أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - من هو السرب ومن الذي يغرِّد خارجه؟!















المزيد.....


من هو السرب ومن الذي يغرِّد خارجه؟!


نوري المرادي

الحوار المتمدن-العدد: 404 - 2003 / 2 / 21 - 02:35
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

إلى الأخ العزيز والزميل ليث الصايغ، لعلاقة ما بأسئلته!

بداهة وبالحساب البسيط نعرف من الذي بالسرب ومن خارجه. فالأكثر عددا والطبيعي السلوك هو السرب، والقليل والشاذ السلوك هو الذي خارجه!
ومن يرى الموت يرضى بالحمى. لكن رب حمى يتمنى عليلها الموت عليها ألف مرة!
وقد يسألونك عن إسمك فتجيب وعن مهنتك فتشرح وعن تاريخ حياتك فتختصر. وقد يسألونك عن الفرق بين المسيحية والإسلام فتجتهد، وعن الجبر والقدر فتفترض، وعن الروح فتقول إن علمها عند ربي. ولكن قد يسألونك عن المبرر أن اليمن لا تقع وسط روسيا، فبم تجيب؟!

تساءل الزميل ليث الصايغ على موقع كتابات قبل ثلاثة أيام عمن يغرد خارج السرب وأمور أخرى رأى فيها أن الحل السلمي للأزمة العراقية نوعا من الفنتازيا، خصوصا وهو كمعارضة فشل في إسقاط النظام منذ ثلاثين عاما،،الخ من طروحات صارت كأنشودة التلاميذ.
وللحقيقة فقد تجادلنا أنا والزميل ليث بهذا الصدد، وأعترف بأنه الأكثر صبرا مني وتحملا والأوسع صدرا. وهو الذي طلب مني أن أكتب رأيي عن أسئلته وأن أبقى على عادتي من الفصل بين الصداقة والرأي. ولذا أحييه وأعترف له بالسبق.
إن تعبير التغريد خارج السرب، نزل إلى الأسواق مؤخرا ومن صناعة المحفل ذاته الذي أدخل إلينا تعابير من قبيل الشعوبية، والقومية العربية، والكفر والإلحادن والضوء في نهاية النفق والزمن ينفذ الخ.
وقبل سنتين وحين ظهرت عزلة الوفد الأمريكي في دربن بجنوب أفريقيا بسبب دفاعه عن إسرائيل، وصى شارون وبدون أي حياء أعوانه ومحبيه أن يواجهوا هذه الحملة المعادية لإسرائيل، بحملة مضادة ترتكز على ثوابت أهمها، أن يقابل الحديث عن جور إسرائيل بحديث عن جور الأنظمة العربية، وعن عنصريتها يقابل بعنصرية العرب والعراقيين حصرا بالنسبة للقضية الكردية، ولابد من تسفيه الأراء والتظاهرات التي تعادي إسرائيل، وكلما جرى الحديث عن التوراة يقابل بالحديث عن الإسلام وهكذا. وفعلا تلاقف المحبين(!) هذا وبدأوا ييتحدثون بلسانه. ومن جملة ما يطرحونه الآن على الساحة، هو أن أي معاد لإسرئيل أو يستشهد بعمل ما ضدها أو ضد أمريكا هو مجرد مغرد خارج السرب - السرب الأمريكو إسرائيلي ولاشك.
وبالحديث عن الأسراب، وإذا ما إفترضناه جناسا عن تجمع للطير يقوده واحد منها، فلا شيء يمنع من أن تكون هناك أسراب وأسراب. وكلنا شاهد أيام الخريف أسراب البط وغيره من طيور المناطق الباردة يأتي أسرابا، ولا أحد يجزم بأن سربا ما أفضل من سرب أو أكثر وعيا منه، أو تقدمية. فإذا ما أسقطنا هذا على القضية العراقية فلابد من الإعتراف، ومن باب الواقعية السياسية، بان هناك تجمعات عدة تتناول هذه القضية، أهمها وبلا جدال، إثنان: تجمع يقوده بوش، وآخر يقوده شيراك.
فلماذا لا نرى من هو السرب من هذين التجمعين ومن الذي يغرد خارجه!
في التجمع الأول، فالسفاح رامسفيلد يقول علنا أنه بصدد نفط العراق وأنه لأجل ذلك لن يتورع بإستخدام القنبلة النووية، وأنه وعبر إحتلاله للعراق وحكمه عسكريا سيستخدم نفطه لتغطية تكاليف الحرب وتكاليف إعادة ترتيب المنطقة لضمان أمن إسرائيل. ويتحدث عن أسلحة عراقية ولا يتحدث عن إسلحة إسرائيل ولا عن عنصريتها وهو علنا وبلا مواربة ينوي جعل المنطقة عبيدا لإسرائيل وسوقا إستهلاكية لها وحسب. والغزو الذي ينويه هذا التجمع مصمم على محو السيادة الوطنية وبلقنة العراق ونهب ثرواته للعقود القادمة. وهذا الغزو سيتم على أشلاء ما لا يقل عن مليون مواطن وتخريب البيئة إلى ما لا يعلمه إلا الله سبحانه من السنين، ومصمم على إفقار الناس، بإعتبار أن عائد النفط لن يكفي لتسديد فاتورة إصلاح المؤسسات النفطية + دفع تكاليف الغزو + دفع تكاليف بقاء أمريكا في العراق + تعوياضات ما قبل الحرب + تكاليف تطوير أسلحة إسرائيل وتعزيز ترسانتها النووية. أم أن أحدا يجرؤ على القول بغير هذا؟! أو يقول أن أمريكا ستشبع الشعب العراقي أولا ثم بعدها بسنين تقتطع ما خسرته وبدون أرباح؟!
وتجمع رامسفيلد هذا يشتمل على حكومات اليمين المتطرف في إيطاليا وأسبانيا وبلغاريا ورومانيا وأستراليا ومعهما التابع الأمين والداعية الأولى للصهيونية العالمية – توني بلير. وقد إدعى بوش أن هذا التجمع يضم 70 دولة. وقد يكون هذا صحيحا إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أن ضمنه دولا لا تدري أين هو العراق. وما عدى بريطانيا، فحكومات جميع الدول الحليفة لأمريكا في هذا التجمع أما تنطلق من عنصرية عمياء تجاه العرب والإسلام تحديدا، أو من دناءة نفس تتمنى خلالها فتاتا ما من الكعكة النفطية القادمة. أما بلير فينطلق وبلا جدال من أوامر فوقية تأتيه من الحكومة السرية التي تقود، أو كانت تقود، العالم. وهو لن يستطيع الإفلات مما يوجه إليه، حتى لو كان ثمن ذلك رأسه السياسي، وربما بدأ العد التنازلي لرأسه السياسي، حيث قررت مجموعة محامين تقديمه إلى محكمة جرائم الحرب.
 وحقيقة الأمر فقرار هذا التجمع محصور بحكومتين فقط هما أمريكا وبريطانيا، وهما أساس هذا التدمع وهما عروته الوتقى.
وفي هذا التجمع أيضا مجموعة مماليك، هم ما يسمى بالمعارضة اللندنية – مجموعة الستة ومن لحقها أخيرا من بعض الحزيبات. ومجموعة المماليك هذه تضم إتفصاليين لا هم لهما بأي شيء إسمه ديمقراطية ولا مستقبل للعراق. وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر بعض المواقف. فعام 1959 وبعيد ثورة تموز بأيام وبعد صدور قرارات عراقية لصالح القضية الكردية على خلاف دول الجوار الكردي، وبعيد إستقبال المرحوم البرزاني من قبل الزعيم الشهيد عبدالكريم قاسم إستقبال الأبطال، بعد هذا مباشرة، تعلن القيادة الكردية وبلا أية مبررات، لا منطقية ولا شبه منطقية، بأنها تضع نفسها تحت قيادة حلف السنتو الذي كان على وشك الهجوم على العراق عبر الأردن. فمن يتجرّأ ويقول أن إنحيازا من مثل هذا يخدم القضية الوطنية الكردية أو العراقية عموما؟ ثم وبلا مبررات منطقية ولا موضوعية وضعت القيادة الكردية مقدرات الشعب الكردي وصمام أمانه – قواته العسكرية، تحت تصرف موظف الموساد حاييم لبكوب. وحاييم لبكوب موظف بسيط يتبع الحكومة الإسرائيلية أي ليس صاحب قرار. وليس هذا فحسب، بل وتكرم لبكوب ووضع مندوبا عنه يقود العمليات العسكرية والتي ركز فيها على ضرب حقول النفط تحديدا. فمن يتجرأ القول بأن هذا يخدم القضية الكردية؟ ثم وأخيرا أصبحت معسكرات الموساد تفترش أرض كردستان طولا وعرضا، وبلا مبرر سوقي ولا عملياتي. ثم وبناءً على نصيحة من مندوب الموساد منع السيد الطلباني المواطنين في حلبجة من مغادرتها رغم التهديد الواضح من النظام بضرب المدينة بالسلاح الكيمياوي، وإعطاءه مهلة للإهالي بالمغادرة. طبعا كانت وجهة نظر الموسادي أن الحادثة ستستغل كتلك الحكاية في مسعدة والهلاكوست المزعومان لغرض المكاسب. وفعلا جنيت المكاسب ولكن ليس للثورة الكردية وإنما لإسرائيل. وقبل هذا، لم نشك بأن المرحوم الملا مصطفى ناضل لأجل الإستقلال الكردي ودولته الخاصة. لكن، وحين تأسست هذه الدولة في مهاباد، وعلى عشية إستعداداتها لصد قوات الشاه الزاحفة نحوها، وقبيل ليلة فقط من المعركة، إنسحب وزير دفاع جمهورية مهاباد وقائد قواتها العسكرية – السيد الملا مصطفى البرزاني مع 400 من علية الضباط، سرا ولجأ عبر ممرات متعرجة بعدها إلى باكو وترك الجمهورية لأنياب قوات الشاه المدعومة من بريطانيا وأمريكا والتي أبادتها بساعات وإعدمت القاضي محمد. طبعا ومثل هذا فعل يوم معركة زوزك التي وحين أوشكت القوى الكردية فيها على الإنتصار، إلتقى بضابط ? عراقي مجهول الهوية حتى اللحظة، وإستلم منه جواز سفر صالح ?30 ألف دينار ولجأ إلى إيران سرا أيضا، وأصبح الصباح وإذا بالجيش العراقي يبيد القوات الكردية التي فقدت قائدها. وحتى اللحظة لا يعطي البرزانيون تفسيرا لا لهذه ولا لهرب الملا من جمهورية مهاباد. وأنحداهم أن يعطوا تفسيرا خارج إسطوانة خداع النفس التي تقول: (( أن الأحداث أثبتت صحة وجهة نظر الملا )). ثم وأخيرا أمامنا هتين المحميتين المسخ اللتين تبرهنان بلا جدال على أن القضية لا تخص حركة تحرر ولا نضال من أجل الحق الكردي ولا قضية الديمقراطية العراقية وإنما تخص تنازع عشائري على مناطق النفوذ، تنازع فرض عليه واقع الحال إجراءات مؤقتة كبرلمان صوري وصحافة محسوبة الخطى، تنازع لن يتورع، ولم، أحد قطبيه من تقبيل أكتاف طاغية العراق الذي يدعون الآن الوقوف ضده.
وضمن هذا التجمع أيضا مجموعة حكيم التي تطلق على نفسها مجازا إسم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية. والحقائق الخاصة بقيادة هذا التجمع قد نوقشت على موقع كتابات ولا مبرر للمرور بها مجددا. إنما نذكر بعضا من محطات تاريخية ربما بها المغزى. أولها فتوى الحكيم الأب عام 1959 بتكفير الشيوعية ومحاربته للزعيم الوطني الشهيد عبدالكريم قاسم. بينما لم يفت بالبعث ولا حتى بالمحافل الماسونية. والحكيم رحمه الله، وحين كان يصيء بالوطنية والتظلم من الطائفية السنية، فقد كانت بدائله التي تعاون معها ضد الشهيد عبدالكريم ليس قيادات صادقة ومؤهلة حقا لحكم العراق من وزن الزعيم الوطني كامل الجادرجي، وإنما رموز من قبيل ناصر الحاني وعلي عبدالسلام وفؤاد الركابي وطالب شبيب وصالح مهدي عماش  ومصطفى نصرت وسعيد صليبي وطاهر يحيى والبكر وغيرهم من جلاوزة المخابرات البريطانية والأمريكية، وأغلبهم أيضا من الأكثر شوفينية وطائفية سنية في العراق. مما يمكن الإفتراض على أساسه أن الطائفية التي أسسها ساطع الحصري هي أمر من جهة سرية يتبعها الحكيم الأب أيضا ولا يسمح له بتخطيها. وللمثال أيضا، إتصل رشيد مصلح (أو طاهر يحي ولست متأكدا من الإسم) بعالم دين سني شاب يطلب منه فتوى بإعدام 200 ضابط متهمين بالشعوبية. والشعوبية، هو المصطلح الذي إستخدمه الإنقلابيون للتعبير عن الضباط الشيعة والشيوعيين المناصرين للزعيم الشهيد. فكان من المفتي أن سأله، هل ينطق هؤلاء بالشهادة، فالق له نعم، فأفتى بتحريم قتلهم. لكن هذا لم يقنع الإنقلابيين، لذا إتجهوا إلى الحكيم الأب، فأفتى بقتلهم على الفور. والحكيم الأب وليس غيره من مهد للحال التي نحن فيها حين تعاون مع جلاوزة إنقلاب شباط الدموي الفاشي الذي قضى على الحلم الأول والأخير في حياة العراق في القرن الماضي. ومن الواقع الحاضر كلنا صار على بينة من تخريب الحكيم الإبن للإنتفاضة صفر - آذار المجيدة، وهو الذي إتصل تباعا بالصيهونيين أنديك ودوني وهو الذي يتجسس علنا على وطنه ويتعاون مع الغازي لضربه. ولن نأخذ توبته الأخيرة نصوحا. فقد خسر والخاسر يتمسكن حيث لا خيار له غيره .
والطرف الثالث في مماليك أمريكا، هو الكلبي سارق البتراء والممول من رأسه إلى قدميه من المخابرات الأمريكية بحيث من المنطقي جدا إعتباره هو وأياد علاوي وشريف روما المليك الذي يتبعهم، إعتبارهم كذباب الفاكهة، لا علاقة له يالزرع ولا الجني، وجل طموحه هو مثاقيل من فتيت الثمار وحسب.
وأكبر ما يميز هذه المعارضة هو مشاعرها المخدرة حتى النخاع بالوطنية الأمريكية. جرب وإذكر أمامها إسم بن لادن أو نصرالله أو حماس أو غيرهم من معادي أمريكا، وسترى التطير والبلاء على أعينهم وكأن يسمعون عن قاتلي أبكارهم. بل ومن شدة وطنيتهم الأمريكية، أنهم لا يرون بأهلهم وشعبهم شيئا يستحق الذكر، فأمريكا علنا بنية ضرب بلدهم بالقنابل النووية وعلنا بنية أن تقتل ما لا يقل عن مليون عراقي، ومع ذلك لا زالوا ينادون بالأمركة ويناشدون بوش لأن يعجل بالقدوم. بل وحين ينطقون إسم بوش فبكامل التبجيل والإحترام مما يدل على إنتشاء مازوشي عارم ينتابهم وهم يتحدثون عن قاتلهم ودكتاتورهم المأفون هذا.
ومن سمات سلوكهم أيضا، أنهم على إستعداد كامل للسمسرة فيما بينهم وعلى القضية العراقية، أحدهم يبايع الآخر على مقعد في لجنة ودكان في سوق، ومبايعات مؤتمر لندن خير شاهد. ومن سماتهم أيضا أن كل ما لديهم من حل لقضية العراق، هو التبعية المطلقة للغزو الأمركيى والقبول به والعيش على فتاته. وهم يعترفون بأن وقوفهم مع الغزو من عدمه سيان، لأنه حاصل. أي إختصروا الوطنية والدفاع عن التفس والأرض ومقاومة الغزاة والنضال من أجل السلام والحرية والعدل والمساواة، إختصروا كل هذا بكلمة الواقعية مع أمر حاصل. في حين لا يسأل أحدهم نفسه ولو للحظة، ما هي المبررات الواقعية لغزو أمريكا لبلادهم.
وهنا، فنحن أمام تجمع يشتمل على حكومتي دولتين فقط هما بريطانيا وأمريكا، أو شلة من يمين حكوميتيهما ويقوده قاتل مسعور لا هم له سوى الإحتلال. ومعه شلة من رموز عراقية أما موغلة العداء للديمقراطية والوطنية، أو عشائر تتنازع مناطق النفوذ، أو هي مجرد بيادق بيد المخابرات الأمريكية.

أما التجمع الثاني فيشتمل على فرنسا وألمانيا وبلجيكا وروسيا والصين وبقية دول العالم بما فيها الهند والبرازيل وغيرها ممن يشكل تعدادا 80% من سكان الأرض ناهيك عن ثلاثة أصوات نقض، إضافة إلى  أعراف وثقافات موغلة في التاريخ. وقد قال هذا التجمع كلمته رسميا وشعبيا. وهذا التجمع إذا ما صدقنا إدعاء بوش يضم 122 دولة، وهم بقية دول الأمم المتحدة الـ 192. وهذا التجمع يعارض الغزو وينادي بالحل السلمي، أو لا يعتبر أن نزع السلاح يمر بالضرورة عبر الإحتلال. وحين عجز مؤيدو الغزو على إخراج عشرة زعران يتظاهرون دعما له، خرجت ملايين البشر تعارض العدوان وتعلن إستعداها لتكوين دروعا بشرية ضده. لكن مؤيدو الغزو وكما وصاهم ربهم شارون، سفهوا هذه المظاهرات العفوية وإعتبروها لا أكثر من رومانسية صبيان لا يلبثون ويعودوا إلى أهاليهم وينسوا! ومع هذا التجمع نفر عراقي همه الأول أن لا يكون ثمن إسقاط النظام، هو بديل سيكون بلاشك أسوأ من ألف دكتاتور، ما بلك وهو سيأتي على أرواح ضحايا تعد بالملايين، وعلى خراب الضرع والزرع، وليجعلنا عبيدا لعدونا الأول إسرائيل وإلى الأبد.
 ربما أو هي حقيقة، أن لدول التجمع الثاني مصالح، قد نحتصرها بنهضتها القومية التي دخل العراق عاملا فيها، معرفتها الحقة لتبعات غزو أمريكا العراق وسيطرتها على نفطه ومساحته، خوفها على مصالحها النفطية كتهيب فرنسا من إنتفاء إتفاياقتها عن حقول مجنون وخوف روسيا المشابه على إتفاقها مع العراق الأخير ناهيك عن إحتمال إلغاء ديون العراق لروسيا المتبقية من الحقبة السوفييتية.
ونحن إذ نحدد هذه النقاط لا نريد التذكير بأن في العالم ليس مصالح وحسب وإنما أخلاق أيضا، قد تتحدد على أساسها مواقف وآراء. وفي الحقيقة لا تنتفي الأخلاق في عالم السياسة إلى في التجمع الأول الذي يقوده السفاح رامسفيلد. المهم لنلغ هذا العامل وتلغ صوت العراق الوطن والشعب، ونتحدث عن المصالح، ونقرأ الواقع بتجرد تام. 
فأزاء الواقع الذي يحمله كل تجمع من هذين التجمعين عددا وأهدافا، فمن في هذين التجمعين الطبيعي ومن منهما الشاذ في رؤاه؟! وأيهما هو السرب، وأيهما الذي يغرد خارجه؟!
هل من جواب غير أن العالم بأجمعه هو السرب، وأن شلة اليمين الأنجلوصهيوني بقيادة السفاحين بوش ورامسفيلد هو الذي يحشرج خارجه؟

أما إدعاء أن المعارضة العراقية عجزت عن إسقاط النظام وبالتالي ليس لديها من خيار غير الإستعانة بأمريكا، على إعتبار أن شيئا أهو من آخر.
 إن هذا الإدعاء ينقصه كل شيء ما عدى المغالطة. فلم يقل أحد من ساسة البشر بأن الإحتلال والغزو هو البديل عن العجر لتغيير نظام. ولم يقل أحد أن ساسة ما عجزوا عن أن يسقطوا نظام بلدهم سيستطيعون حكمه، أو التأثير بالأحداث فيه، تحت الإحتلال. ثم وبمناسبة عداء(!) هذه المعارضة للنظام، رب سؤال يتبادر إلى الذهن، فمنذ ثلاثين عاما ونحن نرى الساحة السياسة العراقية محتكرة من رؤوس هذه المعارِضة أو بعضها + رأس النظام الذي تدعي أنها تعاديه. لا النظام يجهز عليها ولا هي تجهز عليه. ألا يحتمل أن تعاونا ما على البقاء موقفعا ضمنا أو عينا، بين هذه الرؤوس والنظام تتبادل فيه الأدوار ضرورة؟ كم من مرة أنقذ النظام البرزاني من نهاية محققة؟ أليس من رد للجميل عند البرزاني لهذا؟ كم من مرة قبل الطلباني كتف النظام في العلن؟ فماذا قبل في السر؟ كم من مرة إتفق حكيم مع النظام ضد الرموز الشيعية؟ أنسينا ما قاله للأمن العراقي ليعجلوا بقتل الصدر الثاني؟ هل نسينا من أفشل إنتفاضة صفر التي كادت أن تؤدي برأس النظام؟ هل نسينا الجهة التي قالت أننا والبعث في خندق واحد؟ هل نسيتم القائل الذي أعلن صدام حسين كاسترو العراق؟
إن إدعاء هذه المعارضة بالعداء للنظام لازال لم تثبته سوى حالة واحدة، وهو العداء الذي وجد النظام نفسه فيه لأمريكا. أي إن هذه المعارضة(!) تعادي النظام تحت تأثير خدر وطنيتها الأمريكية العارم، ولكون النظام الآن في خانة العداء الحقيقي لأمريكا. وليتأكد الجميع أن عدم إسقاط النظام وتأصل الدكتاتورية في العراق، سببهما حصرا هو هؤلاء المعارضون السماسرة السحت!

بقيت العصافير التي حلمت بالدخن المحشى باللوز.
فمعارضو لندن الذين لم ينتبهوا، او لم يفقهوا بعد، إلى حقيقة أن ما رأوا فيه سربا غرد التيار الثالث خارجه، هذا السرب على علاّته وصغره وكونه يحشرج خارج العالم أجمع قد لفظهم وجعلهم يحشرجون خارجه. فقبل ثلاثة أيام أخبر باول وبإتصال مباشر مع كَلَبي، وحتما مع آحرين من لجنة التسويق، أخبرهم وبصريح العبارة أن حكومة منهم لن تتشكل على الأقل خلال الثلاث سنين الأولى للإحتلال. ودورهم خلال هذه الفترة التي سماها بالإنتقالية هو مجرد سكرتارية وناصحين للوزراء والولاة العسكريين الأمريكان وحسب. فزعلت لجنة التسويق وأرجأت إجتماعها المزمع في أربيل.
لكنه زعل ملفوظين، ليس لهم من درب إلا إلى القصّاب!
المهم أن كل الدراسات التي قدمها إنتفاط كامبيرا وكنعان ماكية وسام شلابي وأمثالهم ممن صدق نفسه وإفترض أنه شيئا، كل هذه الدراسات والتوصيات فيما يخص المرحلة الإنتقالية ونوع الحكم القادم وما إلى ذلك ترهات، كلها ذهبت أدراج الرياح، مثلها مثل التآمرات والكولسات التي صاحبت مؤتمر لندن. بل وحتى الطفل صار يعلم إن مهمة مؤتمر لندن وكل المؤتمرات التي سبقته هي مجرد التوقيع على بياض لدعوة أمريكا لغزو العراق. ومع ذلك هناك ساسة لازالوا يؤمنون بأمريكا ولازالت لهم جرأة ويتحدثون عن الوطنية وعن إنقاذ العراق من نظام، هو والحق يقال لو قارناه بهم لوجدنا على دمويته وفاشيته وإستهتاره بمواطنيه، أشرف منهم وأجل بما لا يقاس.
ونفوس لها جوهر كنفوس أعضاء لجنة التسويق، لن تتهيب أن تضع حتى رؤوسها تحدت أقدام المحتل. ذلك لأنها خطت خطوة الهوان الأولى، وليس أمامها إلأ هاوية لن يؤلمهم بعدها باجسادهم جرح.

أما تساؤلات الأخ الفاضل ليث الصايغ الأربعة، فقد جاء فيها:
1 – ماهي القوى الدولية التي يمكن بواسطتها فرض الحل السلمي؟ أهي فرنسا؟! فأنا لا أثق بالإستعمار الفرنسي والأرث الدموي لهذا الإستعمار مازال حيا في ذاكرة الشعوب. أما الروس فيقول برلمانهم الذي يسيطر عليه الشيوعيون أن بقاء صدام جيد لإقتصادهم. إذن لم يبق غير الأمريكان كقوة دولية بإمكانها التغيير في العراق
2 – لماذا يحارب أصحاب الحل السلمي الأفكار الجامدة وهم من لا يناقش المسلمة التي لاتقبل التغيير في رؤوسهم من أن الأمريكان ليسوا مغول العصر؟ (!!)
3 –   لماذا لا يكون الجهد الدولي جماعيا، أي من الروس والأمركيان والفرنسيين والألمان؟ إذا كان الجواب بنعم، فلماذا المشاكسة ووضع العصي بالعجلات الأمريكية؟
4 – هل ستكون المنازلة بين بوش وصدام بالعصي، فكيف نقترب من الحل السلمي دون إستخدام القوة العسكرية؟

وهذه الأسئلة على إبهام بعضها، يطرحها الزميل ليث بعد كل تصريحات أمريكا (الطيبة!!) بصدد العراق الشرير(!) وبعد كل ما قاله التاريخ عن قنبلتي اليابان وغزو فيتنام وكوريا ولبنان والصومال ويوغسلافيا وأمريكا اللاتينية وأفغانستان ويورانيوم العراق خلال الغزو الثلاثيني وما سيقع على رأس العراق بالعدوان القادم.
فأية وطنية عظيمة هذه التي للزميل ليث؟! العراقية، أم الأمريكية؟! وهل يتجرا مواطن أمريكي صحيح  على طرح أسئلة كالتي طرحها الزميل ليث؟ وإذا كانت هذه هي تساؤولات ما قبل الغزو فكيفها بعده؟
والأهم في هذه الأسئلة أنها مجرد تشعبات أو إخراجات مختلفة للسؤال الأساس الذي يدور في مخيلة الزميل ليث، أو من يرى رأيه. والموجه إلى العالم والعراقيين القائلين بالحل السلمي، وهو: لماذا لا يقبل الناس بعزو أمريكا للعراق وتدميرها وسحقها لأرضه وشعبه؟!
فبم نجيب؟‍

 



#نوري_المرادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زوبعة في قبق كوكا!
- إنتفاضة القنادر
- ماذا قال العميد الركن نجيب الصالحي
- خَبَب في صباح العيد!!
- كواليس مؤتمر السماسرة
- المسيح عيسى بن مريم كان مندائيا وليس يهوديا
- إلى علماء كردستان الأفاضل ، عن فتواكم بمقاومة الغزو
- البِداء
- السادة الأفاضل علماء الحوزة العلمية قم المقدسة
- مؤتمر السماسرة!!
- عام على الحوار المتمدن
- فكيف ترى الأمور الآن؟!
- كما كان أبو لهب أشأم من صهيون وألأم من مشرك! -رد على المنت ...
- الإيعاء والإيحاء!- الفلسفة والديانة
- الصابئة المنداء
- ربما، والله أعلم!
- صرخة هاليفي
- النموذج !!
- إلى السيد سيف الرحبي المحترم
- مع الأحداث


المزيد.....




- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - من هو السرب ومن الذي يغرِّد خارجه؟!