أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - المجتمع الدولي،،،، المنبوذ!!















المزيد.....

المجتمع الدولي،،،، المنبوذ!!


نوري المرادي

الحوار المتمدن-العدد: 427 - 2003 / 3 / 17 - 01:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

النهر لا يمر في النقطة ذاتها مرتين!
تصعد السمكة التي أكلت ( الزهر) إلى سطح الماء وتتخبط فتندفع سابحة لا على التعيين فاقدة الصواب لصطدم بزورق أو نبات أو ( تشله على الجرف ) بعد أن شل مفعول الزهر عصبها المركزي. والسمكة (المْزوْهْرَة) تخلد إلى راحة عابرة ثم وبعد رفسات وحركات عدوانية متسارعة تستهلك به كل مخزونها من الطاقة، ما تلبث وتنقلب على ظهرها، ليمسكها الصياد باليد، وينطبق عليها المثل: (( صادوك وإنته النتشر يغراب )).
ويقال، أن الشبوط ومن ثم الكطّان، هما الأشد تألما وبالتالي الأكثر عدوانية إذا تزوهرا. كيف لا والشبوط محتال السمك والكطان ملكه. والعجب كل العجب أن ينخدع أحدهما بطعم ولون الزهر، أو يموت به كما تموت البنّية الرقيقة!
ولا ريب بأن ترتيب الأحداث بالنسبة للسمكة المزوهرة أيا كانت هو: ما قبل أكلها طُعْم الزهر وما بعده. وما قبل الزهر الحياة وما بعده سوى فترة عابرة فالفناء.
والأحداث التي تشبه ضربة الزهر ليست غريبة على البشر، مثلما التوريخ نسبة إلى حادث محوري ليس بالغريب أيضا. فلدينا قبل الميلاد وبعده، وقبل الهجرة وبعدها وقبل الإستقلال وبعده،، ولدينا أخيرا قبل أيلول 2001 وبعده. ذلك المرجع المحوري الذي لا يتحدث سياسي إلا وذكره، ولا يحلل محلل إلا بناءً على تبعاته.
وأيلول 2001 كما نعلم هي تلك الضربة – النجلاء التي وجهها شيخ لا يتعدى وزنه الستين كيلوغرما، إلى العصب المركزي لكطّان العالم – أمريكا، فزوهره ونقله إلى مرحلة ما بعد الزهر المحتومة العاقبة، فجعله يتخبط ليحتل أفغانستان ويعتدي على هذا ويغتال ذلك، حتى نهاية العام الماضي ليدخله في الراحة العابرة المحتومة أيضا. وفي هذه الراحة، والكطّان لا يعلم أنها راحة ما قبل الإنقلاب على الظهر، تهيّا له وكأنه حكم العالم كله، وأنه ما أن يؤشر على شيء لو بالخاطر حتى يمتثل وينفذ ما يقوله أو يفكر به. بل وقد وصلت به العنجهية إلى الطلب من الدول طرد هذا الدبلوماسي أو ذاك، وفرض كشف أسرار البنوك، تلك الأسرار التي كانت قبل عماد النظام المالي العالمي ومصدر الثقة به. وتحت مصطلح (( المجتمع الدولي )) أحل هذا الكطان رغبته أو رغبة حفنة ضيقة فيه محل السياسة الدولية والغى الثوابت التي يقوم عليها النظام العالمي بأسره، وبدأ يخطط وكأن العالم كله صار من رعاياه الثانويين، إن تكرم عليهم فبإخبارهم وبشكل عابر أنه بنية (هِجمان) بلد هذا أو ذاك منهم. لا يسمح لأحد أن يسائله عن سياسة المعايير المزدوجة، ولا عن 480 قرارا دوليا لازالت بعهدة مدلهته إسرائيل ولم تنفذها، ولا عن مبرر دعمه لدكتاتور من قبيل برويز مشرف ،،،الخ.
وفي غمرة صحوة الموت خطط الكطان  للغزو الثاني للعراق، وهو لا يشك بأن الطريق معبد سلفا، وكل شيء مضمون القبول بما فيه أن الشعب العراقي سيسلمهم رقبته طائعا، ليتفضل ويباركه بقطعها. بل وتعامل مع معارضة سماها للعراق، تعامل السيد مع خدم خصيانه. يقربهم تارة ويشتمهم أخرى، يحابي هذا على ذاك ويعود ليخابي آخر على هذا ودونما سبب. ولم يشك أيضا بأن العالم سيتبعه كما تبعه بالعدوان الثلاثيني، فجعله يحصد الأفياء والمغانم، وجعله نتيجة ينفرد بالعالم منذ 1990 حتى ضربة أيلول المباركة. هذه هي حال أمريكا.
الغريب أن ضربة أيلول بن لادن جاءت كما نعلم بعد أقل من ربع قرن على ضربة أيلول سانتياجوا التي نفذتها هذه الأمريكا في تشيلي. وكان عليها الإعتبار. وسبحان من يتعامل مع خلقه بالعبر لا بالمفردات. وكان لابد من الإعتبار حيث رد أيلول بن لادن الصاع صاعين إن بعدد القتلى أو بالتكاليف أو المردود المعنوي. وهيهات لمحتضر مزوهر أن ينتبه لعبرة الأحداث. ولات لمسعور أن يعود إلى تاريخ. وها هي سادت العالم بسبب العراق وبسببه تفقد سيادتها.
فلا مسرحياتها عنه إنطلت على أحد ولا تزويرها للوثائق ولا أفلامها الكرتونية نفعت، اللهم إلا في أن جعلت من دبلوماسيتها أضحوكة للعالمين. والدول التي كانت تعتبرها حديقتها الخلفية، صارت تستنجد بهذه الدول لمجرد إمرار قرار، ولم تستطع. وفتحت يدها لتجد أن (( المجتمع الدولي )) الذي تخيلته، هذا المجتمع لا يتألف إلا من حفنة من ساسة ثلاث دول فقط وشرذمة معارضة (يقال أنها عراقية) هي بمجملها دون إسلام حنّون. وتسارعت الأحداث فإذا بالذي سمته وفرضته على العالم، فإذا بهذا الـ ((international community )) منبوذ وملتمّ كالبعير المعبد بعيدا عن الأعين – الشامتة ولاشك! وبعيدا عن مواطنيه أيضا.
على أن أمريكا المزوهرة، لن تتراجع عن غزو العراق. وهو غزو محتوم، أما بفعل بديهة الموت بالزهر، أو لأن طريق الإستحقاقات الذي وضعت نفسها به يؤدي إلى الغزو بالضرورة.
فبناءً على حساباتها التي إفترضتها مضمونة، وظفت أمريكا في هذا الغزو ما يقارب من 90 مليار دولار حتى الآن، ناهيك عن قيمة ما سيستهلك من عتاد وموارد. والتسعون مليارد هذه إستقرضتها داخليا ولآجال قصيرة جدا، على إعتبار أن الغزو مضمون العاقبة وستسددها حالما يعود إنتاج النفط العراقي بعد الحرب، مثلما ستسددها من مساهمات الإتحاد الأوربي ودول الخليج بعد أن تضيف إليها ما تضيف من نسب. وهو أمر جربته في الغزوة الأولى وأثبت إمكانيته. ويبدو، أن الأمور لم تساير الرغبات، على الأقل في الجانب الأهم وهو تمويل الحرب. فلا أحد غير الكويت، والسعودية نوعما، مستعد للمساهمة المالية بتكاليف الحرب. لتصبح أمريكا وحيدة أمام إستحقاقات القروض الداخلية القصيرة الأجل، والتي عادة ما تكون فوائدها عالية جدا (من 20% فما فوق) مقارنة بالقروض الطويلة. وقد قدر المراقبون أن قيمة الفائد الشهرية على هذه القروض تناهز المليار دولار. فمن أين ستأتي أمريكا بهذه المليار إذا لم تغز؟!
وإذا غزت وفشلت. الفشل الذي سيتم ما أن يصمد الجيش العراقي للأيام الأولى وحسب. ومن غير المعقول أن يصمد الشيخ بن لادن وهو ببندقية ومتفجرات فقط، بينما لا يصمد الجيش العراقي وهو الذي إستطاع إنتاج طائرة بلاطيار وصواريخ متطورة؟ فإذا فشل الغزو في أيامه الأولى فالكارثة الإقتصادية محيقة بأمريكا، ناهيك عما سيلحق بها جراء المثل (( إذا وقع الثور تكثر سكاكينه )).
وإذا نجح الغزو فمن يضمن أن أمريكا ستستطيع البقاء في العراق ولو لسنة تستعيد بها رأس مالها على الأقل، بينما دول كبرى تعارض الغزو وليس بينها وبين أن تدعم القوى الوطنية العراقية بمبررات مقاومة الإحتلال، إلا أن تجد الطريق إلى هذه القوى وحسب. فإذا بدأت المقاومة فتكاليف الغزو سترتفع بما يحول دون تسديدها ما لم يعوّم الدولار عمدا، ثم لتنهار قيمته تلقائيا كما حدث في العشرينات من القرن الماضي.
على أية حال، إن ما بيننا وبين أن تنقلب سمكة اليمين الأنجلوسكسوني على ظهرها، قليل جدا. والدنيا دول تظهر ثم تذهب. وما سيبقى هو العبرة التي سيصوغها التراث على هيأة أمثال وحكم. فيا ترى هل ستكون حكمة المستقبل هي : (( صادوك وإنته النتشر يا بوش )) أم (( على نفسها جنت عائلة الصباح )) أم (( أشأم من المعارضة الأمريكوعراقية )) ؟؟؟


 



#نوري_المرادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلحان عبدالوهاب بدرخان في ألحان الأمريكان!
- من هو السرب ومن الذي يغرِّد خارجه؟!
- زوبعة في قبق كوكا!
- إنتفاضة القنادر
- ماذا قال العميد الركن نجيب الصالحي
- خَبَب في صباح العيد!!
- كواليس مؤتمر السماسرة
- المسيح عيسى بن مريم كان مندائيا وليس يهوديا
- إلى علماء كردستان الأفاضل ، عن فتواكم بمقاومة الغزو
- البِداء
- السادة الأفاضل علماء الحوزة العلمية قم المقدسة
- مؤتمر السماسرة!!
- عام على الحوار المتمدن
- فكيف ترى الأمور الآن؟!
- كما كان أبو لهب أشأم من صهيون وألأم من مشرك! -رد على المنت ...
- الإيعاء والإيحاء!- الفلسفة والديانة
- الصابئة المنداء
- ربما، والله أعلم!
- صرخة هاليفي
- النموذج !!


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - المجتمع الدولي،،،، المنبوذ!!