لماذا انا مسلم وراسل ليس مسيحيا 11؟

اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)

الحوار المتمدن-العدد: 7864 - 2024 / 1 / 22 - 01:16
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

راسل: كان هناك استثناء واحد بين فلاسفة الماضي العظماء ، وهو جون لوك. حيث جاء لوك في نهاية فترة من الاضطرابات في إنجلترا والحرب الأهلية الناجمة عن التنافس بين المتعصبين. هذا جعله يبحث عن مزاج ذهني من شأنه أن يجعل من الممكن للرجال العيش معا في سلام. كان مزاج العقل الذي أوصى به هو مزاج التسامح ، وكان التسامح الذى أوصى به على أساس أن جميع الآراء في المسائل الاجتماعية مشكوك فيها. كان تعليمه ناجحا لدرجة أنه لم يكن هناك صراع أهلي مرة أخرى في إنجلترا. لسوء الحظ ، لم يتبنى تلاميذه في فرنسا هذا الجزء من فلسفته...

المحاور : المشكله اننا لانقرأ التاريخ سيدى وأذا قرأناه فأننا نذكر منه فقط ما يوافق أهوائنا.. فمثلا استدلالك بنجاح أفكار جون لوك الداعيه لليبراليه فى انجلترا مجافى جدا للصواب.. فلقد ظلت الألويه الحمراء وكل من يدعوا الى استقلال ايرلندا الشماليه عن انجلترا مصنفا ارهابيا ممنوعا حتى تعسينيات القرن الماضى..أذا فالسلام الأجتماعى لم يتحقق فى أنجلتر بأفكار لوك أنما تحقق بعد ان أرغم مناضلى أيرلندا الملكيه الأنجليزيه على الأعتراف بهم وبأستقلالهم!! على الجانب الأخر نجد ان افكار جون لوك أدت الى اشعال الثوره الأمريكيه ونشوب حرب أهليه هائله بها.. ان الغرب الأمبريالى ذو التاريخ الأستعمارى لا يسمح للبؤساء بحريه حقيقيه و ديمقراطيه أو ليبراليه لكنه ينشأ لنا ألفاظ مبهمه وحلقات مفرغه فى لعبه العروش -مثل التسامح والأرهاب وما شابه- لتحقيق أغراضه..لكن دعنى أضرب لك مثالا حقيقيا أعطاه محمد (ص) للحريه فى أقصى درجاتها وهى الخدمه العسكريه أثناء الحروب والتى لم تكن سخره على المسلمين من اتباعه كما كان الحال فى جيوش قيصر وكسرى بل تلبيه لدعوه الجهاد.. ثم أنظر الى اسلوبه فى تكوين الجيوش..كان يحدد على رأس كل جيش قائد والقائد يرشح نقباء للسرايا وكان من حق المسلم المقاتل أن يخنار بحريته النقيب والفائد الذى ينضم أليه ويقاتل تحت لوائه.. ولم يغير هذا التنظيم الليبرالى الحر والغير معروف حتى الأن فى جيوشنا المعاصره ألا خالد ابن الوليد فى غزوه مؤته نزولا علي دواعى تكتيكيه فرضتها المعركه بعد ان تسلم قياده الجيش أثر استشهاد ثلاثه من القواد..لا اعرف ولم يعرف العالم فى ماضيه وحاضره حتى الأن حريه أخنيار او ليبراليه تنظيميه فى تكوين السلطه أكثر مما قدمه محمد (ص) فى مثل تلك الظروف حيث يكون التعصب ميزه وتصبح الدوجماتيه والتجمد الفكرى فخرا..أما حريه التعبير كظاهره صوتيه بلا استجابه وليبراليه الأنحطاط الفكرى والأخلاقى التى يصدرها لنا الأعلام الفاسد حتى يخسر البؤساء انفسهم أيضا بعد ان سلبوا منهم سعاده دنياهم فلن يؤدى الى سلام اجنماعى بل الى مغامرين وجوكرز فى تلك البلدان البائسه.. حيث القتل يعنى الكوميديا والضحك المؤلم...

راسل : أراك متشائما أكثر مما ينبغى..".ما الذي يمكن أن يعظ به الفيلسوف الحديث إذن؟ أعتقد ، ربما ، أن أول شيء يجب أن يعلمه هو أن كل شيء جيد مرتبط بالحياة وأنه في عالم هامد لن يكون هناك خير ولا شر. الخير والشر ، على حد سواء ، محصوران ، بقدر ما تذهب تجربتنا ، على الإنسان والحيوانات العليا. لا أعرف أي منهم هو الراجح".

المحاور : اعتقد ان اى فيلسوف او مصلح اجتماعى عليه ان يعظ الناس بأن الحريه لا توهب وان معارك الحريه لا تتوقف عند جيل..فعلى كل جيل ان يخوض معركته من اجلها...هذا هو الجوهر والأصل الثايت الذى دعى اليه رسولنا الكريم والنابعه من المشيئه الألهيه حين أعطى الله الأنسان امانه الأختيار رغم ظلمه وجهله.. لقد أخترنا الوجود ونحن فى عالم الغيب ظنا منا بأن الددنيا حلوه مرحه لكن خابت توقعتنا , حيث ان النزعات والرغبات الأنسانيه فى المشاهد لا ترتبط بمنظومه الخير والشر أو الظلمه والنور التى برمجها الله فى فطرتنا النقيه.. فالأرض التى تراها هامده ميته تحى وتهتز اذا نزل عليها ماء المطر فتحيا بالزرع والخضره..والكتاب المشفر الذى هو جماد بلا حياه تراه يحيى اذا وجد وعيا يفهمه..وكذلك أفكارنا التى تحملها رؤوسنا لاتموت بموت أدمغتنا بل تنتقل شفرتها -بأمر الله- الى مستوى أخر من الوعى والأدراك حيث هناك انشاءات أعدها خالق الكون "الذى حرم الظلم على نفسه" لراحته وبراحته فيجزى كل نفس بما عملت..

#اسامه_شوقي_البيومي (هاشتاغ)       Osama_Shawky_E._Bayoumy#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل