أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الخزرجي - مَنْ يصلح الملح إذا فسد؟















المزيد.....

مَنْ يصلح الملح إذا فسد؟


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7846 - 2024 / 1 / 4 - 09:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يصلح الملح إذا فسد؟
حكومة الأطار تريد و بعد نهبها لأموال و مستقبل وروح العراق و العراقيين جملة و تفصيلاً ؛ تريد اليوم تشكيل حكومة لمحاربة الفساد و خدمة الناس عن طريق تعيين محافظين جُدد عن طريق مجالس المحافظين من خلال لجنة إطارية و لجان فرعية في المحافظات!؟

قبل التعليق على هذا الكذب الصريح و النفاق العلني ؛
أريد التعليق على مسألة أهمّ بكثير من ذلك و هي : مسألة دعوة الأطار التنفيسي للصدر المقتدى للمشاركة في الحكومة و المحافظات و سيجرى له ما يريد بحسب إعلانهم!؟
و لا ندري ماذا سيجرى له و قد رفضوا نهجه بل و حطموا الزمان والمال والمكان و القيم و لم يتنازلوا(الأطار) ولم يتفاهموا حتى اللحظة الأخيرة لحلّ المشكلات المتعلقة غير عابئين بما جرى ويجري على الشعب حتى تسلموا الحكومة جملة وتفصيلاً بفضل الصدر!؟

والحقيقة مثلما قال (المعصومون) (ع) و من بعدهم رجال الفلسفة و العرفان الذين وحدهم وقائدهم النبي الأكرم(ص) يعلمون الحقيقة بكون ألحياء كل شيئ لأنه؛ أيّ الحياء إذا سقط سقط إيمان صاحبه أيضاً وقد بيّنوا ذلك بأحاديث و آيات صريحة نقدم واحدة منها كآلتالي:
[ألحياء و الأيمان توأمان؛ إن ذهب أحدهما ذهب الآخر].
و كلنا يعلم بأن جميع المنظوين في الأطار خصوصاً و في العملية السياسية عموماً قد سقط الحياء عنهم و هكذا الأيمان تبعاً لذلك, حين سرقوا مع سبق الأصرار حقوق الخزينة والمراقد المقدسة و الناس و الفقراء و المتقاعدون في مقدمتهم, بحيث لم يبق عضواً في إطارهم إضافة لعوائهم و حواشيهم و مرتزقتهم لم يشبع من الحرام و لم يشتري البيوت و القصور و الأسفار بأموال الفقراء و ما زالوا يسرقون عبر رواتبهم و نثرياتهم و حماياتهم و صفقاتهم .. فبعضهم يحميه 1500 حامي برواتب مجزية مع سيارات و أسلحة و مقرات و قاعات و بيوت من دم فقراء الشعب إلى جانب مرتزقتهم الذين أكثرهم إما بعثية و منافقين و عملاء و فسقة ولا يهمهم شيئا سوى رواتبهم الحرام دون تقديم حتى دعاء بآللسان!؟

لهذا لا أمل من أيّ مشروع يتحاصصه مجموعة مع مرتزقتهم لو حسبناهم جميعاً لا يتجاوزون 15% بآلمئة الشعب, في مقابل المعارضين الذين يتقدمهم التيار الصدري و المتقاعدون و الوطنيون والحراك التشريني و من حولهم, من الذين يعارضون تشكيل المجالس و الحكومة و حتى الأنتخابات الباطلة الزائدة لكونها نزيف إضافي إلى جانب الجروح الأخرى النازقة!؟ هذا أوّلاً ...

و ثانياً .. وهو الأغرب و الأنفق من هذا, حيث ما زاهلت دعوات الإطاريون تتكرر للتيار الصدري بين فينة و أ×رى للمشاركة في السياسة و الحكم ..!!
و الحال أن تيار الصدر المقتدى قد ترك الحكومة و البرلمان رغم حصوله على أكثر من 75 مقعداً لو أضفنا له المستقليين و الداعمين له .. فماذا و كيف يريدون مشاركتهم في الفساد !!؟
و هل من المعقول لهذا التيار و بهذا الحجم من المقاعد (الأغلبية) إضافة إلى نيابة و رئاسة البرلمان كله؛ أن يرجعوا لمشاركتهم أو التعاون معهم على أصل مرفوض من الصدريين جملة و تفصيلاً .. و هي :
ثالثاً : كيف يطالبون التيار الصدري الذي رفض الحكومة و البرلمان كله للتحاصص الذي نبذه و رفضه بإدلة شرعية و قانونية و إنسانية لتأئييد حكومة غير شرعية لا تمثل 15% من الشعب .. ليُنفذوا من خلالها محاصصة قوت الفقراء علناً بغطاء الديمقراطية و بآلقانون الظالم الذي شرّعه أعضاء المحاصصة بأنفسهم و بتأئييد و تعاون المحتل و القوى المنتفعة منها بفضل المحاصصة الظالمة التي تخالف جميع القوانين حتى الإستكبارية و الأسلامية و الوطنية و البعثية, لأنها أدّت و بعد عقدين إلى تدمير البلاد و أخلاق العباد!؟

و هكذا سيبقى العراق و كما قلنا رغم إنها أغنى و أقدم و أرقى دولة بآلعالم:

مهلّلة و مشتتة و فاقدة لوسائل العيش و الحياة الحرة و ضعفها من كل النواحي مع إستشراء الفساد بسبب قوانينهم الظالمة لطبقة المتقاعدين الفقراء بشكل خاص و الناس بشكل عام .. حتى ظهور المهدي(ع).

و الملاحظة الأخيرة و الأخطر ربما من كل ما ذكرنا :
أن هؤلاء الفاسدون - الأنتهازيون - الأطاريون السارقون لقوت الفقراء و الشعب :
بدؤوا مُؤخراً بإعلان العداء لأمريكا التي فتحت لهم العراق و قضت على نظام صدام .. و ذلك برمي القنابل المتفرقة و بعض الصواريخ هنا و هناك و قصف شكلي للسفارة الأمريكية لإيهام الناس و العراقيين و العالم بأنهم عقائديون و ثوريون و تحرريون و رجال دولة و ليسوا فاسدين كما يقولون !!؟

و الغاية من ذلك هو إمتصاص النقمة الجماهيرية و حتى الدولية لنقل الفوضى و إ‘بعاد الأنظار و المعارضة للخارج ضد أمريكا أو على الأقل تحييدها للموقف الحالي, لعلمهم بأنّ نهايتهم باتت قريبة و قريبة جداً ..

و يؤسفني أن أكرر مرّة أخرى ما قلته سابقاً ؛ بكون الحرب الدائرة الآن بين ("الرّبيبة" و بعض "العربان") كانت و لا زالت من أثمن و أندر الفرص التي كان من المفروض عليهم - على الاطاريون و من على شاكلتهم في بلاد العرب و العجم؛ إستغلالها للأتجاد و التعاون و التنسيق لو كانوا حقا إطاريون تنسيقيون ضد الظلم ؛ لمساعدة الغزناويين على الأقل للقضاء على الظلم من جذوره !؟

لكن هيهات لهم أن يفعلوا ذلك و قد إمتلأت بطونهم و تحتها بآلحرام ؛ لأن الذي يسرق شعبه و ينكح نساؤوه بآلحرام و يأكل الحرام و الخنزير من ذيله و يكذب بكل صدق و كما أوردنا كذبهم العلني و الصريح سابقا و على لسانهم (1)؛ هيهات أن يكونوا مخلصين .. و هيهات لهم أن يفعلوا ما يرضي الناس و يرضي الله .. و المرجعية و كل إنسان شريف, و المشتكى لله من أيدي المنافقين الذين يدّعون و يتظاهرون بأنهم من أهل الله و من مريدي نهج الصدر الأول و الشهداء .. بينما الذي فعلوه كان يخالف كل حرف و كلمة من نهج الصدر الأول الحق و نهج الأمام الراحل(رض) ..
لهذا فزوالهم حتمي خلال زمن قصير جداً و سترون..

فإذا كان مدعيّ "السياسة" و "الفكر" و "الدين"ىعاجزون عن الحلّ و فعلوا كل هذا الفساد ؛
فماذا يفعل عامة الشعب!؟
و لماذا بعد كل هذا الفشل و الفساد ؛ لا يفسحون المجال لغيرهم - للتيار مثلاً الذي برهن عملياً على نزاهته في الرئاسة و الحكم و الاموال عندما تنازل الأطاريين و من لفّ لفهم, بينما كان في قمة القوة و الفوز !؟
هذا .. عسى و لعل أن يتحقق التغيير على أيديهم و يقضى على الفساد .. بدل المتحاصصين الذين جعلوا البلاد مختبراً للتجارب الفاشلة و نموذجاً للفساد و الخراب الذي زاد عام بعد عام حتى أتلفوا ترليوني و نصف الترليون دولار لا ندري أين ذابت بآلضبط, تلك الأموال الكبيرة التي كانت تكفي لبناء 15 دولة!؟
و إن التيار الصدري قد أعدّ العدة و جهز نفسه بثلاثة جيوش هي السرايا و الأمن الخاص و الجماهير .. و الأيام ستكشف ذلك بوضوح.
و قد أجاد الشاعر عبد الناصر العبيدي متسائلاً بإستغراب :

مــن يصلحُ الــملحَ إذا الملحُ فسد
يـــا رجـــالَ الــفكرِ يــافخرَ الــبَلَدْ
كــنــتمُ الــمــلحُ إذا الــشــعبُ فَــسَدْ
.
فـــإذا مــا الــملحُ أضــحى فــاسِداً
عــمَّــرَ الـــداءُ طــويــلاً واسْــتَــبَدْ
.
أنــتــمُ الــرأسُ إذا الــرأسُ اشــتكى
عــمّتِ الأمــراضُ فــي كلِّ الجسدْ
.
كيفَ يُشْفِى العينَ من شبهِ العمى..؟
إنْ طــبيبُ الــعينِ أعــياهُ الرَمَدْ ..!
.
إنْ عــجزتمْ عــن علاجٍ شاملٍ
لا تــكــونــوا مــعــهُ قــلــباً ويَـــدْ
.
وافــسحوا الــدربَ فــيأتي غــيركمْ
رُبّــمــا فــاقَ عــلى الــشّيخِ الــوَلَدْ
.
إنْ طــغى الــداءُ ومــا مــن حــيلةٍ
وَجَــــبَ الــــكــيُّ بــــنــارٍ تَــتَّــقَدْ.

العارف الحكيم عزيز حميد مجيد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع مقالنا الموسوم بـ : [أغرب ما سمعته من السياسيين] عبر كوكل.
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763599



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآفات تفتك بآلعراقيين :
- ليلى المعشوقة :
- القاسم ألأيماني المشترك
- أيها الساسة الفاسدون : إتقوا الله بآلعراق و أهله و عاقبتهم :
- أيها الساسة الفاسدون؛إتقوا الله
- البيان الكوني للفلاسفة لعام 2024م :
- ألبيان الكونيّ للفلاسفة لعام 2024م :
- تعقيب على مقالي الموسوم ب : الفساد الأكبر للطبقة السياسية :
- حُرمنا الحُبّ !
- ألنّفاق المالكي مرّة أخرى :
- ألحقّ في الفلسفة الكونية
- حقيقة النسبة المشاركة في الأنتخابات و نتائجها :
- ألغائية في الفلسفة الكونية :
- قرية فيليية في إيلام بلا ذكور بسبب الهجرة :
- أغنية العودة ...
- حقيقةٌ صادمة !!
- إنتخابات أم إعلان حرب ؟
- تعليق بمقام دستور للعراق :
- تعليق بمقام دستور :
- الأنتخابات عادت .. كن بأيّ حال؟


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الخزرجي - مَنْ يصلح الملح إذا فسد؟