أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي الاخرس - الفطور والعشاء من الكماليات عند الطفل العربي














المزيد.....

الفطور والعشاء من الكماليات عند الطفل العربي


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 1744 - 2006 / 11 / 24 - 09:40
المحور: المجتمع المدني
    


كثيراً هي الصور التي يمكن أن تراها عبر شاشات التلفاز ، وكثيرة هي الدموع التي لو تجمعت بمجري مائي واحد لتحولت لنهر من أكبر أنهار الكرة الأرضية ، وأشد الأمواج حرارة من نيران الآلام والعذاب ، كثيرة هي مشاهد الألم التي يمكن أن تحولك لبركان ثائر ينفجر غيظاً وألماً ، أو يحولك لكتلة صخرية لا تتأثر بعوامل الطبيعة .
هي نفس الصورة ، ونفس المشهد القديم الجديد ،الذي يطل برأسه من فلسطين ، ومن لبنان ، ومن العراق ، ومن السودان ، ومن أفغانستان ، ومن كل مكان أنت تجد نفسك معنياً بمشاهدة ما يدور في فضائه الجغرافي ، وتعيش محلقا في سمائه .
ثلاث مشاهد درامية عبرت عن إبداع خيالي لكاتب السيناريو وأثارت غرائزه وشهواته للاستلقاء شاخصاً صوب السماء ، ورسم كل ما يوحيه له خياله واسع الأفق ، كاتب وجد نفسه فجأة من أبدع الكتاب .
ابتدأ المسلسل الدرامي في عراقنا الحبيب عندما عرضوا علينا مرأياً وسمعيا وقراءة مسلسل الأسلحة الكيماوية وتواصلت حلقاته حتى التقط الفأر قطعة الجبن واقتسمها بين أقرانه جنوباً وشمالاً ، ومنح جزءً منها للفأر الأسمن والأكبر الذي يتربص بالجوار ، تفتت قطعة الجبن المتماسكة ولوثتها أسنان القوارض التي أضحت تعاني من السمنة وهي تشبع وتروي شهواتها من قوت الأطفال ،ودموع الثكالا ، وأنين المختطفين ، وحولت نهري دجلة والفرات لبحر من الدماء والدموع .
ولم ينتهي بعد مسلسل العراق الذي تحول من أسلحة كيماوية لمحاكمات الدجيل والأنفال والثأر الطائفي ن تشتد وتتواتر حلقاته فوق الجثث المتناثرة في أزقة بغداد والممثل لا زال يعيش بكل حواسه المسلسل الدرامي . والفاعل مجهول ولما لا وهو يهبط من السماء ويصعد إليها بعدما يشبع ويرتوي من غزواته التي جسد اسمي بطولتها بخطف وزارة كاملة .
ولكوننا بدأنا نشعر برتابة وملل من مسلسل العراق ، ولنتجاوز هذه الحالة أو ليجدد نشاطنا ونتمتع بالمشاهدة ، أطل علينا المسلسل اللبناني ، بلاد الأرز ، بحلقات المحكمة الدولية التي ولا بد أن نستكمل حلقاتها بنفس الحماسة وبصمت كما استمتعنا بمسلسل العراق ، حتى نجد لبنان يغرق وسط ديمقراطية المحكمة الدولية التي لم تهب رياحها الفعلية بعد ن ولم نعرف من أين ستهب علينا بديمقراطيتها ، فكما عشنا بديمقراطية الفئران العراقية ، يترائي لمسامعنا حفيف الأفاعي تتجه صوب لبنان ، الذي يبدو قسم مسبقا لجنوب وشمال ووسط .
ومن هناك يشترك الممثل الفلسطيني في رسم سيناريو آخر متمثل بحكومة الوحدة الوطنية التي ومنذ ثمان شهور يضيء لها أطفال فلسطين الشموع ، وبزوابعها تطفئ أي أمل لأن تقاد شمعه تنير النفق المظلم ، فما ستفعل هذه الحكومة ؟!! في ظل دماء تنزف من عدوان متواصل من الاحتلال الصهيوني ،ودماء تنزف بين الأخوة ، واستفراد الحوار بين القطبين الأكبر مع تجاهل باقي فصائل الفعل الوطني التاريخية ، واستنهاض قوي استعراضيه لا تفقه سوي التهديد والوعيد .
وما بين حلقات المسلسل المشترك بإنتاج فلسطيني – لبناني – عراقي تحول أطفال العرب لجوعي مقهورين ، قوتهم الدموع والآهات ، وتحولت وجبات الإفطار والعشاء عند معظمهم إلي كماليات ، وشطبت من الضروريات .
أضحي الطفل العربي يعاني من فقر الدم ، في الوقت الذي يعاني به قادتهم وزعاماتهم من تخمة وكروش منتفخة ، قادة وزعماء لم تطأ أقدامهم شوارع الوطن لينعموا بما ينعم به أطفال الأمة ، أملها ومستقبلها .
فما الفرق إذن إن مت بكاتم صوت ، أو بانفجار مفخخة ، أو مسموما ، أم جوعا ؟!!! إذا كان الموت هواية .
ولما نتباكي وننعي أنفسنا بحسرة وألم ونحن أموات لم نواري الثري بعد ، فالأموات لا تتباكي علي الأموات ولا ترثوها .
فيا وطني العربي يا أعظم الأوطان ..... يا نبض القلب وشريان يحمل الدماء
يا وطني العربي يا أكبر الأوطان ..... لم تعد تألمنا أهات الأطفال
يا وطني العربي يا أغلي الأوطان ..... كفانا الرقص علي ألحان الفضائيات
سامي الأخرس
23/11/2006



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبيب الذي تحول لضمير وحكيم الثورة(جورج حبش
- مذبحة بيت حانون وعبثية المطالبة بموقف عربي
- اسطورة نساء بيت حانون ...وجاهلية رجال خان يونس
- بيت حانون وتعرية الوجوه القبيحة
- ملفات الفساد تعالج علي الهواء مباشرة
- فلسطين بعد التعديل
- ضرورة وجود قوة ثالثة تعيد التوازن للساحة الفلسطينية
- خالد ابو هلال يعلن بدء الحرب الأهلية
- الأمة العربية ومصطلح المؤخرة الفكرية
- عذرا راشيل كوري ... فخرا عبدالرحيم الحمصي ... سامي الأخرس
- صمت وسقوط وموت
- غزة تبكي قدرها
- رحلة بغرفة العناية القلبية المكثفة
- لينا ورمل البحر
- ديمقراطيه بطعم الهزيمة والعلقم
- إضراب الموظفين والحكومة وحماس
- غزة بدولتين وسلطيتين
- الفتاة العربية في غرف المحادثة
- الامم المتحدة تهزم المقاومة في لبنان
- كثير من الجنس قليل من العمل


المزيد.....




- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي الاخرس - الفطور والعشاء من الكماليات عند الطفل العربي