أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نداء يونس - كي نعيد كتابة الهوامش














المزيد.....

كي نعيد كتابة الهوامش


نداء يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7846 - 2024 / 1 / 4 - 15:45
المحور: الادب والفن
    


وأنا انظر الى صورتك الأخيرة
جاءتني الإجابات:
غريبان نحن تبادلنا ملامحنا
والموسيقى الزرقاء في جسدينا
وحتى الشتائم والدموع
تبادلنا الرماد الذي اعتدنا أن نكنسه قبل أن نحترق
والحدوس؛ الظلال لأشياء لا ترى،
والقسوة التي لم تولِّد سوى العنف
والجروح التي تكفي كي تتصدع كأس واحدة
كي تتشقق دون أن تنكسر
وتبادلنا قدرتنا على أن نرتج مثل المياه
التي تستعيد ملامحها دون أن تشكو
ودون أن تطمئن.
وأنا أنظر إلى صورتك الأخيرة
تحضرني العزلة والمنفى
ضحكاتنا
طريقتنا في تناول الوحدة والغيب والغياب
والاحتراق
والحنين
والتسكع بلذة
حين تنهمر علينا القذائف والفتاوى،
وتحضرني طريقتنا في قول أسماء الشوارع التي يصعب ان نحفظها
واللكنة الغلط في اللغات التي نتعلمها
والغلط فيما تعلمنا
والبصاق السري على القادة
والفشل
وبرودة الأمكنة والقصائد
التي كنا قبل أن نتحول إلى البدائي والبدئي والأوليَّ
والأرضي فينا
نحشوها بالمجاز
وبالخوف
وبصور ليست لنا
وبالرغبة لكن ليس بالنار التي تفح منا
وبالكلام لا بالصدى
وبالصمغ
وطبقات الدهان
والمسامير
والمخالب التي خرجت من صالون التجميل قبل أن يجف طلاؤها
وبكلام الخطباء قبل أن يخف أثره
وبالكلمات
والزيف والأمل
وبالحديث الطويل عن كل شئ والملل.
وأنا أنظر إلى صورتك الأخيرة
ادركت انني احتاجك
كي اتجاهل وصفات السلالة وصفاتها
وتعليمات انتاج الكينونات
احتاجك
كي أعيد تعريف اللاشيء واللامبالاة
وطرائق المحو
والمسافة والعلو والمجهول
والعري والخطيئة والخطأ
واللهيب والهذيان
والعطش
كي أعيد كتابة الهوامش
وقدرتنا على أن نحتمل
وأنا أنظر إلى صورتك الأخيرة
أدركت أن أجمل ما في الحب
أن نظنه العادي
أن لا نفكر كل يوم كيف نشيخ معا
أن نشيخ معا
ثم ننظر إلى صورتنا الأخيرة
ونتذكر أننا لم نمتلك قائمة بالاستئنائي
ولا قائمة بما نريد
أو بما يجب.
يبدو لي أن القصائد ستظل الدليل الوحيد
على أنا كنا هنا
وأن ما فعلناه كان تبادل كل شئ
حتى خوفنا الوراثي من الكلاب التي تعودت أن تشم القصائد
والسراويل الداخلية
والأحلام
ثم تجلس في الصف الأول
وتحضر حفلة موسيقى
أعينها في فجوة الكمان
نباحها على أصابع العاشق.
وأنا أنظر إلى صورتك الأخيرة
تذكرت كم عوالمنا صغيرة
المصباح الوحيد الذي يختنق بحصتنا القليلة
التي تقرها الحكومات من الزيت
كما حصتنا من الحرية
والصوت
والمدى
يضئ أطراف العتمة
حتى مصابيح الشوارع
تترك خياما خجولة من الضوء لا تلامس الظلام
وتنبت مثل غلطة
وأنا أنظر إلى صورتك الأخيرة
تذكرت كم كان ثقيلا جسدي
قبل أن امتلئ
بالربيع
والتفاصيل الصغيرة
والغيم الذي يمطر أشجار الجاكراندا
وبالنار
والحطب.
#من_أشياء_تحدث_دائما
.



#نداء_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقيقة
- سؤال في النقد
- الحديث من الخارج وصف ومن الداخل تجربة.
- -كمثل السحب، لا أعرف أين أقف-... جديد الشاعرة نداء يونس
- فيليب تانسلان لنداء يونس: العملية الإبداعية في شعرك نقد جذري ...
- -درويش أو الدخول إلى معبد الخراب المقدس-
- فكرة اليوم الاحتفالي مرعبة
- شيء لهذا الغبار
- لا أعرف أين أقف-قصيدة
- لكنّه الحب
- نداء يونس في جرش وسيت، وشعرها إلى الفرنسية
- سيميائية الترجمة: النص الدرويشي بين اخفاقات اللعبي وآخرين
- حدث أسطوري في القدس.
- علّمني الشعر
- علّمتني أمّي
- الموت الرقمي ووهم الاتصال
- سينما الاكستريم: دفتر الواقع الفائق
- الفلسطيني الاحمر
- لست ادرك لأقول، لكنني أقول لأدرك
- تمسك ضفة أخرى بالنظر


المزيد.....




- معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية يحتفي بالنسخة ...
- معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية يحتفي بفيلم R ...
- العائد من الموت لنشر تراث المالكيّة.. حوار مع مركز دار نجيبو ...
- الجيش الإيراني يدحض الروايات عن دور المسيرة التركية -أكنجي- ...
- -توقف وأخذ يخلع ملابسه-.. فنانة مصرية تنشر فيديو حول تعرضها ...
- رفع درجة الاستعداد للامتحانات التحريرية الخاصة بالدبلومات ال ...
- رواية -كايروس- للألمانية جيني إربنبك تنال جائزة -بوكر- الدول ...
- الحب… بين الطب والأدب في أمسية ثقافية
- عباس 36- يختتم فعاليات -النكبة سردية سينمائية-
- مهرجان الفنون الدولي في موسكو يقيم معرضا للفن الإفريقي


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نداء يونس - كي نعيد كتابة الهوامش