أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جورج حداد - هل ينجح -حزب الله- في اجتياز حقل الالغام الداخلي؟















المزيد.....

هل ينجح -حزب الله- في اجتياز حقل الالغام الداخلي؟


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1743 - 2006 / 11 / 23 - 10:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قبل ان يتخلص لبنان من حقول الالغام التي سبق وزرعتها اسرائيل في الاراضي اللبنانية قبل تحرير الاراضي المحتلة في ايار 2005، اعترفت اسرائيل مؤخرا، على لسان كبار المسؤولين فيها، ومنهم المجرم دان حلوتس، بأنها، في عدوانها الاخير، زرعت الارض اللبنانية، بملايين القنابل العنقودية المحرمة دوليا. ومنذ وقف العمليات الحربية، سقط حتى الآن مئات الضحايا من المواطنين الابرياء، بين شهيد وجريح ومعاق.
وقد تعززت اكثر فأكثر الشبهات باستخدام اسرائيل للاسلحة المحتوية على اليورانيوم المنضب، في عدوانها الاخير، مما يهدد بتلوث التربة والمياه ودورة الحياة الحيوانية والبشرية لاجيال لاحقة.
وقد بدأ فصل الشتاء، ولم تتمكن الجهات المختصة حتى الان من تنظيف الشواطئ اللبنانية من التلوث، مما ينعكس سلبا بشكل كبير على الحياة الاقتصادية والاجتماعية للبنان باسره.
وبالرغم من الجهود الكبرى للبنانيين، والتضامن الوطني فيما بينهم، وبالرغم من المساعدات التي تلقاها لبنان حتى الان، فإنه لم يتم بعد اعادة بناء البنية التحتية، التي تعمد العدو تدميرها بوحشية، وبدون اي مبرر عسكري، في عدوانه الاخير.
تلك هي "اللوحة الحياتية الانسانية" المأساوية التي يعيش فيها المواطنون اللبنانيون اليوم. وقد تقصد العدو الاسرائيلي، ومن ورائه "حليفته الستراتيجية" اميركا، زج لبنان في اتون هذه "الحالة"، بقصد الضغط النفسي والسياسي على الشعب اللبناني، بمختلف احزابه وفئاته ومذاهبه وطوائفه، من اجل دفعه الى اليأس والاستسلام والركوع امام مشيئة اميركا والصهيونية العالمية، والتخلي عن خيار المقاومة لاسرائيل، ومحاصرة المقاومة الاسلامية بقيادة حزب الله، واجبارها على مهادنة العدو، ومن ثم السعي لنزع سلاحها، كي تصبح الطريق مفتوحة تماما لاعادة السيطرة على "الساحة" اللبنانية.
لقد كان هدف حرب تموز يتراوح بين حدين: الاول ـ ضرب حزب الله ونزع سلاحه بالقوة. واذا فشل ذلك، فالحد الثاني كان: شن حرب تدمير وتقتيل وتجويع ضد اللبنانيين لتأليبهم ضد المقاومة. وقد فشلت اسرائيل واميركا في تحقيق هذا الهدف بشقيه. بل انقلب السحر على الساحر، وخرجت المقاومة من المعركة اقوى مما كانت عليه، واكثر شعبية. ولم يعد موضوع نزع سلاح المقاومة مطروحا للنقاش، بعد الحرب، كما كان قبلها.
وبالرغم من مرور وقت قصير جدا على حرب تموز، يبدو ان الادارة الاميركية واسرائيل اصبحتا على ثقة بأن "الحالة الانسانية" المأساوية التي تم زج لبنان فيها ستفشل ايضا، تماما مثلما فشلت حرب تموز.
على هذه الخلفية المأساوية انسانيا، وشديدة التوتر والتعقيد سياسيا، وخصوصا بالترافق مع الازمة الوزارية المستعصية، جرى اغتيال النائب والوزير الكتائبي بيار الجميل، ابن رئيس الجمهورية الاسبق امين الجميل، وحفيد مؤسس حزب الكتائب بيار الجميل.
وما ان تبلغ رئيس كتلة تيار "المستقبل" سعد الحريري نبأ الاغتيال فورا، حتى وجه اصبع الاتهام الى النظام السوري. وكذلك كان البيان الصادر عن تكتل "14 آذار".
اما الوزير السابق سليمان فرنجيه، الحليف المعروف للنظام السوري، فقد عقد مؤتمرا صحفيا، اتهم فيه جماعة الحكومة الحالية، وبالتحديد قوى الامن ووزارة الداخلية التي يترأسها احد اركان كتلة تيار "المستقبل": الوزير احمد فتفت، اتهمها بالفشل والتقصير التآمري. اي ان فرنجيه، ومعه غيره من حلفاء النظام السوري، اتهموا جماعة "الوصاية الاميركية" الجديدة بالمسؤولية عن عملية الاغتيال.
بين هذين الاتهامين المتناقضين، اين هي "الحقيقة" التي اصبحت شعارا ملتبسا تشهره مختلف الكتل السياسية اللبنانية بوجه بعضها البعض؟
ان الاغتيال الاخير يختلف عن الاغتيالات التي سبقته، في ان الشخصيات التي طالتها الاغتيالات السابقة كان كل منهم يمثل هدفا بحد ذاته، سواء لجهة مكانته السياسية او الاعلامية. اما الوزير الكتائبي الشاب بيار الجميل فلم يكن اغتياله هدفا بحد ذاته، بقدر ما كان وسيلة لاثارة البلبلة واستحضار اجواء الحرب الاهلية من جديد في لبنان.
من هذه الزاوية نظر، فإن سعد الحريري وجماعة "14 آذار"، من جهة، وسليمان فرنجيه وجماعة "8 آذار"، من جهة ثانية، قال كل منهم نصف الحقيقة. ذلك ان الادارة الاميركية المجرمة، والقيادة الاسرائيلية، اللتين تلقيتا الصفعة في حرب تموز، وفي الانتخابات الاميركية الاخيرة، والنظام الدكتاتوري السوري المرعوب، يلتقون في "شركة مساهمة واحدة" ضد امكانية تحول لبنان الى نموذج "وطني دمقراطي مقاوم"، معاد للهيمنة الاميركية والاحتلال الاسرائيلي، من جهة، ومعاد للدكتاتورية، من جهة ثانية. وكما التقت مصالح هذه "الشركة" في السبعينات، وأدت الى تفويض سوريا واسرائيل معا بالتسلط على لبنان وتمزيقه واحتلاله واغتيال قياداته السياسية والروحية ورموزه الفكرية والاعلامية وادارة الحرب الاهلية فيه، لتطويع وتجويع وتهجير واذلال شعبه الابي، فإن هذه "الشركة الشيطانية" ذاتها تلجأ الى رصيدها القديم في "التعاون" ضد الشعب اللبناني، الذي استعصى على التطويع والاخضاع حتى الان. ولا يسعنا هنا الا ان نتذكر "الاشارات" و"الرسائل" العديدة التي ارسلتها الادارة الاميركية باتجاه النظام الدكتاتوري السوري، للتعاون في الساحتين العراقية واللبنانية. وقد سارع رأس النظام السوري لرد "التحية" بمثلها، والتصريح بأن معلومات الاجهزة السورية تقول بأن منظمة "القاعدة" تتجه نحو لبنان، وأن النظام السوري على استعداد للتعاون مع اميركا على هذا الصعيد. كما انه في اللحظة التي تم فيها اغتيال بيار الجميل الحفيد، كان وزير الخارجية السورية، السيد وليد المعلم، يجتمع مع الدمى الاميركية في العراق، لاجل التنسيق المشترك معهم.
ولا بد ان نشير هنا ان اشكال التنسيق في مثل هذه الحالات، التي يتعاون فيها اطراف "متعادون" في الظاهر، تتخذ اشكالا يتم فيها توزيع "ذكي" للادوار، بحيث تستمر الاطراف المعنية بالظهور بمظهر "العداء" الظاهري، في حين انها تلتقي عمليا على "الاهداف" ذاتها، على تنفيذ "العمليات المشتركة" ذاتها، وكل حسب دوره في كل عملية.
ونستذكر على هذا الصعيد، في الساحة اللبنانية، مجزرة صبرا وشاتيلا الشهيرة. فقد التقت في حينه مصلحة اسرائيل والنظام الدكتاتوري السوري عند نقطة ضرورة تذبيح الفلسطينيين والتخلص من اكبر عدد منهم وابعادهم من لبنان، القائم على الحدود مع اسرائيل. ولكن الجيش الاسرائيلي كان يخشى تنفيذ المجزرة مباشرة، تخوفا من المضاعفات الدولية، وداخل اسرائيل نفسها، خصوصا في اجواء السعي الى "السلام!" مع العرفاتيين. فوقع الخيار على ان يقوم عملاء اسرائيل "اللبنانيون" بارتكاب المجزرة. فقام الاسرائيليون بـ"تسهيل" اغتيال بشير الجميل، لاعطاء حافز قوي لجماعته لارتكاب المجزرة ضد الفلسطينيين، وقام النظام السوري "العروبي" بتقديم الغطاء السياسي "الوطني" لمرتكبي المجزرة "اللبنانيين"، بحيث اصبح الجزار ايلي حبيقه "اباعلي"، واصبح وزيرا مقيما في الوزارات التي قامت تحت الوصاية السورية، بعد الانسحاب الاسرائيلي من بيروت والجبل. وقد أمنت المخابرات السورية حماية شديدة دائمة لايلي حبيقه على مدار الساعة. وحينما اراد الاخير ان يذهب للشهادة في المحكمة البلجيكية ضد ارييل شارون، بخصوص مجزرة صبرا وشاتيلا، تم اغتياله فورا ليس تحت سمع وبصر المخابرات السورية بل حرفيا "بين ايديها". ونفد ارييل شارون من المحاسبة.
وأي تحليل موضوعي لظروف وملابسات اغتيال بيار الجميل الحفيد، يمكن ان يكشف بسهولة "التعاون" الاميركي/الاسرائيلي ـ السوري. وفيما يلي بعض المعطيات المعروفة من القاصي والداني، او على الاقل من الكثيرين جدا:
1 ـ من المستبعد جدا ان يكون اي من عناصر الامن الخاص بالمغدور من بقايا النظام الامني السوري ـ اللبناني السابق. واذا كان اي من العناصر من تلك البقايا فهذا يعني "تواطؤا" مقصودا. والامر المنطقي، شبه الحتمي، ان تلك العناصر هي كلها من فئتين: الفئة الاولى ـ عناصر الامن الجديدة التي تم توظيفها بعد اغتيال الرئيس الحريري، المعروفة بعدائها للسوريين والموالية لخط جماعة "14 آذار". (وهنا امكانية "الاختراق" الاميركي). والفئة الثانية ـ من العناصر الامنية الحزبية الكتائبية (وهنا امكانية "الاختراق" الاسرائيلي، لانه من المعلوم ان الاجهزة الاسرائيلية قد عششت وفرخت في حزب الكتائب منذ الخمسينات، واثناء الحرب الاهلية كان المركز الرئيسي للموساد في "المجلس الحربي" الكتائبي بالذات).
2 ـ ان المرافق الذي كان مع المغدور بيار الجميل، والذي قتل معه، هو من آل الشرتوني. وقبل ذلك بسنوات طويلة، كان المرافق الخاص واليد اليمنى لبيار الجميل الجد ايضا من آل الشرتوني. ومعلوم ان الذي نفذ اغتيال العميل المعروف بشير الجميل هو ايضا من العائلة ذاتها وهو الشاب الوطني حبيب الشرتوني. وبالرغم من الطابع السياسي البحت لاغتيال بشير الجميل، فإن المجرمين المحترفين لحزب الكتائب العميل (وهم انفسهم الذين نفذوا حينذاك مجزرة صبرا وشاتيلا) قاموا باعتقال افراد عائلة حبيب الشرتوني، وعذبوهم ابشع تعذيب وقتلوا بعضهم، وقاموا خاصة بإساءة معاملة فتاة صبية هي اخت حبيب الشرتوني الى درجة ان اصيبت بالانهيار العصبي. وقد قامت الراهبة المسيحية أرزة الجميل، شقيقة المغدور بشير الجميل، بانقاذ تلك الفتاة المسكينة ونقلها الى المستشفى واحتضانها ورعايتها. واذا كان الكثير من افراد آل الشرتوني، وعلى الاساس السياسي، قد شجبوا اغتيال حبيب الشرتوني لبشير الجميل، فإن الكثير منهم ـ وعلى الاساس الانساني البحت ـ قد شجبوا واستاؤوا من معاملة الوحوش البشرية الكتائبية لافراد عائلة حبيب الشرتوني الذين لا ناقة لهم ولا جمل. (وهنا تبرز، في اطار العلاقات العائلية، امكانية "الاختراق" السوري، الواعي او العشوائي، للامن الخاص لبيار الجميل).
3 ـ ان المنطقة التي تمت فيها عملية الاغتيال (جديدة بيروت)، هي منطقة مسيحية تتواجد فيها تاريخيا كل القوى السياسية اليمينية واليسارية، العميلة للغرب واسرائيل والوطنية والقومية، الكتائبية والمعادية للكتائب. وفي فترة الحرب الاهلية، وسيطرة ما يسمى "القوات اللبنانية" العميلة، وفي تداعيات الحرب الاهلية، وخصوصا في فترة الحرب بين"القوات اللبنانية" و"النمور الاحرار" (حرب الجميل ـ شمعون)، وحرب عون ـ جعجع، اصبح لحزب الكتائب اعداء كثيرون، يساريون وغير يساريين، خصوصا من "حلفائه" السابقين ومن "العونيين". وهنا "يختلط الحابل بالنابل" وتبرز امكانية اختراق "سوري" كبير.
4 ـ تقول المعلومات الاولية ان الذين نفذوا الجريمة كانوا ثلاثة عناصر في سيارة طاردت سيارة المغدور وقاموا باصطياده في المكان المحدد، الذي لا شك انه مكان مختار سلفا، من اجل تأمين الهرب. وكي تتم مثل هذه العملية الخطيرة والدقيقة، فإن المنفذين كانوا يعلمون مسبقا الوقت المحدد وخط سير الضحية. وطبعا كان هناك عناصر مراقبة وإشعار، وعناصر حماية وتغطية، وعناصر إخلاء مصابين عند الضرورة، وسيارات للتبديل، واماكن "عادية" للاختفاء بعد تنفيذ العملية. وهذا يقتضي تأمين على الاقل عشرين عنصرا واكثر لمثل هذه العملية. والشيء المنطقي، ولدواعي السرية والامن، ان يكون هؤلاء العناصر جميعا من طرف امني ـ سياسي واحد. والمرجح هنا ان يكون الطرف المنفذ طرفا امنيا ـ سياسيا معاديا للمغدور، وليس طرفا "حليفا" له، لانه من الصعب الى درجة الاستحالة "ضبط السر" بين عشرين عنصرا تنفيذيا (ناهيك عن المخططين) اذا كانت العملية موجهة ضد "طرف صديق". والمرجح، في هذه الحالة، ان يكون الطرف المنفذ طرفا "سوريا".
5 ـ بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري واعتقال الجنرالات المحسوبين على الجهاز الامني السوري ـ اللبناني السابق، حدث في لبنان استقطاب سياسي كبير وفرز امني شديد، خصوصا في الاجهزة الامنية المعنية. واصبحت "الاف بي آي" الاميركية "حاضرة ناظرة" في الصغيرة والكبيرة من شؤون الامن اللبنانية، وخاصة فيما يتعلق بأمن شخصيات وقيادات "اصدقاء اميركا" من جماعة "14 آذار"، بمن فيهم المغدور الوزير الكتائبي الشاب بيار امين الجميل. وهذا يعني ان مفاتيح امن المغدور كانت مفاتيح اميركية (وطبعا ـ معها ـ اسرائيلية، نظرا للخبرة الاسرائيلية "التاريخية" بالساحة اللبنانية عامة، والكتائب خاصة). ولما كانت المجموعة التنفيذية تحتاج الى معلومات دقيقة (لا يمكن بدونها تنفيذ العملية) عن وقت وخط سير الضحية، واداوت تحركه، وطبيعة حمايته، ونقاط الضعف القابلة "للاصطياد"، فإن هذه المعلومات، الضرورية للمنفذين، لم يكن بالامكان ان تأتي الا من الجانب الاميركي/الاسرائيلي.
6 ـ اخيرا، وباختصار: اذا كانت المجموعة التنفيذية "السورية" هي التي نفذت "عملية الاعدام"، فإن المجموعة الحمائية الاميركية/الاسرائيلية هي التي "وشت" ببيار امين الجميل وأوصلته الى "ساحة الاعدام".
7 ـ يقول ثعلب الامبراطورية البريطانية السابقة ونستون تشرشل: "ان الحرب هي مسألة على درجة من الاهمية انه لا يمكن تسليمها للعسكريين". وبالقياس، فإن اغتيال شخصية عامة ورجل سياسة هي على درجة من الاهمية انه لا يمكن تسليمها للامنيين، خصوصا حينما تكون عملية مركبة دوليا، اميركية/اسرائيلية ـ سورية، مثل عملية اغتيال بيار الجميل، كما تشي الوقائع العملانية الامنية ذاتها.
فما هي الغاية من هذه الجريمة، السياسية بامتياز، المركبة دوليا؟
ان مصلحة اميركا واسرائيل والنظام الدكتاتوري السوري تلتقي الآن عند نقطة مشتركة هي: تخريب "الساحة" اللبنانية من جديد، ومنع تحويل لبنان الى قاعدة للمقاومة الشعبية ضد اسرائيل والصهيونية، المرتبط تمام الارتباط بمنع تطوره باتجاه "دمقراطي وطني وعروبي" حقيقي معاد للامبريالية الاميركية.
وبعد ان امنت الادارة الاميركية وضع "قوات السلام" الاممية، ذات الطابع الغالب الاطلسي، على الحدود اللبنانية مع اسرائيل، وضمنت الى حد كبير، والى إشعار آخر، "تبريد" هذه الحدود، وبعد ان عجز الجيش الاسرائيلي ذاته عن نزع سلاح حزب الله، فإن المخطط التخريبي الحالي يهدف الى استدراج المقاومة بقيادة حزب الله، للاستغراق في "شيعيتها" البنيوية، لاستدراجها الى الداخل، والغرق في مستنقع "الحرب الاهلية" اللبنانية التي يجري العمل على قدم وساق لاشعالها من جديد، بالتعاون الوثيق خاصة، بين المعسكر الاميركي/الاسرئيلي، من جهة، واجهزة واذناب النظام الدكتاتوري السوري، من جهة ثانية. وذلك بهدف تطويع لبنان عن طريق فرض "الوصاية" المباشرة عليه، اما بواسطة "قوات سلام!!" دولية، او "قوات ردع!!" عربية جديدة، خصوصا سورية، او مشروع "سلطة قوية!!" دكتاتورية او شبه دكتاتورية "لبنانية!!" (ولمرشح "اللبناني ـ السيادي" لهذا الدور اصبح جاهزا!).
واغتيال بيار الجميل هو اول الغيث. ولكن المؤامرة لن تتوقف هنا. وعمليات التخريب والاغتيالات والمجازر والجرائم المفتعلة لن تتوقف "من ذاتها"، او بقوة "الهية" او سحرية.
والقوى الوطنية والاسلامية الشريفة جميعا، وعلى رأسها حزب الله ـ المستهدف الاول والرئيسي، هي مطالبة برص صفوفها، والنظر بكلتا العينين، لا بعين واحدة فقط، لافشال هذا المخطط الجهنمي، الذي يعتبر النظام الدكتاتوري السوري احد ابرز المشتركين فيه، كي ينال "الجائزة" المقررة اميركيا/اسرائيليا له: لبنان (او جزء من لبنان) بدلا من الجولان!
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة حزب الله لانشاء -دولة قوية، قادرة وعادلة- وجامعة الدول ...
- اي -حكومة وحدة وطنية- يريد السيد حسن نصرالله؟
- السقف المنخفض للوطنية القطرية في مواجهة اسرائيل
- وليد جنبلاط... اعتذار كلامي لا يكفي!
- لبنان اسرائيل: من سيقتلع من؟
- ....والافلاس التاريخي ل-الوطنية النظامية- العربية
- نصر...! وأما بعد...!
- الافلاس التاريخي لستراتيجية الحرب النظامية العربية
- الخطة الاميركية الاسرائيلية لتطويع لبنان... امام المفاجآت!!
- لبنان ليس الجولان ولن يكون ارمينيا
- العدوان لا يستهدف فقط لبنان
- المسيحية: البوتقة الايديولوجية القومية، الاولى والاساسية، ل ...
- ويبقى السؤال: من سلّم الجولان بدون قتال، وهادن الاحتلال، ولم ...
- المسيحية: الديانة القومية الاولى للعرب
- أول أيار والدور الاممي الخاص للطبقة العاملة العربية
- الارمن ضحية العنصرية التركية والتآمر الغربي على مسيحيي الشرق
- بكركي محاورا تاريخيا
- المأزق الوجودي لاسرائيل!
- بعد تجربة الاحتلال الاسرائيلي والهيمنة السورية: القوى الوطني ...
- الأكراد شعبنا الثاني


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جورج حداد - هل ينجح -حزب الله- في اجتياز حقل الالغام الداخلي؟