لماذا أنا مسلم وراسل ليس مسيحيا 12؟؟

اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)

الحوار المتمدن-العدد: 7864 - 2024 / 1 / 22 - 21:59
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

راسل: كنت القى محاضره عن "وجود وطبيعة الله" أمام جمهور في جامعة ميشيغان في 18 فبراير 1939 عندما سألنى أحد الطلبه عما الذي يستخدمه الأشخاص الذين لا يؤمنون بالله كمعيار للصواب والخطأ؟ فأجبته : "أنا شخصيا يجب أن أعتبر القسوة هي الشيء السيئ الرئيسي ، وأسوأ شيء بكثير. ويجب أن أعتبر المودة والشعور اللطيف أفضل شيء . يميل الرجال إلى امتلاك المعتقدات التي تناسب عواطفهم. يؤمن الرجال القساة بإله قاسي ، ويستخدمون إيمانهم لتبرير قسوتهم. فقط الرجال اللطفاء يؤمنون بإله لطيف ، وسيكونون لطفاء على أي حال ".

المحاور : ألمح فى ردك سخريه أكثر منه أرشاد لهذا الطالب..وعليه كان من الممكن ان يستنتج رجل أسود بأن الأله اسود اللون وبأنف افطس أما الرجل الأبيض فسيؤمن بأله ابيض بأنف معكوف لأن هذا يتناسب مع عواطفهم المتحيزه لغرائزهم أكثر من أى شئ أخر وحتى أقوى من مشاعر اللطف أو القسوه...وعلى كل حال لقد عرفت اليهوديه والمسيحيه فى جزيره العرب قبل محمد (ص) لكنها حرفت تماما..ورغم الأله اللطيف الظريف الذى تحدثنا عنه الكنيسه -التى لا نؤمن بها - فقد اختلطت تلك المسيحيه بغلظه بيئتهم فمارس هؤلاء الرجال القساه الغلاظ كل أنواع الموبقات ومارسوا تفاهه القتل والأضهاد بلا رادع من ضمير او شرع أيضا تحت ستار هذا الأله اللطيف الذى لن يحاسبهم لأنه أولا ظريف وثانيا لأنهم أحباءه وشعبه المختار..ان الشرك وتصور الأنسان بأن الأله الفائق على "صورته" كان من أكبر نكسات الأديان جميعا على مر التاريخ... والقرآن واضح فى ذلك عندما قال "ولئن سئلتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله.." (الزمر,38) الكل يعرف ذلك وحتى انت سيد راسل....

راسل: هل كان ينبغى ان أنصحه بتجاهل الحقيقة والعقل ، والعيش بالكامل في عالم عواطفه الرائعة والمنتجة للأساطير. أن يفعل هذا بكل إخلاص وباقتناع ، حتى يصبح أحد أنبياء عصره وأحد الرجال العباقره فى سفر التكوين؟؟

المحاور : الحق والعدل من صفات الله الفائق عن أى تصور نضعه له لأنه ليس كمثله شئ.. وعندما نطلق العنان لتصورتنا وتخيلتنا فى هذا المضمار فأننا لا نفرق كثيرا عن تلك القبائل البدائيه الغليظه التى كانت تصنع لربها تمثال عجوه أو حلوى تعبدها وتتقرب بها الى الله صباحا ثم تأكلها ليلا.. الله غنى عنا وعن تصورتنا عنه..هو سيحاسبنا على افعالنا لأنه براحته وغير مرغم" قد حرم الظلم على نفسه"....هل هذا شئ صعب على الفهم؟ أبدا أبدا لكنه مرفوض لكل صاحب هوى أو مصلحه فى الشرك وعباده هذا الأله الأيقونى اللطيف الظريف .

راسل : شئ جيد.. لكن الأسلام شن حروبا على الكفار والمشركين الذين لايؤمنون بأله الأسلام ومحمد وهذا أراه تعصبا أفضى الى ما اسميته "تفاهه القتل" المعروفه فى كل الأديان..
.
المحاور: انت تخلط بين الكفر بالله والعداء لله وللأسلام ..فالعداء والحرب على قط وديع سيحوله الى فهد مفترس..انه الدفاع عن الوجود كما قال سارتر....خلاف ذلك , فالأسلام كفل حريه المعتقد وحريه الأراده الأنسانيه النابعه من مشيئه الله...أن الله شاء ذلك حين أعطى الأنسان أمانه الأختيار فى الحياه الدنيا , تلك التى طلبها رغم ظلمه وجهله بينما اشفقن منها باقى المخلوقات..ففى القرآن , المسلم مسلم والكافر كافر لأن الله القدير "قد شاء ذلك" حين اعطانا حريه الأيمان به ولو لم يشأ لظلت اعناقنا جميعا الى السماء معلقه وما أختلف الذين أوتوا الكتاب من بعد ما جائتهم البينات...انها مشيئه الله -ليس أرغاما أو ساديه من الأله-لكنها مشيئته فى ان يعطى الأنسان ما طلبه وهو فى رحم الغيب من حمل الأمانه.. والأمانه تتمثل فى حريه الأختيار والمسئوليه... والمسئوليه تعنى ثواب وعقاب حتى يتحقق العدل الألهى... ولذلك فكل من يرغم الناس على الكفر والشرك بالله هو عدو لمشيئته فى أنسانيه حره ووجبت حربه.. وكل من يرغم الناس على الأسلام لن يتقبل منهم "فأنك لا تهدى الأحبه لكن الله يهدى من يشاء"... فالله ليس أيقونى يمكنك ان تخدعه بنفاق أو حكايات ظاهرها الأسلام وباطنها العداء...فهو يعلم بذات الصدور وأنه لذو مغفره وأيضا ذو عقاب أليم....

#اسامه_شوقي_البيومي (هاشتاغ)       Osama_Shawky_E._Bayoumy#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل