أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - وليد حسن جعاز - شهيد الحلم والوطن وطفولتنا معا ...














المزيد.....

وليد حسن جعاز - شهيد الحلم والوطن وطفولتنا معا ...


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1743 - 2006 / 11 / 23 - 10:59
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لاأدري ماذا اقول بالضبط وأنا استجمع دموعي بآنية الورد من اجل صديق الطفولة والدراسة والذكريات الفنان الشهيد وليد حسن جعاز الذي استشهد غدرا في بغداد التي مافتيء الغدر ينهش في جسدها كما تنهش الذئاب الحمل الوديع . ووليد حسن جعاز كان اكثر وداعة من حلم فراشة نائمة تحت ضوء القمر . ورغم هذا تطاولت سكاكين البنادق وذبحت هذه الفراشة في منطقة اليرموك . لعلمها انها تمتلك رسالة شريفة ومؤثرة وتجمع تحت اجفانها امنيات العراقيين جميعا كوطن واحدة لايتناثر كحبات الحنطة في فضاء العبث الارهابي حين يريد الغريب والاجنبي والدكتاتور ان يعبث بهذا الكيان الموحد منذ ازل الكهوف الحجرية الاولى وحتى ازمنة الصبر.
هذه التي يموت فيها المبدعون والشرفاء والفقراء والمغيبون لمجرد إنهم اقرب للخير والحب من الشرير بمليارات السنين الضوئية .
واحد من ضحايا هذا العبث .صديقي واخي وربيب ساعة الدرس والمحلة وايام الفن وليد حسن جعاز ، الفنان الملتزم ، والانسان الخلوق والروح الطيبة حد التوغل في شجن الاخر ليصير حبه ممكنا من اول لحظة .
ولاادري كيف لي ان اتخيل انسانا بطيبة وليد حسن جعاز ان يموت رميا بالرصاص ويرمى مضجرا بدم الفضيحة الارهابية التي باتت لاتعرف اين تسكن رصاصاتها حتى لو في اجساد الدمى . وتلك ستؤرق العراق كله ،إذا بقينا نسمع ونرى كل يوم بموت اطفالنا ودكاترتنا واصدقاؤنا ومبدعينا وعلماننا ، وخطباء مساجدنا واائمتنا وشرطتنا وبائعي قدور الباقلاء .عندها من اين سناتي بعراق اخر يأؤي لهفة الحب لوطن ماتعودنا العيش إلا عند ضفافه وقرب صرير نواعيره وعلى ارائك مقاهيه وحدائقه .
هذه معضلة يراد لها الحل السريع . فانا لااريد ان افقد كل يوم زهرة لها عطر وليد ويبقى العابثون والقتلة وحدهم من يعيشون . معضلة تمتلك مفاتحيها الدولة الجديدة والجنرال المحتل والخيرين من الذين يريدون العراق عراقا.لاصحن شوربة تلطع به الغربان السود الآتية من مدن الدنيا كلها لتنشر في ذاكرة العراقي غيوم الوحشة والقتل ، فانا من أين اجيء بمبدع وإعوض به موت مبدع . هل هو سيارة كاديلاك لاصنعه ، هل هو قذيفة هاون لاستورد بدلها الف من مصانع السلاح الممتدة على طول خزينة العراق . هل هو دمية من مطاط لإجيء بواحدة منها من الصين .
هذا مبدع عراقي . ذبح العراق اشواق محبته بمنبر الف ربيع حتى صنعه ليصير شاعرا او عالما او مطربا او فقيها وياتي احدهم بكل بلادة وبرود وحقد ويطلق عليه الرصاص. .
هذه معضلة وجودنا الصعب ، لاتمتلك لها حل في آن تتبارز فيه حناجر الساسة ويشكك فيه حتى بمؤسسات النزاهة ، زمن يخاف فيه حتى القاضي ان يحكم في العدل ورجل المرور بتحرير مخالفة .
لهذا سينحر من المبدعين الكثير . وسنزف لوليد الف وليد قادم .ومع نعوشهم تذكار بأن البلوى إن اتسعت سوف تحيل العراق الى اوراق ، ليكتب عليها التاريخ لوم الاجيال ، إن تبقت . ستدون جزعها مما نفعله الان : الصمت وعدم الحزم القوي إزاء زمر القتل وخناجر التكفير وسراق ثروة البلاد وأمنها .
مات وليد حسن جعاز وفي قلبي الم وذكرى وشلال دموع .
مات وليد حسن جعاز ، الفنان الملتزم والمخرج المبدع ، والانسان المعدم ، والقلب الوردة .
مات ليذكرني بليل الناصرية واحلامنا السومرية ومراهقة شارع الحبوبي وابتسامته الوديعة وخواطره اللامعة .مات وهو يؤدي رسالة الشرف النبيل من اجل شعب يتمنى الضحكة قبل الهجرة ، والامل قبل المفخخة .وتيار النور قبل انهيار السور .
لهذا كان لموته رد فعل غاضب عند عموم شعب ، لان جريمة بهكذا طريقة ولهكذا انسان تعتبر إشارة واضحة للمبدعين الذي صمدوا في متر البقاء على ارض الوطن ، ليفكروا بالمغادرة حتى وان سكنوا اغتراب المحطات وظيم الغربة ، فأولى بهم ان يحفظوا ديمومة ابداعهم وحياة عوائلهم .
اتمنى على الحكومة ان ترعى عائلة وليد حسن جعاز ، فهو لم يترك لها سوى قوت يومها وامال بحياة أفضل .
واتمنى على قناة الشرقية التي احبها وعمل بها مخرجا وممثلا وعاشقا ان تلتفت الى بيته وتعيد بناءه في مدينة الناصرية حيث اخبرني إن ليس في الدنيا مدينة يتمناها مطافا لبقية العمر سوى الناصرية وعطر زقورتها .
وليد حسن جعاز ...لقد ذهبت الحياة عنك .ليس لانك تحبها بل لان عشقك لها جنون .




#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البصريون مع سيابهم رغم كل شيء .
- سوية نشرب القبلات . سوية نشرب الكوكا كولا
- كيف يفسر العراقي مايحدث ؟
- عمتنا النخلة . هي التي تحمي العراق
- وداعا دونالد رامسفيلد . ليس لك سوى مافشلت به .أيها الوزير، ا ...
- سحاباتٌ بيضْ . أحمرُ شفاهْ . وإبن بطوطةَ والياً
- البلبل قمصيهُ الغيمةُ . عيناكِ خلخالها الفلفل الاحمر
- لاشيءَ أشهى مِن إمراةٍ خضراءْ
- . ..حلم مدينة أور ......الى السيد سفير العراق في اليونسكو
- نشيدٌ أمميٌ لحزنٍ سُومري( مَرثيةُ قيثارةْ . وإبتهاجُ ذاكرةْ. ...
- الشرق الذي ينحر نفسهُ بيديه . ( رثاء لنا جميعا . أبناء الملح
- أور ومرتفعات كلمنجارو ودمعة تشبة قبلة امراة
- أنا . انت . واولئك الذين سهت عواطفهم ...
- من أجل العراق . رؤيا لااتمناها ، واخرى اتمناها
- قيثار سومري لاغنية شركسية
- البصرة وفؤاد سالم ذاكرتان في وردة واحدة
- زعلان الاسمر مايكلي مرحبة
- هلْ نسيَّ العراقيونَ الوردْ ؟
- مرة اخرى جائزة نوبل ليست لاودنيس
- صلاة من اجل العراق لا صلاة من اجل العراك


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - وليد حسن جعاز - شهيد الحلم والوطن وطفولتنا معا ...