أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - زيارة تتم بظروف انتهاكات وجودية خطيرة منها مصادرة حصة العراق المائية















المزيد.....

زيارة تتم بظروف انتهاكات وجودية خطيرة منها مصادرة حصة العراق المائية


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 7690 - 2023 / 8 / 1 - 19:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إجابة عن أسئلة وكالة أنباء كوردستانية بشأن الحصص المائية وزيارة السيد أردوغان للعراق أشرتُ إلى أن الزيارة تأتي في ظروف اختلال التوازن بين طرفي القضية والجور الذي تم إيقاعه على العراق وشعوبه.. وأن تلك الزيارة ربما مثلت بصيغة ما يطفو للعلن بأنها تنازل عن الحقوق الثابتة والمحمية بالقوانين بحال مررت ولو صمتا رؤية تركية تجاوزت وجارت على العراق وهي تواصل ذلك وإن بمناورات ومحاولات ذات طابع جديد من قبيل طرح الماء مقابل النفط وما شابه من أشكال ابتزاز واستغلال الظرف الراهن!؟ في أدناه النص الكامل للإجابة ورابط الوكالة بالخصوص.. أحيي هنا مثابرة الصحفي المميز أستاذ محمد الجبوري لجهده هذا
************************************************
زيارة تتم بوقت حصة العراق المائية مُصادرة ولن تصله إلا مقابل النفط!؟

إذا أجلنا الحديث عن مقاصد الأنهر الدولية عابرة الحدود وما يحكم الحصص المائية بين دول المنبع والمصب من قوانين؛ وإذا ما تجاوزنا الحديث عن حصة العراق من (مياه) الأنهر المشتركة مع إيران؛ فإننا نقصد من ذلك التركيز على قضية إشكالية في ذات الإطار هي مشكلة حصة العراق من مياه نهري دجلة والفرات؟

لقد بقيت تركيا تناور في ذات الوقت الذي كسبت فيه الوقت وهي تبني عشرات السدود على النهرين! وما أن اكتملت حتى باتت تذهب أبعد في حجز الأمواه كي تملأ بحيرات تلك السدود حداً وصل إلى قطع مجرى النهرين، مع شيء من مناورات استغلتها لتمرير الملء هنا أو هناك من تلك السدود التي زاد عددها عن العشرين..

المشكلة أنّ إهمال الأسقف الزمنية والاستكانة للمناورات أوصل الأوضاع إلى حيث بات تركيا تتحدث عن سياقات جديدة ناجمة عن قدرتها على التحكم بكميات المياه من دون أي رد فعل رسمي مؤثر لحكومة بغداد يمكنه أن يحمي حصة الشعب العراقي المائية!

وبدل المفاوضات المعنية بتلبية الحصص المائية بين دولتي المنبع والمصب على وفق القوانين الدولية فرضت تركيا منطق الأمر الواقع من جهة وابتزازاً لبلطجة الدولة الأقوى وأدخلت المفاوضات بمنطقة التصدق بقطرات ماء مستغلة بذلك مستويات التخلف في الخطط الزراعية بالعراق بخاصة منها الإروائية وهو تدخل آخر ينتهك سيادة البلد ويربط الحصة المائية أو بدقة أكثر يحدد تلك الحصة بحاجة مفترضة نظريا في ضوء تقتير يتسق وتقنيات لم تصل البلاد بعد!

وإذا كانت تركيا ترسل بحسب الادعاءات كميات مائية بعينها بين الفينة والأخرى فإنما ترسلها لذر الرماد في عيون المجتمع الدولي والجهات المعنية بتطبيق ما يُنصف العراق ولكنها أبعد من ذلك أي أخطر من إرسال كميات جد محدودة إنما تفعل ذلك للمناورة والتغطية على انتهاكها سيادة دولة وأيضا للتستر على ما ترتكبه بحق شعب يجابه جريمة إبادة جماعية للزرع والضرع ولمجمل الحياة في وادي النماء والخضرة تاريخيا!!

وحتى تلك الكمية من ماء لا يسد حاجة أول الكليومترات التي يدخل بها العراق تصل ملوثة، محمّلة بأشكال من النفايات الثقيلة والخفيفة الصلبة منها والإحيائية من عفن وغيره ما يضاعف من أعباء تحضيرها للاستخدام البشري أو حتى للزراعة والثروة الحيوانية!

اليوم، تأتي مجددا وبصورة مكرورة تحديات أخرى مضافة تقطع الحديث في مفاوضات الحصص المائية الثابتة مرة بذريعة الهدر والاستغلال المفرط للماء ومرات للتغيرات المناخية وهي قضايا لا علاقة لها بأصل التفاوض بين دولتي المنبع والمصب التي تقوم على الحصة المائية التي تفرضها القوانين في ضوء أطوال الأنهر ومجاريها في كل دولة؟

من هنا فإن أي حديث عن فرض منطق الماء مقابل النفط أو مقابل أية أتاوة هو بلطجة واستغلال لمنطق قوة تستفيد من تداعيات الأزمة وما تم دفعها إليها من مراحل؛ وسيكون أي تفاوض بهذا النهج ومنطقه تنازل عن الحقوق الثابتة حتى لو جرى مرحليا وبصورة مؤقتة انتقالية!!

إنّ أي عنصر تفاوض يغادر أساس منطلقاته هو أسوأ من تنازل مهما كانت ظروف التوازنات القائمة فحتى التفاوض بين دولة احتلال غالبة ودولة مهزومة لا يمكن أن يقدم على طاولة مفاوضاته تنازلات جوهرية وجودية مؤداها فناء مطلق!!!

يجب الانتباه على واجبات الحكومة في التوقف عن تلك السلبية وما أفضت إليه من تنازلات وما أوصلت به الأوضاع إلى هذا الحضيض من علاقة كان يلزم أن تقوم على حلول قانونية معروفة ومتاحة ولها قوة دولية ملزمة للحل العادل..

إن قضية الماء والحصة المائية في نهري دحلة والفرات لا يمكن أن تقف عند فروض خارجية وليس من حق تركيا أو غيرها أن تتحدث عن كيف نتعامل مع الحصة المائية أو أن تلقي باللائمة في الجفاف وفناء الزرع والضرع على أساليب الرِّي العراقية؛ فالقضية بأصلها وفصلها هي قضية حصتنا المائية ونحن من يديرها فضلا عن تحمل دولة التلويث هنا هي تركيا أعباء إصلاح ذلك واستعادة سلامة ما تضرر نتيجة المصادرة وسرقة الحصة وقطعها ونتيجة إرسال كميات ملوثة…

من هنا فإن تدويل القضية فورا وعرضها على الأطراف المعنية القادرة على إلزام تركيا بالحلول المنصفة هي المنطلق العاجل الذي يحمي حقوق العراقيين..


وعلينا بعد ذلك أن نحمل مسؤولية التلكؤ والتأخر أكثر ليس على حكومة تكبل حركتها الطبقة السياسية الفاسدة بل أيضا على مجمل قوى الحركة السياسية العراقية التي صدّعت رؤوس العراقيين بصراخها ليل نهار عن تمثيلها للمقدس في حكم الأرض!! أي على قوى الشعب الديموقراطية أن تتحرك بجبهة موحدة مختصة بقضية وجودية هي قضية الحصة المائية سواء من تركيا أم إيران مع توجه ممنهج لاستثمارات تحديث كل وسائل الرّي والاستخدامات البشرية وغيرها للماء عراقيا..

ومن الواجب إ‘ادة التذكير بمنع الربط بين حجم ما تفرضه القوانين للعراق من حصة مائية ملزمة على الطرف التركي وكذلك طبعا الإيراني وألا تجري أية مفاوضات من دون هذا المنطلق ورفض ما يُفرض على الطرف العراقي فيها لأي مبرر كان مما تضعه على الطاولة دول المنبع كما تركيا وسياستها بالخصوص..

ويلزمنا التذكير بأن أية ممالآت سياسية من قوى الفساد والتبعية لأي طرف ينبغي أن يجرمها الشعب العراقي كونها لا تضر بقضية محدودة تخصه بل تطعنه وجوديا وتمهد لجريمة فنائه كليا وهي أخطر جريمة يسجلها الإنسان وقوانينه المعمول بها..



المعالجة بالجوهر كانت إجابة عن أسئلة لوكالة روج للأنباء



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومضة بشأن المسرح السومري: حقيقة باتت تتأكد يوما بعد آخر وليس ...
- نداء من أجل تبني ((منصة للطفل والطفولة في العراق))
- بين تفعيل بعض بنود معاهدة لوزان والإعلان عن موتها بعد مائة ع ...
- فلسطينيون تحت الاحتلال وفي ظل تفاقم انتهاكاته منذ 1947، حتى ...
- شرق أوسط تعددي يحترم تنوع الهويات أساسا للسلام والتنمية
- ازدواجية المعايير وانتهاكات الحقوق والقوانين وخطابها
- مؤشر الكهرباء بين الفاسدين وأصحاب الحقوق
- من أجل موقف حازم وحاسم لمجابهة الاعتداء غير الدستوري على الح ...
- قضية رأي عام مطروحة للحوار والمساءلة الرسمية عراقياً حظر أنش ...
- العراق والعراقيين في مؤشر البيئة العالمي
- ظاهرة الفقر في البلدان الغنية بين الأسباب والآثار .. العراق ...
- ما يناهز المليون طفل عراقي بمجابهة وقائع (سوق) العمل وساسة ا ...
- الطفل والطفولة في العراق بين انتهاك الحقوق وتطلعات الحماية و ...
- حوار إعلامي بشأن أحداث مخمور
- هل انتهاك حصص العراق المائية بسبب التغير المناخي أم القرار ا ...
- الفنان قاسم الساعدي يتألق في أمستردام وسط معارض التشكيل المع ...
- بشأن السياسة التركية المائية تجاه العراق وخاصة بمرحلة الانتخ ...
- المحاصيل الاستراتيجية بين الاهتمام المفترض والاستهداف
- الفساد وبعض ما تخفيه بيئاته ومؤسساته تحت أستار الشرعنة!؟
- بمناسبة اليوم العالمي للعمال: جانب من آثار الحرب والسلام على ...


المزيد.....




- هدده بأنه سيفعل بأخته ما فعل به لإسكاته.. رجل يتهم قسيسًا با ...
- مصر تفتتح أكبر مراكز بيانات -مؤمنة- في تاريخها تحتوي على كل ...
- يوتيوبر أمريكي ينجو من الموت بأعجوبة (فيديو)
- السعودية.. جدار غباري يجتاح وادي الدواسر وزوبعة ضخمة تظهر ش ...
- بوريل: لسنا مستعدين للموت من أجل دونباس
- السيسي للمصريين: علموا أولادكم البرمجة بدلا من كليات الآداب ...
- محمد صلاح.. يلمح إلى -خطورة- الأسباب وراء المشاجرة الحادة بي ...
- الزي الوطني السعودي.. الحكومة توجه موظفي الحكومة بارتدائه اع ...
- الشرطة الليبية.. ردود فعل واسعة بعد تدافع رجال أمن خلف شاحنة ...
- حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم لاسكتلندا يستقيل قبل تصويت مقر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - زيارة تتم بظروف انتهاكات وجودية خطيرة منها مصادرة حصة العراق المائية