لماذا انا مسلم وراسل ليس مسيحيا 10؟؟

اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)

الحوار المتمدن-العدد: 7863 - 2024 / 1 / 21 - 00:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

راسل: "كل عاطفة قوية لها ميلها الخاص إلى صنع الأسطورة. عندما تكون العاطفة خاصة بفرد ما، فإنه يعتبر مجنونًا إلى حد ما إذا أعطى مصداقية لهذه الأساطير التي اخترعها... ولكن عندما تكون المشاعر جماعية، كما هي الحال في الحرب أو المرض، فإن القليل من الناس يستطيعون تصحيح الأساطير التي تنشأ بشكل طبيعي. وبالتالي، في جميع أوقات الإثارة الجماعية العظيمة، تحظى الشائعات التي لا أساس لها من الصحة بمصداقية واسعة. غالبًا ما تتحالف هذه القدرة على صنع الأسطورة مع القسوة.. إن مثل هذه الأساطير الشعبيه تعطي ذريعة لممارسة التعذيب، والاعتقاد الذي لا أساس له من الصحة بها هو دليل على الرغبة اللاواعية في العثور على ضحية لاضطهاده..

المحاور : قدم الأديب المصرى يحيى حقى فى قصه "قنديل ام هاشم" - والتى تحولت الى فيلم سينمائى- نموذجا مصريا شعبيا للصراع بين الفلسفه الوجوديه والماديه العقليه الجدليه..فويل للعقل والمنطق أذا اغفلا العاطفه وعلم النفس والأجتماع.. وتحكى القصه عن طبيب شاب يعود الى مصر بعد سبع سنوات من بعثته فى المانيا ويقرر فتح عيادته فى حى السيده زينب حيث سكانها البسطاء يعتقدون فى كرامات "ام العواجز" وزيت قنديل ضريحها الشافى لكل الامراض.. ويغذى هذا الاعتقاد بين الاهالى "حلاق صحه " مستغل ورجل دين هو اقرب للدجل والفساد...ورغم الدوافع النبيله للطبيب الشاب ألا انه كان يعتقد كثيرا فى المنطق المادي لنيتشه وهيدجر ويهمل الشعور الدينى الطاغى فى الحى مما جعله ضحيه سهله لحلاق الصحه ورجل الدين.. وبعد عده ازمات يقرر الطبيب اعتناق الفلسفه الوجوديه التى تعترف بعلم النفس وان يقدم ادويته للمرضى فى غلاف مبارك من زيت قنديل ام هاشم...فأكبر تفسير لما هو واقع موجود أنه ببساطه موجود...
واعتقاد المسلم كما جاء فى القران الكريم هو ان خلق السموات والارض وخلقه هو نفسه من نطفه اعظم وأكبر أعجازا من بعثه بعد الموت الذى يماثل نومه واستيقاظه يوميا...ان هذا هو فى العلاج الناجع والجواب الشافى لقضيه البعث عند طبيب البشريه سيدنا رسول الله والمربوط بالمشيئه الألهيه...لكن عندما جاء الى الرسول وفد من الأحبار والقساوسه يسألونه عن اصحاب الكهف الذين قدسوهم وحولهم الى اسطوره لكنهم كانوا قد اختلفوا فى عددهم وعدد السنوات التى قضاها الفتيه فى كهفهم.. تأخر عليه الوحى عده أيام لأن العلاج الربانى سيقدم لهم مغلفا بما يمس شغاف قلوبهم...فذكر القرآن انهم فتيه أمنوا بربهم وأخذ يذكر مايقوله الناس لكنه لم يحدد عددا للفتيه كما انه لم يحدد مده زمنيه وأن بدا غير ذلك.. فالأيه (25) عائده على فعل سيقولون فى بدايه الأيه (22) وتذكر ما يقوله البسطاء... والأيه (26) تدل على أبهام المده الزمنيه أيضا وان علمها عند الله كما فى تفسير بن هشام..أما العلاج الحقيقى فكانت فى المشيئه الألهيه التى وردت فى الأيه (23) والأيه(24) والذى قدمه محمد للسألين كالماده الفعاله فى الدواء وسط غلاف مستساغ المذاق... ولعلك توافقنى وتوافق "ابن هشام" اذا قرأت الأيات التاليه دون تلك الرغبه الملحه من السائلين..
- سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (٢٢) وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (٢٤) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (٢٥) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (٢٦)...
ومن اللطائف ايضا اللغويه ان الأيات التزمت بحركه الفتح كفواصل فيما بينها مثل أحدا..غدا..رشدا..تسعا.. والتى تدل على سهوله ويسر الأنتقال... فتأجج العاطفه وأرتباطها بأسطوره سلاح ذو حدين وعلينا التأسى بمنهاج سيد الرسل أن أردنا أرشاد أناس أرتبطت أفكارهم لمده طويله بأساطير..

راسل : بالنسبه لمحمد لن أتحدث عن رحله الأسراء والمعراج التى يصر فيها مسلمى هذه الأيام انها تمت جسديا وليست رؤيا..لكنى سأذكر ما جاء فى القران ورددته السنه من ان الله كان يمد جيش محمد بعدد كبير من الملائكه المسومين كى يحاربوا معهم ضد الكفار..، ألا ترى انه من الجنون إلى حد ما إذا أعطى مصداقية لهذه الأساطير التي اخترعها فى غزواته وحروبه...

المحاور : ربما كان السبب فى انتشار هذا التفسير لرحله الأسراء والمعراج هو الصراع الطويل حول بيت المقدس بين اليهود والمسيحيين والمسلمين..لكن بعيدا عن البروبجندا والأعلام الموجه فتفسير الأسراء والمعراج كرؤيا صحيحه للرسول (ص) ذكره ابن هشام فى تفسيره سنه 200ه واستدل عليه بالأيه 60 من سوره الأسراء التى ورد فيها ( ۚ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ) وبحديث السيده عائشه بأنه كان فى خيمتها تلك الليله ولم يغادرها...وربما من هنا نلتمس السبب السياسى أو الأسطورى لهجوم الشيعه الشديد على السيده عائشه (رضى الله عنها) على وجه الخصوص فضلا عن باقى امهات المؤمنين..
-أما "الملائكه المسومين" التى تتحدث عنها والتى وردت فى القران الكريم والسنه النبويه فأبدا أبدا لم يذكر احد من المفسرين المحدثين او القدامى ان الرسول (ص) كان يهمل العوامل والأسباب العلميه والماديه للأنتصار ما استطاع الى ذلك سبيلا..فما هو ثابت انه (ص) كان يعتمد اسلوب التعميه عن غزواته فيشير الى مكان ويغزو مكان أخر ويعد لكل عزوه ما يناسبها او يستطيعه من أمدادت السلاح والتموين ويختار هو وأصحابه افضل مواقع التمركز سواء للهجوم والدفاع...والثابت أيضا ان المسلمين كانوا أقل عددا وعده قى كل حروبهم من جيوش الفرس والروم التى كانت تفوقهم اضعافا مضاعفه؟؟ ولنا ان نسئل خبيرا عسكريا عن ذلك ان أردنا دليلا موضوعيا ترتاح له عقولنا..ولعلك توافقنى ان افضل من يحدثنا عن تفسير ذلك هو خالد ابن الوليد ذلك القائد العسكرى الذى شهد له اعدائه قبل اصدقائه بالنبوغ فى الحروب .. فها هو يقول لقيصر الروم وكسرى الفرس " جئتكم بجنود يحبون الموت كما تحبون الحياه" هو لم يهددهم بعدد او عده.. فقط ان جنوده هؤلاء القلائل يحبون الموت والأستشهاد كما يحب جنود أعدائهم الحياه.. فلن يقتل منهم جندى مسلم فبل ان يقتل منهم كافرا على الأقل..وأى نصر لقيصر او كسرى بجحافلهم المؤلفه وعدتهم اللامحدوده بالمقارنه امام تلك العصبه القليله ان هم قتلوا منهم عددا مساوى على الأقل لمن قتلوه..ان تلك الروح المعنويه والملائكه المسومين التى جاء ذكرها فى القران والسنه كمدد للمسلمين ان هم نصروا الله قد هزمت أعداء الأسلام قبل ان تقتلهم سيوف المسلمين...

#اسامه_شوقي_البيومي (هاشتاغ)       Osama_Shawky_E._Bayoumy#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات