أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جورج حداد - الانقلاب الكياني في التركيبة اللبنانية















المزيد.....



الانقلاب الكياني في التركيبة اللبنانية


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1485 - 2006 / 3 / 10 - 11:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يمر لبنان الان في مرحلة انتقالية، تتجاوز في اهميتها كل الجوانب السياسية والامنية والعسكرية، الداخلية والخارجية، بما في ذلك المواجهة مع اسرائيل والصراع الدائر مع النظام السوري، على اهمية هذه الجوانب كلها. وهذه المرحلة تطال الاسس الكيانية للتركيبة الطائفية التي يقوم عليها نظام الدولة اللبنانية.

وفي هذه المرحلة بالذات تجري عملية حوار الطاولة المستديرة بين مختلف الاطراف والكتل اللبنانية، في مجلس النواب، وذلك برعاية رئيس المجلس الاستاذ نبيه بري، زعيم حركة "امل" الشيعية، ثاني اثنين في ما سمي "الثنائية الشيعية" التي تضم، بالاضافة الى "امل"، "حزب الله" بزعامة السيد حسن نصرالله.

وبالرغم من كل التنغيمات الاعلامية المختلفة، فلا يكاد يخفى ان كل هدف هذا الحوار هو التوصل الى تفاهم بين مختلف الكتل الطائفية الاخرى، من جهة، وبين "الثنائية الشيعية"، ولا سيما "حزب الله"، من جهة ثانية. وبكلمات اكثر مباشرة، فإن الهدف المركزي لكل هذا الحوار، على الطاولة المستديرة وخارجها، هو التفاهم مع "حزب الله" واسترضائه.

اي ان طاولة الحوار قد تحولت الى ما يشبه مؤتمر الطائف في 1989، الذي اسس لوضع حد للحرب اللبنانية ولقيام "الجمهورية الثانية"، برعاية النظام السوري. مع فارق جوهري هو: ان هدف "الطائف" كان العمل لاسترضاء، واستيعاب، مختلف امراء واطراف الحرب اللبنانية. اما هدف حوار هذه الطاولة المستديرة، فهو: استرضاء، واحتواء، طرف واحد هو "حزب الله" خاصة ومن ورائه "الثنائية الشيعية" عامة.

ومثلما اسس مؤتمر الطائف للمرحلة التالية له، التي بدأت بالوصاية السورية بتفويض عربي ودولي (اميركي خاصة)، وانتهت بالخروج المشين لقوات ومخابرات النظام السوري من لبنان في نيسان 2006، فمن الواضح انه على نتائج حوار الطاولة المستديرة، اي ـ عمليا ـ على نتائج ما يتم التوافق عليه مع "الثنائية الشيعية"، على قاعدة ما يسمى "الدمقراطية التوافقية"، سيتوقف كل مسار الاحداث اللاحقة.

ولكن هناك فارقا بين مؤتمر الطائف، ومؤتمر حوار "الطاولة المستديرة"، لم يعط ما يستحق من الاهتمام في اجهزة الاعلام اللبنانية والعربية والعالمية، الموجهة ـ بشكل رئيسي ـ اميركيا. وهذا الفارق هو: ان "العراب البلدي" او "اللبناني" لمؤتمر الطائف كان على وجه التحديد المرحوم الشيخ رفيق الحريري، الذي تحول بعد الطائف الى الشخصية السياسية والاقتصادية الاهم على الساحة اللبنانية. اما "العراب البلدي" لحوار الطاولة المستديرة الحالي، بصرف النظر عن النتائج التي سيسفر عنها، فهو الاستاذ نبيه بري.

هذا الواقع يشير الى الكفاءات الذاتية وخاصة الدور الوسيطي والشخصية الحوارية لكل من الرجلين. ولكن، في التركيبة الطائفية الكيانية اللزومية للبنان، يبرز السؤال المشروع التالي: الم يكن من المنطقي، بعد ما نال الطائفة السنية خاصة، باغتيال رفيق الحريري، ان يتم استرضاؤها ولو ادبيا، بأن يكون "العراب البلدي" للحوار الحالي من خط الحريري، او على الاقل من الطائفة السنية؟ وهل خلت الطائفة السنية من شخصيات حوارية اخرى، غير رفيق الحريري؟! طبعا ان الجواب هو: كلا!

ومهما خلصت النيات، فإنه ليس من الصدفة في شيء (والشيء بالشيء يذكر) ان الوثيقة الصادرة عن لقاء عون ـ نصرالله، قبل انعقاد حوار الطاولة المستديرة، لم تأت على ذكر "الطائف" بكلمة واحدة. وكأنما المراد هو فتح "صفحة جديدة" لا تكون "استمرارا" لما سبق. ان هذا التغيير يعبر بوضوح عن تغيير موازين القوى الطائفية على الارض. فقد جاء لقاء عون ـ نصرالله، ومن ثم الرعاية "الشيعية" لمؤتمر "الحوار الوطني اللبناني" بعد تغييرين اساسيين للوقائع على الارض هما:

اولا ـ ازاحة رفيق الحريري بالشكل الوحشي والاستفزازي الذي ازيح به، بصرف النظر عمن ازاحه. وهو ما وجه ضربة قوية لنفوذ ومكانة الطائفة السنية في التركيبة الكيانية الطائفية التي تقوم عليها الدولة اللبنانية.

وثانيا ـ ان "حزب الله" قد ترسخ على ارض الواقع كقوة عسكرية ـ سياسية ـ اجتماعية ـ ثقافية، طائفية (تحديدا: شيعية)، بالاستناد الى عوامل اقليمية مساعدة (خاصة ايرانية) حولته الى الرقم الاصعب في المعادلة اللبنانية كلها. وهو ما اعطى "الطائفية الشيعية" وزنا استثنائيا لم يكن لها قبلا. وطبعا ان شعبية "حزب الله" و"المقاومة الاسلامية"، قد خدمت "الطائفية الشيعية". ولكن "المقاومة" ودورها الوطني والتحريري هي شيء، و"الطائفية الشيعية"، كأي طائفية اخرى، هي شيء آخر تماما. ولسوء حظ لبنان، والعرب جميعا، انه جرى ويجري توظيف شعبية "المقاومة" في خدمة "الطائفية الشيعية"، التي اصبح لها هذا الوزن الاستثنائي في لبنان. وهو ما قد تجلى في اضطرار مختلف الكتل السياسية للموافقة على تجديد "بيعة" رئاسة مجلس النواب للرئيس بري، الذي كان محسوبا تماما على سوريا، وذلك بالرغم من الجلاء السوري عن لبنان. كما تجلى في قدرة "الثنائية الشيعية" على تعطيل عمل السلطة التنفيذية، ومنع قيام وزارة جديدة، فيما لو استمر "اعتكاف" الوزراء "الشيعة"، بمن فيهم وزير "حزب الله"، الذي ظهر التزامه بـ"الطائفية الشيعية" فوق الالتزام بـ"المقاومية". وهو يتجلى الان في الوقوف بوجه الضغط الكبير لاقالة او فرض الاستقالة على ما سمي "الوديعة السورية" اي الرئيس لحود. وهذا يعني انه، بمعزل او بالاضافة الى موضوع المقاومة وقرار الحرب والسلم الذي يمسك به "حزب الله"، ففي اللعبة الطائفية الداخلية ذاتها، اصبح "الحزب" هو اللاعب "الطائفي" الاول الذي لا يستطيع اي طرف آخر، صديق او خصم، تجاوزه.

بنتيجة ذلك، كان من الطبيعي ان تتكرس هذه المعادلة الطائفية الجديدة في "الرعاية الشيعية" للحوار الوطني اللبناني.

XXX

لقد تم إنشاء الكيان الطائفي اللبناني، الذي سماه الجنرال غورو يوم اعلانه في اول ايلول 1920 "لبنان الكبير"، على قاعدة توسيع "متصرفية جبل لبنان" السابقة لتضم الاقضية الاربعة: بيروت، الجنوب، البقاع والشمال، التي كانت تميل الى الانضمام الى سوريا. وقد قامت "دولة لبنان الكبير"، ومن ثم "الجمهورية اللبنانية"، على اثر "الميثاق الوطني" غير المكتوب و"الاستقلال" في 1943، بناء على تفاهمين طائفيين تاريخيين:

ـ التفاهم الاول، بين الموارنة والدروز في الجبل، الذي ضمن توحيد الجبل ذاته، كشرط حتمي لم يكن بالامكان بدونه توسيع "المتصرفية اللبنانية" السابقة.

ـ والتفاهم الثاني، هو بين الموارنة والسنة، الذي بدونه لم يكن بالامكان توحيد الجبل مع الاقضية الاربعة.

وقد تميزت هذه الصفقة المزدوجة، الكيانية ـ الطائفية اللبنانية، بما يلي:

1 ـ الدور المركزي للموارنة في "الكيان اللبناني" لانهم الطرف الرئيسي في صفقة التوحيد الطائفي مع الدروز (في الجبل اللبناني) ومع السنة (في لبنان الكبير). وقد اضطلع الموارنة بدور الجسر الاساسي للعلاقة الاقتصادية والثقافية والسياسية مع الغرب. ومن هنا نشأت لاحقا عقدة "الامتيازات المارونية"، كشكل من اشكال استمرار اتفاقات "الامتيازات الاجنبية" التي دشنها السلطان العثماني سليمان القانوني في 1536.

2 ـ الدور الرئيسي للسنة، الذين ضمنوا توحيد الاقضية الاربعة مع "الجبل اللبناني"، والذين اضطلعوا بدور جسر العلاقة التقليدية مع سوريا والدول العربية الاخرى.

3 ـ بالرغم من الوزن العددي الكبير للشيعة، فقد اعطي الاقطاع السياسي الشيعي دوره في الكيانية اللبنانية، الا انه بشكل عام تم تهميش الكتلة الشيعة، استمرارا لدورها المهمش منذ العهد العثماني، ولعدم حضورها المديني والاقتصادي البارز. ومن هنا نشأت عقدة "الغبن والحرمان" لدى الشيعة اللبنانيين.

4 ـ الدور المميز للدروز في الكيان الطائفي اللبناني، بما يفوق بكثير وزنهم العددي والمديني والاقتصادي. ويعود ذلك الى عاملين:

الاول ـ عامل نفسي ـ سياسي ـ تاريخي، يرجع الى دور الدروز في انشاء الامارة اللبنانية (لا سيما اماة فخرالدين المعني الثاني، وامارة بشير الشهابي الثاني)، وما ينتج عنه من حراك سياسي وطائفي مكثف للزعامات والجماهير الدرزية، توّجه الزعيم الوطني والمفكر الانساني كمال جنبلاط، بتأسيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"الحركة الوطنية اللبنانية" الموحدة.

والثاني ـ الموقع الستراتيجي للجبل، وبالتحديد موطن الموارنة والدروز: السلسلة الغربية لجبال لبنان، مضافا اليها الساحل الممتد من جونيه الى شكا. ومن ضمن ذلك: الموقع الستراتيجي للدروز، ضمن الكيانية اللبنانية المستحدثة.

ونشير هنا الى الامثلة البارزة التالية في تاريخ الكيان اللبناني:

أ ـ انه في عهد الانتداب الفرنسي، وفي اوائل عهد "الاستقلال"، كان قصر المختارة، في زمن الزعيمة السيدة نظيرة جنبلاط، مرجعا رئيسيا لرجالات الانتداب الفنرسي ولكل زعماء وشخصيات البلد قبل الاستقلال وبعده.

ب ـ عند قيام الفرنسيين في 1943 باعتقال رئيس الجمهورية بشارة الخوري ورئيس الوزراء رياض الصلح وغيرهما من الشخصيات الوطنية المطالبة بالاستقلال، تشكلت حكومة لبنانية ثانية مناوئة للفرنسيين، في بلدة بشامون، برعاية الزعيم الدرزي الاخر الامير مجيد ارسلان.

ج ـ بعد استلام كمال جنبلاط الزعامة الجنبلاطية، كان يعتبر "الرجل القوي" في مختلف العهود، الى درجة انه حاز لقب "صانع رؤساء الجمهورية" في لبنان.

ان الدور الاستثنائي للزعامة الدرزية في الكيان اللبناني، المرتكزة اساسا الى وحدة الموارنة والدروز في "الجبل"، تعود الى الدور الستراتيجي الجغرافي للجبل اللبناني الذي يمثل همزة الوصل، او الفصل، في آن معا، بين "الاقضية الاربعة": بيروت، الجنوب، البقاع والشمال. وقد رأينا صورة عن الاهمية الستراتيجية للجبل، خلال الحرب اللبنانية: إذ بالرغم من ان "القوى الانعزالية" فشلت في السيطرة على المنطقة الدرزية في الجبل، فقد استطاعت، بفضل الموقع المركزي فقط، تقطيع اوصال "المناطق الوطنية والاسلامية" (التي كانت تمثل 80% من الاراضي اللبنانية) وتحويلها الى جزر وشبه جزر معزولة بعضها عن بعض. ولو تمكنت "القوى الانعزالية" من الانتصار على الحزب التقدمي الاشتراكي وطرد الدروز الجنبلاطيين من الجبل في معركة الجبل في 83ـ1985، ومدت سيطرتها بشكل متواصل على الارض من مرجعيون الى جبة بشري، لكانت استطاعت فرض حصار لا يطاق على بيروت والجنوب والشمال (طرابلس وعكار) والتضييق الشديد على البقاع.

وينتج عن ذلك:

اولا ـ ان وحدة الدروز والموارنة في الجبل كانت ذات اهمية مباشرة حاسمة محليا، اي داخليا ـ لبنانيا، واهمية غير مباشرة اقليميا ودوليا.

ثانيا ـ ان وحدة الموارنة والسنة كانت ذات اهمية حاسمة كيانيا ـ لبنانيا، واقليميا ودوليا.

اما الان، وبعد ان نشأ "حزب الله" وجرى دعمه من قبل ايران، في حسابات ستراتيجية اقليمية، اكبر من "محلية لبنانية"، كي يصبح قوة ضخمة ذات مستوى اقليمي قادرة على مواجهة اسرائيل ذاتها، انقلبت الآية في الموازين الكيانية ـ اللبنانية الداخلية. إذ اصبح "الحزب" "دولة" بكل معنى الكلمة، ولم تعد توجد اي قوة حزبية وطائفية محلية توازيه، بما في ذلك قوة الدولة اللبنانية ذاتها.

وبدون ان يكون ذلك مقصودا بحد ذاته في البداية، فإن القوة الناشئة لـ"حزب الله"، المستمدة من الدعم المادي والمعنوي والديني الايراني، وبالاستناد الى الكثافة السكانية للشيعة وانتشارهم في الجنوب والبقاع ومحيط بيروت، ـ هذه القوة قلبت موازين العلاقة الستراتيجية "الكيانية" في لبنان. فبعد ان كان "الجبل" (بموقعه الستراتيجي وبسكانه: الموارنة + الدروز) يتحكم بالاقضية الاربعة: مواصلات، اقتصاديا، عسكريا الخ... ظهرت لاول مرة في الكيان اللبناني قوة كيانية ـ طائفية، تمتلك قوة عسكرية ذات تمويل كاف ومستوى عال من العديد والتسليح والتدريب والانضباط والروح القتالية، بما يمكنها هي ان تفرض العزل على "الجبل اللبناني"، بفرض كماشة حديدية حوله، مركزها المفصلي الجنوب، وتمتد بفكين حديديين من بيروت الى البقاع، وهي كماشة مفتوحة على البحر من جهة، وعلى "الحليفة" سوريا من جهة اخرى.

نستنتج من ذلك ان القوة "الطائفية الشيعية" اصبحت لوحدها الان قادرة على السيطرة بدون صعوبة تذكر على بيروت، على الاقل "الغربية" (بما في ذلك بالاخص مرفقا المطار والمرفأ والبنك المركزي وغيره من البنوك. ناهيك عن السيطرة على السراي والمؤسسات الحكومية والسفارات الاجنبية)، وقطع طريق الشام وقطع صلة "الجبل" بسهل البقاع، حتى بدون حلفائها من "الموارنة". اما اذا احوجتها الظروف وسمحت لها بـ"تشغيل" بعض تحالفاتها المارونية (من جماعة عون او جماعة فرنجية او غيرهم، الموالين لاميركا او لسوريا) فيمكنها ارسال قوات خاصة للسيطرة على طرابلس وعكار ايضا. وارسال قوات خاصة اخرى، بحرية وغير بحرية، للتضييق على كافة المنافذ البحرية للجبل، من جونيه الى شكا.

ان تشخيص هذا الانقلاب في ميزان القوى الطائفية ـ الكيانية على الارض، والامكانيات التي اصبحت بحوزة "حزب الله" خاصة و"الطائفية الشيعية" عامة، والتي تم تنميتها تحت مظلة "المقاومة" ضد الاحتلال الاسرائيلي للاراضي اللبنانية، لا يقصد منه اي تشكيك بوطنية "حزب الله". ولكن ـ والوقائع عنيدة، كما يقول المثل الانكليزي ـ فإن هذه الوقائع تقول ان وطنية "حزب الله" لم تلغ ولم تحل محل، بل على الضد عززت ورسخت طائفيته ومذهبيته ودينيته، بنيويا وعقائديا وايديولوجيا واخيرا سياسيا ("الثنائية الشيعية" مع حركة "امل"، وتمثيل "الشيعة" في البرلمان وفي الحكومة وفي السياسة المحلية عامة).

ولا بد ان نشير هنا اننا نعيش مرحلة انكفاء للقوى والتيارات الوطنية والقومية والعلمانية واليسارية. و"حزب الله" لا يشذ عن هذه القاعدة السلبية. وابرز مظهر، على الساحة اللبنانية، لهذا الانكفاء، هو تراجع الدور الوطني للحزب التقدمي الاشتراكي، وانكماش دور وليد جنبلاط من زعيم للحركة الوطنية اللبنانية الى زعيم "طائفي" درزي. ولا ندري لو كان كمال جنبلاط حيا، ماذا كان سيقول لوليد جنبلاط وهو يسمعه يقول "إن اسرائيل ليست عدوا"، او يسمعه وهو يدعو الاميركيين الى احتلال سوريا، بحجة التخلص من النظام الدكتاتوري فيها، وكأن الامبريالية الاميركية ليست هي التي اوعزت الى النظام السوري بدخول لبنان في حينه (وبالتالي هي التي تتحمل المسؤولية الاولى عن اغتيال كمال جنبلاط)، او كأنها ـ اي الامبريالية الاميركية ـ "جمعية خيرية" لتوزيع الدمقراطية ومعاقبة الدكتاتوريين ـ عملائها المباشرين وغير المباشرين.

والنظام السوري ذاته، البعثي المنشأ (وهو، بعد الناصرية، اهم تيار "قومي عربي" و "وطني علماني"، ظهر في العقود الماضية)، هو الذي ـ بالاتفاق مع اميركا من جهة، وبالصمت (واكثر!) الاسلامي الايراني، من جهة ثانية ـ قتل كمال جنبلاط، والغى الحركة الوطنية اللبنانية العلمانية، وعمل على ترسيخ تطييف لبنان عامة، وتطييف المقاومة الوطنية للاحتلال الاسرائيلي خاصة، وقصرها على "المقاومة الاسلامية" بزعامة "حزب الله"، الذي من الصعوبة تبرئته، او تبرئة حلفائه، من خطف بعض الدبلوماسيين السوفيات في حينه، وقتل احدهم، ومن ثم قتل حسين مروة، ومهدي عامل (حسن حمدان)، وخليل نعوس وسهيل الطويلة، والدخول في معارك مؤسفة مع الشيوعيين اللبنانيين، ومنع شباب المقاومة الوطنية اللبنانية من القيام بواجبهم المقدس واعتقالهم وتجريدهم من السلاح، بالتنسيق مع وباوامر من المخابرات السورية طيبة الذكر. ولتحقيق هذه الانجازات "الوطنية" و"القومية"، فإن النظام البعثي السوري كان هو نفسه قد تشخصن وتطيـّف، واصبح نظاما عائليا ـ طائفيا علويا يمسخ ويستخدم حزب البعث ويتاجر بشعاراته.

ان رعاية رفيق الحريري رحمه الله لمؤتمر الطائف كان يمثل استمرارا للدور الطائفي السني في الكيانية اللبنانية، منذ رياض الصلح وما قبله وما بعده.

اما رعاية الاستاذ نبيه بري لعملية الحوار الوطني اللبناني الحالي، فهو يمثل انقلابا كيانيا حقيقيا في التركيبة الطائفية اللبنانية. وبطل هذا الانقلاب هو "الطائفية الشيعية" التي يمكن اعتبارها من الان فصاعدا الركن الاساسي في الدولة اللبنانية، الذي يمسك بيده قرار الحرب والسلم خارجيا، وقرار الحرب الاهلية او السلم الاهلي داخليا.

وربما يعتبر البعض ان رعاية الاستاذ نبيه بري لحوار الطاولة المستديرة تحت قبة البرلمان اللبناني، ليست سوى لياقة بروتوكولية، من ضمن مركزه كرئيس للمجلس النيابي. ولكن ما يؤكد الصفة الانقلابية ـ الكيانية لهذه الواقعة، واقعة اخرى لا تقل عنها اهمية، ونعني بها لقاء المغامر السياسي والسمسار الاميركي المرشح لرئاسة الجمهورية الجنرال ميشال عون مع السيد حسن نصرالله، الامين العام لـ"حزب الله"، الذي جرى (قبل بدء حوار البرلمان) في 6 شباط الماضي. ونرى من الضروري التوقف عند هذا اللقاء، الذي يشكل ايضا منعطفا انقلابيا في التركيبة الطائفية اللبنانية. ونعرض الملاحظات التالية:

1 ـ تم اللقاء بعد مداولات دامت اسابيع وربما اشهر بين الطرفين، اسفرت عن الوثيقة التي جرى الاعلان عنها خلال اللقاء، والتي يراد لها ان تحل محل "الميثاق الوطني" في 1943 و"اتفاق الطائف" في 1989. وكان اللقاء في اليوم التالي لحوادث الاشرفية المؤسفة، التي قامت فيها عناصر "مندسة"، حسب التوصيفات الرسمية، باستغلال المظاهرة الاسلامية السنية الاحتجاجية على الرسوم الدانماركية المسيئة للنبي العربي، والتعدي على ممتلكات المواطنين المسيحيين وعلى بعض دور العبادة المسيحية ذاتها. الامر الذي وتر الاجواء الى اقصى الحدود، ووضع البلاد على حافة المجهول. ولا شك ان اللقاء بين الزعيمين الماروني والشيعي، وفي كنيسة مارونية، لعب دورا مهما في تنفيس الاحتقان الطائفي، المعنوي والسياسي والامني.

2 ـ لا يمكن الا لغبي مطبق ان يصدق ان اعمال الشغب والتخريب التي رافقت مظاهرة الاشرفية في 5 شباط، كانت صدفة، او انفلاتا للامور، ابن ساعته. بل هي خطة مدبرة مسبقا، القصد الاساسي منها، على خلفية توتير الاجواء وتفجيرها اذا امكن، انما كان الطعن بشكل خاص بصدقية "الطائفية السنية" وقدرتها على الاحتفاظ بدور "الشريك" في الكيانية الطائفية اللبنانية، وإظهار انها هي التي تشكل مصدر الخطر على الصيغة اللبنانية عامة، وعلى المسيحيين خاصة. اي ان هذه الاحداث كانت بشكل ما استكمالا لعملية اغتيال رفيق الحريري، لجهة زعزعة وإضعاف دور "الطائفية السنية" في الكيانية اللبنانية.

3 ـ ان "المايسترو" (الخارجي اساسا، واذنابه الداخليين) الذي نظم اعمال التخريب في الاشرفية ليس بطبيعة الحال بعيدا عن مجريات الامور في لبنان. وهذا "المايسترو" كان بالتأكيد على اطلاع على الاتصالات بين التيار العوني و"حزب الله"، وربما كان يعرف، بالتقريب او بالتحديد، موعد اللقاء الثنائي بين عون ونصرالله. فنظم اعمال التخريب (باستغلال المظاهرة... ولو لم تكن، لنظم شيئا آخر) قبل يوم واحد فقط من لقاء عون ـ نصرالله في كنيسة مار مخايل المارونية. فجاء اللقاء ـ بالصدفة! ـ وكأنه رد على التعدي على كنيسة مار مارون في الاشرفية، ولخلق انطباع ايجابي لدى المسيحيين عن "الطائفية الشيعية" (كتعويض او بديل عن الانطباع السلبي عن "الطائفية السنية")، بأنها هي "الشريك الكياني" الذين يمكن للمسيحيين ان يعولوا عليه. اي ان اللقاء، مسحوبا على اعمال الشغب والتخريب في الاشرفية، يجسد موضوعيا "نقلة انقلابية" في الكيانية اللبنانية لصالح "الطائفية الشيعية"، وعلى حساب "الطائفية السنية".

4 ـ وفي الوقت ذاته يمثل لقاء عون ـ نصرالله "نقلة انقلابية" ايضا ضد "الطائفية المارونية" ذاتها. ذلك ان ميشال عون هو حاليا "الزعيم" المسيحي والماروني الوحيد، الخارج على رعاية البطريرك صفير للشأن الماروني والمسيحي. وتفيدنا التجربة التاريخية ان كل زعيم ماروني كان يخرج على البطريركية، كان يقود "الموارنة" ولبنان الى المآسي. وللمثال: حينما خرج كميل شمعون على البطريركية في الخمسينات قادنا الى "حلف بغداد". وحينما خرج جعجع وقواته اللبنانية على البطريركية خلال الحرب اللبنانية قادنا الى اسرائيل. الان ابن كميل شمعون وسمير جعجع وجماعتهم عادوا، مكرهين او مقتنعين، الى الانضواء تحت جبة البطريرك، والالتزام بخطه المعتدل، المرتبط دوليا بالفاتيكان واوروبا. والان يبرز سؤالان: الاول: الى اين يريد ان يأخذنا ميشال عون، بخروجه على البطريركية المارونية؟؟ والثاني: ما هي مصلحة جماهير الطائفة الشيعية الكريمة، الركيزة الاولى لـ"حزب الله"، في إضعاف مكانة البطريركية المارونية، وتشجيع مركز قرار مسيحي ـ ماروني مشبوه بارتباطاته الخارجية ومخططاته الداخلية؟؟ وهذا يقودنا الى ان ننظر ولو سطحيا الى من هو ميشال عون!

5 ـ باختصار ان ميشال عون هو انتهازي وصولي ومغامر سياسي، "مرق" بين نقاط الاختلاف والنزاعات الدراماتيكية خلال الحرب اللبنانية، مستغلا يأس وقرف ذلك الجزء من المواطنين "المحايدين" او "غير المستقطبين"، ولا سيما بين المسيحيين، بهدف الوصول الى اعلى المراكز القيادية، وفي النهاية الى... رئاسة الجمهورية. ولهذه الغاية كان هذا المغامر، ولا يزال، مستعدا لارتكاب المجازر، وللسير على اي حبل كان يوصله الى غاياته. وحين كان ضابطا في الجيش اللبناني، "سكت" عن مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبها جزارو الكتائب بتنظيم وإخراج شارون. ثم "خدم" عهد امين الجميل، في الوقت ذاته الذي كان يعمل فيه لحسابه الخاص. وحينما سلمه امين الجميل القصر الجمهوري، رفض تسليمه الى الرئيس المنتخب رينيه معوض. وبعد ان قامت الاجهزة السورية بتصفية معوض "غير الموثوق اميركيا وسوريا"، رفض عون اي تسوية مع حكومة سليم الحص، وشن حربا شعواء على المناطق الوطنية والاسلامية، تحت شعار ديماغوجي هو "حرب التحرير" ضد "الاحتلال السوري"، في حين انه لم يطلق رصاصة واحدة ضد الاحتلال الاسرائيلي. وفي سبيل مطامعه الرئاسية سار عون مع صدام حسين، ومع الفرنسيين. وبعد ان سقط صدام حسين، وبعد ان وجد ان الفرنسيين لن يستطيعوا ايصاله الى الرئاسة، خصوصا بعد الهجمة الاميركية على المنطقة، تحول، كما تدل الدلائل، للسير في ركاب الاميركيين، وهو على استعداد تام، بعودته وبعد عودته من "المنفى"، لعقد الصفقات والتحالف مع النظام السوري، طبعا بالتنسيق مع الاميركيين. ومن هذه الدلائل:

أ ـ دوره في استصدار قانون محاسبة سوريا من قبل الكونغرس الاميركي.

ب ـ دوره في استصدار القرار 1559.

ج ـ ومع ذلك: عودته الى لبنان في صفقة مع سوريا والرئيس الموالي للنظام السوري اميل لحود (يقول مروان حمادة ان عون متفق مع لحود ان تتزامن استقالة الاخير مع انتخاب عون للرئاسة). ويقول السيد حسن نصرالله إنه يرى في عون مرشحا جديا وكفوءا للرئاسة.

د ـ في حين كان يملأ الدنيا ضجيجا في الخارج ضد السوريين، بدأ بعد عودته يتخذ موقف تنفيس الحملة على النظام السوري.

هـ ـ موقفه التمييعي (المشابه لموقف "الثنائي الشيعي") حيال مسألة اتهام النظام السوري باغتيال الحريري، وحيال طلب تشكيل محكمة دولية لمتابعة جريمة الاغتيال.

و ـ واخيرا لا آخرا يبدو ان عون هو الوسيط الاميركي الرئيسي في المساومة بين اميركا و"حزب الله"، ومهمته تكمن في "احتواء" "الحزب"، وهو ما تفضله اميركا، خلافا لكل الضجيج المعلن. (واذا كانت المس رايس لم تقابل عون لدى زيارتها الخاطفة للبنان في 23 شباط الماضي، فذلك طريقة لـ"تسويقه" ووضع مسافة مصطنعة بينه وبين اميركا كي يستطيع الاضطلاع بدوره بنجاح لاستدراج "حزب الله" الى اي "صيغة تفاهمية").

6 ـ حينما كان عون في الخارج كان يصر على نزع سلاح "حزب الله". وفيما بعد اخذ يتحدث عن "التوافق" حول سلاح "حزب الله" وعن امكانية احتوائه في اطار الجيش اللبناني وبقيادته. ولقاء عون ـ نصرالله يدل على حدوث تقدم نحو هذا "التوافق"، وعلى وجود "صفقة" اميركية ـ سورية، يتم تظهيرها بالتدريج تقوم على:

أ ـ "احتواء" الاطار العسكري لـ"حزب الله" وقيام تنسيق عضوي بينه وبين الجيش خصوصا بعد نشره في الجنوب.

ب ـ المجيء بعون رئيسا للجمهورية.

ج ـ اشراف اميركي على تدريب وتسليح الجيش، بما يعني ذلك من "اشراف" على "حزب الله" المنسق مع الجيش، وتوقيع اتفاق امني ـ عسكري جديد بين سوريا و"العهد الجديد" في لبنان.

د ـ الاستفادة من تجربة "ضبط الامن" على حدود الجولان المحتل، وتقديم ضمانات اميركية بحل مسألة مزارع شبعا، والافراج عن الاسرى اللبنانيين في المعتقلات الاسرائيلية، ومنع التعديات الاسرائيلية على الحدود والاجواء والمياه الاقليمية اللبنانية، مقابل التزام "لبنان الجديد"، بما فيه "حزب الله" المنسق مع الجيش، بمنع "الاعتداءات" والعمليات العسكرية وغيرها ضد اسرائيل، وبمنع الفلسطينيين من القيام بأي عمليات عبر الحدود اللبنانية، وبفك اي ارتباط لبناني مع التنظيمات "الارهابية" الفلسطينية وغير الفلسطينية.

هـ ـ ان الوجه الداخلي لهذه "الصفقة" يعني:

ـ الاحتفاظ بسلاح "حزب الله"، بما يعطي ميزة خاصة ويؤكد الدور المركزي الجديد لـ"الطائفية الشيعية" في الكيانية اللبنانية، بدلا عن "الطائفية السنية".

ـ نزع، او على الاقل اضعاف، الصفة المرجعية عن البطريركية المارونية، بالنسبة للموارنة والمسيحيين. واستبدالها بالمرجعية "العونية"، المرتبطة بالاميركيين.

ـ اعتراف "الطائفية الشيعية" بالوصاية الاميركية على لبنان (عبر رئاسة عون "السيادية"، او اي رئيس يوافق هو عليه، وتوافق عليه "الطائفية الشيعية" بالتالي).

XXX

ان الادراة الاميركية، التي تزداد تورطا في العراق، من جهة، والتي سبق لها وجربت بنجاح التعاون مع النظام الدكتاتوري السوري، من جهة ثانية، تعمل الان كل ما تستطيع للسير في خطة تنفيذ الصفقة الاميركية ـ السورية الجديدة حول لبنان، التي يتم فيها اعطاء دور مركزي لـ"الطائفية الشيعية" وللمرجعية "المارونية" و"المسيحية" للجنرال عون، على طريق تحويل لبنان الى "جمهورية موز" اميركية جديدة. وليس بدون مغزى ان السفير الاميركي كان شديد الاهتمام بعملية "الحوار الوطني اللبناني"، وبالتحديد بـ"نجاح!!" هذا الحوار. وحسبما تسرب في وسائل الاعلام، بلغ من ملاحقات السفير المذكور للمتحاورين انه كاد يلحق بهم الى التواليت. ويبدو انه لم يكن يوجد مشكلة في "التوافق" مع ممثلي "الطائفية السنية"، المتضرر الاول من اغتيال رفيق الحريري والانقلاب الكياني في التركيبة اللبنانية. ولكن برزت للاميركيين مشكلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الذي يتميز حقدا على القيادة السورية، بسبب اغتيال والده كمال جنبلاط. فعلى ما يبدو ان وليد بك اسقط عن جريمة اغتيال كمال جنبلاط اي صفة مبدئية، وطنية وقومية، وتمسك فقط بالجانب الشخصي. وهو يضمر فقط "اخذ الثأر"، وعلى القاعدة العشائرية "ألف قلبة ولا غلبة"، بما في ذلك الانقلاب على مبادئ كمال جنبلاط ذاته. وكان من الممكن لوليد بك ان يفشل عملية "الحوار" ويفجرها من الداخل. فتدخل الاميركيون، واخذوه الى اميركا لتهدئته ومحاولة الوصول الى تفاهم معه ينقذ الصفقة الاميركية ـ السورية الجديدة من الفشل.

وبطبيعة الحال ان الاميركيين لديهم الكثير من الحجج لـ"اقناع" وليد جنبلاط بالسير في ركابهم. واهم هذه الحجج:

ـ ان لا يكون "مسلما" اكثر من سعد الحريري.

ـ ان لا يكون "وطنيا" اكثر من حسن نصرالله.

ـ ان يحفظ "درس" كمال جنبلاط ورفيق الحريري، ويتذكر ان "الحي افضل من الميت".

والى ان ينجح الاميركيون، او يفشلوا، في "اقناع" وليد جنبلاط او "اسكاته"، فإن مصير لبنان اصبح يتوقف على لقاء او افتراق الثنائيتين التاليتين:

1 ـ ثنائية الزعيم وليد جنبلاط والبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير.

2 ـ ثنائية الجنرال ميشال عون والسيد حسن نصرالله.



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هم المرتدون الذين سيحاكمون لينين؟ كريم مروة واصحابه نموذج ...
- النظام الدولي المختل والدور التاريخي العتيد للمثلث الشرقي ال ...
- رد الى صديق كردي
- المحكمة الدولية ضرورة وطنية لبنانية وضمانة اولا لحزب الله
- المخاطر الحقيقية للوصاية على لبنان والمسؤولية الوطنية الاساس ...
- حزب الله: الهدف الاخير للخطة -الشيطانية- لتدمير لبنان
- ؛؛الوفاق الوطني؛؛ اللبناني ... الى أين؟؟
- ماذا يراد من لبنان الجديد في الشرق الاوسط الكبير الاميرك ...
- -الفأر الميت- للمعارضة السورية
- العالم العربي والاسلامي ودعوة ديميتروف لاقامة الجبهة الموحدة ...
- هل تنجح خطة فرض تركيا وصيا اميركيا على البلاد العربية انطلاق ...
- الحرب الباردة مستمرة بأشكال جديدة بين -الامبراطورية- الروسية ...
- حرب الافيون العالمية الاولى في القرن 21: محاولة السيطرة على ...
- هل يجري تحضير لبنان لحكم دكتاتوري -منقذ!-؟
- أسئلة عبثية في مسرح اللامعقول
- الجنبلاطية والحزب التقدمي الاشتراكي
- وليد جنبلاط: الرقم الاصعب في المعادلة اللبنانية الصعبة
- القيادة الوطنية الجنبلاطية والنظام الدكتاتوري السوري
- القضية الارمنية
- سوريا الى أين؟


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جورج حداد - الانقلاب الكياني في التركيبة اللبنانية