أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سلام عبود - نوبل على مائدة هادئة















المزيد.....



نوبل على مائدة هادئة


سلام عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1743 - 2006 / 11 / 23 - 10:59
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


مفاجأة جائزة نوبل الوحيدة لهذا العام هي خلوها من المفاجآت. فقد حصل على الجائزة أحد المرشحين الأكثر تداولا في سوق التوقعات الأدبية والأكثر حضورا في ذاكرة القراء والمعنيين بشؤون الأدب: أورهان باموك. وقد علقت الصحافة السويدية على لحظة الاعتدال التاريخية " الأكثر من اعتيادية"هذه تعليقات لا تخلو من المرح. فقد وصفت صحيفة داغنس نيهيتر في ملحقها الثقافي الصادر في 13 -10 – 2006 مشهد الفوز قائلة: صفق الحاضرون بعد أن نطق سكرتير الأكاديمية هوراس انغدال اسم باموك," تصفيق مرة أخرى, لم يعقب أحد بكلمات نابية, ولم يضرب أحد على جبينه (خيبة)". ولم يتوقف الأمر عند المشاغبين الأوروبيين, فحتى تركيا الرسمية, التي شهدت انقساما عظيما حال سماعها الاسم اضطر وزير ثقافتها مصطفى إيسن الى ابتلاع صفقة التصالح المرّة هذه ولم يضرب على جبينه علنا: " إنني سعيد جدا بهذا الخبر وأتمنى له (باموك) النجاح". لكن الوزير لم ينس أن يشير الى الجانب المرّ من باموك, فأضاف قائلا:" لكن بعض أفعاله الأخرى ( يعني تصريحاته السياسية) غير محبذة لديّ". فالوزير, حاله كحال كثيرين, ممن شهدوا موجة الاعتراضات الواسعة, التي امتدت في تركيا, على جبهة واسعة, شديدة التناقض: إسلاميون وقوميون ووطنيون ويساريون, في مقابل موجة أوروبية عارمة من التأييد, أضطر الى شطر باموك الى شطرين: شطر فني مقبول, يستحق الجائزة, وشطر سياسي يستحق الإدانة. بيد أن باموك بدا, في أعين كثيرين, كما لو كان واحدا: حزمة مترابطة, تجمع بين الفني والسياسي في وحدة متينة, لا تقبل التجزئة. هل هو كذلك حقا؟
أول من شكّك في هذه الوحدة كان باموك نفسه. ففي مقابلة هاتفية معه نقلتها صحيفة أبسالا الجديدة السويدية في 13- 10 - 2006, نفى باموك الصفة السياسية للجائزة, وأصر على عدم وجود ميل سياسي لدى الأكاديمية: "لا, أنا لا أعتقد بأن الأمر سياسي. وأن اليوم ليس يوما سياسيا عندي, إنه يوم للاحتفال". فباموك الذي يقف في تعارض مع المؤسسة التركية الرسمية يؤكد, بقوله هذا, ما ذهب اليه وزير الثقافة التركي: خلو الجائزة من المضمون السياسي. ومما لا شك فيه أن كليهما, كانا يتبادلان إخفاء ضرب الجبين. لماذا فعل الغالب والمغلوب ذلك؟ هذا في تقديري هو أكبر الأسئلة المضمرة التي خلفتها جائزة هذا العام وراءها.
كثيرون أجابوا عن السؤال المتعلق بصفة الجائزة السياسية إجابات دفاعية. سكرتير الأكاديمية السويدية هوراس انغدال كان سباقا هذا العام, ومستعدا بما فيه الكفاية لمواجهة مثل هذا السؤال المتوقع. لذلك خصص حيزا من الملحق الثقافي لصحيفة داغنزنيهيتر للإجابة عن أسئلة القراء. ومن أبرز الأسئلة التي واجهها انغدال السؤال القائل : هل كانت شجاعة باموك الإنسانية كخبرة تعادل مقدرته الأدبية؟ وكان جواب انغدال حاسما: " نحن معجبون بشجاعة اورهان باموك الأدبية, ولكن ليس لهذا السبب حصل على الجائزة, المكافأة تتعلق فقط بمنجزه الأدبي". وربما إحساسا منه بضرورة تقديم توضيحات أوفى, تطرف انغدال في إبعاد صفة السياسة عن الجائزة, حينما أجاب عن سؤال استفزازي آخر بالقول: " جائزة نوبل مخصصة للكاتب كفرد, وليس لبلد ما أو قارة أو لغة". هنا يقف انغدال في صف باموك ووزير ثقافة تركيا, في نزعهما صفة السياسة عن الجائزة, وبذلك يُضاف تبريري جديد الى قائمة الإنكاريين.
ولكن على الرغم من هذا الإنكار السافر, الصادر من أقرب الناس الى الجائزة, إلا أن الفرحين بفوز باموك لم يخفوا سعادتهم بهذا الاختيار, وعلى وجه التحديد صفته السياسية. فإذا كانت الأكاديمية السويدية عللت فوز باموك بالقول " في البحث عن روح مدينة الحزين اكتشف رموزا (علامات) جديدة لصراع وتضافر الثقافات", متسترة على البواطن السياسية للاختيار, فإن اصدقاء باموك في (لجنة مناصرته) يؤكدون صراحة الطابع السياسي للجائزة " كانت الجائزة صفعة في وجه الحكومة التركية". أما الغارديان البريطانية فتعلق على الفوز قائلة " إنه الرجل المناسب في الوقت المناسب. الأسئلة التي ناضل من أجلها ضرورية لنا جميعا. إنه اختيار سياسي بكل تأكيد". وتبادر صحيفة أوبسالا الجديدة السويدية الى تبرير الجانب السياسي قائلة : " باموك يريد أن يرى نفسه مُنتجا أدبيا حرا من أي التزامات وطموحات سياسية. ولكن في بلاد تكون فيها حرية الكلمة غير مؤمنة لا يكون مثل هذا الأمر قابلا للتحقق". فالسياسة هنا قدر لا فكاك منه.
بيد أن ما هو مثير في قضية "تسييس" الجائزة لهذا العام هو أن المعترضين على صفة الجائزة السياسية في العامين الماضيين, وعلى اسمي هارولد بنتر ويلينيك, الذين تطرفوا في اعتراضاتهم, الى حد تقديم عضو الأكاديمية السويدية كنوت انلوند استقالته بسببها, ومطالبة الصحافة المحافظة السويسرية بإقالة "بابوات الأكاديمية" وجدوا في صفة السياسة لهذا العام نزوعا ايجابيا يستحق الاعجاب والمناصرة. فهل السياسة معيار مقبول أم مرفوض؟ هذا السؤال يعيدنا مجددا الى تبريرات المعترضين والمؤيدين, ويرغمنا على العودة الى العقل, لا العاطفة, عند دراسة دوافع الفريقين الحقيقية. فبعض معترضي هذا العام بادروا الى تكوين لجنة قانونية للطعن في شرعية فوز باموك وقدموا اتهاماتهم الى المحاكم السويدية!
ما قبل الجائزة
يفتخر سكرتير الأكاديمية السويدية انغدال بأن جائزة هذا العام خالفت التوقعات, التي وضعت باموك في المرتبة الثالثة. وهذا دليل في نظره على نجاح سرية الاختيار. وكان انغدال قد أعلن قبيل الجائزة أن الأكاديمية لجأت هذا العام الى إجرءات غير مسبوقة في مجال التكتم والسرية, حتى أنها طلبت من أعضائها استخدام رموز تمويهية عند الحديث علنا عن المرشحين. وقد أخذ البعض هذا التصريح على أنه ضرب من الدعابة, فلم يحدث أن تكهن أحد بفوز داريو فو أو هارولد بنتر مثلا, على الرغم من حدوث وشايات رافقت بعض الترشيحات في السنوات الماضية.
أقرب السويدين الى الجائزة هي دار النشر السويدية نوشتيدتس, التي نشرت سبعا من كتب باموك باللغة السويدية, "لم تجرؤ على إظهار أملها بفوزه" " رغم انه وجد ضمن المرشحين الأكثر سخونة" هكذا قالت مديرة دار النشر فيفيكا ايكلوند لصحيفة افتون بلادت. سبب هذا التردد في إظهار الأمل يكمن في أن الإشاعات (التوقعات) التي سادت قبل الجائزة روجت الى أن الجائزة ستذهب هذا العام الى " امرأة أو شاعر". وقد فسر كثيرون هذا التوقع على هواهم, خاصة أن أسماء جديدة دخلت مسرح التوقعات هذا العام. لكن ذلك لم يقلل من قيمة الأسماء التي شملها التوقع في العام الماضي, ومنها اسم باموك. وفي هذا الحيز أضحى للعرب نصيب وافر من بركات التوقعات. فهم يشاركون هذا العام بثلاثة أسماء بدلا من اسمين. فقد أضيف الى أدونيس وآسيا جبار اسم الشاعر محمود درويش. أي ان للعرب شاعرين وامرأة. لكن هذه الكثرة بدت للبعض نقطة ضعف لا قوة, لأنها في نظرهم تبعثر وتشتت الاختيار ولا تمركزه. أمر آخر لوحظ هذا العام هو خفوت صوت أدونيس وارتفاع نبرة الدفاع عن آسيا جبار, التي نُزعت عنها صفة الفرانكفونية وجرى التعبير عنها بصيغة أكثر تماسكا وأقرب الى ذائقة الأكاديمية. فقد عرضت باعتبارها تجمع بين العداء لهيمنة الكولونيالية والنضال من أجل حرية المرأة في مواجهة التقاليد المتخلفة! وهي صيغة بدت أكثر تحبيذا من الصيغة التي عُرض فيها أدونيس كمؤصل ومجدد فني, غير مشمول بخصيصة التقاطبات, التي طبعت مناخ هذا العام. وحقيقة ان علاقة أدونيس بالجائزة ملتبسة, فكلما اتسعت حظوظه فيها ضاقت. فقد ظهر هذا العام غير شاعر الى جوار أدونيس. حتى مملكة السويد أخذت تدفع بشاعرها توماس ترانسترومر الى الواجهة بقوة قبل أن يختطفه الموت. هل ستذهب الجائزة القادمة اليه, أم الى صديقه أدونيس؟ ماذا لو أنهما تقاسماها معا! ألا يحقق هذا ثنائية الشرق والغرب عمليا, من دون افتعال, ويعفي أدونيس من مشقة ركوب موجة سياسية غير مستحبة, ويلقي عن كاهل ترانسترومر تمهة سرقة حق منسوب, ولو تمنيا, لصديقه الشاعر, القادم من الضفة الأخرى؟
بيد أن كل تلك التوقعات ذهبت هباء. "فلا شاعر ولا امرأة كان ضمن الفائزين", هكذا علقت صحيفة داغنس نيهيتر.
كان الفائز روائيا, جمع في شخصه كل التقاطبات والثنائيات المتضادة الممكنة, ماهو حقيقي منها وما هو مصطنع, ما هو أصيل وما هو مختلق.
فهو يكتشف الأمل من خلال تنقيبة في بواطن مدينته السوداوية, وهو يتصادم مع عالم ويسعى في عين الوقت الى لمّ عوام متصادمة في ضفيرة. هكذا تم تفسير التبرير الرسمي للجائزة, كما جاء على لسان الأكاديمية. لقد اشتعلت حمى البحث عن التقطبات في أعمال وأفعال باموك بصورة مثيرة, وأضحى التقاطب الفني والسياسي هوساً يكاد المرء يعثر عليه في كل خبر يكتب عنه. فهو " في مواجهة التعصب الذي يطبع حياتنا الراهنة يبني مدينة كوسموبوليتية متسامحة, متعددة الثقافات" هكذا كُتب في سفنسكا داغبلادت حول كتاب "اسطنبول". " ككاتب ينتمي باموك الى غموض الصوفية والى الكلاسيكية الحديثة مثل كونراد ونايبول" صحيفة داغنس نيهيتر. " تتلقح الرواية الأوروبية لديه بالشجرة الشرقية" داغنس نيهيتر. " إنه قصاص, مجسد لشخصيات تتشكل من الخلية الصغرى: العائلة, والعلاقة الكبرى: المجتمع, والصلة المتبادلة بينهما" صحيفة أوبسالا الجديدة. " التوتر بين الشرق والغرب موضوعة متكررة في الكثير من كتب باموك" , " كتاب اسطنبول تفاعل بين الفردي والاجتماعي". " تمنح الرواية صوتها ليس فقط للفخر الوطني والفرح, بل تمنحه أيضا للغضب,والحساسية والسخرية". هوس التقاطبات والثنائيات هذا يرغمنا على صياغة تساؤل صريح حول حقيقته كمعطى واقعي: هل هذه التقطبات موضوعات لها وجود حقيقي فرضها نص باموك على وعي القارئ, أم أنها أفكار مقحمة, فرضها مناخ الصراع الدولي بصيغته الراهنة, المتطرفة: نحن أوهم, ديمقراطية أوأرهاب, شرق أوغرب, التي روّج لها الإعلام الحربي الأميركي, والتي سممت بأبخرتها الخانقة مناخ الثقافة العالمية كله؟
إن دراسة واقعية, خالية من الانبهار الكاذب , وخالية من التعصب الإنكاري, تعيننا على التوصل الى حقيقة معقدة, خلاصتها أن كلا الأمرين له نصيب من الواقع. كلاهما كان يبحث عن الآخر. ما زرعه باموك في نصوصه وما روج له بمهارة من خارج النص يلتقي بإرادة ما, تبحث عن لقاء حضاري, في مناخ يقوم على فكرة تصادم الحضارات. إنه سعي متبادل غذّى بعضه بعضا. فقد أخذ باموك من مناخ الصراع الدولي جرعة التأييد, وحصل بموجبه على صك الأمان: الجائزة. إنها لحظة مقعدة, بالغة الاختلاط في ثنائية الصراع والتضافر, لحظة فيها قدر كبير من السعي الى الخير, لكنها ليست بريئة براءة خالصة.
البحث عن الطهر الخالص, بثوبه المثالي يعيدنا مجددا الى معايير الأكاديمية السويدية, كما حددها سكرتيرها: "جائزة نوبل مخصصة للكاتب كفرد, وليس لبلد ما أو قارة أو لغة".
ما الحسابات الفنية التي استندت اليها الأكاديمية هذا العام؟ ما هي تفردات باموك؟
لو قمنا باستبعاد المضامين, بما في ذلك سلسلة التقاطبات والثنائيات الصادقة والمصطنعة, نعثر في كتابات باموك المكونة من سبع روايات وكتاب نثري (اسطنبول) , سيرة مدينة وسيرة شخصية, على ثلاث قنواة فنية بارزة: الأولى, المنحى التاريخي والواقعي الكلاسيكي, والذي نجد في "جفدت بيه وابناؤه" ,"المنزل الصامت", " "القلعة البيضاء", والقناة الثانية تتمثل بالتجديد السردي الذي أحدثه ظهور رواية "الكتاب الأسود", والقناة الثالثة: النبرة السياسية, ممثلة برواية "ثلج". تلك علامات فارقة في خط تطور باموك الكتابي.

وقد تضاربت الآراء المتعلقة بتقييم قوة الأعمال المذكورة فنيا, فهناك من رأي في " القلعة البيضاء" جهدا روائيا متماسكا وعميقا, رغم تقليديته, كبناء فني وكمنتج سردي. إلا أن كثيرين, ومنهم سكرتير الأكاديمية السويدية, رأوا في رواية " الكتاب الأسود" عملا يستحق الثناء, ومنهم من جعل الكتاب النثري "اسطنبول" العمل الأثير.


هذا الاضطراب أو التنوع في التقييمات يعزز الانطباع القائل بانتفاء وجود مركز ثقل فني مأمون وموثوق وجاذب في أعمال باموك. فـ"القلعة البيضاء ", كما أرى, رواية عميقة, محكمة البناء, بذل الكاتب فيها جهدا خلاقا لرسم تطور حلقات الصراع الداخلي فيها, لكنها قد تصيب القارئ الباحث عن المتعة السهلة بالملل, بسبب ضيق أجوائها: الشخوص والمكان والحركة الخارجية. أما " الكتاب الأسود" فقد خصت بنقد حاد من قبل كثيرين رأوا فيها قصورا لغويا " تعقيد اللغة", و قصورا في التناول" لم تكن نافذة مفتوحة اجتماعيا بشكل كاف" و" حملت نبرة معادية للمرأة".

في "ثلج" كان اختيار المكان, شأنا مزدوجا: وسيلة فنيه لتسهيل نسج الحكاية, ورسالة سياسية لتعزيز فكرة الثنائيات والتصادم والتضافر, بشكل علني وسافر. إنها تسويق ذكي, لكنه مؤذ فنيا. فهذه الرواية هي أكثر روايات باموك افتعالا في أحداثها. ورغم أنها اعتمدت, مثل الكتاب الأسود و"اسمي أحمر" على موضوع التحري, والبحث عن العقدة بطريقة بوليسية, فإن "ثلج" كانت عالية النبرة, معلنة الأغراض سياسيا. وهو تطور لم نلحظه من قبل بهذا السفور والحدة في أعمال باموك الفنية السابقة. فالسياسة قد تمد برأسها, على نحو عرضي وخجول, في نص باموك, حتى في رواياته التاريخية, كما في سلسلة الوقائع الصغيرة التي حوتها رواية " القلعة البيضاء", مثل التخلص من منجم القصر, ومؤامرة القصر. بيد أن تلك الأحداث العابرة كانت جزءا من واقع الحدث, ولم تمكن أحدا من قراءتها على أنها صدام مع قوة ما, لصالح قوة أخرى موجودة خارج المجتمع التركي. لذلك بدا استعراض المواقف السياسية في "ثلج" نابيا, بعد ربع قرن من التجريب القصصي, الذي يفتخر به باموك, ويعده خصيصيته, التي تميزه جيل الكتاب الاجتماعيين واتجاه الواقعية المباشرة. لقد أحس باموك بهذا النبو, لذلك صرح قائلا " إنها أول وآخر رواية سياسية لي". كثيرون صدقوا وعد باموك, الآن خاصة, فهو لم يعد في عوز الى الصراخ السياسي. فهو يستطيع الآن الاعتراض حتى على البرلمان الفرنسي ويعتبر تطرفه, المفتعل, في تجريم ناكري اضطهاد الأرمن, تدخل في حرية الرأي. هذه الحرية كانت - حتى يوم أمس- منفذ باموك الأساسي في الوصول الى الجائزة والى القارئ في بقاع عديدة من العالم
قارئ كتاب "اسطنبول" الخبير يحصل على انطباع فوري يربط بين هذا العمل النثري ورواية كتبت قبله بأربعة عشر عاما "الكتاب الأسود". فجولات الكاتب في مدينة اسطنبول تبدو كما لو أنها إعادة فنية لتتبع آثار أقدام سابقة, مشت في الطرقات ذاتها, منها أقدام غالب الباحث عن زوجته "رؤيا"( أي حلم, وهو اسم ابنة باموك أيضا), بعيون جديدة, رغم أن الكاتب يقول أن فكرة كتاب اسطنبول خطرت بباله حينما كان يمشي متسكعا يوما في أزقة المدينة. امتداد الأفكار بين الأعمال الأدبية ملمح ملحوظ في كتابات باموك. قارئ رواية "اسمي أحمر" يعثر في الفصل المسمى أنا كارا, على إشارات تذكره برواية "ثلج". فبعد أثنتي عشرة سنة من المنفى يعود كارا الى اسطنبول, وهي عودة تذكر بعودة بطل رواية "ثلج". وعقدة التحري, البحث عن خيوط جريمة قتل التي ترويها أصوات عديدة, منها جثة الخطاط القتيل الغانت أفندي, تحولت في "ثلج" الى بحث عن انتحار فتيات. والثلج, الذي يتساقط يوم وقوع الجريمة في "اسمي احمر" ينزل بكثافة يوم وصول البطل الى مسرح الحدث في رواية "ثلج", أما صلة الجريمة بالبحث عن عشيقة الطفولة, التي خلفها كارا وراءه قبل رحيله فلا تخلو من وشائج تربطها بعلاقة بطل "ثلج" بحبيبته السابقة. أهو مجرد تداخل أفكار, أم أن العجالة في بناء رواية سياسية هي التي يسّرت للكاتب فكرة ترتيب حدث جديد على ومضات من حدث قديم, فشرع في بناء نص يخدم اللحظة الراهنة؟ مهما كان الجواب على هذا السؤال, يظل الأثر الدولي لصراع الثقافات, المعلن بغير وجه حق من قبل القوى الأكثر تخلفا وغطرسة في عالمنا, هو المؤثر الأول, الذي يلون, شئنا أم أبينا, المزاج الثقافي العالمي كله: مزاج من يكتب لينال الجائزة, ومزاج من يتحكم بتوزيعها, وأمزجة من يناصرون ومن يعترضون.
الجائزة بين السياسة والفن
مناصرو باموك رفعوا عاليا من هيبته الأدبية فنيا, لذلك نرى ناشر رواية " الكتاب الأسود" باللغة السويدية يضع على غلاف الرواية الاستشهاد النقدي التالي: " انه كما لو كان ساحرا... رواية الروائيين... حينما ينجز المرء قراءته لا يعود حقيقة الى ما كان عليه قبل القراءة", أما ناشر كتاب " اسمي أحمر" فقد آثر أن يضمن الكتاب مقالة تمجيدية لا تقل إغراء عن سابقتها, قيم فيها الكاتب وزن باموك الفني على أنه حلقة استثنائية مجددة للسرد الروائي التركي, نقلته من البدايات التأسيسية التقليدية الى اعتاب الرواية الأوروبية الحديثة. ورغم طابع المبالغة, فإن مثل هذه الأحكام لا تخلو من أساس. لكنها من جانب آخر تصنع صورة زائفة, ولا نريد أن نقول إلغائية, لثقافات أمم كاملة, في سبيل تحقيق توازن مصطنع يبرر الخيارات الخارجية. مثل هذه المبالغات وجدنا ما يماثلها في كثرة الثتائيات والتقاطبات, التي عللت فوز باموك. وهي مادة لا تخلو من صحة أيضا. فهي مادة مطبوعة بقوة في نصوص وأخيلة باموك بحكم المكان وطريقة التناول في كتاباته. فباموك ابن اسطنبول, مدينة الشرق والغرب, أي مدينة الصدام الثقافي وقلبه. لكن تلك الثنائيات, لكثرتها, جعلت كما لو أن هذا الصدام حكر على باموك وحده, في الوقت الذي نراه يطبع, بقوة متفاوتة, أعمال جل كتاب العالم الثالث المعاصرين. أن تصعيد حدة التناقضات قد يسئ الى محتوى العمل الفني أحيانا, إضافة الى ما يبثه من إشارات مضلله للقارئ غير الخبير. ومثال ذلك ذيوع بعض عبارات كتاب اسطنبول ذيوعا لافتا, خاصة تلك التي تؤكد على تصادم ثقافة الشعوب الاسلامية بالثقافة الغربية.
" الفن,الرسم, الإبداع, هذه الأمور يأخذها الأوروبيون حسب على محمل الجد, تعتقد الأم, وليس نحن الذين نعيش في اسطنبول في النصف الثاني للقرن العشرين, في ثقافة انحطت بالفقر, وفقدت قوتها, وفقدت الإرادة والرغبة". هذه الجمل تقولها أم تنحدر من عائلة جمهورية, علمانية, عصرية, تسمح لبناتها الذهاب الى الجامعات ومخالطة المثقفين وارتياد الحفلات الراقصة, متزوجة من رجل يلعب البريدج ويهوى العشيقات. لقد وضعت هذه العبارة, غير المدروسة بعناية, تحت العدسة المكبرة, وتحولت عند كثيرين الى صورة نموذجية تقيم الدليل الحسي القاطع على تناقض الشرق وصدامه الحضاري بالغرب. من يتمعن في هذه الأفكار يجد تناقضا فنيا جوهريا كامنا في أحشائها, فهي لا تنسجم مع الصورة التي رسمها باموك لعائلة الأم, وبالتالي لا تقبل صغة الإطلاق إلا على سبيل المبالغة والقسر. لكنها رغم ذلك غدت تعميما برهانيا لإثبات نظرية معينة. إن مناخ الصراع الذي يسود عالمنا, يسلب من العبارات براءتها, ويدفعها نحو قصدية مرتبة. فمناخ الصراع يجوّز مثل هذا الاجتزاء والتأويل, ويجوز اللعب به من قبل الآخر, الذي يريد اقتناص صور تؤكد قناعات قبلية عن مجتمع مغاير. إن عبارات باموك السالفة لا تسمح بتعميم ثقافي واسع, بل تشي بفردية استثنائية وشاذة, ذات ضرر فني بالغ في حال تعميمها. لأن هذه الشريحة هي النصير الأول لالتقاء الثقافات وتضافرها, وهذا ما نساه مؤيدو باموك الغربيون.
وحتى عبارات الأكاديمية السويدية الموجزة, المدروسة بحصافة تامة, قامت على الثنائيات, وتسربت اليها كلمة " الحزينة" الموجهة توجيها خاطئا, والتي هي ترجمة لكلمة " هُزن " التركية, ولكن بمفردة ذات دلالات أبعد من الحزن: السوداوية, أو الملنخوليا........., ذات الدلالات المرضية.
إن اختيار المفردة يعمق, حقا, مفهوم الصدام ويقوي صورته في ذهن القارئ, لكنه يزييف الواقع, أو على أقل تقدير يدمر مغزاه الدلالي الحقيقي. ذلك بعض دخان صراع الثقافات السام نشمه بين السطور وفي رائحة الكلمات.
ماذا كان بمقدور العرب أن يفعلوا لو أن الأكاديمية السويدية اختارت إدوار الخراط بدلا من نجيب محفوظ باسم التحديث؟ كيف يُبرر ذلك؟ هذا السؤال أعاد الى أذهان الأتراك اسم يشار كمال, الذي بلغت كتبه المترجمة الى السويدية في العام الذي كتب باموك أول عمل أدبي سبعة كتب, والذي حصل على أعلى جائزة سويدية للأدب الروائي عام 1997, ولم يخل هذا الاختيار من المغزى, فقد خُص كمال بجائزة ستيغ داغرمان الأدبية بعد عام واحد فحسب من إعلان تأسيسها. كل ذلك لم يؤهل يشار كمال الى نوبل, على الرغم من أن بصماته انطبعت لا على باموك وأجيال من الكتاب الأتراك فحسب, بل أيضا على جيل هام من كتاب الرواية العرب والكرد والفرس وغيرهم.
كيف يقاس الأثر الفني؟ هذا سؤال سيظل يؤرق ويحير الجميع. فإذا كان وزير الثقافة التركي وجد مخرجا يسوغ به فوز باموك عن طريق تجزئته الى قسم سياسي مرفوض وآخر فني مقبول, لكي تبدو تركيا منسجمة مع قرار الأكاديمية السويدية ومع معترضيها في الوقت عينه, فإن مثل هذا الأمر, التشطير, أكثر استعصاء في حال يشار كمال. والسبب في ذلك يعود الى أن يشار كمال مشطور أصلا. فإذا كان باموك التركي لم يسلم من تشكيك البعض في هويته القومية, كي ينسجم فقدان الهوية مع نقده السياسي " اللاوطني". فإن يشار كمال نصف كردي, نصف تركي. وإذا ما أريد له الفوز بالجائزة يتوجب شطره الى أربعة أجزاء أو أكثر, وتقديم تعليل مقنع ومنطقي يبرر الأشطار كلها. وهذا أمر عسير, في الوقت الراهن, على الأقل.
كم ستنتظر جنوب أفريقيا, لكي يحصل كاتبها الأكثر شهرة شينو أشيبي على نوبل, بعد أن سد عليه مواطنه جون ماكسويل كوتزي الطريق بحصوله عام 2003 على الجائزة؟ ومن أين لها بحدث عظيم يشبه انهيار نظام الفصل العنصري يعيدها الى الواجهة؟ هل كان نايبول سيحظى بالأهمية ذاتها لو أن نصوصه خلت من نبرة الاسلام السلبي ومغازلة المشاعر العنصرية, كما يعتقد البعض, في مناخ تسوده الحرب الآيديولوجية؟ هل كان بمقدور ايمري كيرتس الوصول الى نوبل لو لم تكن الحكومة الاشتراكية السويدية أخذت على عاتقها مهمة تحويل ذكرى الاضطهاد اليهودي الى قضية خاصة, قررت نقلها الى الإعلام والصحافة وحتى الى التلاميذ في المدارس؟ هذه الأسئلة وغيرها ستظل مصدر صراع دائم يؤرق الجميع. فسيظهر, دائما, معترضون ومؤيدون, سيظهر تبريريون وإنكاريون, سيظهر مغلوبون على أمرهم وسيظهر سعداء حظ. تلك هي لعبة الصراع وقوانيها المتناقضة. لكنها لعبة لم تفقد أفقها العادل, ولم تنحني أمام مبادئ الشر. لأنها لم تزل بأيد أمينة, أيد سويدية أمينة. فالسويد, هذه الأمة الصغيرة, البعيدة, التي عُرفت سهوا بحياد لا يعترف به أحد من السويديين. كانت دائما تميل نحو التوازن, حتى في صيغته الظالمة. ففي الحرب العالمية الثانية نجت من محنة الاحتلال حينما سايرت مشروع هتلر وأمدته بحديد كيرونا, الذي صنعت منه أسلحة الموت الهتلرية القاتلة, وقد ظل الحال كذلك حتى رجحت كفة الحلفاء عقب معركة العلمين. بيد أن سنوات الستينيات شهدت انعطافا ثقافيا ملحوظا تمثل في كسر حدة الاحتكار "البورجوازي" المهيمن على مناخ السياسة الثقافية. وقد أمدت مرحلة صعود تيار الاشتراكية الديموقراطية الثقافة الديموقراطية بنزعة عالية من التسامح والانفتاح والمضمون الإنساني, ساعدها على الوقوف فوق هوة الصراع بين الآيديولوجيتين المتناحرتين عالميا آنذاك. وقد أعطى صعود نجم أولوف بالمه, بعد غياب برنو كرايسكي وخفوت صوت ويللي برانت, وتآكل المنظومة الشيوعية, دفعة قوية للتيار الإنساني الديموقراطي في الثقافة الوطنية السويدية, ترك أثره عميقا على لوحة الحياة الثقافية بدءا من المكتبة وانتهاء بالمدرسة, رغم إصرار القوى اليمينية على جر الثقافة نحو ضفاف أخرى. في هذا المناخ ظهرت أسماء داريو فو اليساري, و ساراماغو الشيوعي، والفريدة يلينيك اليسارية, وبنتر المعادي للحرب, وظهرت من جانب آخر أسماء تنسب الى هذا الطرف أو ذاك. وهذا كله دليل قاطع على أن لوحة نوبل بخصائصها العامة لم تزل خارج دائرة الأحادية السياسية. وهذا مكسب كبير للثقافة الإنسانية, يجدر بنا احترامه وتقوية جذوره بالفهم والاتصال وبالنقد الصارم, المستنير, أيضا. فالجائزة, كما أرى, لم تزل بأيد أمينة في عالم خال من الأمان.
لهذا كله أرى أن أثمن ما في باموك هو باموك نفسه ككاتب. فالغرب لم يقرأ باموك كما هو, بل قرأ فيه الصورة التي يريد له أن يكونها. إنها نظرة تذكر بالاستعلاء الاستشراقي الاستعماري, رغم أنها تأتي من أطراف لا تمت الى الاستعمار والاستشراق بصلة. أما المعارضون فقد أعادوا قراءته لا من خلال ما أنجزه, وإنما من خلال الصورة المؤولة, أو المبالغ فيها, التي رسمها الغرب له, فأنتجوا له صورة أكثر تغريبا, مضاعفة الزيف. إن إعادة قراءة باموك تظهر أنه كاتب معتدل, لا يملك أدنى حد من العداء للقيم الأساسية الحضارية الشرقية والاسلامية, وهو تجريبي فنيا, ومتنور ومتحرر فكريا, لذلك فهو يحتاج الى مساحة من التفرد الشخصي لكي يكون ما يريد هو أن يكون. إن ضغوط الخارج, وردود فعل الداخل على ضغط الخارج, لم تتركه يختار بيسر مساحة الحركة الحرة التي يريدها لنفسه. لكنه كاتب مؤهل لأن ينجح في الاختبار. وما على تركيا سوى أن تتصالح مع كاتبها وإن بدا مشاغبا, وعليه هو نفسه أن يفعل الأمر عينه مع تركيا. فالمجتمع التركي يدرك تماما حجم الضغط الدولي ثقافيا, وباموك يدرك الآن, أكثر من أي إنسان آخر على وجه الأرض, أن التطرف في المشاكسة, سلاح ذو حدين, فقد يستخدم لأغراض تتعارض مع مصالح الذين يسيرون في شوارع المدن التي أحبها وأغضبته وأغضبها.
وإذا كانت ردود الأفعال في تركيا, ولدى العرب أيضا, حرنت عند عتبات الاعتراض أو التأييد, فإن الفكر الغربي والمناقشات الأوروبية, رغم مبالغاتها بالنصر وتهويلاتها, اندفعت خطوات كبيرة الى الأمام في مجال استخلاص النتائج, استنادا على حيوية وعمق وأصالة هذا الفكر. فقد استطاع الكاتب الأوروبي أن يقدم وجهات نظر ثاقبة, مذكرا أن باموك, مثل غيره, يمكن أن يجير بيسر لصالح مملكة الشر: صدام الحضارات. لذلك ظهرت وجهات نظر أبدت خشيتها من موجة ما يعرف بالتغيير الثقافي من الخارج أو التغيير بالعنف. كان باموك مناسبة ملائمة للتذكير بأن الجهود الحربية التوسعية الفرنسية, عقب الثورة الفرنسية, أثرت سلبا على نمو الديموقراطيات في بلدان أوروبية عديدة, منها المانيا واسبانيا. هذا ما يصل اليه اليه الكاتب السويدي هنريك بيرغغرين في صحيفة داغنس نيهيتر 25 اوكتوبر وهو يحاول الإجابة عن سؤال أثاره بنفسه يقول: ماذا يمكن للسياسة أن تتعلم من باموك؟
إن احترام ثقافات الشعب وتاريخها وخياراتها المستقلة هو الدرس الأمثل لتقارب الشعوب وتضافر الثقافات.



#سلام_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة اجتثاث البعث في التطبيق
- اجتثاث البعث, دراسة تحليلية تاريخية حول قضية اجتثاث البعث وص ...
- البرابرة يستيقظون مساء ..رسالة شخصية الى مواطن اسرائيلي
- رسالة الى صديق لبناني
- الواقعيون العرب:من نظرية المؤامرة الى نظرية المغامرة
- العودة الى آل ازيرج
- سنلتقي خلف منعطف النهر :::الى أخي كمال سبتي
- من الثورة الغادرة الى الثورة المغدورة
- من أجل مشروع ثقافي عراقي بديل.. جدل ثقافي ساخن على قبر يوسف ...
- لماذا يخشى السياسيّون العراقيون جدولة رحيل قوات الاحتلال؟
- جماليات فن التعذيب
- بريد الأنبياء الى أجمل الشهيدات:أطوار بهجت
- ما بعد جائزة نوبل للأدب, أزمة الذات الثقافية العربية
- الرابحون والخاسرون في معركة حرية التعبير - حول نشر صور الرسو ...
- عولمة الشر وتفكيك الديكتاتورية
- غرائز مسلّحة - ملاحظات على مقالة: أي نزار قباني يسلسلون ورسا ...
- أول حرب جنسية في التاريخ
- ارحلوا ايها الكلاب
- من كتب روايات صدام حسين؟ صدام يلقي خطابا على نفسه والذاكرة ت ...
- قراءة في روايات صدام حسين..دكتاتور كبير وقارئ كبير


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سلام عبود - نوبل على مائدة هادئة