أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل قانصوه - عنصريتان















المزيد.....

عنصريتان


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7818 - 2023 / 12 / 7 - 21:02
المحور: القضية الفلسطينية
    


كان شعار مصر بعد هزيمتها في حرب حزيران 1967 ، هو " محو آثار الهزيمة ". يمكننا فهم ذلك بأنه دعوة إلى الحرب أو الاستعداد لها ، ضد العدو إلغاء للمكاسب التي حققها في عدوانه علينا ، إذا كان هذا الأخير هو الذي بادر إلى العدوان ،لاغتنام ما هو لنا . أي بكلام أكثر وضوحا إبطال نتائج الحرب التي أنتصر فيها علينا ، و بالتالي التأكيد له ، بالبرهان ، على أن حربه كانت دون جدوى ، ما يعني ضمنيا أن عليه الاّ يعاود عدوانه .
السؤال هو عما إذا كان ممكنا محو آثار العدوان سلما، دون هجوم مضاد. ترتكز الإجابة أولا على معرفة الأهداف التي أراد المعتدي بلوغها من وراء عدوانه. ينبني عليه أن هذه الأهداف هي بحسب تقدير المعتدي نفسه غير قابلة للتحقيق، بالتراضي، لذا لجأ الي العنف.
هنا ينهض سؤال ثان عما إذا كانت حرب " محو آثار العدوان" في تشرين أول، اكتوبر 1973، قد حققت النتائج المتوخاة منها في مصر و سورية؟ الإجابة على هذا السؤال هي بالنفي. لا نذكر الأردن، الذي خسر في حرب 1967 الضفة الغربية و لكنه لم يشارك في حرب 1973 ، ربما لأنه كان مطروحا في إطار قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين ، دولة يهودية إلى جانب دولة عربية تضم الضفة الغربية و شرق الأردن ، هذا لم يتم في سنوات 1947 ـ 1949 و بعدها ، و في أغلب الظن أن الشرطين اللازمين الرئيسين لنشوء هذه الدولة هما موافقة إسرائيلية و استعداد ملكيا في شرق الاردن ، ما يزالان بعيدا المنال .
تقدر خسائر الإتحاد السوفياتي في الأرواح خلال الحرب العالمية الثانية بأكثر من عشرين مليونا ، كان ذلك ثمن انتصاره على المانية النازية . فالانتصار على نظام عنصري يكون دائما عالي الكلفة موجعا. فأما أن يتحملها الذين يحيق بهم خطر الإبعاد أو الإبادة و أما أن يكبدوا الدولة المتوحشة المفترسة خسائر لا تستطيع تكلفها .
هذه توطئة تمهيدا للتفكر فيما يجري في قطاع غزة منذ السابع من تشرين أول الماضي بوجه خاص و في فلسطين عموما، لم لهذه القضية من و قع كبير على البلدان العربية المجاورة مثل مصر وبلاد الشام و العراق ، ذلك لا يتيح لنا التغافل عن الاهتمام الجدي بها ، دون اخذ الظروف المحيطة بالحسبان .فالهارب من هذه المنطقة لن يعود إليها بينما ينتصر الصامد المقاوم على هزيمته أو يُقتل
لا جديد في القول أن الولايات المتحدة و الدول الغربية التابعة لها تشارك بشكل من الأشكال إلى جانب إسرائيل في الحرب المعلنة على الفلسطينيين في قطاع غزة ، و ليس مستبعدا من و جهة نظرنا أن تكون خطة تفريغ الضفة الغربية و قطاع غزة من السكان الأصليين متوافق عليها فيما بين هذه الأطراف جميعا بالإضافة إلى بعض و كلائهم على رأس السلطة في البلدان العربية الذين يتعاونون معهم في إطار هذه الخطة و غيرها التي سبقتها في المنطقة منذ اندلاع الحرب العراقية الإيرانية ثم الحرب على العراق و حروب " الربيع " العربي .
أما العجب العجاب فهو الصمت الذي يلوذ به حكام الدول الغربية التي أشرنا إليها ، حيال المنحى الدموي الذي تتخذه عملية إفراغ السكان بحيث صارت تحاكي التصفية العنصرية بواسطة الإبادة الجماعية. من البديهي أن الحروب التي يشنها هؤلاء الحكام على الشعوب الفقيرة دعما للفقر و الجهل ، و طمعا بثرواتها ، تخللتها فصول ارتكبت فيها المجازر الجماعية و الإرهاب و الفرز العرقي ، على نطاق واسع ، و لكن الغريب في الأمر هو أن حكام الغرب يبررون الحرب على الفلسطينيين التي نجد فيها كل ميزات حرب الإبادة و الترحيل و التفريغ و غيرها من الجرائم ضد الإنسانية ، حيث استبدلوا القوانيين التي وضعت في زمن " القطب الأوحد " مثل قانون واجب التدخل الإنساني ، و قانون مسؤولية الدفاع عن السكان المدنيين " بواجب " التصدي لمعاداة للسامية و منعا لتكرار الإبادة الجماعية ضد اليهود ، ما يعني ضمنيا في فهمهم ، أن الدافع إلى النضال التحريري الفلسطيني هو الكراهية ضد اليهود ,وليس نضالا دفاعا ، من أجل تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي و من سياسة التمييز العنصري . كما لو أن سياسة الدول الغربية و إسرائيل خلوٌ من العنصرية و الإرهاب و من جرائم التصفية العرقية!
من المعلوم أن الحركة الصهيونية لم تكن الأكثر حماسة في سنوات 1930 ، في معارضة السياسة النازية في ألمانيا ، كما يفهم من تحقيق المفكرة حنا أرنت (أيخمان في القدس ) و من شهادة أحد القادة البارزين ، مارك يدلمان ،لانتفاضة اليهود في غيتو فرصوفيا . هذه الانتفاضة التي تحاكي إلى حد بعيد انتفاضة سكان قطاع غزة حاليا .
مهما يكن لا شك في أن نعت الحركة الصهيونية بالقومية الوطنية اليهودية مبالغة في الكلام، فلولا السلطات في الدول الغربية، التي كانت تعلم بما يجري لليهود في أوروبا ، حيث أحكم النظام الألماني النازي سيطرته ، و لم تقم بما كان يمكنها القيام به ، لعرقلة أو وقف عملية نفي اليهود إلى معسكرات التصفية ، ناهيك من أن هذه السلطات أقفلت حدود بلدانها بوجه النازحين منهم أثناء الحرب و بوجه الناجين منهم عند انتهائها ، فكان العدو من ورائهم و فلسطين أمامهم ! حيث الانتداب البريطاني الموكل إليه تطبيق وعد بلفور لصالح الحركة الصهيونية.
مجمل القول إن التاريخ يكتبه المؤرخون وليس مالكو وسائل الإعلام والدعاية. لولا بريطانيا لما و جدت دولة اسرائيل بما هي في الأصل مشروع استعمار بريطاني دائم الغاية منه تأمين الطريق البحري إلى الهند من جهة و الفصل بين مصر و بلاد الشام . يحسن الذكير أيضا بأن إسرائيل خاضت حروبها بين 1948 و 1973 و انتصرت فيها بدعم من بريطانيا و فرنسا و المانيا و الولايات المتحدة الأميركية.
تجدر الإشارة أيضا إلى أن اليهود كانوا تاريخيا مكونا سكانيا، ثابتا ، في مجتمعات البلدان العربية ، و ليس معروفا أن هذه الأخيرة كانت مسرحا لمسألة يهودية ،كتلك التي برزت في بلدان أوروبا توازيا مع احتدام الصراعات القومية ، قبل أن تتوافق الدول الغربية بعد الحرب العالمية الثانية على تصديرها إلى فلسطين .
كان اليهود، قبل نشوء الحركة الصهيونية و قبل الانتداب البريطاني، يهاجرون إلى فلسطين أو يسافرون إليها زائرين ، دون أن تعترضهم السلطات العثمانية ، من البديهي أن الشروط تغيرت بسبب مشروع الدولة " اليهودية " .
ما أود قوله هنا، باختصار هو أن العداء العنصري في بعض الأوساط السياسية و الاجتماعية في أوروبا ضد المهاجرين الآتين من بلدان ضربتها الحروب ، يذكرنا بالاضطهاد الذي تعرض له اليهود قبل الحرب العالمية الثانية ، برهانا على أننا في قطاع غزة و الضفة الغربية ،حيال عنصرية ولدت من رحم عنصرية !



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيان استيطاني في أزمة
- كيان أستيطاني في أزمة
- كشف الكواشف
- بناء الدولة الوطنية من مسافة صفر !
- حرب النكبة 2
- حرب النكبة
- الذهنية القبلية و الذهنية الوطنية
- قنبلة الوزير
- الخاسرون و الرابحون 2
- الخاسرون و الرابحون 1
- من أجل أم نفهم ، انصر أخاك ظالما أو مظلوما
- كل حرب إسرائيلية هي حرب أميركية أيضا
- جولة جديدة
- الصلف القاتل
- ملحوظات على الزيارة
- الفرد المهاجر و جماعة المهاجرين
- المعارف التي لم تثمر
- مقتلات تطييف البشر و الحجرّ!
- بين فلسطين و أوكرانيا
- بين لبنان و إسرائيل 2


المزيد.....




- المغرب يستعد لتسليم أحد أخطر زعماء العصابات المطلوبين لفرنسا ...
- خبير بريطاني: تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا تظه ...
- سيناتور أمريكي ينتقد تصرفات إسرائيل في غزة ويحذرها من تقويض ...
- مأساة -ريان المنيا- تتكرر.. مصرع شاب وعمه إثر سقوطهما في بئر ...
- مصرع أكثر من 29 شخصا في فيضانات البرازيل (فيديو)
- العراق.. مقتل طبيب معروف بطريقة مروعة في محافظة النجف (صورة) ...
- الجزائر تجلي أطفالا جرحى من غزة
- نائب أمريكي: الحفاظ على ما لديها الآن سيكون نجاحا لأوكرانيا ...
- قوات روسية تدخل قاعدة في النيجر تتمركز فيها قوات أميركية
- تأكيد مقتل أحد الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل قانصوه - عنصريتان