أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامان كريم - حول التهديدات الأمريكية ضد العراق، المعارضة العراقية، مهماتنا؟















المزيد.....



حول التهديدات الأمريكية ضد العراق، المعارضة العراقية، مهماتنا؟


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 209 - 2002 / 8 / 4 - 14:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




بعد أحداث11أيلول(سبتمبر) المنصرم في نيويورك وواشنطن الأمريكيتين، زادت الأطروحات و الابحاث حول عدة مسائل ومنها المرحلة الثانية لحرب أمريكا ضد ما يسمى بالإرهاب بعد طالبان أو" احتمال أن يصبح العراق الهدف التالي؟" وحول هذه المسألة هناك إيجابات كثيرة لدى المثقفين المأجورين أو المنتمين إلى مختلف المشارب والإتجاهات السياسية وخصوصا المؤسسات الرسمية التابعة لمركز صنع القرار الأمريكي ومنها مؤسسة " راند" التابعة لمعهد بحوث الدفاع الوطني الأمريكي الذي يشرف عليه البنتاغون و مقالات أخرى من بعض المسؤلين المتقاعدين في الوزرات الأمريكية والمستشارين في المؤسسات الرسمية ومنهم ريتشارد بيري وهو مساعداَ لوزير الدفاع في الفترة 1982-1987، وغراهام فولر العضو الإستشاري لجمعية راند و... هذا بغض النطر عن التصريحات التي تصدر يومياَ من قبل المسؤولين الأمريكيين، وآخرها تصريحات الرئيس الأمريكي في خطاب الاتحاد في 28 كانون الثاني المنصرم، وذكر إسم العراق مع كوريا الشمالية والإيران ب"محور الشر الذي يهدد السلام العالمي " . أركز في مقالي هذا،على آليات التهديد الأمريكية و على وجهات النظر هذه و أطروحاتهم حول هذه القضية الشائكة، وكذلك الطروحات التي تنبع مباشرة من قبل المعارضة العراقية المروضة، وتعد العدة للعمل وفقها.
منذ صدور " قانون تحرير العراق" من الكونغرس الامريكي في نهايات سنة 1998، فإن الحكومة الأمريكية تبحث عن كافة السبل لتغير حكومة " صدام حسين" التي تشكل عائقا" أمام مصالحها و إستراتيجيتها في المنطقة، كما يدعون. فما هي محاور الاصلية لهولاء الكتاب ووجهة النظر الرسمية للحكومة الأمريكية، ماهي دلائلهم لهذا المشروع، هل هو بدافع إنساني و دفاعاَ عن " حقوق الإنسان"؟ هل هو لتثبيت " الديمقراطية" والآتيان بحكومة ديمقراطية للعراق مابعد " صدام"، وبهذا الصدد فأنهم يفضلون الخزرجيين والسامرائيين على غيرهم ؟ هل هو مشروع ضد " الديكتاتورية "؟ هل هو مشروع ضد " الإرهاب" و الأعمال الإجرامية التي اقترفها حكومة " صدام" ضد جماهيرالعراق؟ هل لإمتلاكها اسلحة الدمار الشامل؟ هل لغرض تحرير الجماهير في العراق من قبضة هذا الحكم القاسي؟ هل ...؟ ما هو بديل هذا المشروع؟ ماهي الحكومة المرتقبة من قبل الأمريكان لجعلها قابلة للحياة في العراق الذي تتشابك فيه القوى المتصارعة للفوز بالسلطة السياسية.
أود أن اشير إلى المحاور أو حجج التي ترتكز عليها هذه السياسية من قبل الحكومة الامريكية، وهي؛ أولا َ/ حكومة " صدام حسين" ضد مصالح الولايات المتحدة، وعائق أمام مشاريعها السياسية في المنطقة،ثانياَ/ تأوى الجماعات الإرهابية ، وتمارس الإرهاب حتى ضد شعبها ! ؛ ثالثاَ/ إمتلاكها أسلحة الدمار الشامل بما تشكل ذلك تهديداَ لجيرانه و لإسرائيل و لا تتهاون لإستخدامها حتى ضد شعبها؛ هذه هي الحجج الأصلية التي تتشدقوا بها الحكومة الأمريكية و لجعل هذه المسائل و الحجج قابلة لتصوير من قبل الراي العام يضاف إليها هذه النقطة ولو لا تشكل اي محور جدي لديهم حكومة ، اي النقطة الرابعة، رابعاَ/ لاتعمل بالقرارات و المواثيق الدولية ولا تراعي حقوق الإنسان في العراق، لكن إذا نستنتج جملةً ملخصةً من هذه الحجج بإمكاننا أن نقول وبشكل واضح، وكما قال جوزيف ليبرمان من المخضرمين الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي (أن تشاور الرئيس مع الكونجرس بات واجبا "بعد أن دخلت الإدارة منعطفا جديدا استننتجت منه الى ان تغيير النظام في بغداد اصبح أمرا حيويا للأمن القومي الامريكى) ( التأكيد لنا).أي المحور الأصلي للحكومة الأمريكية أمنها القومي، ولكن مامعنى " الأمن القومي الأمريكي؟!" أشرح هذا المعنى أدناه.
.
• حول الحجج و المحاور التي تتركز عليها الحكومة الأمريكية وكتابها المأجورين:
الحجج التي تتركز عليها الولايات المتحدة الأمريكية، لتمضي قدوماَ لتغير " صدام حسين" هي حجج واهية وتمثل العنهجية و الغطرسة و إظهار قوتها العسكرية أمام العالم كلها لتيسير سياساتها و مصالحها و إخراج الأخرين من القوى العالمية من المنافسة وجعلهم ذيلا مطيعاَ، بحجة " أمنها القومي"، اي أمنها القومي أصبح مظهراً وستاراً لتيسير سياساتها و أستراتيجيتها االعالمية، وصياغة نظامها الدولي الجديد حسب مفهومها وجعل منافسيها العالميين من الأوروبا والآسيا، اقزاماً دولياً. في مايتعلق بالشرق الأوسط، هم يرغبون بالشرق الأوسط الجديد أي " الشرق الأوسطية" بمفهومهم الخاص، أن يكون إسرائيل محوراً أصلياً، والحكومات القائمة في هذه المنطقة، حكومات موالية مئة في المئة، تمشون حسب خطط المرسومة لهم من قبلهم، وهناك على المائدة الأمريكية عددة سيناريويات المختلفة لشرق أوسطهم. والآن أغور في حججهم المختلفة، لماذا اية حكومة عائقة أمامها يجب ان تسقط من قبلها؟! ماهي آليات هذه العائق؟ كيف تمكن " صدام حسين" و الحكومة العراقية من تشكيل تهديد مباشر على المصالح الأمريكية وأمنها القومي؟ ماهي إثباتاتهم على ذلك؟ أو حتى إذا تبينت هذا، كيف لحكومة ما تعلن علناَ مشروعها لأسقاط حكومة أخرى، المشروع الذي تنافي و المواثيق الدولية التي تبنتها الحكومة الأمريكية أيضأ؟ هل تعبر هذه الحالة حالة قانونية، ضمن الإطار العام لقوانين و المواثيق الدولية الموجودة لحد الآن و خصوصاَ المادة "2" من الميثاق الأمم المتحدة؟ بإعتقادي ان حكومة " صدام حسين" أو حكومة البعث ليس حكومة ضد المصالح الأمريكية ولن تكون ذلك ابداَ وليس بأمكانهم تهيدي الأمن القومي الأمريكي وحتى في بداية السبعينات التي لها علااقات وطيدة مع الإتحاد السوفيتي السابق، لكن نفرض ان هذه الإدعاء صحيح، لماذا الحكومة الأمريكية مصممة على " تغير" الدكتاتور الصغير صدام حسين؟ لماذا استعمال الاسلحة الدمار الشامل لتغيره؟ لماذا الحصار؟ هل استعمل " صدام حسين" الإسلحة الكيمياية أو الجرثومية ضد الولايات المتحدة؟ لا، ومع ذلك تصر الأمريكان على تغيره، هذه هي تعبير عن العنهجية والغطرسة من جانب و من جانب أخر تعبر عن مرحلة جديدة في العلاقات الدولية و تغير البنيوي للمواثيق و المعاهدات الدولية التي أبرمت سابقاَ في عهد الحرب الباردة، التي تعمل بها الأمم المتحدة لحد الآن ولو بصورة شكلية. البيت القصيد هي التي بدأت منذ أكثر من 11سنوات، اي بعد سقوط الإمبراطورية الشرقية المتمثلة بالإتحاد السوفيتي السابق ونهاية ماتسمى بالحرب الباردة، منذ عهد الجديد أي منذ سنة 1990 ومابعدها بدأ عصر جديد بقيادة منفردةَ للأمريكان على الصعيد العالمي، بدأ هذا العصر بنزيف من الدم الإبرياء والشيوخ والأطفال في العراق. إستغل الحكومة الأمريكية حينذك، أحتلال العراق للكويت، وقال بوش الاب في حينها " كل مانقول يمشي" بداَ عصر الذي يسميه بوش " النطام العالمي الجديد" والمقصود منه قيادة منفردة للأمريكان بدون منافس جدي في العالم وجعل كافة المناطق مناطق للنفوذ والسيطرة الأمريكيتين، لتيسير سياساتهم و إدارة شؤون إقتصادهم الهش بقوة السلاح ،إبعاد المنافسين وخصوصأ من الغرب و القوى العالمية الأخرى المنافسة لها في المناطق الكافة مثل ما قاموا بها في الأمريكا الجنوبية وحسب مبدأ " مونرو" الرئيس الخامس للولايات المتحدة، الآن وضرورةً لصياغة نظامهم العالمي الجديد ولجعل حكومتهم أقوى و بقائها على هذه الحالة لا تكفيهم هذه المناطق وخصوصاَ بعد تضيق الخناق على المنافسة بين الشركات الإحتكارية العالمية، تصرون وبقوة السلاح على تطبيق مبدأ " إيزنهاور" الذي رأى في الشرق الأوسط " منطقة حيوية لا تضاهيها أي مناطق الأخرى في العالم"، حرب الخليج و إخراج الجيش العراقي في الكويت، والحصار الإقتصادي و إطلاق العملية السلام في الشرق الأوسط !!، وتدخلاتهم المستمرة في أرجاء المعمورة، كل هذه جعلت الأمور تمشي إلى حدما باللغة الأمريكية وبالقرار الأمريكي لحد الآن، لكن تبقى المعضلات والموانع أمامها كثيرة وكبيرة، بحيث هلكت و قوضت دورهم وصرحت حكومتهم بصراحة تامة مع مجئ بوش الإبن، بغض نظرهم عن الأطراف البعيدة ومنها الشرق الأوسط، لكن جاءت الهدية مرة أخرى من قبل الإسلام السياسي، جاءت من قبل منظمة القاعدة و بن لادن بعمليتهم الإنتحارية الإرهابية ضد برجي المركز التجارة العالمية في مانهاتن و بناية البنتاغون في واشنطن، هذا الحدث جاءت كملاك لنجاة الوضع مترد ومقوض للأمريكان، تكرر التأريخ نفسه مرة أخرى ولكن ليس في العراق بل في أفغانستان، ليس لوجود بن لادن بل لوجود المصالح السياسية و الإقتصادية في تلك المنطقة، ليصاغة نظامهم العالمي الجديد، مع حجة بوجود بن لادن فيها، واصبح العالم كلها تقريباَ و خصوصاَ القوى الكبرى ذيلا و متحالفأ معها لصدها " للإرهاب" نحن نعيش الآن في عمق هذه الفترة بالذات، أصبحت الحكومة الأمريكية أقوى و رائداَ في العالم، في هذه الأثناء رفعت الصيحات الحرب ضد العراق و إسقاط " صدام حسين" من قبل الكتاب و المفكرين والمسؤولين الرسميين كما يقول جوزيف ليبرمان في تصريحاته الأخيرة في جامعة جورج تاون" ان هذه الحرب لن تنتهي حتى يطاح صدام حسين من السلطة" أو من خلال " الصقور " كما تسميهم الإعلام من الإدارة الأمريكية بما فيهم ديك تشينى ورامسفيلد ومعاونه، كتاب الرسميين مثل غراهام فولر الذي كتب أخيراَ مقالا بعنوان " هل يكون العراق هدف التالي" و يؤيد الإطاحة بحكومة " صدام حسين" و ريتشارد بيري في مقاله الاخير حول "الإطاحة بصدام خطوة ضرورية في الحرب على الإرهاب" و أخيراً وليس أخراً خطاب الاتحاد لبوش الإبن... الحكومة الأمريكية ترغب في المنطقة الشرق الأوسط منطقةَ خاليةَ من المنافسين والقوى العالمية الكبرى و خالية أيضاً من الذين لديهم مشكلة ما مع حكومتهم، لديهم عقدة ما أو مصالح مختلفة مع المصالح الأمريكية، تصرون على منطقة نظيفة بكاملها بحيث تمكنها تثبيت الحكومات المروضة للأمريكا و سياساتها و مصالحها مثل الشاهنشاه السابق في الإيران، و التصرف بالقدرات الاقتصادية والنفطية وتحديد السعر المناسب للنفط، وضغها، بما تتوافق مع مصالحها وإزاحة المنافسين الآخرين على الصعيد العالمي، ليس هذا فحسب بل وصل بهم الأمر إلى الحديث عن ضرب مايشأؤون وبصورة منفردة، اي دون تحالفات أخرى كما حدثت في الأقغانستان والحرب الخليج الأولى، هذا ماقاله بوش الإبن و و وزير خارجيته في " يوم الحب".
أما بخصوص إمتلاكه أسلحة الدمار الشامل، يجب أن نقول من هي تمتلك أكبر الترسانة النووية و الكيمياوية و البيولوجيةوال... في العالم، من هي استعملت هذه الإسلحة و على النطاق الواسع في العالم و تتفاخر بها لحد الآن وتعلق المداليات على صدور الجنرالات اليت أقدموا على المذابح الجماعية في فيتنام، ومن هي الدولة التي لاتمتلك تلك الأسلحة وخصوصاَ في الشرق الأوسط، إسرائيل، تركيا، إيران و.... من الجهات التي أو الدول التي سلَحَتْ العراق بهذه النوعية من الأسلحة، هل هي من الدول العربية مثلا أو الشركات من الغرب؟ لماذا الآن وبعد السقوط جدار برلين و بعد إجتياح العراق للكويت ترفع هذه المطالب، لماذا قبل ذلك الوقت لن تفاجئنا الأمريكان بهذه الحجج الرعناء، وهم تعلمون جدياَ إستعمال الحكومة العراقية هذه الأسلحة ضد سكان العراق و تحديداَ في مدينة الحلبجة في كردستان العراق، لماذا في حينها لم تنبت شفيتهم بالدفاع عن الحقوق الإنسان و بإمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل؟!. هذه السياسية اي سياسة الكيل بالميكيالين أو بثلاثة أو أربعة تمثل روح و جوهر السياسة الأمريكية لمصلحة البزنس الأمريكي فقط لاغيرها.
حول دعم و تأوي الجماعات الإرهابية، من هي تقول ذلك، وهي تمارس الإرهاب الدولي بأبشع اشكالها، وجعل من الإرهاب سنة من السنن الدولية، تقتل وتدمر، وتقصف و تحتل و تؤيد الإحتلال و تشرد الجماهير و تفرض الحصار بكافة أنواعها، وتساند حكومة شارون الإرهابية، من تقول ذلك؟ و هل هناك من تسمع هذه الأقوال و الإدعاءات ! ماعدا المعارضة العراقية التابعة لها. حتى إذا نسمع و ننصع لرأي الأمريكان حول الإرهاب، وهم تقولون الإرهاب إرهاب لا فرق بين المقاومة و الإرهاب، إذن لا فرق بين الإرهاب الأمريكي و الإرهاب العراقي، ماهي الفروقات؟! إذا الحكومة الأمريكية تود أن تهدى الهدية للجماهير في العراق، فهي ترك شأن الجماهير و ترك العراقيين و المنطقة بأكملها وهم تعلمون كيف تصفي حساباتهم مع الحكومة المفروضة عليهم بقوة، لعل ذلك خير للعراقيين جميعاَ و مرة أخرى ماعدا المعارضة البرجوازية المروضة.
أما بخصوص عدم إنصياع الحكومة العراقية، لقرارات الدولية!! اقول إن الأمريكان هم الذين دسوا على هذه القرارات والمواثيق الدولية علناً وبقوة السلاح، معاملتهم مع أسرى الحرب، خروقاتهم لإتفاقية ال " كيوتو" حول البيئة والإنبعاث الغازات الحرارية، فرض قراراتهم على الدول العالم بحكم أسلحتهم وحصارهم و البنوك الدولية، دعمهم المستمر لحكومة الإسرائلية الإرهابية المتعاقبة، تصويتاتهم في مجلس الأمن والجمعية العامة لصالح الإسرائيل و خلافاً للقرارات الدولية حول هذه القضية، فرضهم الخطوط الحظر الجوي على العراق منفرداً مع البريطانيا وبدون قرار من المجلس الأمن، حجز العقود التجارية العراقية في لجنة 661 بحجة وجود سلع لإستعمال المزدوج و.... فالقرارات الدولية في وقتنا الحاضر وفي عالم اليوم تمثل التوجهات الأمريكية في الغالب مصبوغة بالرتوش الدولية.
أنا من الذين أدافع بشدة، عن مطلب نزع السلاح في العالم أجمع وليس فقط اسلحة الدمار الشامل بل كافة أنوع أسلحة، من الصواريخ النووية والباليستية و... إلى السلاح الأبيض!! في نفس الوقت وفي ظرفنا الحالي في العالم أرى أن نقطة التحول الكبرى في العلاقات الدولية و لمصلحة الجماهير المحرومة في العالم تتوقف مباشرة على كسر اليد الطولي للأمريكان، على كسر عنهجيتهم العسكرية، لجعلهم يرون مكانهم وموقعيتهم بصورة واقعية، والإلتفاتة صوب جماهير المتعطشة للعمل والحرية في الأمريكا، خصوصاً بعد 11 أيلول المنصرم و المعدل البطالة وصلت إلى درجات غير مسبوقة. إذن بعد هذا التوضيح يمكننا أن نقول أن " الأمن القومي الامريكي" عبارة عن قيادتها للعامل الراسمالي منفرداً، بحيث تضمن لشركاتها العاليمة الأفضلية القصوى للمنافسة في هذه المنطقة، وليس التلاعب بالحكومات و تنصيبهم حسب ما تشتهي فحسب بل بالسياسات وحتى بالقوانين و الدساتير البلدان المنطقة كما تنفذ ذلك في الأمريكا اللاتينية، هذه هي أمنها القومي حسب إستراتيجتها في مابعد الحرب الباردة.
*نهج النازي و العنصري في التفكير:
بذريعة ماتسمى" بالأمن القومي الأمريكي" الذي تمثل خدعة مكشوفة أمام الرأي العام العالمي، و تحت ستار " التحالفات" و" الحكومات الصديقة" تبتغون تحقيق إستراتيجيتهم و صياغة عالمهم الجديد، العالم الذي تلعب الحكومة الأمريكية فيه حسب ماتشاء ودون ردع أو منافس قوي وحتى دون " دول المتحالفة معها" بل تبتغون " الحكومات الموالية"، اي قيادة منفردة و يمشي العالم كما تبتغون وتطلبون، هذا هو هدفهم. بمعنى الأخر وكما فعل النازيون قبل أكثر من 60 سنة في ألمانيا و لكن بصورة مختلفة و في أوضاع عالمي مختلف، ترغبون قبضتهم علىاالعالم كله بدون ركائز أخرى اي جعل الأمريكا ركيزة الوحيدة لإدارة السياسة والإقتصاد الدوليين، و تبتغون تحقيق هذا الهدف بطرق مختلفة، تارة تلتفون حول " مجلس الأمن الدولي و الأمم التحدة" تارة أخرى مع الإتحاد الأوروبي أو مع البريطانيا و الحكومات الصديقة!!، وتارة أخرى تهددون بأعمال منفردة، تتخذون وسيلة عملهم حسب مصلحتهم، اي بالنسبة لهم أن إطار " الأمم المتحدة و المجلس الأمن " وحتى " حلف الشمال الأطلسي ( الناتو) " ليس إلا وسيلة لتمرير سياساتهم وتحقيق أهدافهم، فإذا لزم الأمر تدسون على قراراتها و مواثيقها، كما تمت إتخاذها عدة مرات وخلال السنوات المنصرمة، هذه الممارسات تمثل النازية بعينها. أما فميا يتعلق بالتغير في العراق فتمثل وجه نظرهم و المعارضة العراقية والكتاب المأجورين معهم العنصرية والتمييز على أساس القومية والطائفية والدينية، ان وجه نظرهم يتمحور حول هذه المحاور؛ أولا/ التمييز الطائفي والعرقي بين الجماهير في العراق، أي جعل هوية العرقية و الطائفية و الأثنية سمة من سمات إنطلاقهم لحل هذه القضية، و تقسموا الجماهير في العراق على أساس عرقهم وقوميتهم و طائفتهم الدينية، من الأكراد إلى العرب إلى الشيعة و السنة، كلهم منسجمين حول هذه النقطة أي نقطة إنطلاقهم بوجود ثلاثة من القوى الأصلية في العراق وعلى أساس هذا النهج، القوى العربية السنية، العربية الشيعية، الكردية القومية، تقيمون الوضع العراقي و تعطون آرائهم حول البديل في العراق، أو حول حكومة مابعد صدام حسين. ويلصقون القوى والتيارات الموجودة بهذه الجماهير بدافع المسائل الطائفية الدينية و اللغة المعينة، إذا نأخذ بهذا الرأي يجب أن نحسب مثلا كل من يتحدث اللغة الكردية تابع للحركات القومية، كل طفل سجل أسمه ودينه من قبل والديه في دائرة السجل الأحوال الشخصية في مدينة النجف أو كربلاء، تابع للحركات الشيعية و كل من سجل ديانته بالسنية و هى أو وهو عربي تابع للطبقة الحاكمة الحالية و..الخ. هذا النهج و التصور و التفكير السائد في الإدارة الأمريكية و المعارضة العراقية و الكتاب و المثقفين المأجورين والقوميين والأسلاميين عموما تمثل حالة التراجع القهقري للإنسان المعاصر، الذي يصبوا إلى العيش في جو من الحرية و الرفاهية وبعيداَ عن الإضطهاد والعنف بانواعها كافة، ثانياَ/ تراعي المصالح الحكومات الإقليمية خصوصاً تركيا والدول الأخرى، وتغضون نظرهم عن المصالح الجماهير في العراق حول مصيرهم، وتقرير ما يتطلعون إليه وخصوصاً فيما يتعلق الأمر بالقضية الكردية والجماهير في كردستان. هذا النهج أي النازية على الصعيد العالمي، والعنصرية في التفكير يتعاطا مع كافة الأنواع البدائل الرجعية وغير الإنسانية، لأنه يجعل الملصحة الأمريكية و ريادتها في العالم دوراً محورياً و يرتكزعلى التمييز والعناصر الاخرى التي تقسم الإنسان على أساس الهويات الكاذبة مثل القومية والدينية والطائفية على الصعيد العراقي.

* بديل الأمريكان للحكومة الديكتاتور " صدام حسين" :
من المحتم لهذا النهج أن تطرح بديله على اساس نهجه وتفكيره، لذلك إن بديلهم بمافيهم المعارضة العراقية تتمحور حول الشعارات البراقة والمزيفة في الواقع، هم يطرحون " العراق العسكري أولا ومن ثم العراق الديمقراطي " أو بعض القوى في المعارضة العراقية تطرحون "العراق الفيدرالي" بحيث يتناقض حتى مع تفكيرهم الواقعي، إّذا نسلط الضوء على برنامجهم ونمط تفكيرهم، مثلا هل من يعقل أن تنفند الحركات الإسلامية الشيعية " الحكومة الإسلامية " أو " الولاية الفقية" أو الحركات القومية تفند " الحكومة القومية " و... الخ. لكن بحكم واقع اليوم وقوة التيار الديمقراطي على الصعيد العالمي و إستجابة للمطالب الأمريكية و الغربية، ترفعون هذه الشعارات، وكل التيار من هذه التيارات حسب مفهومه الخاص و الملموس للديمقراطية تتعاطى مع هذه المقولة، الحركات الشيعية تتعاطون معها لأنه ترون في الديمقراطية حكمهم نظراَ لتفكيرهم هم أكثرية في العراق، والحركات الكردية بسبب كونهم تدعون " الفيدرالية" بحيث الديمقراطية تتناسب مع تتطلعاتهم هذه، الحزب الشيوعي العراقي تتعاطى معها بسبب وجود مساحة من الحرية و التعددية بما فيها الإنتخابات ... حسب تصورهم الخاص للديمقراطية. لكن الحكومة الأمريكية تفكر بشكل أخر تماماَ تتناقض مع الأطروحات وحتى التوجهات المعارضة العراقية، المعارضة العراقية لحد الآن لاتشكل حيزاَ ولو محدوداَ في السياسية الأمريكية تجاه العراق، اللهم للضغط على " صدام حسين" مثل باقي القرارات الأخرى الصادرة من المجلس الأمن الدولي. الحكومة الأمريكية ترفع "الديمقراطية" ليس لتثبيتها في العراق ولو شكليا، بل لصبغة و تبرير سياساتها، مشكلة هذه الحكومة ليس مع " الديكتاتوريات" وليس مع الذين لا يتعاطون مع الديمقراطية، بل لانهم لايتعاطون مع مصلحة الأمريكية، بل لأنهم لن تروضوا بعد ولن تصبحوا موالين لها. الممارسات الرسمية العلنية منها أو السرية للأمريكان مع الحكومات في أرجاء معمورة واضحة تماماَ، مثلا لا يتعاطوا مع الساندنستيين الذين أتوا إلى الحكم بطريقة ديمقراطية نظيفة، حسب أقوال الصحف الأمريكية والمراقبين الأجانب، يتعاطوا مع برويز مشرف الذي جاء إلى الحكم بطريقة إنقلابية وعلى الديمقراطيين و... إذن بيت القصيد الأمريكيين ليس ولن تكون مسائل " الديمقراطية " و" الحقوق الإنسان" بل المصلحة السياسية و الإقتصادية "للبزنس الأمريكي" كان ذلك واضحاَ حتى مع حركة الطالبان، الحركة التي موضع التأييد و الدعم من قبلهم حتى إجتازوا خطوط الحمراء الأمريكية، وواضحاَ جداَ مع حكومة الإسرائيلية، حكومة التي ليس عندها شئ سوا القتل و الدمار و القصف والإغتيالات. لذلك كان بديلهم أو توقعهم للبديل القادم للعراق ليس بدافع حرصهم على الإستنتاب الديمقراطية ! و الحقوق الإنسان و حتى ليس بدافع إزالة أسلحة الدمار الشامل ! طبعاَ ليس بحافز دفاعهم عن الأكراد كما تدعون، بل بدافع مصلحتهم الخاصة، بدافع معيارهم الخاصة، لذا هم تتركزون على التجيش الجيش و الإنقلاب العسكري، وليس على المعارضة المروضة والتابعة كلياَ أو حتى أهون عليهم تغير الرؤس داخل القيادة الحالية، هم تفكرون كيفية دمج بديلهم بإستراتيجيتهم في المنطقة بحيث يصبح العراق المستقبل، قوة ذات نفوذ إقليمي قوي موالية للإسرائيليين، مؤمناً للمصالح الأمريكية تحافظ على ضغ النفظ واسعاره حسب المنظور الأمريكي وتحافظ على أمن الخليج وثرواتها النفطية، منطقة خالية من النفوذ والسلطة الأوروبيين.
بمعنى الأخر ان هَمْ الأمريكان هي تثبيت حكومتهم في العراق وليس تغير لصالح أي أحد كان سواهم، هذا يتناقض مع كافة المعيار الإنسانية وحتى المواثيق الدولية الموجودة، أي ان الجماهير في العراق و تتطلعاتهم نحو المستقبل الأفضل ليس تشكل اي معنى ولا اي موقع يذكر بالنسبة للحكومة الأمريكية والسياسية التي تتبناها.

* المعضلات الأمريكية في مسألة إسقاط حكومة البعث" صدام حسين":
هناك من يقول ان الفرصة المواتية يجب أن تستغل، كما ذكرنا آنفا بعض التصريحات للمسؤلين الامريكين، هناك من يربط هذه المسألة بعودة المفتشين الدوليين لإزالة اسلحة الدمار الشامل و... لكن هناك معضلات جدية أمام خطوتهم هذه، أولها أو أهمها هي قضية الفلسطينية، قضية التي مرتبطة بمسألة العراق إرتباطا مباشراَ، بدون حل لهذه القضية ليس بإمكان الامريكان أن تتوجهوا لتغير حكومة " صدام حسين" أو أمامهم صعوبات أكبر وأكثر، أي هناك نوع من مقايضة بين القضيتين، خصوصأ في الظرف الحالي، الظرف الذي تنفلت الوضع في فلسطين من عقالها، و توسعت دائرة العنف و العنهجية الإسرائيلية ضد الفلسطينين و سلطتها، فيما يخص المعضل الثاني، هو عدم وجود بديل للحكومة " صدام حسين" داخل المعارضة البرجوازية العراقية، وخصوصاً في الوقت الحالي، الوقت الذي أبعدت التيارات الإسلامية السياسية كأطراف للتعايش مع السياسة الأمريكية خصوصاً بعد 11ايلول و ذكر الإيران من قبل الأمريكان بإحدى الدول الشر و الراعية للإرهاب وذلك لإبعادها عن أية معادلات السياسية في العراق بما فيهم القوى الإسلامية التابعة لها، مثل المجلس الأعلى لثورة الإسلامية في العراق، والحكومة الأمريكية منخرطة الآن بدفع المعارضة العراقية إلى نوع من التنظيم وذلك بعقد المؤتمرات و الإجتماعات للعسكرين و السياسيين وتمكنوا من جمع 200 عريفا أو ضباطاً في الجيش الذين خدموا في جيش العراقي و في تثبيت حكم البعثيين و " صدام حسين " شخصياً . اخيراً وجود خلافات كبيرة سرياً وعلنياً في بعض مرات، مع القوى العالمية الأخرى حول تغيرالحكومة العراقية خصوصاً جاءت الإعتراضات من ألمانيا و روسيا وفرنسا، وأنتقدوا علناً ومن خلال وزراء خارجيتهم، خطاب بوش الإبن و تسمية البلدان الثلاث ب " محور الشر" , وإتساع دائرة الحرب " ضد الإرهاب " ، ايضاً هناك معارضة ما في المنطقة ومن قبل الحكومات العربية، ولو ذلك ليس قوياً و يمكن حلها عن طريق إعطاء الرشوة للحكومات العربية و ببضعة من مليارات الدولارات الأمريكية، هذا بغض النظر عن الأحتجاجات الشارع على الصعيدين العالمي والعربي. إذن و بهذا المعيار ان صدام حسين و حكومته مصونة في وقت الحالي على الأقل، ومسألة الدعايات و الشائعات الإعلامية ليس إلا ورقة ضغط على حكومة " صدام حسين" لقبول رجوع المفتشيين الدوليين إلى بغداد و تقيد يده من المناورات السياسية المختلفة التي يمكنه أن يمارسه في هذا الظرف الحساس على الصعيدين العربي و الدولي، وخصوصاً ابدي العراق نوعا ما بالموافقة على الرجوع المفتشيين الدوليين، أعتقد إن هذه الخطوة ستزيد من المعضلات أمام الحكومة الأمريكية. إذن الحكومة الأمريكية مقيدة تماماَ مثل صدام حسين وحكومته، بمسائل السياسية و الإستراتيجية المحددة وواضحة، تلك المسائل التي صعبت موقف أمام الامريكين للإقدام على أي خطوة لهذا الغرض أي لتغيره في ظرف الحالي، أنا لا اقصد ليس بإمكانه ضربه بل اقصد التغير، لأن في كل يوم والطائرات الأمريكية و البريطانية تضربون العراق و جماهيره وليس حكومته. أما إذا أخذ الأمريكان برأي رئيسهم أو إذا أخذوا بماقالوها علناً، اي يحالون التغير هذه الحكومة بدون حل مسألة الفلسطينية وبصورة منفردة ودون أخذ راي القوى العالمية الاخرى و دون تحالفات، فأرى ذلك بداية لنهاية هذه الإمبراطورية الشر، لأن إدارة الأزمات والإقتصاد الهش الأمريكي لا تمشى على الركائز الصاروخية و القوات الجوية بل لها آلياتها الخاصة بهما.

*آليات التغير، حسب التفكير الامريكي:
لكل هدف سياسي وسائله و طرقه وآلياته الخاصة به، للحكومة الأمريكية و هدفها في التغير " صدام حسين" هدفها الخاص بها كما ذكرنا أعلاه، اي جعل منطقة الشرق الأوسط، منطقة خالية من المنافسيين العالميين، و تثبيت الحكومات الموالية لها، فيما يخص العراق تعين وتحديد إطار الحكم والدستور، بحيث يجعل الحكم في العراق، حكماً يشبه حكم " شاهنشاه" السابق في الإيران، حكم يتعاطى مع الإسرائيليين، حكم يدير شؤونه حسب منظور الأمريكي وبتوجيهات الامريكية، وعلى اساس ذلك الهدف ينسجون سياساتهم و طرق تحقيقها، منذ الآن منخرطين بعقد المؤتمرات للعسكريين العراقيين في الخارج، تبتغون جمع المعارضة العراقية تحت مظلة واحدة، فهم تريدون تحريك الجيش في الداخل مع ضرباته الجوية على المراكز القيادية في بغداد وضواحيها، اي تبتغون إنقلاباً عسكرياً وليس مهماً في وهلة الأولى القائد العسكري المنقلب له علاقة خاصة بهم أولا لأن في تلك الأوقات الإطار العام لجو السياسي سيكون بايادي الأمريكية، فهم ترغبون في ذلك، لعدة اسباب سياسية وخصوصاً في البداية، اهم هذه الاسباب هي أولا/ لدفع تحقيق سياستهم بسرعة وتثبيت مبتغاهم، أي الحكومة العسكرية تتوعد " بالديمقراطية و إنتقال السلطة إلى المدنيين مستقبلاً، بهذه السياسة تضربون العصفورين بحجرة واحدة، بحيث يجعل من القوميين العرب المتمثلين بالعسكريين وخصوصاً عسكرين في الداخل وتحديداً ( السنيين منهم)، قاعدة للحكم الآتي والفوري، ويقنع المعارضة العراقية في نفس الوقت بإعطائهم فرصة للسلطة في المستقبل المنظور وحسب مبدأ " الإنتخابات"، كما رشحوا العسكرين المعارضين في الخارج لمؤتمرهم، وذلك حسب نهجم آنفة الذكر ثانياُ/ حكم العسكريين في طبيعتها حكماً عرفياُ وديكتاتورياُ سافراً، يضربون اي إجتجاجات وإعتراضات الجماهيرية و العمالية التقدمية والتحررية، اي هدف هذه الحكومة إستنتاب الأمن والإستقرار حسب مفهومهم، اي القتل والدمار للمعارضيين، واليساريين منهم تحديداً، وعدم إعطاء فرصة مناسبة لظهور الإسلاميين السياسيين وخصوصاً الشيعة منهم دوراً بارزا. لتحقيق هذا الهدف لديهم بعض السيناريويات الجاهزة كفصل الشمال والجنوب من الوسط وجعلهم المناطق المحضورة جوياً وأرضياً وتوسيع رقعتهما، تأسيس قواعد المعارضة في المنطقتيين بما فيها جيوشهم للإستعداد وكسند للحكومة المتسقبلية العسكرية منها أو المدنية. ولديهم أيضا آلية أخرى و هي ألية التغير بدون " الحرب" اي تغير في داخل السلطة، اي تغير راس النظام في البداية بأحد أعوانه أو أبنائه وبعئذٍ تخلطون الأوراق و تدمجونها حسب التوازن القوى في تلك الأوقات، مثلا دمج المعارضة مع هذا التغير أو تغيرات في الدستور بحيث لدى المعارضة حيز من الحركة في إطار دستور والقوانين، ولكن النتيجة نفسها للجماهير في العراق وحسب منظور الأمريكي اي لا دور لهم ولا رأي لهم ويجب أن تسكتوا ولا تدعون إلى تغير السلطة لصالحهم وتحقيق تطلعاتهم و آمالهم الإنسانية، وقبل حدوث أي شئ فهم رافعون سيفهم " الحصار الإقتصادي و القرارات الدولية والحظر الجوي و... " على أية حكومة ليس لصالحهم أو ليس موالية لهم. المعارضة العراقية الموجودة والتابعة ليس لها اي دور أصلي أو محوري في سيناريوهات الأمريكية وخصوصاً في البداية، اللهم لدعاية والإعلام، لأن ليس لديهم لا نفوذ ولا إعتبار إجتماعي وجماهيري داخل العراق، بمعى الأخر المعارضة العراقية االتابعة هي " معارضة مأجورة فعلاً".

*المعارضة العراقية التابعة، و قهقهتها في إطار هذه المواجهة:
المعارضة البرجوازية العراقية بكافة أجنحتها منخرطة في إطار العام للسياسة الأمريكية قبال العراق، منذ أزمة وحرب الخليج في سنة 1990-1991. منذ ذلك الحين جرت التحولات في المواقف والآراء داخل المعارضة قبال الأمريكا، هذه التحولات في الآراء نابعة عن عدم صدقية الحكومات الأمريكية قبال وعودها لهم وعدم جدية الحكومات الأمريكية في التغير المطلوب، حسب المنظور هذه القوى، اي إذا لديهم تحفظات أو تريث ما حول الممارسات والسياسات الأمريكية لايتعدى بعض المسائل الثانوية، او مكانة هذه القوى أو تلك في المنظور الأمريكى أو في مشروع الأمريكي، مثلا المجلس الأعلى للثورة الإسلامية و الحزب الدعوة يشعرون بالغبن جراء عدم وجود المناطق الآمنة في الجنوب كمثيلتها في الكردستان، ويعتبون على الأمريكان لفتح هذه المناطق لهم أيضاً أسوا بأخوانهم القوميين في الشمال، وخذلتهم الأمريكان ابان الإنتفاضة الجماهيرية في سنة 1991 عندما وعدوا بهم دعمهم !! الأحزاب القومية الكردية لديهم عقد تأريخية وتجربة مرة مع العهود الكاذبة من قبل الحكومات الأمريكية، فهم لديهم التجربة في إنهيار حركة البارزاني التي دعمت مباشرة من قبل الشاهنشاه الأمريكي في إيران، وخلال 11 السنوات الماضية لديهم تجارب مرة مثلا في آب 1996 عندما دخلت الجيوش العراقية مدينة أربيل بالتعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بعدما تعهدوا للإتحاد الوطني الكردستاني بتنفيذ ما تم تعهدوا بها قبالهم، فهم ايضاً ترون أنفسهم مذولين من قبل الحكومات الأمريكية. أي هناك عدم الثقة بين الجانبين، المعارضة العراقية على العموم و الحكومة الأمريكية. أي بيت قصيدهم هو عدم مأخذهم بجدية من جانب الأمريكان وليس لديهم اي إختلاف سياسي يذكر. هذه المعارضة وبإستثناء الأحزاب القومية في كردستان العراق ليس فقط تفتقدون للقاعدة الإجتماعية في العراق فحسب بل مكانة التنفر و السخرية ولم يأخذهم بجدية. الآن وبعد أحداث 11 ايلول المنصرم في الأمريكا، ورفع الصيحات الحرب ضد العراق، و أصبح " تغير الرأس " في العراق مركز الصدارة في الإعلام العالمي و الخطابات الرسيمة الأمريكية، بحيث أخذ الموضع مساراً جديدأ أو مساراً أكثر جديةً، في هذه الأثناء إستيقض المعارضة مرة أخرى لتدويل القضية لصالحها، لجعل أنفسهم قدوة أمام الجيش الأمريكي، وهم يرسمون و ينسجون البيانات حسب المزاج الأمريكي السائد، ويعددون العدة للمؤتمرات العسكرية والسياسية، ويلتفون الجزاريين البعثيين حولهم كالمجرمي الحرب الخزرجي و السامرائي اللذان لديهما سجل من الجرائم الحرب ضد الجماهير في العراق، وتودون تقديم " كارازاي العراق" وجعله رئيساً موقتاً لهم، أو رئيساً في المنفى. الحكومة الأمريكية منخرطة ومن خلال وزارتي الخارجية والدفاع في تحقيق إئتلاف و أو مظلة ما لكافة التيارات المعارضة التابعة، التي تنقسمون فيما بينهم إلى عدة الميول السياسية المختلفة ومتناقضة إلى حدما، وهم لحد الآن ليس فقط فاقدين لرؤيا المشترك للعراق المستقبل فحسب بل مختلفين حول هذا الرؤيا. المعارضة العراقية تقوم الآن بدورين أساسيين لتحقيق سياسة الأمريكية أولهما/ تلطيف الرأي العام و خصوصاً في الخارج، لإعطاء المباركة لأي فعل أمريكي ضد العراق، بحيث تعطي الإيحاء إن الحرب او الهجمة الأمريكية ضد العراق، مجازة من قبل " ممثلي الجماهير اي المعارضة !!" حتى ولو بشكل طفيف ثانياً/ أصبحت هذه المعارضة في وقت الحالي وسيلة أو ورقة قوية بايدى الحكومة الأمريكية للضغط على الحكومة العراقية و محاولة تغيرها في الداخل. النموذج الذي تطرحها المعارضة التابعة، اي الحكم العسكرين و والخزرجيين والسامرائيين والشمريين والياسريين، تمثل مدى إنخراط هذه المعارضة في أغادير الظلْمِ والعتاهة الفكرية والسياسية، ومدى مكانة و موقعية الجماهير والإنسان في العراق في أفقهم وبرنامجهم للعراق المستقبل، هذه المعارضة وبهذه الأفكار و الأطروحات اللآإنسانية والرجعية ليس فقط لايتناسب مع الطموحات والتطلعات الجماهيرة في العراق فحسب بل متناقضة معها. لا يحدث التغير الثوري في العراق بدون طرح هذه الأوباش جانباً في عملية بناء العراق الجديد، وآتيان بحكومة تليق بالجماهير في العراق.

* مهماتنا و البديل الإنساني لإسقاط حكومة البعث:

تعق على عاتقنا مهمات جسيمة وفق ماجاءت بها التحولات الجديدة، علينا ومنذ الآن أن نبدأ بتعبئة جماهيرية في الخارج لردع الهجمة الأمريكية على العراق في حالة حدوثها أو حتى قبل حدوثها، و وقف غطرستها وقطع أوصالها العسكرية التي إنتشرت كالأوصال الأخطبوط في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط خصوصاً، هذه هي مهمتنا الأساسية في وقت الحالي مع نشر أطروحاتنا و مطالب الجماهير في الحريات السياسية والإجتماعية والمدنية والشخصية في العراق و البلدان المجاورة التي أنتشرت فيها الجاليات العراقية بأعداد هائلة، أي تقوية و تنظيم وقيادة الحركات الجماهيرية داخل العراق حول الأهداف والشعارات الواضحة والملموسة صوب أهدافهم الإنسانية نحو الحرية والمساواة، و قطع الطرق أمام الحكومة الأمريكية لضرب العراق بالتعبئة الراي العام العالمي وخصوصاً الأمريكي والأوروبي، فضح سياساتها وأهدافها و وتوضيح الحقائق أمامهم وذلك من خلال المنظمات والإتحادات العمالية واليسارية والتقدمية في هذه البلدان و إقناعهم بالولوج إلى هذه الصراع ضد الولايات المتحدة من جانب ومن أجل الدفاع عن المطالب الإنسانية أينما كان. أعتقد في هذه المرة لدينا قوة جماهيرة ضخمة في الغرب عموماً وخصوصاً داخل اليسار ولو بإتجاهات وميول مختلفة تماماً ولكن سيصب كلها إلى الهدف المنشود وهو وقف الأمريكان في حدهم. حتماً لدينا موانع ومشاكل مع الجماعات اليسارية المختلفة في اوروبا، حيث ظهرت هذه المشاكل والإختلافات بصورة واضحة ابان الحملة الأمريكية على أفغانستان، ولكن في هذه القضية نحن لدينا معهم مسألة مشتركة وهي إدانة الضربة الأمريكية ضد العراق، و لدينا إختلافاتنا أيضاً حول مسائل عدة أهمها وجه نظرهم التقليدي وقوقعتهم الفكرية في إطار فكر " اوروبا المحور" قبال القارات أو المجتمعات الأخرى، علينا إنتقادهم ونوضح لهم موقعهم ودورهم في هذه المرحلة التأريخية التي تمر بها المجتمع العالمي، و تأثريهم في التحولات السياسية على الصعيد العالمي لصالح الجماهير المحرومة في إرجاء المعمورة، نحثهم لقيادة الحركات الإجتماعية ليس ضد الحروب الأمريكية فقط بل من أجل الجماهيرفي البلدان الأخرى، يجب علينا أن نذكرهم بأخطاهم حول قضية أفغانستان و وقف نضالهم عندما وقفت القصف، نحثهم على الولوج بالتفاصيل في الحياة تلك المجتمعات كما تفعلها حكومات الغربية وتشكلون لهم الحكومات فوقية لهم مثل حكومة الإسلامية في أفغانستان وعلى أنقاض حكومة الطالبان، اي على هذه الحركات أن يبرزوا أنفسهم مثل ما تبرز حكوماتهم في أمور شتى، أي أن تتدخلوا في قضية الإنسان في العراق في حقوقه السياسية والمدنية، تتدخلول لرفع الحصار الإقتصادي و للحقوق النساء والأطفال و للحريات السياسية و حتى لنوعية الحكومة التي يجب أن تتشكل على إنقاض حكومة " صدام حسين"، علينا أن نبدأ بسرعة، كما بدأت المعارضة البرجوازية العراقية التابعة للأمريكان بدأت بمؤتمراتها وتعد العددة لأعمالها مع الحكومات المعنية المتضامنة معهم، علينا إذن أن نرد عليهم ونقول لهم "لا" ئنا القوية، بشعاراتنا الواضحة ورؤيتنا الواضحة لمستقبل العراق، يجب على الأمريكان أن ترحلوا في المنطقة، نقول لهم يجب رفع الحصار فوراً و نوقل لهم " شيلوا ايايدكم عن العراق" و...
إذا هناك قضية شائكة، أذا هناك عدد من القوميات و الديانات في العراق، حتى إذا نأخذ ذلك النهج آنفة الذكر، إذن ماهو البديل الواقعي و الإنساني البديل الذي تخلص الجماهير في العراق من دوامة الحروب الداخلية تحت يافطات القومية و الطائفية؟! تحرر الجماهير في العراق من عقدة الفرس و البوابة الشرقية؟! ما هي الهوية لتلك الدولة الجديدة التي تعرف مواطنيها على اساس عراق جديد؟! ماهو البديل الذي تنعم الجماهير في العراق من الثروات هذا البلد الغني بالموارد الطبيعية؟! ماهو البديل الذي تنعم الجماهير في العراق بالعيش في الحرية والكرامة وبعيدا عن الإضطهاد الديني والقومي و الجنسي و الطبقي ؟! لحل كافة هذه القضايا و إستجابة لمطلب الجماهير في العراق وتطلعاتها، الحل الوحيد والبديل الوحيد الذي يضمن كافة الخيارات المتاحة أمام اكثرية الجماهير في العراق هي الأشتراكية أو الجمهورية الإشتراكية التي تؤُمن فور وصولها للسلطة و حسب الدستور والقوانين التي تسن وتقروا عليها من قبل المجالس في المحلات و المعامل و المؤسسات، برنامجها للإصلاح الأجتماعي و السياسي و بصورة فورية، التي تتركز على الحريات العامة و السياسية و الإجتماعية و الفردية و المدنية و الأحزاب السياسية والجمعيات، إعلان المساواة التامة بين الرجل والمرآة، إعلان حقوق المتساوية للمواطنين كافة في العراق، إلغاء الهويات الدينية والطائفية والقومية، تعرف كافة المواطنين بهويتهم الإنسانية فقط، فصل الدين عن الدولة، الإقرار بالإستفتاء الشعبي في كردستان العراق لهدف تحديد بقائهم أو عدم بقائهم داخل حدود العراق الحالي( في وقتها أنا أؤيد البقاء)، قانون العمل التقدمي ,.... بعدئذ سترتكز هذه الحكومة وبعد إتمام هذه الأولويات على مسائلها الأصلية أي التركيز على ترسيخ دعائم الإشتراكية وعلى كافة الاصعدة. أعتقد ذلك أقصر طريقة لنيل الجماهير الطواقة للحرية والرفاهية، بأهدافهم وتطلعاتهم، إذا ننظر إلى هذه القضية كقضية إنسانية و إستجابة للتطلعات الإنسانية في العراق، ليس هناك بديل واقعي اخر لشان العراقي بإشتثناء الإشتراكية والحكومة الإشتراكية.

30/3/2002





#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كولن باول رجع فاشلاً !
- المعنى السياسي لقرار ديكتاتور العراق بوقف تصدير النفط ؟!
- الحملة الأمريكية المزعمة على العراق، إهانة للإنسانية!
- نتضامن مع مطالب العمال في لبنان !
- الديمقراطية الإسرائيلية، عجينة الفاشية!في ضوء محكمة عزمى بشا ...
- الجلسة التاسعة لمجلس الوزراء العراقي وسيوف المتسلطين على رقا ...
- الضغط الجماهيري وحده وليس التوسل الى الأوباش


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامان كريم - حول التهديدات الأمريكية ضد العراق، المعارضة العراقية، مهماتنا؟