أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - العدالة في التعبير عن مكونات الشعب بين خطل تبني التوازن الكمي ومزاعمه وبين سلامة البديل الوطني




العدالة في التعبير عن مكونات الشعب بين خطل تبني التوازن الكمي ومزاعمه وبين سلامة البديل الوطني


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 7838 - 2023 / 12 / 27 - 22:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذه مجرد تداعيات ذهنية بين القراءة النظرية للمطلوب من المعالجة والتمعن في واقع الحال: فهلا تفكرنا وتمعنا في البحث بين الأسطر عن الوقائع وأسمائها وأسماء من تقصدهم بالمباشر وبوضوح؟

لقد أصابت الطائفية المجتمع في مقتل عندما فرضت منطقها ونهجها على المجتمعات الوطنية ووقفت بوجه التطور المجتمعي الذي بدأ إنسانيا بأول الجماعات ومر تاريخيا بالأسرة الرأسية الكبيرة والقبيلة بكل أشكالها فمجتمعات دولة المدينة والدول القومية..
إن المجتمع الإنساني مذ ردح من الزمن بات يحيا في كنف هويات وطنية لم يعد التراجع عنها باتجاه الماضي المنقرض أمرا سليما من دون تضحيات جسيمة وتخريب المباني الإنسانية الاجتماعية التي وصلت البشرية إليها. إلا أن ذات المجتمع كثرما جابه حالات ولادة مشوهة ظهرت بإطارها نُظُمٌ مرضية بنيوياً متعارضة مع سلّم التطور وتشكيلاته الاقتصااجتماعية..
وإذا كانت البنية الفوقية لمجتمع بعينه يمكنها أن تستسلم في مجابهة ظرف يسحق هويتها بتخريب ما وصلته من مستوى ليعود بها القهقرى، فإنّ البنى التحتية لا يمكنها إلا أن تُبقي على امتدادات الانتماء لآخر ما وصلته البشرية ومجتمعاتها ما يمنح فرص إعادة إنتاج القيم الروحية بصورة أقرب لإثارة وعي مضاد لنهج الطائفية ..
إن التخريب الطائفي يختلق طوائف (مغلقة) تصطرع في نهم الحصول على مغانمها مستغلة تسطيح الوعي من جهة وإشاعة الجهل والتخلف وتغليف منطق الاحتراب المفتعل بالقدسية المتأتية من الدين السياسي وليس طبعا من المعتقد و-أو الدين في أصل ظهوره ولا من المذاهب ومنطق وجودها وهذا هو ما يقدم منتجه من ترهات الخرافة ومخادعاتها وأضاليل أباطيلها.
وهكذا نجد أن اشتغال فكر المحاصصة تسهل أفعال تمريره بادعاء الحرص على إقامة توازن في كل المستويات من مسؤوليات ومناصب وإدارات فتخرج علينا تشكيلات (حاكمة) متحكمة بالمشهد بمزاعم الدفاع عن الطوائف ومصالحها!
مثلاً اليوم يتحدثون عن تقاسم الدولة العراقية ومؤسساتها الحكومية الإدارية بادعاء منح التمثيل لكل المكونات.. ولكن الطائفي بنهجه ليس سوى رقماً أو حساباً كمياً لا وجود نوعي فيه سوى نهج تخريب الوجود الوطني وهويته ومن ثمّ الطعن والإضرار بكل مكوناته.. بخلاف لو كان التمثيل بتلك القيادات الموجِّهة وطنياً يُعنى بمجمل البلاد وأهلها ويرسم مشروعاتها على أساس بنيوي نوعي مختلف وجوديا بكونه يرسم ذلك بمسيرة بناء وتقدم وتنمية لا أثر فيه لا لاختلاق الصراعات ولا لافتعال الاحترابات بل يرسم الأمور على أساس الكل الوطني الموحد من جهة والمحترم للتنوع في الوقت ذاته من جهة أخرى أي الأساس الذي يطبق مبدأ الوحدة في التنوع بما تتفاعل وجوديا كل المكونات باتجاه بنيوي تنموي يخدم جميع الأطراف..
إن نهج التفكير الطائفي وقوى المحاصصة التي تديره وتستغل إفرازاته يتعارض بالمطلق مع نهج التفكير الوطني فالأول لا يمتلك فرص الممارسة الديموقراطية ويتناقض معها ولا يمتلك حتى نية البناء ولا أية إمكانية للتنمية لأنه يقوم على التصيّد في مياه عكرة للهدم ولاختلاق الصراعات بينما الثاني أي الوطني يمثل بيئة ممكنة للديموقراطية واحترام التعددية والتنوع وأيضا يمتلك أفضل قدرة على إدارة فعل البناء والتقدم والتنمية على أساس استثمار الحاضنة الوطنية والتعاون والتكافل والاستقرار والسلم الأهلي بخلاف المشهد الفوضوي المتعمد في اختلاق أشكال الاحتراب والصراع من أدنى مستويات العنف والتوتر وحتى أقصاها في تفشي السلاح المنفلت وجماعاته التي تعتاش على الاقتتال ومنطق الإرهاب..
هذا هو التعارض بمستوييه في البنيتين الفوقية والتحتية.. وعليه فإن التوزيع الكمي للغنيمة على أنه توازن بين مكونات يسمونها كرها وقسرا الطوائف إذا كان صحيحا في المستوى الرقمي من جهة التوزيع فإنّ الأصح والأكثر صوابا أن مجمل تلك الأرقام هي لعناصر من سقط متاع المجتمع أتت بوسائل شكليا (ديموقراطية) عبر آلية صناديق اقتراع تستقبل نسبة ضيقة من جمهور الشعب والوطن وحتى هؤلاء يصوتون تحت رحمة سلاح الإرهاب الميليشياوي والمال السياسي الفاسد بكل مفرداته التي منها اختلاق طبقة كربتوقراط تتلحف بجلباب الدين السياسي أو نهج الطائفية ومرجعياتها المضللة..
فهل يمكن أن نقبل ببروباغاندا الادعاء بسعي النظام لتحقيق (العدالة) في رأس السلطة الوطنية ورأس السلطات المحلية والمستويات الحكومبة الأدنى بمستوياتها جميعا تشريعية وتنفيذية؟ عن أي عدل وعدالة يمكن أن يتحدث الفاسد الذي لا يتوانى عن وضع اليد على كل مسؤولية ومنصب بوصفهما غنيمة!؟
هناك تعارض نوعي مطلق بين الفكر الطائفي للدين السياسي هنا عراقيا الإسلام السياسي بأجنحته جميعا وبين إمكان تحقيق العدالة لتناقض الأهداف والمرامي والأساليب والمناهج بينهما. فالعدالة تحتاح لسلطة تتسم بالنزاهة جاءت ديموقراطيا وفي أجواء السلم الأهلي ومناخ الروح الوطني المحمي لا المطعون ولا المتعرض لأي مثلبة أو انتقاص أو تشويش وتشويه..
العدالة لا تمر بوجود سلاح أعلى صوتا وسلطة وسطوة من سلاحها الرسمي تحت أي مسمى بضمنه ادعاء أنه سلاح مقاومة عندما يسمون شلل الإرهاب التي تستهدف السلم الأهلي حصرا مقاومة! العدالة لا يمكن أن تتحقق بوجود المال السياسي الفاسد بهول ما يمتلك من تأثير ضاغط باتجاه المآرب والمصالح النفعية الانتهازية وشراء الذمم.. العدالة لا تتحقق ومن يقضي بشأنها يحكم بقضاء المطلقات الربانية المقدسة تلك التي تسرق النص الديني عندما تسوق قدسيتها الزائفة بديلا عن الأصل وعندما تسرق مكانة الأصل لتضع نفسها حاكما بدل القوانين التي تقوم على العقل العلمي الجمعي القائم على الفهم والتفاهم المشترك..
إذن العدالة في التعبير عن مكونات الشعب لا تقوم على التمثيل الكمي العددي لبضعة أنفار ممن باع إنسانيته وسلامة النهج وبات يتجر بالإنسان نفسه وليس بأملاكه فقط ليتسيَّد المشهد ويفرض نفسه ممثلا رسميا لمن أسرَهم بدائرة التطييف والدين السياسي.. إن العدالة باليقين المجرب تقوم على البديل الوطني الذي احتضن الديموقراطية نهجا فاستطاع تلبية شروط البناء والتنمية بعبارة أخرى لا مكان للعدالة في ظل نهج طائفي لأن الوحدة الوطنية ليست جمعا كميا لمتفرقات تم وضعها في تنافر إنها نسيج وحدها في انسجام المجموع بمشتركات وقواسم إن لم تقرب وتوحد فهي تعصم من التنافر وتوفر بيئة كافية للجذب ممثلة في وجود نوعي قائم على قاسم التعاون للبناء والتنمية وهنا سيتم توفير بيئة لعدالة للجميع ولإنصاف لا يميز ولا يكيل بمعايير مختلف ولا يجور على طرف أو آخر ولا يُقصي أو يستثني أحداً ولا يسمح بذلك بل يعمق أكثر فأكثر فرص اللقاء والاستثمار في الميدان الواحد بما يحترم الطابع التعددي بذات الوقت الذي يوفر وحدةً من طراز لا إكراه فيها..
العدالة ابنة الووطني القائم على مبدأ الوحدة في التنوع بينما انتفاء العدالة يقوم على حفر الهوة والتخندقات بدوائر طائفية متعادية تتقاطع بمصالحها فتظلم (الجميع) لمآرب نفعية استغلالية تخص الخاصة الفاسدة التي تتحكم عبر لعبة أنها المنقذ الذي يريد توحيد المفرَّق لكن الفرق لا تلتقي وهذا ليس بيده كما يزعم وهنا التعارض بين كل طائفي ومفهوم العدل والعدالة وإمكان تحققهما..
تذكروا هذا وارصدوا كم الدجل الذي يختلقه طائفيو السلطة وكم ما يوردون من مصطلحات لا علاقة ودية لهم بها بل علاقتهم تعاكس وتناقض طردي بائس بتخريبه وما يفرضه من دمار شامل!!
ألا فلنتفكر ونتدبر أمرنا تجاه العبث الذي يجري عراقيا.. وكفى تعني كفى ،حيث تنتفي العدالة في العراق بلد أول القوانين والشرائع على الرغم من كل الخطابات والادعاءات والمزاعم وقشمريات أباطيلها.
ويل لشعب يواصل الاستسلام والإغراق في جهالة التخلف وعدم التمعن في المصطلح الذي يحرك منطق العقل العلمي ويفعّل حراك التنوير ورفض اللعبة وعدم الانجرار وراء خطاب مكَّن الطائفية فكرا ونهجا من التحكّم بالأوضاع مجمل الأوضاع فحل امتهان الكرامة والحرمان من الحقوق والحريات ومن العيش الكريم ومن أية فرصة للتنمية واللحاق بركب البشرية ما يعني الضيم والظلم وانتفاء العدل والعدالة!!
ولكِ أنتِ ولكَ أنتَ فيما تقرآن عبرة كي تتخذا القرار والحسم تجاه من سرق العدل وتسبب في انتفائه



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق وشعبه في اليوم العالمي لحقوق الإنسان: احتفالية ماسية ...
- تعزيز خطى الدفاع عن حق تقرير المصير وإنهاء خطاب الكراهية سيك ...
- المهرجان السنوي لطريق الشعب.. عيد وطني للصحافة وللناس المتمس ...
- من أجل إنهاء الصراع المشتعل في فلسطين وتحقيق السلام العادل و ...
- مشعلو الحرائق يحاولون مجدداً في كركوك!
- الصراع العالمي بين مغانم أقطابه الكبرى وإرادة الشعوب
- زيارة تتم بظروف انتهاكات وجودية خطيرة منها مصادرة حصة العراق ...
- ومضة بشأن المسرح السومري: حقيقة باتت تتأكد يوما بعد آخر وليس ...
- نداء من أجل تبني ((منصة للطفل والطفولة في العراق))
- بين تفعيل بعض بنود معاهدة لوزان والإعلان عن موتها بعد مائة ع ...
- فلسطينيون تحت الاحتلال وفي ظل تفاقم انتهاكاته منذ 1947، حتى ...
- شرق أوسط تعددي يحترم تنوع الهويات أساسا للسلام والتنمية
- ازدواجية المعايير وانتهاكات الحقوق والقوانين وخطابها
- مؤشر الكهرباء بين الفاسدين وأصحاب الحقوق
- من أجل موقف حازم وحاسم لمجابهة الاعتداء غير الدستوري على الح ...
- قضية رأي عام مطروحة للحوار والمساءلة الرسمية عراقياً حظر أنش ...
- العراق والعراقيين في مؤشر البيئة العالمي
- ظاهرة الفقر في البلدان الغنية بين الأسباب والآثار .. العراق ...
- ما يناهز المليون طفل عراقي بمجابهة وقائع (سوق) العمل وساسة ا ...
- الطفل والطفولة في العراق بين انتهاك الحقوق وتطلعات الحماية و ...


المزيد.....




- أمريكا تعلن تفاصيل جديدة عن الرصيف العائم قبالة غزة
- بوليانسكي: الحملة التي تشنها إسرائيل ضد وكالة -الأنروا- هي م ...
- بعد احتجاجات تؤيد غزة.. دول أوروبية نحو الاعتراف بدولة فلسطي ...
- بوليانسكي: أوكرانيا تتفاخر بتورطها في قتل الصحفيين الروس
- كاميرا تسجل مجموعة من الحمر الوحشية الهاربة بضواحي سياتل الأ ...
- فرنسا.. أوامر حكومية بإتلاف مليوني عبوة مياه معدنية لتلوثها ...
- رويترز: محققو الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبي ...
- حماس تبحث الرد على مقترح لوقف إطلاق النار ووفدها يغادر القاه ...
- - هجوم ناري واستهداف مبان للجنود-..-حزب الله- ينشر ملخص عملي ...
- -بلومبرغ-: البيت الأبيض يدرس إمكانية حظر استيراد اليورانيوم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - العدالة في التعبير عن مكونات الشعب بين خطل تبني التوازن الكمي ومزاعمه وبين سلامة البديل الوطني