أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد مطرود - عن الفوضوية البدينة














المزيد.....

عن الفوضوية البدينة


ماجد مطرود

الحوار المتمدن-العدد: 7817 - 2023 / 12 / 6 - 13:03
المحور: الادب والفن
    


كتب الكاتب الكبير اسماعيل الرفاعي قراءة مختزلة وحقيقية ومعمقة على نص "الفوضوية البدينة" قال:

نص يختلف كبطلته عن نصوص الآخرين . ففيما هو يتحدث عن واقعة، لا تتحدث تلك النصوص عن وقائع، وفيما تواصل بطلته الخطو خارج حدود فعلها الاول، تواصل نصوص الآخرين انكماشها المكاني وخلوها من اي فعل. نص لا يشبه النصوص التي تستعير لحضورها ضوءاً من خارجها، فيما يواصل هذا النص انتاج ضوئه الخاص واضاءة ذاته، وكما انني التحف بعزلتي، واهرب من اعادة قراءة نصوص تنزف اطرافها بكل ما هو مشوه وقبيح، فإنني عادة ما اقرأ نصاً كهذا اكثر من مرة، حتى يفتح النص لي جميع ابوابه ( لا أسراره ولا شيفراته ولا مستواه الثاني او الثالث .. ) ونتعانق كنصين عرفا كيف يحتضن احدهما الآخر. مع ذلك لا اعتقد ان نصاً تسلل الينا من مشاعر حب لا مشاعر نرجسية، يمكن ان يظل طافياً ولا تلتقطه عيون ناقد يتحسس الجمال الذي ينبع من افعال تمجد النبيل في الانسان لا المفهوم البدوي لجمال الانسان ..

نص
الفوضويّة البدينة

في الصّباح تشتري خبزا فرنسيا وعسلا فلامنكيا
وفي المساء تهرس البطاطا مع لترٍ من حليب الماعز,
وبذلك تطعم قبيلةً من لا جئين

في الليل تفرش ارضَ شقتها كلها بسجّادٍ مستعمل,
وتتركهم ينامون, ينامون كثيرا ويشخرون ..

كل يوم هكذا, وهكذا حتى تصرف آخر سنتٍ في جيبها

هذه الفوضوية البدينة, تعمل بشكلٍ جزئيّ في محطة قطارٍ "كمنظفةِ مراحيض"! لا تستهينوا بعملها رجاءً,
المستعجلون لقضاء حوائجهم كثيرون, وكرماء جدا,
يدفعون ولا ينتظرون ..

صاحبتنا هذه، تغني على الدوام, وتضحك,
وترقص بخفةٍ وليونة ..
تتكلم كثيرا, وتمزح بطيبةٍ وخفة دم ..
ببساطةٍ شديدة تحقق السعادة للجميع!

ورغم إنّها جاهلة، وخبرتها في الحياة قليلة, إلا انّها ناجحة!
تعرف كيف تؤدي واجبها, كيف تَصلُ بسرعةٍ فائقةٍ لهدفها المنشود!

في الاونة الاخيرة بدأتْ تسافر كثيرا ..

سمعتُ انّها فتحتْ سوقا للعملات في بلادها البعيدة
سمعتُ ايضا انّها انشأتْ فندقاً كبيرا للمشردين,
وفتحت مطعماً للجائعين والمتسولين
كما انّها أسّست روضةً للمعاقين, وداراً للعجزةِ,
ومأوىً لليتامى والضائعين ..

سمعت من احد اللاجئين من الذين كانوا ينامون بشقتها
انها رشّحت نفسها للانتخابات, ويؤكد بحزمٍ انّها فازتْ
حصلت على عضوية البرلمان وصارت شهرتها بين اقرانها واسعةً

مع كلّ هذا .. ترفض بشدّة ترك عملها
لا تزال تعمل في محطة القطار كمنظفة مراحيض
بأمكانكم الذهابَ اليها ومشاهدتها,
وبامكانكم التحدثَ اليها بسهولة عجيبة،
لانها ودودة وحالمة

هذه الفوضوية البدينة
لا زالت تستقبل اللاجئين في شقتها
لا زالت في الصباح تشتري خبزا فرنسيا وعسلا فلامنكيا
وفي المساء لا زالت تهرس البطاطا مع لترٍ من حليب الماعز
وفي الليل لا زالت تفرش ارض شقتها كلها بسجّادٍ مستعمل, وتتركهم ينامون, ينامون كثيرا ويشخرون



#ماجد_مطرود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركتني الجهات
- ان تخالط الاسماء بالافعال
- عندما تؤسس القصيدة نظرية للتلقي
- وقفتُ منتصبا
- وقفت على الاشلاء يا غزة
- زوجتي تسكن في وادي البياض
- الغريب والعجيب في بلاد النهرين
- يخاف عليّ
- السؤال
- قصائد قصيرة
- اقترب لتنفتح الشبابيك
- بعد هذا وذاك
- تمثال
- صرخة
- منفيون, منفيون جدا
- 87
- الفوضوية البدينة
- الجثة
- قصائد بريش الحمام
- محاولة لقراءة الجمال


المزيد.....




- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد مطرود - عن الفوضوية البدينة