهم وأهدافهم والآتيان بالحكومة التي تليق بهم، حكومة تسن دستورها وقوانينها حسب المساواة والحرية لعموم المواطنيين في العراق.



تسقط العسكرتارية والنهج النازي الأمريكي !

تسقط الحكومة البعثية!

تعيش الحكومة الإشتراكية!



سامان كريم

عضو اللجنة المركزية لحزب الشيوعي العمالي العراقي

7/3/2002



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتضامن مع مطالب العمال في لبنان !
- الديمقراطية الإسرائيلية، عجينة الفاشية!في ضوء محكمة عزمى بشا ...
- الجلسة التاسعة لمجلس الوزراء العراقي وسيوف المتسلطين على رقا ...
- الضغط الجماهيري وحده وليس التوسل الى الأوباش


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامان كريم - الحملة الأمريكية المزعمة على العراق، إهانة للإنسانية!