|
حرب واحدة أم حربان
خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
الحوار المتمدن-العدد: 7841 - 2023 / 12 / 30 - 20:11
المحور:
القضية الفلسطينية
تكمل الحرب في أوكرانيا في ش .باط فبراير القادم ، عامها الثاني في حين أن الحرب على قطاع غزة تقترب من شهرها الثالث . أما الدافع لذكرهما معا في هذه المقالة فمرده لاستشفاف رابط فيما بينهما من خلال انخراط دول أوروبا الغربية المنضوية تحت لواء الولايات المتحدة الأميركية في كليهما. لا جدال في منظورنا ، ان هذه الأخيرة تقود دول الحلف الأطلسي في حرب ضد الروس و أن الحلف نفسه يحارب في الراهن في قطاع غزة الذي يمثل في أغلب الظن ، جبهة في خط مواجهة يبدأ في باب المندب و البحر الأحمر و يصل شرقا إلى الخليج الفارسي و مضيق هرمز . و على الأرجح أنه يفترق في البحر المتوسط ، شمالا نحو البحر الأسود حيث جبهة المواجهة مع روسيا. توحي الأحداث العسكرية حتى الآن ، أن طريق العبور بين البحر الأحمر و البحر المتوسط لا تمر في قناة السويس و لكن في إيلات و في قطاع غزة ، مما يتيح للسلطة في مصر في ظاهر الأمر ، أن تبقى محايدة خارج منطقة العمليات ، إن هي شاءت أو اضطرت لذلك . هذا من ناحية اما من ناحية ثانية فلا نجازف في القول أن الجبهات الشرقية المشتعلة و المرشحة للاشتعال ، ستكون في بلاد الشام و العراق و إيران و من المحتمل أن تتمدد شرقا لتطال دولا في آسيا الصغرى و بحر قزوين في محاذاة روسيا . و من الملاحظ في هذا الصدد ، أن الدول النفطية الخليجية ، التي ائتلفت في و قت من الأوقات في مجلس التعاون الخليجي ، تستطيع بدورها أن تلتزم الحياد بعيدا عن خط الجبهات الشرقية ، اللهم إلا إذا تولت منع اليمنيين من القيام بما يقع على عاتقهم القيام به على جبهة البحر الأحمر . و بما اننا هنا في معرض التذكير بما جرى فعلا ، و ليس في صدد الإبلاغ عن نبوءات أو الاستغراق في نظرية المؤامرة ، يحسن بنا أن نشير إلى الدور الكبير الذي أدته الدول النفطية في تمويل حروب الوهابيين و الإخوان المسلمين ، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية و الدول التابعة لها على طول خط الجبهات الشرقية و اليمن ضمنا . من البديهي أن هذا الأمر لا يبرئ سلطات الحكم في بلدان مثل لبنان و سورية و العراق من مسؤولية التقصير و الجهل و الانحراف . و لا بد في هذا السياق أيضا من أن نلفت النظر إلى قضية جزيرتي صنافير و تيران الواقعتين على مدخل خليج العقبة اللتين تخلت عنهما الحكومة المصرية في سنة 2016 لصالح السعودية في إطار ترسيم الحدود البحرية بين البلدين ،متنصلة من أي دور في هذا الخليج . من الطبيعي القول ان أسئلة كثيرة و فرضيات متعددة تصادف المرء خلال مقاربته لهاتين الحربين ، لا سيما إذا أقتنع بانهما حرب واحدة ، يخوضها حلف من الدول الغربية تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية ، الغاية منها السيطرة على الشرق بحسب محورين ، أحدهما انطلاقا من أوروبا و الثاني من البحر المتوسط ، من بلاد الشام ، تحديدا من قطاع غزة . من البديهي أننا لا نمتلك بعد الإجابات المبنية على معطيات مثبته ، و بالتالي لا نستطيع تقييم الفرضيات و فرزها . فكان لا بد من أن نقتصر على وصف الواقع كما يبدو لنا ، و لكن العلاقة التي نظن أنها تربط بين الحرب على روسيا انطلاقا من أوكرانيا و الحرب على بلاد الشام و العراق و إيران ، حتى بحر قزوين ،انطلاقا من إسرائيل ، تجعلنا أكثر حذرا في توقعاتنا كوننا حيال حرب تتواجه فيها قوى كبرى هي الولايات المتحدة الأميركية و روسيا و الصين ، و بالتالي فإن انتصار إحداها أو انهزامها مستحيل ، ينبني عليه أن المحاربين على هذه الجبهة أو تلك أنما هم في الواقع ، محاربون في هذا المعسكر أو ذاك ، فويل للمحاربين المتقلبين المتقلقلين الذين يقاتلون مقابل أجر " على القطعة "، فهؤلاء سيهزمون لا محالة ، قبل أن تتوقف الحرب عندما تتوافق الدول العظمى فيما بينها على عدم الإطاحة بالوجود البشري على سطح الأرض .
#خليل_قانصوه (هاشتاغ)
Khalil_Kansou#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا جديد تحت الشمس سيدي الجنرال
-
ملحوطات عن موضوع تصفية عرقية
-
عنصريتان
-
كيان استيطاني في أزمة
-
كيان أستيطاني في أزمة
-
كشف الكواشف
-
بناء الدولة الوطنية من مسافة صفر !
-
حرب النكبة 2
-
حرب النكبة
-
الذهنية القبلية و الذهنية الوطنية
-
قنبلة الوزير
-
الخاسرون و الرابحون 2
-
الخاسرون و الرابحون 1
-
من أجل أم نفهم ، انصر أخاك ظالما أو مظلوما
-
كل حرب إسرائيلية هي حرب أميركية أيضا
-
جولة جديدة
-
الصلف القاتل
-
ملحوظات على الزيارة
-
الفرد المهاجر و جماعة المهاجرين
-
المعارف التي لم تثمر
المزيد.....
-
نادين نجيم -عزباء-؟ وعمدة روما يسخر من تصريحات ماكرون بسبب م
...
-
هل لا يزال القرار الأممي 1701 صالحاً؟
-
تشييع في العراق لقيادي إيراني قُتل مع نصرالله في بيروت
-
لماذا رفض لاعبو نيجيريا خوض مباراة تصفيات كأس الأمم الأفريقي
...
-
ألمانيا وثلاث دول أوروبية: الهجمات على اليونيفيل يجب أن تتوق
...
-
وزارة الصحة اللبنانية: ارتفاع عدد ضحايا الغارة الاسرائيلية ق
...
-
بوريل يقر بانعدام فرص إجبار روسيا على إبرام هدنة بالوسائل ال
...
-
خلال اجتماع سري.. القيادات الإسرائيلية تناقش أهداف الهجوم ال
...
-
موسكو: على كوريا الجنوبية الكف عن تأجيج الوضع في شبه الجزيرة
...
-
مسؤول: كندا طردت 6 ستة دبلوماسيين هنود لصلتهم بنشاط اجرامي
المزيد.....
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
المزيد.....
|