أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامان كريم - حكومة اللن?ة، حكومة لفرض الفقر والخنوع!















المزيد.....

حكومة اللن?ة، حكومة لفرض الفقر والخنوع!


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 285 - 2002 / 10 / 23 - 01:36
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

أصبحت المعيشة وكسب القوت في العراق، قضية في غاية الصعوبة نظراً لتدهور الوضع الإقتصادي للمواطنين العراقيين، حيث قلة الأجور و التضخم الخيالي للعملة العراقية، والبطالة المليونية وإرتفاع الإسعار للاحتياجات الضرورية للإنسان، هذا ناهيك عن القهر والجور و القمع اليومي، من قبل المؤسسات القمعية لحكومة البعث، وعسكرة المجتمع بالكامل، وعلاوة على كل تلك الصعوبات التي يعيش في ثناياها  المواطنون العراقيون، هناك الحصار الإقتصادي، الذي  قصم  ظهرهم وأثر على حالتهم المعيشية  والسياسية معاً.

 جراء تلك الأوضاع المتردية حلت " صباح اللنكَة يا أولاد" محل " صباح الخير يا أولاد" في المدراس، نظراً لعدم قدرة المواطنيين على شراء الملابس و اللوازم المدرسية الجديدة لأولادهم، وذلك لإرتقاع اسعارها وعدم تمكنهم من شرائها، حيث أن أسعار البنطلون والقميص والحذاء، الواحد يساوي 10000و 6500و 11000 دينار على التوالي، هذا ناهيك عن المستلزمات الأخرى الضرورية للأطفال في بداية السنة الدراسية، وإذا أضفنا ذلك كله إلى المعدل الوسطي لدخل العائلة العراقية المكونة من 6 اشخاص، فهذا يعني أن هناك اربعة أطفال لكل عائلة، وان ذلك سيزيد من الطين بلة وسيثقل أكثر فأكثر كاهل المواطنيين. هذا بغض النظر عن كامل  بقية الإحتياجات الضرورية الأخرى كالأكل والشرب و الثقافة و النقل واجرة البيت والكهرباء والماء ... وعند مقارنة هذه الأسعار بالمعدل الوسطي لدخل العامل  الشهري وكذلك دخول الموظفين والمستخدمين،  سنجد بأن المعلم يقبض 8000 آلاف دنيار وأعلى الاجور يقبضها عمال الشركات الكبرى البتوكيمياويات والنفط والاسمنت حيث تصل إلى 100000 دينار بالطبع مع العلاوات والمكافأة، وهذا يعني أن المعدل الوسطي للأجر يساوي 40 إلى50 ألف دينار  للعمال والموظفين والمعلمين، وإذا اخذنا  بنظر الإعتبار أسعار بعض المواد الغذائية الضرورية، مثل اللحم والفواكه سنصل إلى نتيجة مفادها، كيف يعيش المواطن في العراق؟! هل بإمكانه أن يعيش أصلا من جراء تلك الأوضاع اللاإنسانية، ومن جراء مزاولة أكثر من عمل في يوم واحد،  التي خلقتها حكومة اللنكَات اي حكومة البعث القومي.

وعلى الجانب الاخر من المشهد ومن جراء إتساع ظاهرة تسريحة الشعر و الألبسة و الأغنيات الغربية و المكياج بين صفوف الشباب في المدن العراقية وخصوصاً في العاصمة بغداد، هرعت الحكومة وأجهزتها القمعية من خلال وسائل الإعلام التابعة لها، الى اطلاق أنواع النكت السخرية لهولاء الشباب الذين يقلدون تلك الظواهر، وقد إنعكست تلك الحملة الحكومية في المجلات والجرائد الرسمية بشكل واضح، وذلك بتوجيه النقد والسخرية لتلك العادات والثقافة بذريعة " مجيئها من الغرب" وخصوصاً في الظرف الذي أعلنت فيه حكومة البعث الحملة الإيمانية، التي أرادت منها ليس فقط قمع الحريات السياسية والمدنية بل حتى اختزال الهوايات الكامنة في قلوب الشباب والشابات أيضا". إن حكومة اللنكَة هذه ليس فقط لاتتمكن من إطلاق اي نوع من الحريات السياسية بل أصبحت أيضا" لا تطيق حتى الحريات الشخصية البحتة. ولكن تلك الظاهرة التي إنتشرت أخيراً رغم أنف الحكومة وحملتها الإيمانية، تمثل عمق تطلعات الشبان العراقيين وأمنيتهم  نحو الحريات الفردية والشخصية، هذا من جانب ومن جانب آخر تمثل نوع من التحدي ضد سياسات وممارسات حكومة البعث خصوصاً بعد ما تبنت الحكومة البعثية حملتها الإيمانية والقرأنية. إن هذه الظاهرة تعبر بعمق، عن أن المجتمع العراقي مجتمع مدني و يتطلع إلى بناء التمدن و بسط الحريات السياسية والإجتماعية والفردية.

إن الشباب في العراق، ومن جراء الممارسات القمعية للنظام البعثي بشكلها السافر منذ أكثر من ثلاثة عقود  متواصلة، قد سحقت تطلعات و آمال الشباب وأفنت عنفوان شبابهم، حيث حلت، التجنيد الإجباري و المعسكرات الصيفية والجيش الشعبي و جيش  القدس وفدائي صدام والأشبال والحروب المدمرة المستمرة للنظام، و القيود المفروضة على الإتصالات الخارجية وعدم التقاط القنوات الفضائية و خدمات الانترنيت  ومنع الجرائد والمجلات الخارجية، وقد حلت تلك المسائل محل هواياتهم الفنية والرياضية والعلمية والأدبية وممارسة حرياتهم الشخصية... هذا ناهيك عن سلب كافة حقوقهم وخصوصاً الشابات منهم، بحكم قوانينهم  القروسطية البالية وكذلك تحت رحمة الشريعة الإسلامية، ومن جراء كل هذه الجرائم، وصلت  أوضاع الشباب والشابات إلى ما هو عليه الآن في العراق.

الشباب في العراق هذه الفئة الواسعة المليونية، لها دورها في أي تحولات مستقبلية، وعليه  يجب أن ينظموا صفوفهم بأشكال  تتناسب  مع الوضع السائد في ظل الإستبداد والقمع، ذلك لترسيخ  نضالهم صوب مجتمع يتمتع  فيه  الإنسان والشباب بكافة أنواع الحريات السياسية والمدنية و الفردية. وبغية تحقيق ذلك الهدف عليهم تنظيم أنفسهم حول البرنامج الذي يحقق لهم هذه الأهداف والأمال التي طالما سحقت وسلبت بحكم قهر النظام واستبداده، فبرنامج الحزب الشيوعي العمالي العراقي " عالم أفضل " هو أرقى ما وصلت إليه الحركات التحررية والتقدمية  ليس  على صعيد المنطقة فقط بل على الصعيد العالمي أيضاً.

هذه الحكومة اي حكومة اللنكَة، أصبحت في موقع قد فاتها  الآوان، لذا يجب  ان تحل محلها حكومة جديدة، و لكن ليست أية حكومة كانت، خصوصأ في هذا الظرف الحساس الذي تحاول فيه الولايات المتحدة ضرب العراق و المعارضة الملتفة حولها، حيث يحاولون بشتى الوسائل، تحجيم و كبح جماح الحركات الجماهيرية، و الحيلولة دون نهوض أو ظهور الحركات الجماهيرية العادلة والتحررية من القيود الرجيعة، القومية العربية والإسلام السياسي. أن تطلعات و طموح الشباب في العراق تتحقق في ظل الجمهورية الإشتراكية، التي تحقق وتقر كافة أنواع الحريات والمساواة بين الإنسان كمواطنين متساوين أمام المجتمع، ليس فقط المساواة والحريات القانونية بل المساواة الكاملة في التمتع بخيرات المجتمع والخلاص من الإستغلال و القهر ايضاَ. 

 

 



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعوان الجلبي وقرع طبول البعثيين!
- هربَ الجلبي خوفاً من المواجه السياسية !
- الصمود بوجه الحملة الأمريكية، حتى ولو سقط -صدم حسين- في السا ...
- الحكومة العسكرية؛ دكتاتورية الطبقة البرجوازية في مرحلتها الإ ...
- ردُّ على، ردّ حركة الديمقراطيين العراقيين لرسالتنا!
- - المراة العراقية- تطالب بالمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة ...
- اليمين الإسرائيلي بقيادة شارون، مسؤولُ عن إستئناف العمليات - ...
- حول موافقة دكتاتور العراق- صدام حسين- على عودة المفتشيين الد ...
- نقد نقادنا، على هامش مقال " للأستاذ " والي الزاملي
- رسالة مفتوحة إلى حركة الديمقراطيين العراقيين حول ندائكم المو ...
- العالم يقع بين شكلين من الإرهاب
- شباب العراق بين مطرقة القومية وسندان الاسلام السياسي!
- الحرب ضد العراق ليس حتمية!
- يجب صد السياسة التركية، تجاه كردستان العراق!
- الخطة العشرية للنهوض الاقتصادي والإجتماعي والطبقة العاملة في ...
- الشيوعية العمالية والإئتلافات في المعارضة البرجوازية العراقي ...
- لجنة تقصي الحقائق الدولية لجنين ضحية لرَفع الحصار على الرئيس
- جنين، وصمة الخِزيْ، على جبين " الحكومات الغرب" !
- عيد ميلاد الديكتاتور العراقي، يوماً للتحدي أو تركيعاً للمواط ...
- حول التهديدات الأمريكية ضد العراق، المعارضة العراقية، مهماتن ...


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامان كريم - حكومة اللن?ة، حكومة لفرض الفقر والخنوع!