|
ملحوطات عن موضوع تصفية عرقية
خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
الحوار المتمدن-العدد: 7820 - 2023 / 12 / 9 - 18:50
المحور:
القضية الفلسطينية
اندلعت الحرب على قطاع غزة في السابع من تشرين أول الماضي وهي ماتزال مستعرة اليوم في 8 كانون أول ، ديسمبر. حيث يحاول الجيش الإسرائيل إفراغ القطاع من سكانه بوسائل عسكرية متطورة و أساليب تحاكي تلك التي تستخدمها الولايات المتحدة الأميركية في المجازر الجماعية التي ترتكبها خلال حروبها الكثيرة منذ الحرب العالمية الثانية إلى الآن ، و صولا ليس إلى انكسار الخصم ، و لكن إلى محو هذا الأخير وإبادته نهائيا ، ما يعني أن فعل الإبادة يطال أيضا السكان المدنيين إلى حد تعطيل قدرتهم على بناء جيش أو حركة مقاومة وطنية . استنادا إلى ما تناهي إلى العلم ، أن الجيش الإسرائيلي تمكن في أغلب الظن من إلحاق دمار واسع في الأبنية السكنية ، و التعليمية و الاستشفائية ، بالإضافة إلى البنية التحتية فيما يخص شبكة الطرقات و توزيع مياه الشفة و الكهرباء و الصرف الصحي .كما أنه استطاع قتل آلاف السكان المدنيين بواسطة القصف الجوي العشوائي ، حيث يتوافق الكثيرون من المحللين العسكريين على القول أن الغاية منه ، في شروط المواجهة الدائرة حاليا هي في جوهرها سياسية و ليست عسكرية ، أي أن إسرائيل تحاول إملاء خطة سياسة بواسطة إلقاء آلاف القنابل التي تزن كل منهاعشرات الأطنان من الطائرات على قطاع غزة حيث توجد أعلى كثافة سكانية في العالم ، و بالتالي فإن إسرائيل تصبو إلى تحقيق هدف نهائي يمكن اختصاره بالتصميم على إخلاء قطاع غزة من سكانه عن طريق قتل أكبر عدد منهم و إجبار الناجين على الهرب و اللجوء .هذه سياسة معروفة يتبعها المستعمرون الاستيطانيون في كل مكان و زمان ، تسمى تصفية عرقية . تحسن الملاحظة في هذا الصدد أن إسرائيل تحظى في محاولتها تصفية الفلسطينيين ، إبادة و طردا ، بدعم " غير مشروط " من دول " الحضارة الغربية " من الطبيعي أن يوصلنا التفكر في إشكالية حرب " الحضارة الغربية " على الفلسطينيين إلى حركات المقاومة الفلسطينية و اللبنانية و العراقية و السورية و اليمنية ، التي تحاول في الراهن ،ردعها ورد كيدها ، لا سيما أنها حشدت و جيشت منذ اليوم الأول للحرب . و لكن اللافت للنظر أن وفود ا من الدول الغربية تتوالى إلى لبنان بحجة الحد من التوتر على حدوده الجنوبية ، نتيجة مساندة المقاومة في لبنان ، للمقاومة في قطاع غزة و الضفة الغربية . لا يتسع المجال هنا للدخول في تفاصيل مكايد الدول المذكورة للمقاومة في لبنان ، و لكن يبدو أن الرسالة التي نقلتها هذه الوفود هي أن المطلوب إخلاء المقاومين من المناطق الحدودية حتى لا يُخلى الناس و المقاومون منها بالقوة ، على شاكلة ما يجري في قطاع غزة . ما يعني ضمنيا ، في نظر هذه الوفود أن المقاومة في قطاع غزة ليست معنية ، أو بتعبير أدق لا يحق لها التدخل في شؤون الضفة الغربية ، و بالتالي إن الانتفاضة التي قادتها تحت شعار " طوفان الأقصى " من أجل رفع الحصار و تحرير الأسرى ، ليست انتفاضة ضد الاحتلال ، ينبني عليه أيضا أنه من البديهي أن هذه المعادلة تنطبق ، تبعا للمنطق نفسه، على المقاومة في لبنان والعراق و سورية و اليمن ! الغريب في هذه المسألة ، أن الوسطاء يأتون باسم دول غربية تقدم دعما غير مشروط لإسرائيل و هي منخرطة في القتال معها في القطاع . و ما يزيد اطين بلة ، هي الضبابية التي تلف هذه المسألة ، حيث أن هذه الدول تزعم ، و على الأرجح أنها لا تكذب ، بان لها حلفاء في لبنان و سورية و العراق و اليمن و فلسطين ! هذا الأمر يعيد إلى الأذهان أن " المسألة الوطنية " هي الأساس ، و أن التحرير الوطني يترافق مع العمل على جعلها " قضية وطنية " وأخيرا صار الثمن المبذول باهظا، فصار الاستسلام جحود و خداع !
#خليل_قانصوه (هاشتاغ)
Khalil_Kansou#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عنصريتان
-
كيان استيطاني في أزمة
-
كيان أستيطاني في أزمة
-
كشف الكواشف
-
بناء الدولة الوطنية من مسافة صفر !
-
حرب النكبة 2
-
حرب النكبة
-
الذهنية القبلية و الذهنية الوطنية
-
قنبلة الوزير
-
الخاسرون و الرابحون 2
-
الخاسرون و الرابحون 1
-
من أجل أم نفهم ، انصر أخاك ظالما أو مظلوما
-
كل حرب إسرائيلية هي حرب أميركية أيضا
-
جولة جديدة
-
الصلف القاتل
-
ملحوظات على الزيارة
-
الفرد المهاجر و جماعة المهاجرين
-
المعارف التي لم تثمر
-
مقتلات تطييف البشر و الحجرّ!
-
بين فلسطين و أوكرانيا
المزيد.....
-
إسبانيا تدعو العالم لوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل بـ-شكل عا
...
-
انتخابات أميركا.. أسواق المال تترقب بحذر سباق ترامب وهاريس
-
الحكم على -جندي داعشي- في الجيش الأميركي
-
غارة الخميس.. ما نوع الذخيرة التي قصفت بها إسرائيل بيروت؟
-
فوق جبل إيفرست.. -بقايا قدم داخل حذاء- قد تحل لغزا عمره قرن
...
-
رئيس الأركان الأيرلندي: قصف القوات الإسرائيلية لموقع اليونيف
...
-
عاجل| الدول الـ10 المنتخبة بمجلس الأمن: ندعو لوقف فوري لإطلا
...
-
أسطول الأسماك الصيني قد يُشعل الحرب مع أميركا
-
نيكاراغوا تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل
-
بعد هجمات 7 أكتوبر.. كيف تغيرت الاستراتيجية الأمنية الأميركي
...
المزيد.....
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
المزيد.....
|