أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - شرق أوسط تعددي يحترم تنوع الهويات أساسا للسلام والتنمية














المزيد.....

شرق أوسط تعددي يحترم تنوع الهويات أساسا للسلام والتنمية


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 7670 - 2023 / 7 / 12 - 23:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أساس إشكالية التنوع تبدأ ببصمة الإنسان نفسه حيث يتحتم وجود حال تفرد لكل منا في هوية تلك البصمة وتنمو وتتعقد ظاهرة التوع والتعددية مع ولوجها عوالم مضافة من حيواتنا حتى نجد أنفسنا بمجابهة مع قضية التنوع البشري قوميا عرقيا دينيا وبكل المحاور والمستويات الوجودية ما يفترض أن نبحث عن احتواء إيجابي لذياك التنوع ووسائل منع تحولاته التناقضية التي تصل بنا لحافة الاحتراب بمنظور يرى وجودنا مختلفا متقاطعا.. فكيف نقرأ القضية ومعطياتها الإشكالية؟؟؟
***

يدرك العراقي والسوري واللبناني مثلما المصري والسوداني وغيرهم من شعوب منطقة الشرق الأوسط طابع التعددية في بنية وجودية لتلك الشعوب؛ ما يشترط على مكونات الشعوب أن تتحاور بجدية لما يوفر أرضية بناء السلام ومنطلقات التنمية حيث التعايش واحترام الآخر بحجم وجود التنوع الإنساني وتوافر الظاهرة بنيوياً في مجتمعاتنا.
إنَّ الاحتفاء بالتنوع الثقافي لا يكتفي بخلق أرضية الإثراء بميدانه حسب، بل يشكل فرصة موضوعية عميقة ومميزة لما يلعبه الحوار بمستوياته العابرة للحدود الوطنية بين دول المنطقة وشعوبها وأنماط الخطابات الثقافية وسطها وبينها؛ بما سيزيح كمّ الالتباس والضبابية في التفاهمات.. وهكذا سيدفع الحوار الذي أشرنا إليه للتو على أساس احترام التنوع للانشغال بتلبية قضايا السلام والتنمية المستدامة لا التخندقات خلف متاريس الاحتراب.
ومن هنا تم إطلاق الإعلان العالمي للتنوع الثقافي ليمثل الاعتراف بـ “ضرورة تعزيز الإمكانية التي تمثلها الثقافة بوصفها وسيلة لتحقيق الازدهار والتنمية المستدامة والتعايش السلمي على الصعيد العالمي “.وفي ضوء ذلك فإن الحوار بإطار خطاب التنوع الثقافي هو ما يؤسس لتنمية الذاتين الفردي والجمعي بسلامة وبعيداً عن الاحتقان والتأزم..
في الوقت ذاته، نشهد شرقأوسطياً حقيقةَ تحول التنوع لا إلى مستوى الاختلاف بل إلى الخلافات والصراعات غير المبررة. بعضها دفع لحروب أهلية وأخرى كانت في نطاق تسويق جرائم إبادة جماعية لمجرد كون الضحية من غير وجودنا القومي أو الديني أو المذهبي ومن ثم لاختلاف الثقافة وتنوعها سواء داخل حدود الوطن أم بإطار الشرق الأوسط باتساع أطرافه وتراميها.. فيما شكلت مستويات أبعد أسباب حروب المنطقة التي كان فيها بعضهم تدفعهم مبررات يتوهمها وجودية في صراعه غير المبرر مع الآخر الموجود معه في المنطقة فيسعى لإفنائه كليا وجوديا.
وعراقيا شهدنا مثل ذلك، من جرائم الإبادة الجماعية مثلما اشتعال أوار حروب أهلية بأسسها القومية مرة والمذهبية في أخرى. أذكّر هنا بما طاول الكورد في ثمانينات القرن الماضي مثلا والإيزيدية في حروب التكفيريين الدواعش وبعد 2003 مازالت طرية دماء سالت في مطاحن السجون السرية والتغييب القسري وفي الاقتتال الطائفي بمستوياته كافة إذ تمَّ إفناء عشرات آلاف خلف متاريس زعماء الحرب وأطماعهم القائمة على إذكاء نيران التعارض والخلاف والاصطراع بخطابات مشحونة بقيم تتعارض ومنطق التعايش واحترام التنوع الثقافي وغيره من الخطابات الإنسانية..
ما ينتظرنا يكمن في أنشطة غير نمطية يمكنها أن تأخذ زمام المبادرة لمكافحة تلك الخطابات المحتدمة بخاصة منها خطابات مؤسسات طائفية النهج أو حكومية تصادر صوتها شخوص عنصرية تمارس أسلوب التمييز واختلاق ذرائع الكراهية..
من هنا كان للحركات الشعبية الديموقراطية أن تُنعِش آمال التعايش السلمي وحوار الثقافات عبر مؤسساتها الجمعوية وروابط العمل الجماهيري.. على أننا شرق أوسطيا يمكننا التعويل أيضا وبقوة على حكومات أوجدت وزارة للسعادة وإدارات للتعايش السلمي ولتقارب الثقافات بأسس إنسانية كما فعلت حكومة دولة الإمارات في إشاعة فلسفة التسامح واحترام التنوع الثقافي..
إن التمسك باحترام التنوع الثقافي يشكل مقدمة لبلوغ الأمن والأمان بين أبناء الشعب باختلاف انتماءاتهم وتمكين حالات الانفتاح بين المكونات وطنيا والاندماج بينها كما سيمثل ذلك تمكينا للأمن الدولي وحال التفاعل إيجابا بين متنوع مسارات الثقافة على نحو مستدام.. وهذا لا يمكن أن يتم ويُمارَس من دون الالتزام بالمبادئ الإنسانيّة المتعارف عليها والمثبتة في العهود والمواثيق الأممية الدولية: مثل حفظ كرامة الإنسان وتنشيط روح المشاركة والتضامن محليا وطنيا وأمميا في إقليم الشرق الأوسط مثالا، حيث تعد منظومة القيم هذه أساس التعايش الإنساني وإطلاق شروط التنمية بما يخدم الإنسان والإنسانية..
فلتنطلق مجالس تنسيق ولجان التنوع الثقافي وليتم مؤازرتها من مجامع اللغات العربية وغيرها ولنفتح ممثليات للقوميات والشعوب الناطقة بلغات غير العربية في مؤسسات الجامعة العربية لتكون نموذجا يشرعن منظومات قيمية متمدنة تضارع ما تدعو إليه المنظمات الدولية وقوانينها السامية في الأنسنة..
فهلا تفكرنا عميقا وتدبرنا النهج قبل أن يستفحل بلاء التطرف وخطاب الكراهية!؟ ولنبحث عن وسائل شرق أوسط أخضر في منظومة قيم تعايش متنوع شعوبه ومكوناتها مثلما بحثنا عن شرق أوسط أخضر بيئيا.



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدواجية المعايير وانتهاكات الحقوق والقوانين وخطابها
- مؤشر الكهرباء بين الفاسدين وأصحاب الحقوق
- من أجل موقف حازم وحاسم لمجابهة الاعتداء غير الدستوري على الح ...
- قضية رأي عام مطروحة للحوار والمساءلة الرسمية عراقياً حظر أنش ...
- العراق والعراقيين في مؤشر البيئة العالمي
- ظاهرة الفقر في البلدان الغنية بين الأسباب والآثار .. العراق ...
- ما يناهز المليون طفل عراقي بمجابهة وقائع (سوق) العمل وساسة ا ...
- الطفل والطفولة في العراق بين انتهاك الحقوق وتطلعات الحماية و ...
- حوار إعلامي بشأن أحداث مخمور
- هل انتهاك حصص العراق المائية بسبب التغير المناخي أم القرار ا ...
- الفنان قاسم الساعدي يتألق في أمستردام وسط معارض التشكيل المع ...
- بشأن السياسة التركية المائية تجاه العراق وخاصة بمرحلة الانتخ ...
- المحاصيل الاستراتيجية بين الاهتمام المفترض والاستهداف
- الفساد وبعض ما تخفيه بيئاته ومؤسساته تحت أستار الشرعنة!؟
- بمناسبة اليوم العالمي للعمال: جانب من آثار الحرب والسلام على ...
- ومضة في تشوهات المحاصصة ومخاطرها على البنيتين الفوقية والتحت ...
- ومضة في تساؤل: أين استراتيجية تحريك عجلة الاقتصاد ومنه الصنا ...
- عشرون سنة عجافاً من الكوارث والأزمات في العراق! ألا تكفي لإع ...
- تهنئة بمناسبة الذكرى الماسية لتأسيس اتحاد الطلبة العام في جم ...
- في العيد الـ 75 لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق ومهامه ...


المزيد.....




- أول تفسير من الجيش الأمريكي لاستثناء موقع إيراني نووي من الق ...
- الرئيس الأمريكي يوقع على اتفاق سلام لإنهاء أحد أقدم الصراعات ...
- بيزنس إنسايدر: قطر أسقطت الصواريخ الإيرانية ببطاريات باتريوت ...
- الرئيس الجيبوتي يعتزم تفعيل دور -إيغاد- لحل الأزمة السودانية ...
- جنرال أميركي يكشف سبب عدم قصف موقع إيراني نووي بقنابل خارقة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يحبط -محاولة ديمقراطية- لتقييد قدرة ترامب ...
- عراقجي: على ترامب التوقف عن استخدام لهجة غير لائقة تجاه المر ...
- مجلس الشيوخ يرفض تقييد صلاحيات ترامب في الحرب مع إيران
- مقتل مواطنين عراقيين في تركيا.. وتحرك عاجل للسلطات
- أول رد من إيران على تصريحات ترامب عن -إنقاذ خامنئي من موت مش ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - شرق أوسط تعددي يحترم تنوع الهويات أساسا للسلام والتنمية