،، زوجتك نفسي،، قصة قصيرة من قصص العشرية السوداء

حاتم بن رجيبة

الحوار المتمدن-العدد: 7865 - 2024 / 1 / 23 - 14:08
المحور: الادب والفن
    

قولي ،،زوجتك نفسي!،،

،،سافه حقير ، تفوه،،

انتصب.رفع يده اليمنى. وخزة في فكي الأيسر. ألم فظيع. ظلمة. هويت. فكي يتفكك. آه . رأسي يتصدع، ينفجر. أريد أن أتقيء.

قولي،،زوجتك نفسي!،،

صمت ثم صمت...الموت، الفناء... أو أزوجك نفسي!

،،زوجتك نفسي!،،. منكسرة. ذليلة... ضاع الشرف. ضاعت الأنفة إلى الأبد. مرحبا بك يا رذيلة! مرحبا بك يا عائشة في عالم العار والقذارة والخنوع!! بلا أب وأم وأخ وأخت وعشيرة!!

ابتسم. انتصر. زفر. رضي عن نفسه. انتصر الوغد. الوحش. سأزوجه نفسي؟؟؟

يسمونه الأمير. أمير؟،، زوجتك نفسي يا أمير! يا إلاه!! يا جندي الشرف و العدل و الحق و الرحمة ! يا جندي الله!،،

فارع القامة. مقلتين خضراوين، جميل! كتفان ككتفا جوبيتر. أشهب. أشقر. أبيض مثل لون الحليب. كأنه أوروبي..ماكر.. لكنه جميل!

لكن تلك اللحية! ذلك الجلباب! كل تلك القذارة والوسخ!

قذارة. وسخ ولحية كثيفة ومنسابة...مثل شيطان! مثل مارد مسعور . عيناه عينا ذئب جائع. سيلتهمني كما يلتهم شحاذ صحن كسكسي يوم العيد. جارية. غنيمة. هكذا أنت الآن يا عائشة.

يلحسني كالكلب !! يتمرغ فوقي ويصرخ، ينهق، من لذة تزمجر من خصيتيه إلى عموده لتنفجر في قاع دماغه الأسود. المظلم. ذلك المارد!!

زوجتك نفسي!... أهذا الزواج التي طالما انتظرته يا عائشة؟ أهذا فراش الزوجية التي أعددت غطاءه شهورا بنظرات حالمة ، مبتسمة، مغتبطة؟؟؟

أهذا بيت الزوجية وسقف عائلتك أين سيكبر خالد وحسن وزهية؟؟؟ آه منك يا زمن. آه منك يا حياة. آه ثم آه!!!

زوجتك نفسي يا أمير، يا أخ، يا مسلم، يا ورع، يا سفاح، يا إرهابي!

قد وجمال. وسخ وجلباب وقذارة.

مضاجعة في زريبة. كأنه إزميل يدق في أحشائي. أين المتعة؟ أي الدفء الذي طالما حلمت به؟ أين الشبق؟ أين الإنفجار؟ أين أنت يا عروس؟ يا فارس الأحلام. من أداعب شعر صدره، من أشد عضلات ظهره. أضغط...أضغط...ثم أصرخ...آه. أحضن إليتيه بملء يدي. أسحب. أضم... أقبل حلمتيه. صدره. بطنه . ذكره. ونسافر إلى عالم الآهات. عالم الشبق واللذة.كم حلمت وكررت ذاك الحلم صباحا ومساء وتحت ضوء القمر.

آه من سعدك المنحوس يا عائشة!! يرميك . يسلخ كلصونك ويشرع في دقي بإزميله كآلة تهدم الصخور. في زريبة !!! في الغابة، في البرد. في الوسخ والقذارة والذل والهوان. في وكر جنود الله، حماة الدين والأخلاق والحق!! وكر الدبابير.

اشربي يا أختاه كأس العصير. سترتاحين يا أخت. لولا ذلك العصير لمت من زمان. مخدر؟؟ مسكن؟؟ ما ألذه وأحلاه!

،، يا أختاه! أنت حامل. ألف مبروك! ستهديننا جنديا باسلا. من جنود الإسلام. سنحرر الجزائر من الطواغيت والكفار. بوركت يا عائشة!،، هكذا هنأني الطبيب. طبيب وكر المجاهدين في سبيل الله!!

أخي طاغوت. ذبحوه كما تذبح الشياه. سمعتهم يتحدثون.

أبي طاغوت. ذبحوه أمام المسجد. أبي المجاهد. من حارب المستعمر وأفناه. يموت على أيدي هؤلاء؟؟ جلباب، لحية. وسخ. قذارة. نظرات الذئاب. جوع. شر. حقد. كره. وسخ في كل مكان، في الزريبة، تحت الأشجار، على اللباس: الجلباب، وعلى الأسنان. ذئاب!

ما به يحملق في هكذا؟؟؟ كامل الوقت. جارية. يلتهمني. يريد صدري. أردافي. خصري. دفئي وحناني. يريدني أن أصرخ من اللذة . يريدني أن أصرخ،، نعم أزوجك نفسي،،. ذئب آخر من ذئاب الله!! يريد نصيبه من الغنيمة، من الجارية. يريد أن يلتهم ما لذ وطاب!

وكر في الجبل. في الغابة. في الفيافي. غير بعيد عن القرية. عن البيت. عن أمي. أبي مات مذبوحا أمام المسجد. أخي من الطواغيت. شرطي. قادوه إلى الساحة. ذبحوه. ذبحوا الطاغوت. من وأد الحق والدين. دين الجواري و العبيد والذبح والدم و ،، قولي: زوجتك نفسي!،، .

انطلقوا ليعاقبوا أميرا انزاح عن طريق الحق ، لينحروه. الدم. الخنجر. الكلاشنكوف. الجلباب. الوسخ. وسخ. دم . كم هائل من الوسخ و الكره.

شربوا القهوة...قهوة بمسكن. بمخدر. مثل عصير ليلة زواجي بالذئب. هنيئا مريئا يا إخوان. يا جند الله! يا مجاهدين!!!

غاص الشاقور في جمجمتها. هويت بالشاقور . بالشاقور غصت في دماغها الوسخ. موتي يا أخت. يا عاهرة. صرخ الكلاشنكوف من غياهب حنجرته بكل عنف بكل ثبات . مرة . مرتين...مرات... موتوا يا أصحاب الجلابيب. يا جند الله!

أسرعي يا هادية اسكبي البنزين. هؤلاء ليسوا بشرا، بل وسخ وكم هائل من الكره. من البغضاء. من الدم والعنف. جنود الفناء والظلم والموت.

نار مستعرة ورائحة لحم مشوي...رائحة شعر يحترق. رائحة الجلابيب والنيلون النتنة.

وداعا يا وكر الدبابير! الكلاش على ظهري، هادية خلفي نحمل أجنة الكلاب المسعورة في أحشائنا وبصيص من النور والحرية أمامنا.

الشاقور يدك العظام. شفرة الفولاذ تغوص. تثأر للشرف المهدور. يا كلاب، يا أوغاد!!

رصاصة في قلبك، رصاصة واحدة ، يا من ،، زوجتك نفسي!،،

#حاتم_بن_رجيبة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل