أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نداء يونس - الموت الرقمي ووهم الاتصال














المزيد.....

الموت الرقمي ووهم الاتصال


نداء يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7004 - 2021 / 8 / 30 - 20:54
المحور: حقوق الانسان
    


كيف يمكن تعريف الموت الرقمي؟

الموت الطبيعي حالة غياب فيزيائي، اختفاء او عدم، عدم فاعلية في فضاء تفاعلي، وبهذا يصبح اي الغاء للحضور سواء كان اختياريا او اجباريا شكلا من اشكال الموت.

اذن، يصبح الاعدام الرقمي سواء لصفحات او لحسابات ناشطين موتا فهو نتاج اعدام رقمي لاسباب عدة، اذ يتم التسبب بشلل رقمي لوجود الاخرين وقدرتهم على التنفس الرقمي، كما يصبح قرار الشخص الغاء نفسه رقميا وتذويب هويته الرقمية شكلا من اشكال الموت الاختياري يتضمن حقه في النسيان الرقمي وحقه في الغياب ومسح الاثر رقميا، لكن هل الامر تقنيا متاح، ممكن، مستحيل؟ هل يمكن لفاعل رقمي يرغب بالموت رقميا ان يحذف تطبيقات رقمية يستخدمها بكل الارشيف المتوافر وان يمسح اثره رقميا والى الابد ومن كل وسيط الكتروني اي ان يحظى بالمسح الرقمي للذاكرة الرقمية، وان يقتل ذاكرته وذكرياته اما لرغبته بالنسيان او بالعيش بهوية رقمية جديدة لوجود تهديد او تصيد رقمي او للحفاظ على خصوصية باتت مستباحة من قبل الشركات المالكة للتطبيقات او اجهزة المخابرات والهاكرز والمخترفين والمتلصصين الرقميين او من شركات بيع المعلومات والتجارة الالكترونية بها او ببساطة لوجود ميزة سكرين شوت او لوجود مافيات رقمية وابتزاز رقمي؟ ..

يتحول سؤال الموت الرقمي الى امتداد آخر : لو قررت ان تقتل نفسك رقميا، هل هذا قرار احادي الجانب، وهل يعني حذف حسابك مسحا للأثر ام ان حقك بالنسيان الرقمي والغياب الرقمي اصبح مستحيلا.

للاجابة على هذا السؤال قمت بتجربة عملية، حذف حسابي على واتساب بكل حمولته من المجموعات والعلاقات الرقمية بعد ان سحبت البيانات الموجودة فيه الى مكان آخر، النتيجة ببساطة ان الموت كان من جانب واحد، لا وجود رقمي لي في هذا الوسيط لكن كل اثر رقمي من تعليق او مشاركة رقمية ما تزال هناك على سيرفرات للشركة المالكة وحيث يتم اجراء دعم يومي للبيانات ولدى كافة الجهات الرقمية التي تواصلت معها.

ان الذهاب في سبات رقمي فيسبوكي من خلال تعطيل الحساب او حذفه يمنحك ميزة العودة الى الحياة اي اته موت مؤقت. ان تبليك الاخرين block لا يمسح التعليقات وان كان مؤخرا يمسح كافة الرسائل على ماسنجر بشكل نهائي وتلقائي لكن ليس عن سيرفرات الشركات المالكة.

اذا تصبح اسئلة مثل: هل ذاكرتك الرقمية مشتركة؟ هل تعتبر ميتا رقميا اذا اعدمت بيناتك؟

الاجابة للاسف لا..

اذا، لو قررت ان تموت رقميا؟ هل تحظى بالحق بالنسيان الرقمي فعلا؟ وهل تحظى بميزة الغياب الفعلي، هل ترتبط الهوية الرقمية بالواقع الفعلي الى الابد لكونها امتداد رقمي للهوية الطبيعية؟ ما هي الهوية اذا، وهل التنكر الرقمي بهويات مخاتلة ضرب من ضروب التحايل على الحق في الموت الرقمي وهل ينفع في ظل وجود تعقب رقمي ممكن للIP ولنقاط الاتصال بالانترنت خارج اطار ال dark web التي تحتفظ شركاتها فقط بخصوصيتك الرقمية ويمكنها وحدها كشفها؟

هل هناك ضمانات لاستخدام عادل ومحمي للحضور والغياب الرقمي للافراد؟ وهل يمكن الحديث عن خصوصية في ظل مجانية الوسائط وتسليع البشر ومعلوماتهم وغياب الوعي الرقمي والرغبة بالهروب من التلصص الطبيعي الى التلصص الرقمي؟

هل الحديث اذا عن الموت وليس الاغتيال الرقمي ترف في ظل فورة الوسائط واساليب التعقب والتلصص وفوبيا انتهاك الخصوصية وتداعياتها وامكانية السطو الرقمي على حسابات الاخرين والعيش تحت مظلتها؟

الا يعتبر الحضور الرقمي في ظل ذلك كله اذا ما تمت معالجته ضمن علاقات القوة والسيطرة او ما يمكنني تسميته الدكتاتوريات الرقمية التي تفرض مقدارا هائلا من الرقابة الذاتية على الافراد بحجة ال community standards او بالاغتيال والاعدام الالكتروني لكل منشور او صفحة مخالفة واعادة انتاج السلطوي الذي يمتد. الى تأديب وضبط في العالم الطبيعي لتجاوز الحدود موتا فعليا للهويات الفردية وللحرية والفردية والتفكير خارج ما يسمح به فقط؟ هل نشهد تغيرا في وسائط السلطات من شكل تقليدي اي بنية الدول التقليدية الى شكل رقمي اي بنية الشركات الحاكمة؟ وبهذا هل تتغير الوساىط لا ممارسات الهيمنة والقوة

الا يخلق ذلك ما اسماه غرامشي بالفاعل المتأزم او ما اطلق عليه فوكو موت الفاعل؟ الا يجيب ذلك عن سؤال الايديولوجيا مقابل الخطاب والذي اثار الجدل لفترة طويلة بالقول بانه لا يوجد ايديولوجيا فردية وان وجدت فانه سيتم اعدامها من خلال اساليب الضبط والتأديب وان التقني عبارة عن وجه آخر للوسائط القديمة كما يقول دوبريه وبالتالي، فان هذا الفضاء الرقمي ليس اكثر من وهم اتصال.

ان سؤال الحدود والتجاوز سؤال مهم ينسحب من خلاله طيف هائل من ممارسات الضبط ومحاولات الثورة التي يتم اعدامها او تستدعي احيانا موتا رقميا للنجاة.

ان كل سلطة تحمل في داخلها مقاومة، يقول فوكو، لكن مصير هذه المقاومة سؤال مهم في اطار السياسات النكرووية bio powers اي سياسات الضبط والتأديب المتمثلة بالاعدام الرقمي وسياسات الرقابة الذاتية والتي قد تؤدي ضمن امور اخرى الى الموت الرقمي.



#نداء_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سينما الاكستريم: دفتر الواقع الفائق
- الفلسطيني الاحمر
- لست ادرك لأقول، لكنني أقول لأدرك
- تمسك ضفة أخرى بالنظر
- من شهادة الشاعر على نصه - المعنى خارج الاطار
- الدوران حول كعبة النص في -كتابة الصمت-


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نداء يونس - الموت الرقمي ووهم الاتصال