أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 43















المزيد.....

هواجس في الثقافة مقتطفات 43


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7873 - 2024 / 1 / 31 - 09:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحياة السرية
أغلب البلدان المتخلفة، حكومات وأحزاب وطوائف وأديان وقوميات وناس عاديين يعشقون الحياة السرية.
كل علاقاتهم سرية، وحياتهم كلها تسير تحت الطاولة. وكلهم يخافون من بعضهم ولا يثقون ببعضهم.
تحت السرية عالم قميء، أسود اللون، وينبعث منه رائحة كريهة جدًا.
الحياة السرية تقوم على الكذب والطبائع السيئة والسلوك والممارسة السيئة.
ولا مصداقية ولا عهد بين الناس.
والناس في الحياة السرية يكنون لبعضهم العداء، وفي العلن ينافقون.
حبهم كاذب، ممارستهم للجنس قائم على الغش والكذب، عشقهم كاذب، ممارسة حياتهم اليومية كاذب، وتناسلهم كاذب.
الكذب جزء من سيكولوجية الإنسان في هذا المكان من العالم.
الإنسان الذي يعيش حياة سرية يعتبر سيكولوجيًا كائن مقهور، إنسان مكسور، مهزوم من الداخل.
كيف سنبني إنسانًا متوازنًا بتلال من الكذب والنفاق؟
ما هو الحل؟
طبعًا يوجد ناس صادقين جدًا وواضحين جدًا.
نحن نتكلم عن الغالبية

العلمنة والعلمانية
هناك فرق كبير بين العلمانية و العلمنة.
أول شرط للدولة التي تتبنى العلمانية أن لا يكون الدستور طائفيًا.
أغلب دساتير الدول العربية والإسلامية طائفية، نصوصها مستمدة من الشريعة الإسلامية أو مصادرها من الشريعة الإسلامية. ومنها سوريا.
إن تبني الدستور نصاً يُقر فيه أن دين رئيس الدولة هو الإسلام يتناقض بشكل صارخ مع العلمانية.
إن جوهر العلمانية يطالب أن يكون الدستور وطنياً لا فرق بين الناس على أساس الدين أو القومية أو المذهب..
الإخوان ومن لف لفهم يحاربون العلمانية لخوفهم أن يتحولوا في ظلها إلى مواطنين عاديين مثلهم مثل المسيحي أو الدرزي أو العلوي أو الكردي أو الأرمني أو السرياني أو الاسماعيلي.
لقد ولد الدين الإسلامي ذّكراً سياسياً مسيطراً تاريخيًا على غيره من الملل أو الطوائف أو القوميات بقوة السلطة، لا يقبل أن يكون له شريكاً أو مخالفاً لتوجهاته.
اليوم إنهم في محنة، خائفين على هويتهم الدينية و القومية من الانقراض، لهذا يتخبطون هنا وهناك نتيجة الضغوط السياسية والثقافية والإعلام و الانفتاح على العالم خاصة مواقع التواصل الاجتماعي والنت وغيره.
إن اتهام الإخوان للعلمانيين العرب بالطائفية كذب ودجل، لأن ما بهم من قذارة يرمونه على غيرهم.
وما يحدث للعلمانيين العرب أنهم يتعرضون للمحاربة من قبل السلطة ورديفها القذر المسمى الإسلام السياسي و المحسوبين عليهم، ومن بقية أطراف المجتمع كالكنائس و الجوامع والمحسوبين عليهم.
أغلب دول العالم مُعَلمنة، بيد أنها ليست عَلمانية ،السعودية مُعلمنة و إيران أيضاً والصومال والنظام العائلي الحاكم في دمشق، لكنهم غير علمانيين.
إن تكون علمانياً ديمقراطياً عليك أن تتعامل مع وطنك وأبناء وطنك على أنهم مثلك في الحقوق والواجبات لا فرق بينك وبينهم في أي شيء.
ومن الضروري أن يكون الدستور العلماني خالياً من أي إشارة طائفية أو دينية أو قومية، بهذه الحالة نصبح دول وطن ومواطن.
التشكيك بوطنية المسيحي أو الكردي أو العلوي أو غيره هو مرض الشرق ومرض أديانه وقومياته.
هو إنغلاق على الذات وتقزيم للانفتاح على الآخر، وعلى هذا العالم المفتوح على بعضه

تعويم نيرون
المسيحيون عوموا نيرون كمجرم لأنه قتلهم، بيد أنهم تعاونوا مع كل نيرون مر عبر التاريخ.
كانوا الاسوأ في التعاون مع الطغاة عبر الزمن الذي ولدوا فيه.
رسالة ما يسمى بالمسيح في وادي وما فعله المسيحييون في وادي آخر.
هذا إن يدل على شيء فإنه يدل على أن الدين مجرد إنتاج حصري خرج من مؤخرة السلطة.

في الحزن
أنا لا أحزن على الذين رحلوا، ولا أحب مجيء أطفال جدد إلى هذه الحياة البائسة.
أنا أخاف على الأطفال من قسوة الإنسان عليهم. الحياة المعاصرة مشوهة، لم يعد فيها براءة، والطفل قمة البراءة.
عالمنا المريض سرق براءة الطفل، سرق فرحته وخياله الطبيعي، جرده من علاقته بالطبيعة، حوله إلى غريب داخل نفسه قبل أن يصبح غريبًا.
لم يعد الطفل طفلًا ولا بالغًا، أنه حطام قبل أن يرى تراب البراري العذبة أو الينابيع.
الوحش جرده من السماء الزرقاء وأشعة الشمس والهواء النقي.

الإنتاج الثقافي
في كل عام ينزل إلى الأسواق ملايين الطبعات الجديدة للكتب في مختلف المجالات، في السياسة والاقتصاد والفلسفة والأدب والنقد الأدبي وفي علم الاجتماع والفلك والفن، وما زلنا نكرر أنفسنا في ذات الثقافة القديمة، في ثلاثة كتب لا غير، في التوراة والأنجيل والقرآن، وكأن الزمن الإنساني ليس لنا ولا علاقة لنا به.
أغلب شعوب الكون تتغير الا نحن نعود الى الوراء، حكومات ومجتمع، وكأنه محكوم علينا الجهل والتخلف والنوم في أحضان الماضي السعيد.
وكأن أولئك الذين عاشوا في القرون الوسطى جاؤوا من المريخ أو الزهرة، وكأنهم كائنات فوق عقل البشر في سلوكهم وأسلوب حياتهم.
الثقافة الراسخة المستقرة لا تنتج كائنات حرة، ليس لهذه الأخيرة القدرة على الخروج من القوقعة.
جل تفكير هؤلاء الكائنات القابعين في القوقعة يتمحور حول حول كيفية الحافظ على هذا الكانتون الثقافي الجامد والعيش فيه.
خارج القوقعة هناك برد وجوع وعطش وخوف وغربة من هجوم الكائنات الضارية، لهذا يبحث المرء عن حضن أمن ودافئ، بعيدًا عن الهم الثقافي المتجدد وضغوطه وحاجات التغيير.
الكائنات الراسخة، متماثلة إلى حد التطابق، منعدمة الرؤية، لا ترنو نحو أفق بعيد، مزنر بالألوان القديمة، وليس في ذاكرتها البعيدة أية رغبة في الخروج من الكانتون العامر بالأمراض العقلية والنفسية.
أين ستذهب يا ولدي، البحر لم يعد أمنًا للهروب، وإلى أين ستهرب إذا كانت كل شعاب الأرض مزروعة بالنباتات التي لا تعرفها والأشجار القاسية الصلبة التي لم تتعلم تسلقها.
لا مفر لك إلا بالعمل الجاد، وبناء ثقافة جديدة تزرعها في أرضك قبل أن تتملح.
الزمن ليس في صالحك إن بقيت في مكانك.

المجتمع الغربي
المجتمع الغربي كئيب، بارد، لا حرارة فيه إطلاقًا، في العلاقات، الناس، والطقس بارد والحياة باردة.
بالرغم من أنني لا أحب العلاقات المفتوحة، إلا أن هذا المجتمع أكثر برودة مما يتخيل المرء، لهذا فإن الكثير من الشرقيين يصابون بالاكتئاب والعزلة والحصر.
الحفلات والأفراح والجنازت الذي يمارسونها في هذا المجتمع مجرد تكرار لما كان في بلدانهم الأصلية، بيد أن هذا يحدث هنا، لا حرارة فيها، ولا روح في هذه اللقاءات أو الحضور.
مجرد تسجيل حضور في المكان لا غير.
أحيانًا ترى أحدهم من بعيد أو قريب، تقول لنفسك:
ـ آه، هذا فلان بن فلان، كان يعمل نجارًا، حذاءًا، طبيبًا، أو ممرضًا، أو بائع غاز، تغير كثيرًا، تهرب منه، من وجهه لأنه بائس مثلك. وجوده يذكرك بالحاضر، بالهزيمة التي مني بها وطنك أو بلدك.
مهما حاولت أن تكون أنت أنت، إلا أن الخيبة تعصف بك وترتد عليك.
الأخلاق العامة
الأخلاقيات العامة تتماشى أو تتناغم مع حركة المجتمع والتغيرات التي تطرأ عليه
الأخلاق ليس كتلة جامدة أو واقفة أو جالسة في مكان ما وزمان ما.
إن الأخلاق متحركة متقلبة، تتحرك مع تغيرات وتطورات وسائل الإنتاج وارتقاءها، التي تفرز سلوكيات وممارسات وأفكار على مقاسها.
هؤلاء الذين يقدمون أنفسهم أنهم لا يتغيرون ولا يتبدلون، يكذبون على أنفسهم وعقولهم.
ما دمنا أسرى الزمن، والزمن دوار، فكل يوم يمر علينا يحمل في داخلنا بذور تغيرنا دون أن ندري أو نحس.

عن الصراع في سوريا
صلاح جديد، الرجل الأول في الدولة السورية في فترة السنينيات رفض القرار 242 المتضمن القرار 181 وهو الاعتراف بإسرائيل أثناء تأسيسها من قبل مجلس الأمن والأمم المتحدة، ودفع حياته ثمنًا لهذا القرار، دون شكر من أي إنسان.
بينما حافظ الأسد قبل القرار، وحوله إلى حصان رابح، وركب عليه ووصل إلى السلطة.
قبع صلاح جديد في السجن مدة 23 سنة، من العام 1970 إلى حين تصفيته في العام 1993، أثناء المفاوضات الإسرائيلية الحافظ أسدية.
وطنية صلاح جديد لم تشفع له، ولا نكرانه لذاته، ولا شفافيته السياسية وموقفه من الولايات المتحدة والخليج الغدار.
طعنه أقرب الناس إليه، أولًا رفاقه، ثانيًا كان حزب خالد بكداش، وسيده المقبور الاتحاد السوفييتي ودوله الأمنية التابعة له.
كلهم تخلوا عنه في ليلة لا قمر فيه، لأنه كان ضد رجعية المجتمع، تجاره وسماسرته.
إلى اليوم، ما زال جمال عبد الناصر مكرمًا، وما زال الملك حسين مكرمًا، وياسر عرفات أيضًا على الرغم من ذات العيوب والأخطاء التي وقع فيها صلاح جديد.

الاضطهاد
يعاني أغلب الناس من الاضطهاد الخارجي، يعطيهم حصانة للتمترس حول النفس ومحاولة حمايتها، وكأن هذا الخارج هو العدو الوحيد الذي يهزه أو يضعفه.
إنه يضع كل ثقله على الخارج دون أن يفكر في ترميم داخله، وكأن هذا الداخل محصن ولا خوف عليه.
ينسى المرء أو يتناسى أن الحصانة الداخلية هي الدفاعات الأولى لمواجهة التهديدات الخارجية له.
الإنسان الضعيف، يبدأ ضعفه من ذاته، لهذا لا يستطيع إيقاف التيارات الهوائية الباردة التي تجتاحه.
اللبنة الأولى هي الاساس، البيضة، ومن يخرج من اللبنة الأولى ضعيفًا سيبقى العمر كله ضعيف.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس في الثقافية مقتطفات 42
- هواجس في الثقافة مقتطفات 41
- هواجس في الثقافة ـ مقتطفات ـ 40 ـ
- هواجس في الثقافة مقنطفات 39
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 38 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 37
- هواجس في الثقافة مقتطفات 36
- هواجس في الثقافة مقتطفات 35
- هواجس في الثقافة مقتطفات 34
- هواجس في الثقافة مقتطفات 33
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 32 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 31
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 30 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 29 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 28
- هواحس في الثقافة مقتطفات ــ 27 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 26
- هواجس ثقافية مقتطفات ــ 25 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 24
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 23 ـ


المزيد.....




- لماذا لجأت الولايات المتحدة أخيرا إلى تعليق شحنات الأسلحة لإ ...
- كيف تؤثر سيطرة إسرائيل على معبر رفح على المواطنين وسير مفاوض ...
- الشرطة الأمريكية تزيل مخيما مؤيدا لفلسطين في جامعة جورج واشن ...
- تقارير: بيرنز ونتنياهو بحثا وقف هجوم رفح مقابل إطلاق سراح ره ...
- -أسترازينيكا- تسحب لقاحها المضاد لفيروس -كوفيد - 19- من الأس ...
- قديروف يجر سيارة -تويوتا لاند كروزر- بيديه (فيديو)
- ما علاقة قوة الرضوان؟.. قناة عبرية تكشف رفض حزب الله مبادرة ...
- مصر.. مدرسة تشوه وجه طالبتها بمياه مغلية داخل الصف وزارة الت ...
- مدفيديف بعد لقائه برئيسي كوبا ولاوس.. لامكان في العالم للاست ...
- السفارة الروسية لدى لندن: الإجراءات البريطانية لن تمر دون رد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 43