أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - اي -حكومة وحدة وطنية- يريد السيد حسن نصرالله؟















المزيد.....

اي -حكومة وحدة وطنية- يريد السيد حسن نصرالله؟


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1707 - 2006 / 10 / 18 - 08:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في احتفال يوم النصر في 22 ايلول الماضي، اطلق امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الدعوة الى تأليف "حكومة وحدة وطنية" والى اقامة "دولة قوية قادرة وعادلة"، معتبرا انه حينذاك تصبح مسألة سلاح المقاومة او سلاح حزب الله مسألة محلولة تلقائيا.
ويمكن تشبيه هذه الدعوة المزدوجة بأنها "برنامج حد ادنى": حكومة الوحدة الوطنية؛ و"برنامج حد اعلى": الدولة القوية القادرة والعادلة.
ونظرا للموقع الوطني المميز الذي يحتله حزب الله، والسيد حسن نصرالله شخصيا، قبل النصر وخصوصا بعده، لا يمكن لاي طرف كان ان يتجاوز، او يمر "مرور الكرام"، على هذه الدعوة. ونظرا لجدية الدعوة، هناك ضرورة لطرح بعض التساؤلات، ومحاولة الاجابة عليها. ونكتفي في هذه العجالة بالنظر في "برنامج الحد الادنى" الذي طرحه السيد، لنتساءل:
ـ ماذا تعني، او بالاصح ماذا يعني السيد حسن نصرالله، بعبارة "حكومة وحدة وطنية"؟
ـ هل يعني ذلك المجيء بحكومة ذات "مفهوم وطني" مقاو ِِم، ينسجم مع "المفهوم الوطني" للمقاومة الوطنية، بمن فيها حزب الله والمقاومة الاسلامية، مما يعني حكومة جزء من اللبنانيين، ذوي الاتجاه الوطني ـ العروبي ـ النضالي، التاريخي، المعادي للامبريالية الغربية وللصهيونية واسرائيل وللرجعية والدكتاتورية العربية العميلة؟
ـ ام يعني ذلك تبديل او توسيع الحكومة الحالية، للمجيء بحكومة تضم مختلف الفئات الطائفية ـ السياسية الرئيسية على الساحة اللبنانية، اي "حكومة ائتلافية" تضم كافة القوى الممثلة في البرلمان اللبناني، وهو ما يصطلح على تسميته احيانا "حكومة وفاق وطني"، اي حكومة جميع او غالبية اللبنانيين، بالمعنى السياسي ـ الطائفي؟
ان هذين "المفهومين" لحكومة الوحدة الوطنية هما مفهومان متناقضان تماما.
فإذا كان السيد حسن نصرالله يقصد المعنى الاول لحكومة الوحدة الوطنية، التي تعني في المرحلة الحالية اقامة "حكومة وطنية مقاو ِمة"، ففي هذه الحالة فإن حزب الله يناقض نفسه جذريا، ويناقض هذه الدعوة، باستمراره في المشاركة في الحكومة الحالية، التي تتناقض، كتركيبة، مع صفة "الحكومة الوطنية المقاو ِمة". وقد رأينا كيف تبرأت الحكومة من المقاومة في اليوم الاول لحرب الـ33 يوما، بالرغم من مشاركة وزراء حزب الله وحلفائه فيها. وفي هذه الحالة، ولاعطاء الدعوة مصداقيتها، فإن اول ما يتوجب على حزب الله هو دعوة وزرائه وحلفائهم للاستقالة من هذه الوزارة.
واذا كان السيد حسن نصرالله يقصد الاطاحة بهذه الحكومة، بالطرق القانونية والدستورية، في مجلس النواب وفي الشارع معا، والمجيء بـ"حكومة وحدة وطنية مقاو ِمة"، فهذا يعني العودة الى ما يشبه طرح كمال جنبلاط في حينه حول "عزل الكتائب"، وتطبيق العزل الوطني، اليوم، على ضيوف "غداء كونداليسا رايس" على الاقل. فهل هذا ممكن، لبنانيا وعربيا ودوليا؟ وهل يوافق النظام السوري ذاته، حليف حزب الله، على هذا الطرح، اذا كان هذا هو المقصود؟
في حينه، اختلف النظام الدكتاتوري السوري اختلافا جذريا مع كمال جنبلاط، ودخلت قواته الى لبنان، تحت غطاء "قوات الردع العربية"، وبمباركة اميركية وموافقة اسرائيلية، لتصفية الحساب مع كمال جنبلاط وضرب الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية، بالحجة المكيافيلية المنحطة والكاذبة، ونعني بها حجة "حماية المسيحيين" (كأن عصابات "الكتائب" ومن لف لفها هم المسيحيون). ولقد اثبت التاريخ صحة موقف كمال جنبلاط مبدئيا. واليوم نرى بالعين المجردة صحة المثل الشعبي القائل "ان ذنب الكلب لا يستقيم ولو وضع في القالب اربعين يوما او اربعين سنة"؛ وان التساهل والتعاون و"التعويم الوطني" لحزب الكتائب (كظاهرة سياسية انعزالية ـ خيانية تاريخيا؛ وليس كبعض الافراد) وافرازاته (من "القوات" الى "حراس الارز" الى "جيش لبنان الجنوبي")، ان ذلك لم يساعد على الشفاء من هذه الظاهرة، ظاهرة الانعزالية ـ الخيانية، والسير في ركاب اميركا واسرائيل، بل ادى الى "تسويقها" وتفشي عدواها.
والان نرى كيف ان جامعة الدول العربية تتفرج على الشعب الفلسطيني وهو يذبح كل يوم. وقد رأينا كيف انها، اي الجامعة، وقفت حوالى الشهر تتفرج على لبنان كيف يقصف ويدمر ويقتل اطفاله بانتظار كسر شوكة المقاومة وتركيعها امام اميركا واسرائيل.
فهل يريد السيد حسن نصرالله ان يكرر تجربة كمال جنبلاط؟
ومن يضمن حينذاك ان لا تتسابق "قوات ردع عربية" جديدة، وعلى رأسها قوات النظام المكيافيلي الدكتاتوري السوري، للمجيء الى لبنان، بمباركة اميركية واطلسية واسرائيلية، وبغطاء "شرعي دولي"، لتصفية الحساب مع السيد حسن نصرالله شخصيا وللتخلص من حزب الله، ولضرب المقاومة، ولتأديب جماهيرها، ولضرب جماهير المخيمات الفلسطينية المؤيدة لخط المقاومة والمعارضة لاتفاقات اوسلو الخيانية، ولفرض التوطين، وذلك ليس بحجة حماية "المسيحيين" فقط، بل وحماية "السنة" و"الدروز" ايضا، هذه المرة؟
طبعا ان حزب الله هو احرص واوعى من ان يأخذ الشعب اللبناني الى مثل هذه التجربة المصيرية!
اما اذا كان السيد حسن نصرالله يقصد المعنى الثاني لحكومة الوحدة الوطنية، اي الصيغة اللبنانية السياسية ـ الطائفية الجامعة، فإن الجواب على ذلك ـ بصرف النظر عن ردود فعل انصار الحكومة الحالية ـ هو ان لبنان قد جرب اكثر من مرة في تاريخه، وفي ظروف اقل توترا، تطبيق مفهوم "الحكومة الوطنية" الموسعة، التي تضم مختلف القوى والقيادات التقليدية والاطياف السياسية ـ الطائفية. ولكن هذا "العلاج" لم يشف يوما الكيان اللبناني من علله المزمنة، التي هي علل كامنة في اصل وجوده بالذات. بل ان هذا "العلاج" كان دوما يؤدي الى نقل جميع العلل الى مجلس الوزراء الائتلافي، كما هي في مجلس النواب، وفي الوجه الطائفي للحياة السياسية اللبنانية، وبالتالي كان يؤدي ـ اي هذا "العلاج" ـ الى تكريس العلل وتكليسها ومفاقمتها، وليس معالجتها. واذا كان مثل هذا العلاج كان يساعد موقتا على خلق جو من "الهدنة الاهلية" بالمعنى الطائفي ـ السياسي، الا ان التجربة اثبتت ان مثل هذه الهدنات لم تكن سوى فترات صراع على تقاسم المغانم ومماحكات واستعدادات للتفجيرات اللاحقة. وكل ما يمكن ان تنتج عنه وصفة مثل هذه "الحكومة الوطنية"، من جديد، هو "تغطيس" حزب الله في اللعبة الطائفية. واذا كان حزب الله يعتبر سلاح المقاومة لا يمكن ان يوجه للداخل، وان الفتن الداخلية هي خط احمر بالنسبة له، فهذا نصف ضمان ولكنه ليس ضمانا كاملا، لان الفتن الداخلية ليست خطا احمر بالنسبة لاطراف اخرى تأتمر بأوامر اسرائيل واميركا والانظمة الرجعية والدكتاتورية العربية. ولا ننسى هنا التصريح الاخير لغونداليزا رايس حول الخلافات الشيعية ـ الشيعية. وهو يعني ان وراء الاكمة ما وراءها. وهنا يصح المثل الدارج "من جرب المجرب، كان عقله مخرب". وطبعا ان قائدا وطنيا، في منزلة وعلم وتجربة وحكمة السيد حسن نصرالله، لا يمكن ان يقدم مثل هذه الوصفة البالية لا لجماهير الطائفة الشيعية المناضلة، ولا للشعب اللبناني، الذي قدم الغالي والنفيس، بالارواح والممتلكات، ان في صفوف المقاومة التي يقودها السيد حسن نصرالله بالذات، أو دعما لها.
فإذا كان من المستبعد ان يكون المقصود بالدعوة الى "حكومة الوحدة الوطنية" هو المعنى الاول، او الثاني، فماذا، اذن، هو المقصود؟ وماذا يريد ان يقول حقا، مما لم يرد قوله الى الان الزعيم الوطني اللبناني والعربي الشعبي الاول السيد حسن نصرالله؟
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
* كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السقف المنخفض للوطنية القطرية في مواجهة اسرائيل
- وليد جنبلاط... اعتذار كلامي لا يكفي!
- لبنان اسرائيل: من سيقتلع من؟
- ....والافلاس التاريخي ل-الوطنية النظامية- العربية
- نصر...! وأما بعد...!
- الافلاس التاريخي لستراتيجية الحرب النظامية العربية
- الخطة الاميركية الاسرائيلية لتطويع لبنان... امام المفاجآت!!
- لبنان ليس الجولان ولن يكون ارمينيا
- العدوان لا يستهدف فقط لبنان
- المسيحية: البوتقة الايديولوجية القومية، الاولى والاساسية، ل ...
- ويبقى السؤال: من سلّم الجولان بدون قتال، وهادن الاحتلال، ولم ...
- المسيحية: الديانة القومية الاولى للعرب
- أول أيار والدور الاممي الخاص للطبقة العاملة العربية
- الارمن ضحية العنصرية التركية والتآمر الغربي على مسيحيي الشرق
- بكركي محاورا تاريخيا
- المأزق الوجودي لاسرائيل!
- بعد تجربة الاحتلال الاسرائيلي والهيمنة السورية: القوى الوطني ...
- الأكراد شعبنا الثاني
- الصفقة الاميركية السورية الجديدة: اعادة انتاج -سايكس بيكو- ...
- الانقلاب الكياني في التركيبة اللبنانية


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - اي -حكومة وحدة وطنية- يريد السيد حسن نصرالله؟