أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - شعوبنا تمجد الطغاة؛ صدام نموذجاً!














المزيد.....

شعوبنا تمجد الطغاة؛ صدام نموذجاً!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 7795 - 2023 / 11 / 14 - 17:13
المحور: المجتمع المدني
    


إن الغريب والمستغرب، بل كل الاستغراب والوقاحة والحقارة بعد كل جرائم النظام العراقي السابق؛ “نظام صدام والبعث”، أن يأتي من يمجد بأولئك المجرمين السفلة، وهذه ولعمري تكشف حجم الكارثة في ثقافة شعوب الشرق وذلك بعكس المجتمعات الغربية التي استطاعت أن تتجاوز الفكر العنصري وقيام دول مدنية ديمقراطية، بل وتحاكم كل من يحاول الترويج لتلك الأفكار وليس تمجيدها والمطالبة بها مجدداً؛ فمثلًا المانيا هي الأخرى عاشت تجربة مماثلة مع ذاك الفكر -ونقصد مع النازية- لكن لا تمجيد للمجرم “هتلر”، كما يفعلها الكثيرين من القومويين العرب مع “صدام”، بل يحاكم الشخص في المانيا بمجرد الاشهار ولو على مواقع التواصل ب”الفكر النازي”، أو وضع صورة ل”هتلر” على صفحته، بينما أغلب صفحات العروبيين تتقذر -من القذارة- بصور المجرم صدام، ناهيكم عن القذارة الفكرية التي يروّجون لها!

والأسوأ هو أن يأتي كردي يقيم في أوروبا ويقول؛ لن أحرق صورة صدام مراعاةً لمشاعر من يحبه، لك عمي أي مشاعر وأي ضمير، وهل ترك المجرم صدام مكان للمشاعر مع كل الابادات بحق الكرد وباقي مكونات العراق أيها الأهبل؟! لكن الحق ليس عليه، بل على القيادات العراقية وبالأخص الكردية والشيعية، كونهم الأكثر تضررًا من نظام المجرم صدام والبعث وكان يجب عليهم، ليس فقط حظر البعث وفكرها العنصري ومحاكمة بعض قادتها، بل محاكمة كل تلك القيادات البعثية التي ارتكبت جرائم حرب بحق العراقيين، وبالأخص شعبنا الكردي، وبالتالي كان على القيادات الكردية أن تلاحق كل أولئك المجرمين، كما فعل اليهود مع مجرمي النازية الذين فلتوا من محاكمات نورنبرغ.. نعم ليقول الشعب اليهودي ودولة إسرائيل؛ بأنها تستحق احترام شعبها، حينما لاحقت كل أولئك المجرمين حتى أولئك الذين حاولوا الاختفاء في مختلف بقاع الأرض وذلك بعكس قياداتنا والتي استقبلت وللأسف حتى بعض أولئك السفلة من المجرمين في ربوع كردستان.

بالمناسبة؛ نظام صدام المجرم بدأ عهده بجريمة ضد رفاقه البعثيين -ونقصد مجزرة قاعة الخلد في 22 تموز من عام 1979م- وذلك عندما دعى قادة الصف الأول في الحزب للاجتماع في تلك القاعة وبالتاريخ المذكور مع زبانيته وفرق الاعدام التي كانت جهزت خصيصاً للمجزرة ليدخل صدام بسيكارته ووجهه المكفهر كوجه أي مجرم طاغية ويبدأ مهزلة المحاكمة الصورية، أو بالأحرى المجزرة بحجة وجود مؤامرة ضد نظام حكمه ومتورط فيها عدد من القيادات البعثية بأوامر من حافظ الأسد والنظام السوري وبعد أن خرج أحد المتآمرين، أو المشتركين غصباً عنه في تلك المهزلة عن المؤامرة؛ “محي عبدالحسين المشهداني” وتكلم عن خطوات ومراحل التخطيط وكيفيتها وذكر عدد من الأسماء المشتركين وهو مرتبك تماماً ويكشف عن أن الأمر كله لا يعدو عن تلقينه وحفظه لدوره في المهزلة، فيقوم صدام باخراج قائمة باسماء المشتركين في المؤامرة المزعومة وهكذا يتلو اسم (55) خمسة وخمسون قيادياً بعثياً، يعدم منهم مباشرةً (22) اثنا وعشرون حتى دون محاكمة صورية والباقي (33) ثلاث وثلاثون يحاكم كل واحد منهم بسؤال واحد فقط لا غير؛ هل أنت بريء أم مدان؟!


وبعدها ليأتي ما هو أسوأ، بالنسبة لهؤلاء المعتقلين البعثيين حيث جحيم السجن والتعذيب اليومي، لدرجة إنهم باتوا يحسدون رفاقهم الذين اعدموا مباشرةً -سنضع لكم رابط في التعليقات حيث يتحدث أحد الناجين من المجزرة؛ ألا وهو السيد احسان وفيق السامرائي”- وكيف أن التعذيب كان يستمر لأكثر من عشرين ساعة ويومياً، بل كان يمكن أن تتعرض له في كل لحظة والذي استمر لأربعة سنوات ونصف، قبل أن يفرج عنهم ب”عفو رئاسي”، وكانت في النتيجة موت (14) أربعة عشر من أصل (33) ثلاث وثلاثون تحت التعذيب حيث “حفلات التعذيب” يمكن أن تكون بأي طريقة وأسلوب، قلت “حفلات التعذيب” قصداً ولكونهم يستخدمون في معتقلات الشرق وزنازينها مثل هكذا اصطلاحات، بل فعلاً يتم ذلك حرفياً حيث يحكي السامرائي في احدى قصصه عن قتل أحد رفاقهم تحت التعذيب وكيف أن جثمانه كان ما زال مسجى أمامهم على الأرض وكان للمقتول أخ آخر معتقل معهم وكيف أن أولئك الزبانية أتوا به مع كل المعتقلين وطلبوا منه أن يغني على جثمان الأخ المسجى والبقية يصفقون فرحاً وابتهاجاً!

طبعاً جريمة أو مجزرة “قاعة الخلد” لم تكن الجريمة الأولى ولا الأخيرة لنظام البعث وصدام المجرم، بل كانت واحدة من ضمن سلسلة طويلة من جرائمهم ومجازرهم المروعة وكلنا وكل العالم يعلم بما حدث مع الكرد في المجازر التي أرتكبوها تحت مسمى “الأنفال” وكانت هلبجة تلك المدينة الكردية قد شهدت إحد أبشع الجرائم المروعة على مر التاريخ، وكذلك لاقى الشيعة نصيبهم من جرائم صدام والنظام البعثي، بمعنى أن جريمة البعثيين في “قاعة الخلد” لم تكن الأولى ل”صدام” ولا الأخيرة، لكن أردنا الاستشهاد بتلك الجريمة لنقول؛ بأن من يرتكب بحق رفاقه البعثيين مثل هكذا جريمة مروعة، فكيف سيكون الأمر مع خصومه وأعدائه وتاريخ الدولة العراقية في ظل الطاغية معروف والتي اسماها الكثيرين ب”جمهورية الرعب”! وبالتالي نستغرب أن يأتي البعض وهو يمجد لهكذا طاغية والاستغراب الأكبر هو أن لا يكون هناك قانون يجرم ويدين كل من يمجد بهكذا نظام وذلك على غرار من يحاول في أوروبا، وألمانيا أولاً، بأن يمجد ب”النازية وهتلر” بحيث يصبح جزء من ماضٍ يجب محوها من الوجود وحتى من ذاكرة شعوبنا، وليس الافتخار بها! ولذلك نطالب بوضع قانون شبيه بذاك الذي في أوروبا يدين البعث وكل من يمجده ويمجد الطاغية صدام المقبور.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إما أن تكون ذئبًا أو فريسة والأسوأ أن تصبح كلباً يستخدمك الآ ...
- هل ما زال هناك جدوى من -الكفاح المسلح-؟
- الكرد والجغرافيا السياسية الجديدة
- كيف تضحك على الشعوب بالشعارات
- أخبروا محمد اسماعيل؛ بانه الاستعباد وليس فقط احتلالاً!
- “إبراهيم العبري اليهودي” ليس إلا “براهما الحثي الهندوسي”.
- بما إنها -طوفان-، فلما تريدون إيقافها؟!
- هل يقع “علويي” سوريا، بنفس المطب الذي وقع به “سنة” العراق؟!
- فيصل القاسم والدعوة للانفصالية
- باختصار جد شديد؛ “نحن حميييييير”!
- حكايات الأخوة مع -قلاية البيض-!!
- قراءة في المشهد السياسي الكردستاني
- وثيقة هامة في تاريخ كرد سوريا
- روسيا والملف الكردي
- أبلسة الكرد في قضية الانفصال
- مؤتمر البارتي والذهنية المناطقية التكتلية.
- “رخص التراب”؛ نحن تركنا خلفنا التراب للآخرين
- التحالف مع قسد؛ “خيار أمريكي لتحقيق الانتقال السياسي”
- -يا لعيبة يا خريبة- في (لعبة معبر فيش خابور - سيمالكا)!
- تعليق ورد توضيحي بخصوص مقاربة أوجلان لحل القضية الكردية


المزيد.....




- الأمم المتحدة: معدل الفقر في فلسطين بلغ 58.4%
- -لن نقبل أن نصبح وطنا بديلا-.. ميقاتي: لبنان تحمل العبء الأك ...
- دعما -لاستقرار لبنان- و-تحديات استضافة اللاجئين-.. مساعدات أ ...
- الاتحاد الأوروبي سيقدم دعما -لاستقرار- لبنان ومكافحة عمليات ...
- آخر تطورات احتجاجات الجامعات بأمريكا مع تصاعد الاعتقالات
- توقع بإدراج إسرائيل الشهر المقبل على القائمة السوداء للأمم ا ...
- بعثة أوروبية تتوجه إلى لبنان بدعم بقيمة مليار يورو لوقف تدفق ...
- إعدام سعوديين أدينا بخيانة الوطن وتأييد الفكر الإرهابي
- اليونيسف: رفح تمتلئ بالمقابر والأطفال يُقتلون بشكل ممنهج لكن ...
- اتهام روسيا أمام لجنة حقوق الإنسان بقصف مستشفى بشمال سوريا ع ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - شعوبنا تمجد الطغاة؛ صدام نموذجاً!