أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - إسرائيل أصغر حجما من دورها














المزيد.....

إسرائيل أصغر حجما من دورها


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 7852 - 2024 / 1 / 10 - 16:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن لها من الوجاهة ما يبررها العودة إلى دعوة كروبسي والتي لم تكن هي الأولى من نوعها ولكنها ربما هي الأكثر صراحة على الاقل منذ السابع من أكتوبر الماضي تلك الدعوة التي توجه بها للإدارة الأمريكية من أجل صياغة إستراتيجية ما في الشرق الأوسط تقوم بشكل أساسي على احتواء محاولات مد النفوذ الايراني لكسر إحدى اهم حلقات مسار سلسلة السيطرة على منطقة اوراسيا التي تقف وراءها روسيا.
وان أكد سيث كروبسي في دعوته تلك في وول ستريت جورنال التي جاءت تحت عنوان حاجة أمريكا لاستراتيحية في الشرق الاوسط على الدور الاسرائيلي فيها وأهمية ذلك بالنسبة لواشنطن في صراعها للسيطرة على المنطقة والذي من المرجَّح وفقا له أن يتصاعد مستقبلا، باعتباره جزء من الصراع الأوسع من أجل السيطرة على منطقة أوراسيا، وهو ايضا الذي يضع الولايات المتحدة وحلفائها في مواجهة الصين وروسيا وإيران الساعية للتغيير، فإنه دعا إلى ضرورة تعزيز التحالف مع عرب الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
للوهلة الأولى قد يبدو أنه لا يوجد في هذه المقالة-الدعوة ما يستحق التوقف أمامها خاصة وان الولايات المتحدة تقدم كل أشكال الدعم لإسرائيل في الوقت نفسه الذي تقوم به في ترميم ما اصاب علاقاتها مع السعودية من بعض الضبابية جراء الخدوش التي لحقت بها لأسباب شخصية تتعلق بالعلاقة بين ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكي اكثر منها تتعلق بمقاربات واختيارات سياسية استراتيحية، والسؤال هنا ماذا أراد أن يقول سيث كروبسي؟؟؟.
في هذا الإطار لا يمكن لأي كان تجاوز قوانين الطبيعة التي تعمل بصورة اساسية وباستقلال تام عن كل الرغبويات والميولات والامنيات، وان هذا الانصياع من قبل كروبسي لعلوية هذا القانون هو ما دفعه لمثل هذا الطرح، إذ انه قبل أن يجازف بالدعوة إلى فك روابط التحالف بين الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل او التخفيف منها فإنه حاول أن يزاوج بين اهمية الدور الاسرائيلي -ولكن دون مبالغة بقدراته- وبين ضرورة عدم إهمال الجانب العربي الذي من شأن تعزيز العلاقة معه ان ينأى بالشرق الأوسط عن محاولات السيطرة عليه أو تقاسم النفوذ عليه مع الاخرين.
وربما يبدو الأمر اكثر وضوحا لضرورة واهمية التوقف أمام دعوة كروبسي، عند تفحص مدى الخلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة على مستويي، طبيعة التعامل مع مخرجات الحرب على غزة وتوسيع نطاقها -رغم اوجه التطابق الكبيرة في موقف الطرفين في كثير من النقاط-، حث تسعى حكومة نتنياهو بكل قوة كخيار وحيد أمامها للاستمرار بها وتوسيع مجالاها الاقليمي، فيما ترفض واشنطن ذلك بشدة عبّر عنها قرارها بسحب قوتها البحرية من المنطقة الذي وصفه عاموس هاريل في هآرتس انه خفض ... لا يبشر بالخير لإسرائيل" وعدم الانخراط الفعال في مواجهة الحوثي باليمن رغم توصية لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس بالرد عليهم، وتفعيل الخيار الدبلوماسي عن طريق كل من مصر وقطر بديلا عن ذلك او من خلال ارسال وزيرها للخارجية بلينكن إلى المنطقة الذي يحمل رسالة سلام مع عدم إهمال احتمال الانزلاق إلى حرب إقليمية.
لا شك أن الديناميكية التي اتخذها الرد الاسرائيلي على هجوم السابع من أكتوبر واسلوب إدارة الحرب وانعدام القدرة على تحقيق اي من أهدافها التي أعلنها المستوى السياسي قد أظهر ضآلة حجم إسرائيل في التعامل مع مثل هذه الازمات مقارنة بالتصور الامريكي لحجم هذا الدور خاصة لجهة قيادة المنطقة والحيلولة دون اختراقها روسيا او صينيا عبر اذرعها الاقلينية، وأنها تبقى دولة صغيرة وضعيفة لن يكون بمقدورها استيعاب ملايين البشر الذين يقطنون هذه المنطقة بكل تلويناتهم السياسية والعرقية والايديولوحية والعقيدة، وأنه لابد من البحث أن لم بكن عن بديل لها، فعلى أقل تقدير عن قوى ارتكاز اساسية إلى جانبها.
في كل الحالات فإن المسار الذي اتخذته هذه الحرب يضعنا الان إزاء حقيقة ساطعة تتمثل في تنامي الوعي الأمريكي بعدم قدرة إسرائيل على حماية الدور الأمريكي على المستوى الدولي من خلال المحافظة على مصالحها ومصالح حلفائها الاوروبيين في الاقليم، ومنع اختراقاته من قبل القوى الأخرى التي تحاول خلق قيادة للنظام الدولي بديلة للانفراد الأمريكي بها بالإضافة إلى بناء سلم قيمي بديلا للقيم السائدة في النظام الحالي.
وهذا يحتم على قيادة النظام الاقليمي العربي ووحداته الأكثر تأثيرا في تفاعلاته ادراك أن الحاجة للانتصار الأمريكي في الشرق الأوسط اكثر اهمية من انتصارها في الحرب باوكرانيا ضد روسيا، وأن الشرق الأوسط أن لم يوازي فإنه يفوق جيوسياسيا اهمية اوكرانيا في تقرير مصير النظام الدولي وطبيعة قيادته المستقبلية.
ان التقاط لحظة الوعي الأمريكي هذه وتوسيع نطاقها من الجانب العربي والفلسطيني لا فقط من أجل تخفيف الرهان الأمريكي على الدور الإقليمي لإسرائيل بل للدفع بواشطن لفك عرى تحالفها مع إسرائيل كما أراد أن يقول ذلك كروبسي ولكنه احجم عن ذلك لأسباب مختلفة قد يكون مدخلا لتغيير الإدارة الأمريكية لاستراتيجتها الشرق اوسطية أن اتقنا قواعد الضغط والمساومة سواء مع امريكا او مع بقية أطراف الصراع في النظام الدولي.
هاني الروسان/ استاذ الاعلام في جامعة منوبة
.



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران والحرب على غزة: الدولة بين واقعها وخيال حكامها
- حتى لا نبدد فرصة اكتوبر
- ليس تحليلا للخطاب ولكن: ماذا قال الشيخ نصر الله ؟؟
- هل يدفع اختراق اكتوبر واشنطن لمراجعة استراتيجتها الشرق اوسطي ...
- الامتحان الأصعب وربما المصيري
- لن تفرط السعودية بقيادة النظام العربي من اجل التطبيع
- قمة الجزائر: قمة التغيير
- الفخ الاوكراني وحسابات الحقل والبيدر
- الاستعداد الفلسطيني لاحتمالات تحريك عملية السلام
- دولة للحمقى والمجانين
- العرب يفكون ارتباطهم بفلسطين
- هل هو تمهيد فلسطيني للخروج من المقاربة الاخلاقية؟
- هل ينهار مشروع الامارات لتسييد اسرائيل
- التطبيع الاماراتي: تحالف ضرورات البقاء
- لكي لا تواصل اسرائيل تجاهل الممكن والبحث عن المستحيل
- بناء شراكة استراتيجية فلسطينية اردنية لمواجة الضم
- التطبيع الاماراتي مع اسرائيل مقدمة للاطاحة بالحق الفلسطيني
- للمحافظة على زخم معركة إسقاط صفقة القرن
- أيُعدّ ظهور العتيبة على صفحات يديعوت احرونوت دحلان لدور قادم ...
- لافشال قرار الضم الاسرائيلي


المزيد.....




- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال 24 سا ...
- طبيبة تبدد الأوهام الأساسية الشائعة عن التطعيم
- نتنياهو يعيد نشر كلمة له ردا على بايدن (فيديو)
- ترامب: انحياز بايدن إلى حماس يقود العالم مباشرة إلى حرب عالم ...
- إكسير الحياة وطارد الأمراض.. هذا ما تفعله ملعقة واحدة من زيت ...
- المبادرة المصرية تدين الحكم بحبس المحامي محمد أبو الديار مدي ...
- مقابل إلغاء سياسات بيئية.. ترامب يطلب تمويلا من الشركات النف ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف آثار تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إ ...
- -حماس- تعلن مغادرة وفدها القاهرة إلى الدوحة
- الملوثات الكيميائية.. القاتل الصامت في سوريا والعراق


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - إسرائيل أصغر حجما من دورها