أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري المرادي - اللبراليون العراقيون،، الجناح المنبوذ حتى من شهود يهوى!!















المزيد.....



اللبراليون العراقيون،، الجناح المنبوذ حتى من شهود يهوى!!


نوري المرادي

الحوار المتمدن-العدد: 520 - 2003 / 6 / 21 - 11:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


  

ظهرت علينا أخيرا مجموعة بإسم (( اللبراليون العراقيون في السويد )) يوقع عنهم إحيانا أشخاص بإسم دالؤيج وروبرت حسين وفارس وسيدة بإسم إيتان. وفي بياناتها، تبدوا هذه المنظمة في عجلة من أمرها مسرعة لإكمال إكتشاف ما لم يكتشف غيرها.
فمن هؤلاء اللبراليون، هل هم مجموعة نهلستية لا تفقه من السياسة إلا النقد والقذع، أم هم نتاج تصنيع تم على عجل فجاءَ مشوها؟
ولربما أبدو في مقالي أدناه إسلاميا أكثر مني ماديا ملحدا، وأبدو شنعاريا متعصبا أكثر مني أمميا شيوعيا. وأتشرف بكلا التصورين، لو صدق حدسي وتكون مثل هذا التصور عني، طالما أنا أجادل مجموعة من قبيل هؤلاء اللبراليين. وأنا من غزية، إن غوت غويت وأن ترشد أرشد. وأنا في هذا، أستق من خلق الشعبين البريطاني والأمريكي، الدولتان اللتان يعتبرهما هؤلاء اللبراليون، بعد إسرائيل مثالا. فقد تظاهر البريطانيون والأمريكيون ضد إحتلال العراق وإستقال وزراء وقالت الصحف عن بلير وبوش ما لم يقله عدو بحق عدوه، لكن، يا للعبرة اللبرالية، وحين كان تقرر الغزو وذهب البريطانيون والأمريكان للحرب غازين العراق، قال الشعبان الأمريكي والبريطاني، (( إن أبناءنا هم من ذهب إلى الحرب ونحن لابد ونكون خلفهم وعونا لهم )). أي قد إنتصر كل لقومه في الشدة. وأنا أيضا أنتصر لقومي وإن جاروا علي، وأنتصر لوطني وإن نفاني، ولأهلي وإن إختلفنا بأينا يتقدم على الآخر بالفكر. ذلك وبكل بساطة، لأن المسألة الآن هي فقدان وطن، قدمتموه أنتم ومن على شاكلتكم من المعارضة السحت، لمحتل غاشم.
لقد كان أول ما ظهر للعلن من هؤلاء اللبرليين هو بيان أصدروه بعيد إحتلال العراق، وقالوا فيه: (( بوركت يا كويت بوركت يا أمريكا بوركت يا دنمارك )) ثم أعادوا مباركتهم الربانية هذه ثانية في بيان، ذكروا فيه أيضا أن: (( نحن الذين تجمعنا مرة في الشارع بمظاهرة ضد الإرهاب الفلسطيني )) ثم قال أحدهم في مقال لاحق: (( أن العالم سيصحو على حقيقة أن المشكلة مع إسرائيل هي ليست في الإحتلال اليهودي لأراض عربية وإنما في الإرهاب الفلسطيني )). وأخيرا شاظت سيدتهم إيتان فجاءت بمسلمة لا ينطقها غير سفيه حاقد على نفسه مستصغر لها، معلنا إستعداده لأن يقعى عند قدمي سيد جديد غير ذلك الذي إفترضه ظالما فثار عليه. لقد صرخت قائلة (( إن الله والإسلام هو سبب مشاكل المرأة )) وقد توالت بياناتهم ومقالاتهم، والتي أستميح القارئ عذرا لو ذكرت المقتطفات الأساسية فيها.
(( لم تحتل بغداد، بل تم تحريرها في إحدى الحروبات القصيرة، الناجعة، المفاجئة، وقليلة الدمار والضحايا في تاريخ العهد الحديث ))

(( قبل بدء حرب تحرير العراق وبعد انداعها، تدفقت أعداد كبيرة من الشبان المسلمين على سفارات العراق، للحصول على تأشيرات دخول كي يتمكنوا من المشاركة في الجهاد ضد القوات الأمريكية الكافرة. وصرح بعضهم باستعدادهم للموت لنصرة الإسلام والاستشهاد وبالفعل، فقد وصل إلى العراق عددٌ من هؤلاء، مات منهم من مات وهو على الطريق إلى بغداد، ولقي آخرون مصرعهم كالذباب مع من زهقت أرواحهم من عناصر الحكم البائد،، إننا لا نعرف ولا يمكننا أن نعرف إذا كان هؤلاء المجانين الذين ماتوا قد وجدوا طريقهم إلى الجنة أو قعر الجحيم،،، لربما في الجنة مكان خاص لإيواء المجانين كما هو الحال لدى البشر! ))

  (( عمليات استشهادية عمليات انتحارية إسلاميون، متطرفون، متعصبون، أصوليون..
تعددت الأسماء والمسمى واحد! هي عمليات إرهابية، سواء دعاها البعض استشهادية أو انتحارية. وهم مسلمون،،، المسلمون الحقيقيون وما يقومون به ليس إلا تطبيقاً أميناً لتعاليم الإسلام. ))

 (( هذا هو بالضبط ما يقوم به مثلاً المجرمون من جماعة مقتدى الصدر و الفرطوسي وبن لادن واحمد ياسين الذين لا يستهدفون إلا المدنيين في العالم ولكن حين تأتي ساعة الحساب يهربون ليحتموا بين الأطفال والنساء والشيوخ وطلبة المدارس والمصلين في المساجد، ثم ليتباكوا بعد ذلك أمام العالم مدّعين أن قوات التحالف  تقصف العزّل الأبرياء من المدنيين. هذا ما يقوم به الفلسطينيون أيضاً. يفجرون دور السينما وسيارات الركاب والمطاعم والمقاهي وأماكن تجمع الشباب ثم يهربون إلى المنازل ))

وهذه التصريحات إن دلت على شيء، فليس على غير ثلاثة أمور مترابطة:
- أنها واللبرلية التقليدية على طرفي نقيض. وأن إنتحال هؤلاء الحقودين لإسم اللبرالية، هو من قبيل التورية بالمقلوبات
- أنها صادرة من نفس جبانة من جانب ومن جانب آخر، وحين تفترض أنها محتمية بسيدها الجديد، تراها مسعورة مستكلبة على العداء لكل شيء يعترض مشروع سيدها
- أنها وحين تقول بكلمات من قبيل (( التحالف والتحرير )) رغم أن سيدها كشف عن مشروعه وقالها صراحة أنه محتل وليس محرر، في هذا الأمر، لا تعكس غير شدة المسخ الذي تعرضت له عقولها خلال الإعداد لإحتلال العراق، فبقيت كالببغاء تردد كلمات المحتل التي رددها على العالم مبررا مشروعه.
أما توصيف الشهداء بالمجرمين وموتهم بموت الذباب، فهذا من دلائل تربيتهم. وهنا أقول، إن الأرض التي داسها الإستشهاديون لأشرف بألف مرة من أشرف واحد بهؤلاء اللبرليين قاطبة. وتسميات من قبيل المجرمين والفاشيين كالتي يطلقها هؤلاء اللبراليون على بن لادن وفضلله ونصرالله والشيخ ياسين والرنتيسي، هي من الشهادات. على إعتبار أن رجلا يضع روحه على كفه، فيجود بها وبملايينه ومقاطعاته دون إكراه فيحيى حياة البؤس لأجل وطنه ومعتقده، هكذا رجل، أسمى وأجل من أن تأتيه مذمة من شخص متسول بإسم اللبرالية يرجوا سيد مكافأة على أنه تظاهر ضد الإرهاب الفلسطيني. شخص لبرالي كل ما يفهمه من اللبرالية أن يقحم بها دولة إسرائيل واليهود ولو دون مبرر سردي. أما إن كان هذا سينفع الشعب اليهودي أم لا، فهذا ما لا يفقهه الببغاوات. لا يفقهون أن الشعب اليهودي الآن ليس أكثر من كبش فداء لتحالف صهيوني ماسوني تورتوسياسي بغيض، همه نهب الشعوب، ولابد له من طوطم يجلب الأنظار إليه فوجده بمظالم اليهود وتيههم في التاريخ.
كما ويكتب أحدهم قائلا: (( هكذا تعالى هتاف أنصار إقامة نظام إسلامي في العراق وهم يحملون اللافتات التي تندد بالوجودالأمريكي. خمسة وثلاثون عاماً تحت نير حكم صدام حسين، لم تجرأ خلالها حنجرة من حناجر هؤلاء أو غيرهم على الهتاف، ليس ضدّ صدام فقط ، بل ولا حتى لعزّة الإسلام. خمسة وثلاثون عاماً، لم يجرأ العراقيون خلالها حتى على الهتاف بحياة صدّام قبل أن يمرّ نص هتافهم تحت عين الرقيب لدراسته، والتأكّد مما إذا كان باطنه لا يعني عكس ظاهره ! الآن فقط وجدت الجرأة في نفوس هؤلاء الأشاوس طريقها إلى حناجرهم ، فاستطاعوا أن يهتفوا للإسلام وللتنديد بصدّام !.. الآن فقط، وفي ظل الإدارة الأمريكية، استطاع هؤلاء أن يهتفوا بما أرادوا، ولمن أرادوا، حتى لو كان هتافهم ضدّ هذه الإدارة بالذات التي منّت عليهم بهذه الحرية !)) 
والسؤال هو: أين كنتم أنتم أيها اللبراليون، وماذا قدمتم للعراق خلال هذه الخمسة والثلاثين عاما؟! أو، ألا ترونها مفارقة، أنكم رغم مفهوم إسم جمعيتكم ((اللبراليون)) الذي يوحي بالحيادية وانه لا يحل رجل الدجاجة، رغم ذلك وخلال الخمسة والثلاثين عاما، لم تقولوا شيئا ولم تتجرأوا حتى على إعلان إسم جمعيتكم، بينما وبعد إحتلال سيدكم للعراق، كشفتم عن إسمكم وتوجهاتكم المسعورة هذه؟؟!

ويا سوء ما كشفتم! الذي هو ليس يوغا المذلة وحسب وإنما جهل بالتاريخ أيضا. فلقد قال قائلكم: (( ليس هناك دولة إسلامية تنعم بالاستقرار. ليس هناك دولة إسلامية ينعم في ظلها المسلمون بمختلف طوائفهم بالعدالة. كما وليس هناك دولة إسلامية تحظى باحترام المجتمع العالمي. فإذا ذكر الجهل، أو المرض، أو الفقر، أو الغنى الفاحش المقترن بالفساد، أو الإرهاب، أو التأخر العلمي، أو حقوق الإنسان المسلوبة ـ حقوق المرأة بشكل خاص ـ أو الاضطهاد الديني والسياسي، أو الفساد الإداري والقضائي أو ما شابه ذلك، فإن أول ما يخطر على الفكر هو العالم الإسلامي ))
هذه حقيقة، لكن لماذا جاءت هكذا؟! وأي بلد حاول الخروج من هذه الحالة وتركته ربتكم أمريكا بسلام؟! ماذا فعل الأمريكان مع جمال الدين الأفغاني ومع مصدق وأيوب خان وبوتو وضياء الرحمن، وترقي ونجيب الله وعبدالكريم قاسم؟؟؟ ماذا فعلوا مع الملك فيصل في الجزيرة العربية، حين بدأ محاولة إصلاحية علم أنه لن يتمها ما لم يفك إرتباطه بأمريكا؟؟؟ أو لنسأل على الشكل التالي: أي سلاح ترفعه أمريكا بوجه المصلحين العرب، غير إتهامهم بالكفر والإلحاد والمروق عن الإسلام فتستخدم عملاء لها مصنعين على شاكلتكم، كعائلة حكيم؟! من الذي ساعد بن لادن ودفعه دفعا إلى ساحة الحرب؟ من كوّن طالبان، أليست الإستخبارات الباكستانية المرتبطة مباشرة بالمخابرات المركزية الأمريكية؟ كيف سكتت في البدء إسرائيل عن حماس والجهاد، أليس أملا بأن تكون هذه الأدوات الإسلامية وسيلة لمحاربة اليسار الفلسطيني وعرفات معا؟؟ أجيبوا على هذه الأسئلة يا لبراليون، قبل أن  تتجير مشاعركم مع مواقف أمريكا من الإسلام، كما تتيجير مشاعر خصيان الخليفة مع مزاجه.

ويقول هؤلاء اللبراليون أيضا: (( سواء كان هؤلاء المتظاهرين، قد خرجوا يطالبون بنظام حكمٍ إسلامي شبيه بنظام طالبان، أو إيران، أو حتى السعودية، فإنهم لا شكّ قد خرجوا يسيرون في الاتجاه المعاكس للريح العظيمة التي ستغير معالم الإنسانية، ريح النظام العالمي الجديد والأكثر إنسانية ))
أما كيف صار هذا العالم إنسانيا وهو وخلال 12 عاما فقط دفعته أمريكا دفعا إلى الحروب التاية: العدوان الثلاثيني، حرب البلقان الأولى (صربيا كرواتيا سلوفينيا)، حرب البلقان الثانية (البوسنة) حرب البلقان الثالثة (كوسفو) حرب البلقان الرابعة (مقدونيا)، إبادة روندا، الحروب الداخلية في نيحيريا، إحتلال بنما، إحتلال أفغانستان، وقبلها كل الحروب الداخلية فيها التي أعلنتها منظمات ممولة من أمريكا، حروب لبنان، الإبادات التي قام بها الإسرئايليون في فلسطين، حرب كشمير، حرب ليبريا، حرب الصومال، حرب الكونغو،،الخ.
وذو الجهالة فقط هو من يتصور أن هذا العالم الذي نتجت أو تولدت فيه هذه الحروب العديدة، كان عالما جديدا أكثر عدلا وإنسانية. والبليد فقط الذي يتصور أن العالم لم يدخل بسبب هذه الحروب في صراع مرير، حيث أسباب ردات الفعل على ما حدث من ظلامات في هذه الحروب باقية كامنة تتحين الفرص لتكيل الصاع صاعين. والمسعور المبرمجة مشاعره على حالة واحدة فقط، من يتصور أن العالم مجبر على تبعية حفنة من أصحاب رؤوس المال بأمريكا ومتحالفة مع أشد العنصرية في التاريخ البشري – الصهيونية التلمودية.

وكذلك يقول هؤلاء اللبراليون: (( وإذا كان نوري سعيد حليفا أو عميلا للإستعمار البريطاني فهذا يعود إلى أن البريطانيين والإستعمار العالمي هم الذين أنشأوا الدولة العراقية بعد تخليص العراق من أنياب الوحش العثماني، فما هو إذن تبرير الشيوعيين في محاولتهم إلحاق العراق بممتلكات الإتحاد السوفييتي؟ الإستعمار البريطاني أنقذ الشعب العراقي من تبعية بشعة بغيضة تمثلت في الهيمنة العثمانية فممّ أراد السوفييت إنقاذ الشعب العراقي؟ ،، ولقد منّ الله على الشعب العراقي أن يتمّ تحريره، من قبضة أقبح نظام حكم عرفه التاريخ، على أيدي الأميركان، هذه حقيقة ينبغي على دعاة الوطنية إدراكها، وإلا فسوف لن تنطلي على الشعب العراقي نوايا ولاءاتهم لغير العراق،، الآن، وفلول صدام مُنتشرة هنا وهناك في مناطق العراق، وبدلا من ان يهبّوا لتعزيز التحرير و لتضميد جراح العراق، يُطالب الشيوعيون والإسلاميون والقوميون العرب برحيل القوات الغازية وتشكيل حكومة وطنية فورا!! إن الشعب العراقي يشكك بالنوايا الوطنية لهؤلاء))
وهنا، فواضح جدا أن ولاء اللبراليين هؤلاء إلى العراق(!!) وليس غيره. العراق الذي يجب أن لا يعترض أحد فيه على أن يكون مزرعة خاصة لبوش، وإلا صارت وطنيته وإنتماؤه مثارا لتساؤل، خصيان الخليفة هؤلاء! أما أن سبق للعراق وكان مركزا لست إمبراطوريات عظمى في التاريخ، وأنه موطن الحضارات، فهذا كله تاريخ مظلم أسود يجب التخلص منه تجاه مفاهيم عالم الكاوبوي وخصيان الخليفة الجديد.

إلا أن ولاء هؤلاء اللبراليين يبقى أقل من تبشيراتهم وتنظيراتهم الدينية لسيدهم الجديد، فقد قالوا: (( البريطانيون لم يُحرروا العراق وشعبه من التبعية العثمانية لإجل سواد عيون العراقيين ، وإنما من أجل سواد عيون المسيرة الحضارية، التي هم يقودونها، ولصالح تطور العالم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ))
هكذا، فما عدا هؤلاء اللبراليين المسوخ، فكل العالم لم يفهم أن الإستعمار هو مسيرة تحرر قادها البريطانيون. وكل ما قاله ساسة الأمم المتحدة بشأن الإستعمار وكل ما قاله عظام من وزن غاندي ونهرو وعبدالناصر ومانديلا ولومومبا، كل ما قالوه هباءً مغلوطا، حتى لو أيدهم وقائع أرباح شركات النفط ومناجم الحديد والفحم والماس، والحروب التي شنها البريطانيون من أجل أسواقهم وتجاراتهم بما فيها المخدرات.

ويستمر هؤلاء اللبراليين، فيقولون: (( وقد بلغ شـك أمريكا بالإسلام أعظم مراحله بعد جريمة الحادي عشر من أيلول البشعة. فعوضاً عن أن يقوم العرب قومة واحدة لإزالة آثار الجريمة وللعمل يداً بيد وبإخلاصٍ مع العالم للقضاء على كل أوكـار الإرهـاب، نراهم يظهرون كل ما من شأنه أن يقضي على أي أمل بتغيير نظرة العالم إليهم كشعب لا يؤمَنُ له جانب ،، إنه من غير المعقول أن يأمل العرب بالتعامل مع عالَـمٍ تحكمه دسـاتير وقوانين قابلة للمناقشة والتفهّم والتعديل، بينما يريدون من العالم أن يتعامل معهم وهم يلوّحون بدسـتور كُتب منذ ما يزيد عن ألفٍ وأربعمائة سنة لا يقبل النقاش ولا التعديل ولا حتى إعادة التفسير))
فهؤلاء اللبراليون لا يلاحظون العودة الأمريكية لأحكام التوراة ولا يلاحظون القوانين المكارثية التي تصدر تباعا عن الحكومة الأمريكية. ولا بأس، لكن ما هي ضرورة أن يعرف الغرب شيئا جميلا عنا، أو أن يتصورنا على غير ما في مخيلته؟! أو هل يستطيع الساسة الغربيون تصورنا بغير الصورة التي رسمتها لهم مخيلة أرباب الدعاية؟! أو هل لو جاء مواطن أمريكي إلى أبوظبي وشاهد شوارعها وعمرانها والبحبوحة التي يعيش بها أهلها، هل سيغير من الصورة التي رسمتها له الدعاية عن العربي صاحب الجمل؟!
لو إستطاع، فستكون حمية خصيان الخليفة اللبراليين هؤلاء مبررة، أما إذا لم يستطع، وهو حتما لن يستطيع، فستكون أراء هؤلاء اللبراليين، مجرد تبشير ديني أهوج لا يستحق لغير أن تتحدث به العجائز. فالحرب مقررة على العرب والمسلمين، وإن تخلوا عن القرآن، بدليل قول هؤلاء اللبراليين أنفسهم أن: (( الحرب ضد الإرهابيين الاسلاميين والشيوعيين لا مفرّ منها، فتجاهل القاتل تشجيع له. ولكن، ما العمل وهناك آلاف البطون التي تحمل وتلد لهذا العالم كل يوم الآلاف من اﻻرهابيين )) أي أنها حرب مقررة سلفا، ألحد العرب أم آمنو، وهي حرب لن تشمل قتل الأحياء فقط وإنما إبادة ما في البطون أيضا.
فهل يتجرأ أحد ويعزل الإبادة التي ينويها لبراليو العراق لما في البطون من أجنة، يعزلها عما بثته الدعاية الإسرائيلية قبل عامين عن فيروس صنّعوه، ليقتل الأجنة غير اليهودية وهي في البطون. مثلما ليتجرأ ويعزلها عن حادثة جرت قبل 15 عاما حين ذهبت بعض الفتيات الفلسطينيات للتطعيم ضد الكوليرا فتبين أنهن حقنّ بمادة تصيب بالعقم!
وليس هذا فحسب، بل أنها حرب إبادة ثقافية أيضا. فأحد هؤلاء اللبراليين يقول: (( ربما تقتل قنبلة تلقي بها طائرة حربية خمسين إرهابياً وهي لا شكّ ضرورية للقضاء على إرهابيي اليوم، ولكن وبالمقابل، يجب أن تُخصَّصَ قيمةٌ معادلة على الأقل لكلفة هذه القنابل، تُصرفُ على طبع ملايين الكتب والنشرات يتمّ رميها من الطائرات فوق كل شبر من الأراضي الإسلامية، وكذلك لإنشاء إذاعات موجهة إلى كل أذن إسلامية. فتحرير مستقبل العالم من الإرهاب الإسلامي، لن يتم إلا عن طريق تحرير الأم المسلمة والأب المسلم والشاب المسلم وعلى وجه الخصوص الطفل المسلم من سيطرة تعاليم الإرهاب على عقولهم. إن لم يتوصل الغرب إلى قناعة كاملة بأن الحرب الثقافية هي أهم بأشواطٍ من القنابل والصواريخ، فإن جهوده للقضاء على الإرهاب ستكون عقيمة كل العقم. إنّ ما على الغرب أن يعمل على إنتاجه اليوم، هو صواريخ محملة برؤوس ثقافية، أكثر من عمله على إنتاج صواريخ برؤوس نووية ،، هذه الحرب ستكون حرباً ثقافية أتوقّع لهـا أن تتبلور في حملة موجهة للأطفال والأحداث المسلمين، بشكل يساعد على خلق جيل جديد، رافض لكل التعاليم البالية، وراغب بمد يدٍ صادقةٍ لكل شعوب العالم ))
فمن يعزل هذه الآراء عن نهب المتحف العراقي؟! ومن يتجرأ ويدعي بفرق ولو قليل ما بين هذه التبشيرات والإنذاريات التي يروجها رهبان لبرالية(!) العراق اليوم لخدمة حربهم المنحوسة، عن تلك التي روجها هراطقة الكنائس بإسم الدين ما قبل الحروب الصليبية؟!

أما قول اللبراليين أن: (( كان سكان بغداد يستقبلون الجيش الأميركي بهتافات الفرح وعندما كان المتظاهرون في برلين، يحرقون العلم الأميركي، كان سكان بغداد المحررة يقبلون العلم الأميركي )) فهو كذب رذيل تشهد عليه فضائيات العالم!
ولن أجادل بقية الآراء لمجرد تجنب الإطالة وحسب!
 
بقيت ثلاثة أمور أعرضها على هؤلاء اللبراليين، وهي
أفكارهم عموما،
أقول المناضلة إيتان
أحكام من التلمود

أولا: الأفكار
ولخصوها في بيان لهم، وهي: (( إن اللبرالية هي نظام سياسي يقوم على ثلاثة أُسس: ألعلمانية: فصل الدين عن الدولة مع ضمان وصيانة حرية العقيدة والإعتقاد، ألديموقراطية: على أساس التعددية والحزبية والنقابية والإنتخابية من خلال النظام البرلماني، الحرية الفردية : على أساس كفالة حرية الفرد واحترام إستقلال الآخر ))
ولا خلاف على هذه المسلمات رغم أنها ليست من صناعة هؤلاء اللبراليين ولا من صناعة لبرليي بداية عصر النهضة. وهي مسلمات معروفة، وسابقة حتى على ظهور كلمة لبرالية ذاتها. وهي كانت من مثل الحكم في أثنا، وهي أيضا مثل النظام السومري، ومن نواميسه الخمسين، التي كتبت قبل خمسة آلاف عام. وهي مثل فضيلة تستأهل أن يناضل من أجلها كل البشر وليس لبراليو السويد وحسب. لكن، أين وكيف تطبق هذه المثل؟؟ أو، هل يمكن لهذه المثل أن تخرج عن المنطق الجدلي لحركة التاريخ؟!
محال! ومن هنا فستكون هذه المثل إنتقائية بحتة.
فالتطور أيا كان إجتماعي أو صناعي أو إقتصادي أو عرفاني محكوم بقوانين الجدل الثلاثة ( نفي النفي، وحدة وصراع المتناقضات، التراكمات الكمية تنتج بالضرورة تغيرات نوعية ) وهي قوانين لا تمتلك قيمة (أو وتيرة) واحدة في كل المجتمعات، ببديهة أن لكل قانون منها شروطه وحدود فعله التي هي الأخرى تتغير حسب الواقع المحيط. ومن هنا فلابد ويختلف مستوى التطور ما بين المجتمعات، على الأقل طوال الفترة التي تسبق الميكنة التامة للإنتاج، فيتحول الصراع كليا ليصبح صراع ما بين الإنسان والآلة فقط. هذه القوانين موجودة، وهي تعمل منذ الأزل، ولم يكن ماركس سوى مكتشف لها وحسب. وبناءُ على هذا تفاوتت الفترة التي نضجت بها مراحل التحول في المجتمعات، إن ليس على نطاق الشعوب منفردة، وإنما على نطاق الوحدات الجغرافية عموما. وأوربا، مثلا، وإن كانت تمثل وحدة جغرافية واحدة تقريبا، لم تنضج ظروف تحولها الصناعية والإجتماعية مرة في عمومها، بل بقيت اليونان والبرتغال وأسبانبا مثلا، حتى بداية القرن الماضي إقطاعية، وإن بشكل أهون مما كانت عليه في القرون الوسطى.
والتطور هو ليس ما يفهمه الإخوة لبراليو السويد، فيحسبونه نقيض الجهل والأمية وتحجب المرأة وغيرها من المصطلحات السطحية. التطور هو تتابع الأدوار وليس مقدار الثقافة. فعصر آشوربانبال مثلا، هو عصر نهضة ثقافية وعلمية وإجتماعية، لكن التطور أنهاه، مثلما عصر هرون الرشيد وإبنه المأمون، هو الآخر عصر نهضة ثقافية وعلمية وإجتماعية لكن التطور أنهاه فجعله متأخرا عما يليه من مراحل. مثلما لا نقول إن المجتمع الأمريكي حاليا هو مجتمع أكثر ثقافة إذا ما قارناه بالعراق، لو كانت مقارنتنا مبنية على عدد العلماء والشعراء والكتاب والروائيين.
والتطور (تتابع الأدوار) يسير حلزونيا على الأغلب. والعراق مثلا، وخلال التاريخ المكتشف حتى الآن، مر بست مراحل نضج عالية جدا، فكان مركزا لإمبراطوريات كونية قليلة المثيل من حيث المساحة وعدد السكان. ولا يصبح بلد ما مركزا إمبراطوريا ما لم يكن تطوره قد بلغ أوج ما تسمح به تلك المرحلة. والعراق ذاته وقع فريسة لإحتلال بغيض مرات عديدة أيضا. أي تتناوب فترات الإحتلال والإستقلال والسيادة، ثم التدهور فالإحتلال من جديد، في حلقة تدور على نفسها، ولكن مع التراكم الذي يفرضه سير الزمن، سيكون الدوران حلزونيا. وكل بلد أو مجتمع له شأن مع التطور كشأن العراق، مرة يسود ومرة يساد.
ومعلوم أن النظام السياسي هو إبن تلك المرحلة من التطور التي قطعها ذلك المجتمع. ومن هنا، فلابد أن تتغاير الأنظمة السياسية على الأرض، ومن هنا، نجد أن هذا المجتمع تطور فبلغ مرحلة اللبرالية، وذاك لازال في مرحلة قبلها فحكمه الإسلام أو ملك أو سواه. وما يناضل لأجله السياسيون، والبراليون منهم، هو الإسراع بالتحول، وليس الخروج من حتميات التطور ذاته.
ومن هنا، وحيث لا يمكن أن تتطور جميع المجتمعات بوتيرة واحدة، ونتيجة تختلف أنظمتها السياسية في درجة تطورها، هذا لبرالي وذاك دونه، تبقى المشكلة الأساس. وهي معدن هذه اللبرالية! وهو المعدن الذي يظهر من خلال السؤال عن حدود الحرية؟! هل تبدأ حرية النظام اللبرالي حين تنتهي حدود حرية الآخرين، أم أن حرية الآخرين تبدأ حين تنتهي حدود حرية اللبرالي؟!
بمفهوم الفضلية، والإندفاع العاطفي، وحسب مسلمة الحرية (( كن كيف شئت شريطة أن لا تؤثر على أحد )) يجب أن تبدأ الحرية الشخصية، حين تنتهي حدود حرية الآخرين. ومثلها، يجب أن تبدأ حرية الدولة هذه حين تنتهي حدود حريات الدول الأخرى، المجاورة على الأقل. فهل لكل الدول اللبرالية المعروفة هذا المفهوم؟!
لا، حتما!
والدول اللبرالية، وهي محكومة بعوامل تطورها والطبقات السياسية الحاكمة فيها، لابد وأن تختلف (طوعا) بمفاهيمها نحو لبرالية الغير. وإن أوجزنا، فكل الفاشيين العالميين معرضين للمحاكمة أمام القضاء البلجيكي، إلا فاشيي إسرائيل. وكل العالم محروم من تطوير الأسلحة إلا إسرائيل. ولولا أن القدر سمح لها وبدأت تجاربها قبل تمكن إسرائيل من الفعل على المستوى الدولي، لما سمح حتى لفرنسا أن تمتلك السلاح النووي. وكل العالم يحاكمون أمام محكمة العدل الدولية، إلا الأمريكيين والإسرائيليين حتى وإن بجرائم كالإبادة العرقية والإغتصاب. وغير مما لا يخفى إلا على عيون جماعة سحت تسمي نفسها (لبراليو السويد)، هذه الجماعة التي تعلم علم اليقين أن مثالها الذي تدعو إليه، أمريكا وإسرائيل، هذان المثالان، هما أسوأ من يعتنق اللبرالية، وهما أساسا الدولتان الوحيدتنا في العالم اللتان تبدأ عندهما حرية الغير، حيث تنتهي أبعد نقطة من حدود حرية حتى العنصريين المعتوهين من مواطنيهما.
فهل هاجم لبراليو السويد جرائم الأمريكان، أو جرائم الصهاينة كمذبحة قانا أو دير ياسين أو بحر البقر؟؟ لا طبعا، لأن اللبرلية عند هؤلاء العراقيين تبدأ حيث تنتهي حرية حتى المأفونين من جلادي الشعوب، كشارون وبيغن ورامسفيلد وبوش، الجلادين المحكومين أصلا بترهات ضرورة إبادة أعداء إسرائيل، أو السامية على الأقل.
وبالمناسبة، فمثلما لا أجد شيئا في التاريخ إسمه السامية والحامية، وإنما هو تقسيم خزعبلات من صنع المستشرقين كهاليفي وكريمر وماسنيون، مثلما لا أجد هذا، لا أجد أيضا موقعا لدولة إسرائيل في التاريخ القديم غربي البحر الميت. وأتحدى جميع التوراتوسياسيين أن يذكروا ولو حقيقة أرخيولوجية واحدة عن ملك إسمه داوود أو سليمان، أو نبي إسمه موسى، أو دولة بإسم إسرائيل في كل المنطقة غربي البحر لميت ولكل الفترة ما بين الخليقة وحتى عام 132 قم. وكل هذه المنطقة وقعت تحت أيديهم ومنذ مئة عام، وقد ذرعوها شبرا شبرا وخيّطوها بالمسابير الأكثر تطورا في العالم. عليهم أن يذكروا حقيقة واحدة فقط، ليقبل العلماء المختصون، وليس علماء التوراتوسياسة، بالأحقية التاريخية لإحتلال فلسطين. الإحتلال الذي يتطير مدعو اللبرالية من محاربة أبناء البلد الحقيقيين له، فيسمونهم إرهابيين، ويطالبون بمقابل لتظاهرهم ضدهم.
ومن هنا، فلبرالية هؤلاء اللبراليين منقوصة، أو هي مشوهة، بنتيجة تعليم لم يتم.

ثانيا: طروحان إيتان

تقول إيتان: (( إذ لولا ما تعرّضت له المرأة من غسلٍ دائبٍ لدماغها منذ ولادتها، لما كانت قد وقفت تدافع عن ظالمها وآكل لحمها في العالم العربي مئات الآلاف من النساء اللواتي لم يسمعن بأي عالَمٍ آخر غير عالم المزابل الذي يعشن فيه مع عائلاتهنّ، يَقْـتَـتْـنَ منه ويسترن عريهنّ وأطفالهنّ منه،، إن نساء لم يسمعن لا باسم إسرائيل ولا ببني صهيون. ولعلّهنّ لو سمعن بإسرائيل، لتمنّين أن يعشن تحت حكم بني صهيون عوضاً عن العيش تحت ظل حكامهنّ الذين يعيشون على دمائهنّ، ويبنون القصور الفخمة لهم ولأفراد عصاباتهم، بينما ينظرن هنّ إلى أطفالهنّ يموتون جوعاً ومرضاً دون أن يستطعن أن يفتحن أفواههن بكلمة اعتراض. ))
وهكذا، فمقياس ثقافة المرأة وكمال وعيها هو أن تعرف صهيون وإسرائيل، وما عداه فليس معرفة. أو هو إضطهاد من قبل الرجال العرب للنساء، فيبنون قصورهم وقصور أطفالهم والنساء أمهاتهم وبناتهم وزوجاتهم الأميرات وعشيقاتهم ،،الخ. من دم النساء - أمهاتهم وبناتهم وزوجاتهم وأطفالهن الذين هم أطفالهم!!
وليس هذا فحسب، بل تصل إستنتاجات هذه المفكرة المناضلة حدا لا يستأهل غير الإزرداء. فهي تقول: (( مشكلة المرأة، ليست مع الأنظمة، إنما مع ذلك النظام الرهيب الذي تخضع له، بشكل أو بآخر، كل هذه الأنظمة؛ ودون الإطاحة بهذا النظام، لن تصل إلى نيل حقوقها. هذا النظام هو بالتحديد شريعة الإسلام والمصدر الرئيسي لكل مآسي المرأة )) فما هو مصدر مآسي نساء أمريكا اللاتينية، ونساء أفريقيا ونساء اليهود ونساء منبوذي الهند؟!
هذا دون أن نلغي السؤال الأساس أعلاه، وهو إن طمحت المجتمعات العربية والإسلامية إلى التحرر من هذا النظام، كما حدث في العراق عام 1958 وفي أفغانستان عام 1978 فمن يضمن أن أمريكا لن ترفع بوجه قادة هذا الطموح شعارا من قبيل: (( دين وعروبة وإسلام )) أو أن تستثير المشاعر الدينية عند العامة بدعوات مفبركة من قبيل تمزيق القرآن، وإلغاء المهور؟؟

ولي سؤالان أطرحما على إيتان قبل مجادلة إتهامها لله بانه سبب مشاكل المرأة.
الأول: أنت يا إيتان التي تظهرين نفسك الآن على إستعداد لمنازلة حتى الله من أجل حقوق المرأة، أنت التي تخاصمين الإسلام جملة لأنه أهان المرأة، أنت هذه المناضلة التي لا يشق لها غبار، أصبت بالخرس عن خبر أن جنودا أمريكيين إغتصبوا صبيتين عراقيتين في معسكر جنوب بغداد (الرشيد سابقا) وأنهم أتهموا الصحفية التي نشرت الخبر بأنها من أعوان صدام فسجنوها. لم فاتك هذا الخبر؟ هل لأن المغتصب هو جندي الله اللبرالي المختار؟!
الثاني: تعلمين يا إيتان، أن الجندي الأمريكي معصوم ضد أية محاكمة وعن أي خطأ. فاذا سخر القدر منك لا سمح الله وعرّضك للإغتصاب من قبل الأمريكيين، فلمن تشتكين، ومن تحملينه الوزر، حوزات النجف أم الأزهر أم مفتي الحرمين؟!
نعود الآن لقولك: (( أن الله هو مخلوق ذكوري وهو سبب مشاكل المرأة )) الذي وضعتي فيه الله في قفص الإتهام، حقيقة وليس دعاية على نهج ربك الأمريكي عام 1959.  وإسمحي لي، كملحد، أن أقوم بالدفاع عن الله؟!
لا أدري إي إله تعنين؟! فإذا كنت تعنين الخالق سبحانه، فقد كذبت وأي كذب، وهو أشرف منك ومن دعواتك. ذلك لأننا نعجز كل العجز عن معرفة أفكار الخالق وصورته وجوهر معاييره. وكل ما لدينا هو تصور عنه، تفرضه المرحلة التي بلغها لتطور العرفاني وحسب. وأول خالق، تصورته البشرية كان بصورة إمرأة هي نمو (الأم ماء) التي عبدها السومريون في عصر الماترشال (العصر الأمومي) ثم تطور العرفان والتجارب الوجدية بناءً على التطور المادي والتاريخي للمجتمع، وبدأ دور الرجل بالصعود فتذابلت الصورة الأنثوية للإله وتحولت إلى مخلوق أشبه بالخنثى كما تشير كما تشير ترويحاته (الأشياء ذات الروح المرمزة له) وهذا الإله هو آن (السماء). ثم ساد الرجل كليا فحلت صورة الولد أنيليل (أيا، حيا، أياهو، يهوى، حدد، آدون) صاحب البطش والقوة والجبروت، وذو الصفات التي لو فسرناها من لغتها السومرية، لحصلنا على أسماء الله الحسنى جميعها. ثم تطور العرفان مع تطور المجتمع ليخبو دور الرجل من جيدا ويبدأ العصر الأمومي (الماترشال) من جديد فيظهر الإله سين (القمر، تموز، إيل، ثور) كمرحلة وسطية (خنثى) وهو الذي يجمع ما بين الذكورة (لكونه إبن أنليل) وعلاقة بقوة المرأة الإخصابية. وأنت إمرأة ولزومك تعرفين أن الساعة البيولوجية للمرأة مرتبطة بالتقويم القمري بينما الساعة البيولوجية للرجل والنبات معا، مرتبطة بالتقويم الشمسي. وإستمرت الحال مع هذا الإله فترة طويلة جدا، حتى إستقوت المرأة كليا وسادت المجتمع (الماترشال) فسادت صورة الإله الكامل الأنوثة عشتار (أفروديت، اللات، الزهرة) وتصدرت على مجمع الآلهة، ثم خبا دورها، حيث صعد آشور ثم خبا دوره، فعاد الدور للمرأة من جديد وبإسم ماري (الرب المندائي) ثم عاد الدور للإله الذكر مردوخ، ثم عاد لماريا (المسيحية) ثم عاد دور الإله الذكر الله.
ما إعنيه، أن صورة الإله هي شيء نرسمه نحن، وجل هو عن أن نبلغ موقعه ونرى هيأته. صورته، وشروعه يرسمها البشر حسب أعرافهم المحكومة بتطور عرفانهم المحكوم هو الآخر بمدى تطور مجتمعهم، ومرحلته إن كان أبويا أو نسويا. وما تشكين منه اليوم، يا إيتان، شكونا منه نحن الرجال قبل ثلاثة آلاف عام حيث ورد بقصيدة الشؤم البابلية عبارة يتظلم بها السيد البابلي من أن المرأة تجمع بين زوجين أو أكثر. وهناك عصر أمومي قادم محتوم دون أن تضرع من مناضلات من وزنك، ورغم كل الإعتراضات التي يقولها الرجل.
وقد عشت تجربة اليمن في بداية ثورتها على العادات والتقاليد، حتى لقد حرقت النساء الشيادر (العباءات) في تظاهرة علنية في عدن وسرن سافرات. كان هذا عام 1972 تحديدا. لكن ربك الأمريكي حرك السعودية فأفشل هذه التجربة وجعلها عرضة للتطاحن، وعادت النساء إلى لبس الشيادر من جديد. وفي الستينات كانت الصبايا العراقيات يظهرن بالميكوجيب، لكن وبسبب الردة السياسية التي قادها ربك الأنجويهودي، جاء البعث فتحكم فينا سفيه همجي كطلفاح وصبّع سيقان الفتيات، فحرمهن حتى من الظهور إلى الشوارع. أي، إذا كان لبس الشيدر تجهيل وتبليد، فباعثه ومروجه وسببه هو ربك الأنجلوأمريكي وليس الله فقط.
نعم، الحجاب، مغلوط، والتحكم بمصير المرأة مغلوط، وحرية المرأة بما فيها إختيار العشير مطلوبة. لكن لا أن يناضل لأجلها من خلال مجموعة ممن يسمون أنفسهم لبراليين، ليس لهم من الفكر سوى شتيمة الأهل وتطويعهم بإسم الحرية لمحتل غاصب سيلغي كل شيء فيهم، ما عدى أجساد فتياتهم، لتكون ملهى لجنوده. ولا أن يناضل لأجلها من خلال شتيمة الله الذي لا ندريه حقيقة هل هو لابس أم بلا، ولا ندري معاييره الحقيقية المطلقة.
وأقول المطلقة لأن كل ما نعرفه الآن هو معايير متغيرة، نرسمها نحن. وإلا هل يعقل أن هذا الإله أحل لإبراهيم النبي أن يعطي زوجته سارة إلى فرعون وأبي مالك يسافدوها ثم يمنحها لألعازر الدمشقي ينجب منها كل خلفة إبراهيم إلا يعقوب، ثم يعود ويحرم الزنا (سفر التكوين). كيف يعقل أن هذا الرب أمر يهوذا أن يسافد شامار زوجة إبنه المتوفي، ليلد جد النبي موسى،، بل ويعاقب أونان بالموت لأنه خادع يهوذا وسافد شامار ولكن طرح خارجا فيما يسمى توراتيا بـ (خطيئة أونان)! كيف ولد النبي سليمان توراتيا، من هي أمه حقيقة؟؟ راجعي ولادات أنبياء إسرائيل جميعها لتجدينها جميعا نتاج سفاح (دعارة) يباركه الله وبجملة تتشابه تماما والجملة التي باركت بها أنت وصحبك الكويت وأمريكا.
بالمناسبة ما رأيك فيما تقوله التوراة عن أن راحيل طلبت من النبي داود أن يكون مهرها 200 غلفة ذكر يقطعها لها من الفلسطينيين؟! لماذا تهاجمين الإسلام فقط وتتركين من إستق الإسلام بعض أحكامه منه؟! هل لك أن تقولين لم لم يذكر المسيح أمه سوى مرة واحدة في كل تعاليمه وهي: (( كفي دموعك يا إمرأة؟!)) وقالها يوم أصعدوه (ع) إلى الصليب؟؟
إن الله لم يسلط أحدا على أحد، إنما أعرافنا هي التي سلطت. وأعرافنا محكومة بمدى التطور، ومدى تحررنا من ربقة أناس هم حاليا أما أمريكا أو من يحكمنا بإسمها.

ثالثا أحكام من التلمود
ومعلوم أن لا ضرورة لهذا الجزء لو أن لبراليي العراق هؤلاء هاجموا العادات السيئة والأحكام القسرية لجميع الأديان وليس الإسلام فقط، كما ليس له ضرورة لولا تحيز أقرأه من هؤلاء اللبراليين لليهودية، لا كعلاقة ما بين الخالق وربه إنما كنمط قوانين.
- المرأة التي ترغب بالتحول إلى اليهودية يجب أن تقف عارية في حمام تطهير، ويعاينها ثلاثة حاخامات
- الشارة - العهد بين الله وبني إسرائيل هي الختان، ولا عهد للرب مع النساء
- لا يحق لغير اليهودي العمل والإقامة والتملك في أرض إسرائيل
- للسلطة الدينية اليهويدة حق معاقبة اليهودي الذي أخل بتعاليم الدين بما فيها إعدامه
- المستجد في إعتناق اليهودية هو في الحقيقة روح يهودية أضلها الشيطان سابقا حين إنتهك حرمة السيدة المقدسة شخينة
- إن الله ينزل كل يوم من عرشه لمدة ثلاث ساعات عند السحر يستشير الحاخامات فيما يفعله بالخلق
- بعض الأتراك (المغول منهم) والبدو في الشمال والسود في الجنوب طبيعتهم كالحيوانات البكماء، ومستواهم بين الإنسان والقرد،
- غير اليهودي (شيغيتس) وهو حيوان غير نظيف ومخلوق مقزز للنفس
- الملائكة لا تفهم غير اللغة العبرية
- اليهودي الذي يقتل أحد الأغيار يكون مذنبا فقط بإرتكاب معصية، لكنها معصية غير قابلة لعقوبة تصدر من محكمة، أما التسبب بصورة غير مباشرة بقتل الأغيار، فلا إثم عليه
- لا يجوز إنقاذ إمرأة تولد من الأغيار إذا كان ذلك يخل بأحكام السبت
- القاتل من الأغيار لواحد من الأغيار لا يعاقب إذا تحول إلى الديانة اليهودية
- الحرب بالنسبة لليهود ضرورة حيوية
- لا تدفع الأغيار إلى البئر ولكن لا تنقذهم إذا وقعوا به
- يحظر إنتهاك حرمة السبت على الأطباء من أجل طائفة القرائين. ومن أجل تفادي أي إنتهاك لحرمة الشريعة، يفضل أن تكون نوايا الطبيب الذي يقدم العلاج لغير اليهود، هذه النوايا تكون لا لغرض إبراء المريض وإنما لحماية الشعب اليهودي من أتهامات بالتمييز العنصري
- حتى الجنين في بطن الأمرأة غير اليهودية نجس
- تتساوى خطيئة وصال اليهودي جنسيا بإمرأة غير يهودية، مع خطيئة وصال اليهودي جنسيا مع أحد الحيوانات.
- جميع النساء غير اليهوديات بغايا
- المرأة عموما لا شهادة لها، لكن يفرق ما بين المرأة اليهودية وغير اليهودية
- لا يسمح تأجير بيت لغير اليهودي لغرض السكن،
- الواجب الديني يقتضي طرد الفلسطينيين من إسرائيل
- يجب على اليهودي التقي إطلاق اللعنة عندما يمر على مقبرة الأغيار
- على اليهودي الذي يمر من مسكن لغير اليهود أن يطلب من الله تدميره
- يبصق اليهودي ثلاث مرات عند مشاهدته للكنسية
- يبصق اليهودي ثلاث مرات عند مشاهدته للصليب
- المسيح، هو عند اليهود، إبن بثّة ( إبن عاهرة)
- لو لمس أحد الأغيار زجاجة نبيذ وإن من خارجها فيصبح النبيذ بها نجسا يحرم على اليهودي شربه، ولو لمسها مسلم لا يجوز شرب النبيد وإنما يجوز إهداؤه
- يراق محتوى الزجاجة التي لمسها مسيحي بكل الأحوال
- لا يجوز الإقتباس من الإنجيل بأي شكل من الأشكال
- لا يجوز رسم الصليب وإن في العمليات الحسابية (إشارة الجمع في إسرائيل هي النقطة)

الأستنتاج:
مما جاء أعلاه، أفترض أن هؤلاء اللبراليون ليسوا لبراليين، إنما هم مجموعة مسعورين حاقدين على أنفسهم، وبردة ربما تسببت بها حالة من الفشل المتكرر عانوه، فلم يستطيعوا التغلب عليه سوى بإعتناق النقيض المشوه. النقيض الذي ربما يتهيب شهود يهوى بما لهم من عداء للإسلام، يتهيبون من التصريح به، مخافة إتهامهم بالإبتذال. أما إقحام هؤلاء اللبراليين لإسم إسرائيل مباشرة، في مقالاتهم، أو ترديدهم لمعايييرها بصدد المقاومة الفلسطينية، هذا الإقحام، هو الآخر جهل ينبع من فرض أن إسرائيل هي أم اللبرالية وهي مرجعها.



#نوري_المرادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها السياسيون،، راجعوا النفس قبل الفوات!
- بدأوا يتفاضحون،، لماذا؟!
- مرافعة أمام قاضي الحدود!!
- أرشيف المقاومة الوطنية العراقية
- رسالة وردودها
- نكبة البرامكة الستة
- ثأر السبي البابلي والمكارثية القادمة!
- مع الطُخا !!
- التذابل
- يا عمال العالم،،، صلّوا على النبي!
- أيها الحوزويون،، حاط العباس أبوفاضل ويّاكم!
- عبدالخالق حسين، يدعوكم!
- لا للإحتلال! عراق حر وشعب سيّد!
- لا حياد وبغداد تحترق !!
- وهذا مثال بسيط على ديدنه
- The Meg War
- الـ CIA لا تـَـقـْهَر!
- بعديش يا باقر؟ بعد خراب البصرة؟!
- لحظة الحقيقة!!
- المجتمع الدولي،،،، المنبوذ!!


المزيد.....




- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا لـ-حزب الله- في جنوب لبنان (فيد ...
- مسؤول قطري كبير يكشف كواليس مفاوضات حرب غزة والجهة التي تعطل ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع ومظاهرات في إسرائيل ضد حكومة ن ...
- كبح العطس: هل هو خطير حقا أم أنه مجرد قصة رعب من نسج الخيال؟ ...
- الرئيس يعد والحكومة تتهرب.. البرتغال ترفض دفع تعويضات العبود ...
- الجيش البريطاني يخطط للتسلح بصواريخ فرط صوتية محلية الصنع


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري المرادي - اللبراليون العراقيون،، الجناح المنبوذ حتى من شهود يهوى!!