أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد مطرود - اغلق فمك بكمامة














المزيد.....

اغلق فمك بكمامة


ماجد مطرود

الحوار المتمدن-العدد: 7834 - 2023 / 12 / 23 - 18:49
المحور: الادب والفن
    


حاولْ بمزاجيةٍ عالية ان تفتحَ ال (YouTube)
وعلى نافذة الهذيان تحديدا ستراني بكامل عدتي
اتحدث اليك بلغةٍ متشابكة الحروف كأمعاء الخروف

حاولْ ان تستمعَ إلي وان تفتحَ قنوات عقلك وتشدّ خيوط التركيز بكلّ قوّتك لكي تفرّق الاصفار وتحدد الارقام

في البدء ضعْ رقما افتراضيا وليكن صينيا يشير الى بداية البداية ثمّ ضع رقما أمريكيا حاسما هذه المرة يشير الى نهاية النهاية.

ما يقلقني انك طبيعيّ جدا لحدّ الان، لا اعرف بالضبط
ما الذي يجعل ملامحك حائرةً لا تشير الى شيء؟

لا تصدق كل ما قيل او كُتِب، ولا تغفل كل ما يُقال او يُكتب فقط انتبه جيدا، هناك الكثير من الضوء الساقط يتسلل خلسةً من خلال ثقوبنا الكثيرة

احذر، لا تستهين بشيء، احذر دائما وبلا كللٍ
فهناك الكثير من القذى قد يشوّش عليك،
وقد يستقرّ في عينيك الى الابد

الماءُ قد يتدفق فجأةً من تحت قدميك، هذا ما اخبرتني به التجارب، رجاءً لكي لا نخسر بعضنا، كن مطيعا لتحافظ على بقائك مع الجميع
ان شئت ان تكون متمردا فسوف تظلّ وحيدا،
معزولا ابداً، وقد تموت في دورقٍ من سكون لا ينكسر

لا تعبر عن اعجابك بحجرٍ لمجرد انه يُقيمُ في بلادك
ولا تشارك بمؤامرة ياكل الطير من رأسها ويلوكها اصحاب الدكاكين الفارغة..

فكّر بجديةٍ كيف تحرق مراحل اليأس في رأسك
وكيف تفتح بابا لزائرٍ قد يأتي اليك محملا بصناديق البشائر وراسما على زنده قصائد الامل؟

هل سمعتَ بوصية الحائط؟
لا تندهش، للجماد ايضا وصيته وشروطه
انت تعرفها جيدا، هي ان تكون ساكنا حين تمشي بجانبه!

لا تكن متحركا مثيرا للهيجان!
لا تكن شكّاكا فتبتلعك ممرات الكآبة!
كن يقينيا واسعا، فاتحا ذراعيه في الشوارع الضيقة!
لا تقلق بشأن الزمان، في النهاية سوف تصل الى النهاية!
هذه وصية الخطوات التي ضاقت بها السبل!

امّا الكتاب الذي الذي سقطت فصوله من شاشة التلفاز،
فوصيته حادة مثل سكين، وصلدة مثل صخرة..
لهذا عليك ان تكون وحيدا وتغلق فمك بكمامة خاصة
كمامة من نوع M 17 وان تغسل يديك بماء طهور
وروحك تحشرها بفقاعة صابون..

مرةً وانا جالس على صخرة حمراء في ليبيريا،
قرأت كتابا "لتشارلز تايلور" هذا المعتوه،
كان يتحدّث بثقة عالية عن حروب مرعبة يسميها حروب الفايروسات والفطريات، وحروب الكائنات الدقيقة
وكان يوصي مؤيديه بان يدهنوا جلودهم بزيت الفراشات
لكي تتغيّر ألوانهم فيتمكنوا من الطيران!

في كلّ صفحةٍ من هذا الكتاب، كان يحذّر بصوتٍ ديكيّ،
أيها الناس، يا أيها الناس، لا تخرجوا عن غلافي!
فكل مَنْ خرج عن غلافٍ يصاب بالجنون!

هذا الكتاب قرأته آلاف المرات،
وآلاف المرات ظننتُ انني لم اقرأه مطلقا!
فالارتباك، القلق، النسيان وفقدان االذاكرة،
وفقدان حاسة الشم، وحاسة التذوّق،
إضافة الى الحمّى والسّعال وقلة النوم وضييق التنفس..

كلها مجرد اعراض لمرض غشّاش
يتحالف بقوّة مع الهذيان والسياسة

في مرحلةٍ ما من مراحل تحولاتي الصغيرة
رأيت التاريخ يكتب نفسه بلغة شعرية، بينما هو في حقيقته قاسٍ ومستمع رديء، لا يصغي ابدا للفقراء!
كيف لي إذاً ان اصيغَ هذه المعادلة:

جدي كان غنيا اورث لابنائه اليقين،
ابي كان يقينيا اورث لابنائه الشكّ
امّي منحتنا من حليبها بعض الاسئلة
امّا انا فبقيت وحيدا بلا ابناء ‏ألعب وادور بشكّ تقلباتي:
هل انا موجود دون وجود؟
هل انا حيّ يموت في الحياة،
ام انا ميت يحيا في الممات؟
——-
ماجد مطرود/ بلجيكا



#ماجد_مطرود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة
- عن الفوضوية البدينة
- تركتني الجهات
- ان تخالط الاسماء بالافعال
- عندما تؤسس القصيدة نظرية للتلقي
- وقفتُ منتصبا
- وقفت على الاشلاء يا غزة
- زوجتي تسكن في وادي البياض
- الغريب والعجيب في بلاد النهرين
- يخاف عليّ
- السؤال
- قصائد قصيرة
- اقترب لتنفتح الشبابيك
- بعد هذا وذاك
- تمثال
- صرخة
- منفيون, منفيون جدا
- 87
- الفوضوية البدينة
- الجثة


المزيد.....




- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد مطرود - اغلق فمك بكمامة