أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - حكاية عملاء تركيا من “الانكشاريين”














المزيد.....

حكاية عملاء تركيا من “الانكشاريين”


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 7860 - 2024 / 1 / 18 - 20:20
المحور: القضية الكردية
    


وأنا أتابع المسلسل التاريخي عن “بزوغ الإمبراطورية العثمانية” وتحت الاسم نفسه -طبعاً ضغطت بشدة على نفسي لأقدر أن أتابعه بصراحة- وجدت كم يومنا شبيه بما كانت عليها أيامهم وأقصد تحديدًا بخصوص ما يتعلق بهؤلاء الذين يرضون على أنفسهم أن يكونوا أذيال وعبيد لدى “الأسياد” حيث نجد بأن العثمانيين اعتمدوا في كل غزواتهم على الجواسيس والعملاء والخونة من داخل صفوف أعدائهم من الدول والإمارات المسيحية حيث الفرقة والتشتت يجعل هؤلاء المسيحيين يضعون أنفسهم تحت أقدام السلطان العثماني بكل ذل وخنوع، ذاك من جانب والآخر؛ اعتماد الإمبراطورية الجديدة “العثمانية” على ما سمي ب”الجيش الانكشاري” وهؤلاء أيضًا مرتزقة جلبوا وهم أطفال صغار من الدول التي احتلتها العثمانيين حيث أخذوا الفتيات ليصبحن جواري وخدم في الحرملك لتلبية رغبات السلطان وأبنائه والحاشية الحاكمة، بينما الأولاد من الذكور تم تدريبهم كمرتزقة لارسالهم إلى غزو دول أخرى، كما تفعلها تركيا اليوم مع بعض مرتزقتها.. نعم حقًا التاريخ يعيد نفسه في بعض مراحله ولو بأشكال وأسماء مختلفة، لكن بنفس المضامين والمحتوى وها هم أبناء “الانكشاريين” يخدمون أبناء “السلاطين” مجدداً ويتبعهم جيش من الخونة والمرتزقة ومن مختلف الطوائف والجنسيات وهم يقدمون فروض الطاعة ل “السلطان الجديد؛ أردوغان”.

وكمثال عن هؤلاء الانكشاريين والعملاء في المرحلة العثمانية سنأخذ حكاية “حكام الأفلاق” في منطقة البلقان الحالية حيث بلغاريا ورومانيا إلى حدود المجر، فقد كانت تتنازعها عدد من الأمراء، كما حال أوروبا والعالم المسيحي وقتها، مما سهل على العثمانيين أن يمدوا نفوذهم على تلك الإمارات المتنازعة ويفرضوا عليهم الأتاوات والجزية ولكي لا يخون أي أمير من أمرائها، كانوا يحتفظون ببعض أبنائهم في قصر السلطان ب”أدرنة”، طبعاً قبل أن يحتلوا قسطنطينية؛ عاصمة الدولة البيزنطية بقيادة “محمد الفاتح” أو الغازي سنة 1453م، وكان من بين أولئك الأولاد الذين تم حجزهم في قصر السلطان مراد الثاني؛ والد محمد الفاتح، ابني أمير الأفلاق وهما فلاد الثالث والذي سيتم تسميته بلقب “فلاد دراكولا” أو “الملك المخوزق” وشقيقه الأصغر؛ رادو حيث أخذهم السلطان مراد كرهائن ليحافظ على ولاء والدهم؛ حاكم الأقلاق له وللدولة العثمانية وبعد أن يكبر الطفلان يعين الابن الأكبر أميراً على مملكة أبيه، كون الأخير وبحسب الرواية العثمانية يخون السلطان ويحاول الاتفاق مع المجر ويبقى الابن الآخر رادو في عاصمة الخلافة.

وهكذا وبعد أن يستقر الأمير فلاد الثالث على عرش أبيه ويحاول الخروج من تحت النفوذ العثماني ويرفض دفع الجزية للسلطان محمد والذي خلف والده مراد الثاني، فيقرر السلطان الجديد والذي تربوا معاً في القصر أن يعيد اخضاع تلك البلاد “الأفلاق” لتحت نفوذ وسيطرة السلطنة وفعلاً يشكل جيش قوامه مائة ألف، أغلبهم من الانكشارية والأشد مرارةً هو أن شقيق فلاد الثالث؛ أي الخائن ليس فقط لشعبه، بل كذلك لشقيقه؛ المدعو رادو، يكون أحد قادة ذاك الجيش تحت قيادة محمد الفاتح ويجتاز الجيش الانكشاري العثماني نهر الدانوب لتنشب قتال مرير بين الجيش الغازي وجيش الأفلاق بقيادة فلاد الثالث ولكن وبحكم التفوق بالعتاد والعدد والعدة للعثمانيين يتم التغلب على جيش فلاد بعد أن يكبد في العثمانيين خسائر فادحة ورغم ذلك يدخل العثمانيون عاصمة الأفلاق وينصبون عميلهم “رادو” حاكماً عليها! ما يحزن أكثر في هذه الحكاية المأساوية الحزينة هو أن يتم نعت المتمرد المطالب بحرية شعبه وكرامته بنعوت وصفات من مثل “فلاد دراكولا” أو “الملك المخوزق” مع أن ثقافة الخازوق اكتسبها في قصر السلطان العثماني؛ أي من “الثقافة العثمانية” والتي كانت جزء من تراث العثمانيين وربما أكثر ما تركوه خلفهم كرمز لهم وعن همجيتهم ووحشيتهم، وبالمقابل نجد بأن شقيقه الخائن والعميل للعثمانيين؛ رادو الانكشاري يلقب ب”الوسيم والمليح” وللأسف.

طبعاً هناك الكثير من هذه الحكايات المأساوية في تاريخ كل الشعوب التي خضعت للمحتلين، قديماً وحديثاً، مثل حكاية الملكة الأمازيغية؛ دهيا، والتي رفضت الخضوع للاحتلال والغزو العربي الاسلامي الأموي وقادت شعبها ضد الغزو فلقيت ب”الكاهنة” وغيرها من النعوت السلبية، وهناك آخرين كثر.. ولو عدنا لحاضرنا اليوم، لوجدنا بأن أبناء أولئك الانكشاريين الخونة ومن مختلف القوميات والأعراق ما زالوا يخدمون أبناء أولئك “السلاطين”، كما في يومنا مع جماعات الفصائل السورية المرتزقة عند تركيا وعدد من “السياسيين والمثقفين والكرد الجيدين”، لكن ما يشفع ل “رادو” الخائن، يفتقر إليه الإنكشاريون الحاليون، فعلى الأقل إن ذاك جلس على العرش، بينما الإنكشاريون الذي في وقتنا ليس لهم من جلوس حتى على عروش مكاتب حزبية في مناطق نفوذ واحتلال أسيادهم؛ يعني لو جلس الانكشاري حكيمو مثلاً على عرش عفرين، كنا قلنا بأن “الرجل” صحيح خان شعبه وبلده وشقيقه ولكن استلم العرش بدل أخيه، مثل رادو الخائن، أما أن تكون عميلاً صغيراً فقط لتبرير جرائم “السلطان أردوغان” وبالأخير لا يكون لك عرش تجلس عليه ولو بحجم خازوق عثماني فتلك والله قاع العمالة والنذالة والخيانة.. نعم ربما كان الخازوق قليل علينا وكان على العثمانيين ابتكار ما هو أفظع من الخازوق ليخرج من أقحاف البعض منا، فلربما تتحرك تلك الأدمغة والعقول.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن الكرد أين يجب أن يكون موقعنا في ظل الصراعات الإقليمية؟
- عندما يكون الخيار بين الممر الأمريكي والهلال الشيعي/السني ال ...
- إننا سنخسر قيودنا في أسوأ الأحوال
- البديل الديمقراطي في سوريا
- طرفة وعبرة
- أردوغان شريك نتنياهو!
- تاريخ أي عائلة كردية عفرينية يكذب ادعاءات العروبيين القومجيي ...
- هل فعلًا التاريخ يعيد نفسه؟!
- أنت كردي يا غبي قبل أن تكون أيزيدياً أو مسلماً، آبوجياً أو ب ...
- شعوبنا تمجد الطغاة؛ صدام نموذجاً!
- إما أن تكون ذئبًا أو فريسة والأسوأ أن تصبح كلباً يستخدمك الآ ...
- هل ما زال هناك جدوى من -الكفاح المسلح-؟
- الكرد والجغرافيا السياسية الجديدة
- كيف تضحك على الشعوب بالشعارات
- أخبروا محمد اسماعيل؛ بانه الاستعباد وليس فقط احتلالاً!
- “إبراهيم العبري اليهودي” ليس إلا “براهما الحثي الهندوسي”.
- بما إنها -طوفان-، فلما تريدون إيقافها؟!
- هل يقع “علويي” سوريا، بنفس المطب الذي وقع به “سنة” العراق؟!
- فيصل القاسم والدعوة للانفصالية
- باختصار جد شديد؛ “نحن حميييييير”!


المزيد.....




- نيبينزيا: عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ستقابلها مفاوضات فلس ...
- إسرائيل لواشنطن: سننتقم من السلطة الفلسطينية إذا أصدرت الجنا ...
- إسرائيل تبلغ واشنطن بأنها ستعاقب السلطة الفلسطينية إذا صدرت ...
- إسرائيل تحذر أمريكا: سنعاقب السلطة الفلسطينية حال أصدرت الجن ...
- السعودية.. حكم بسجن مناهل العتيبي 11 عامًا ومنظمات حقوقية تط ...
- اعتقال 300 محتج بجامعة كولومبيا وأنصار الاحتلال يهاجمون اعتص ...
- الأمم المتحدة: حجم الدمار في غزة هائل وأكبر من أوكرانيا
- من حرب غزة لأوكرانيا.. حرية التعبير في فرنسا تحت مقصلة العقو ...
- مسؤولان إسرائيليان: تل أبيب تنازلت عن مطلبها بفرض قيود على ع ...
- بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين لترحيلهم إلى رواندا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - حكاية عملاء تركيا من “الانكشاريين”