تحية
وبعد:
إن تقييم فيما ما إذا كان كلامنا يقوله دكتور أولا مثلما إذا كان الشعر الذي نقوله أصيلا أملا. هذا ربما ليس شأنك أو ليس شأنك وحدك. فأنت لست غير صنيعة زمان أصفر لا تجرأ حتى على التصريح بإسمك، وبئس الناقد الجبان. والساحة العرقية يا سيف لم تألف هكذا مناضلين، يشتمك بإسم مستعار ويجالسك ويؤانسك بإسمه الحقيقي. أي إنك مبني على قاعدة يعطيك من طرف اللسان لاوة ويروغ عنك كما يروغ الثعلب. وربما مبعث تأففك من شعرنا أنه لم يخصص لمديح فخري أو المرتد حميد موسى. المهم، لي بعض الملاحظات على ما كتبت، وهي:
اولا: للمرة الثانية أقرأ فيها ما تكتب، ولا أراك تجيد غير المديح للحزب وقيادة الحزب وسياسة الحزب ناسيا أن هذه القيادة وسياستها أوصلتنا إلى أدنى مستوى على الساحة السياسية العراقية. وناسيا أن هذه السياسة هي صنيعة فخرى كريم الذي هرب بالأكو والماكو، والذي لا أدري لماذا يضرك فضحه وفضح مريديه. أما قولك إنني لا أمثل إلا نفسي فهذا أيضا تقديرك الشخصي وحسب. ولو كنت حقا أمثل نفسي ما أصابت أدبيات الكادر قيادتك بالخرس فجعلت من الكادر وجماعة الكادر هاجسها.
المهم، أنت تدعي الموضوعية، وأول الموضوعية أن لا تكتب بإسم مستعار. فإذا كنت صاحب رأي وموقف فالأولى بك التصريح بإسمك، إذا لم يكن لأسمك سبة، تخشاها.
ثانيا: أنت تقول أن الحزب طرح شعار الفدرالية منذ 1993، والصحيح أنها وردت بتصريح السكرتير الفعلي وقائد جهاز الأمن الحزبي – فخري كريم الذي أعطاه إلى إذاعة صوت أمريكا عام 1991 والذي طالب فيه تشديد الحصار على العراق. هذا التصريح الذي يبدو أنك تتجاهله كي لا يعارض أقوالك عن وطنية القيادة الحالية الخاضعة بالكامل لفخري. مثلما كان شعار الحكم الذاتي مرفوعا منذ 1970 فتأكد قبل أن تحكم. و آمنا بأن هناك شعب عراقي وليس شعب كردي فقط، فالفدرلة تخص الشعب العراقي جملة، ولا يجوز لأحد أن يستفرد بها ويقرره. ثم إذا كنت موضوعيا لم لا تأخذ ما طرحناه عن الفدرالية بأنه وجهة نظر أخرى؟ نعم نحن نعارض الفدرالية وبينا أسباب ذلك في مقال عن القضية الكردية نشر على مواقع ( كتابات) و (الحوار المتمدن) و (البرلمان العراقي). أما إن عجزت عن مناقشته فرغت لجدل عقيم ومديح، فهذا أمر لا علاقة لنا به.
وثالثا: فمن الموضوعية أيضا أن تتناول ما ورد في مقالي (وهو من وثائق الحزب) وتفنده وأخص بالذكر الملاحظات التالية:
((وجميع منظمات الحزب وبلا إستثناء تؤيد الحرب وخرج بعضها بمظاهرات ترفع الشعار الصريح (الشعب العراقي يدعو بوش لضرب العراق) ونذكر بالذات مظاهرة كوبنهاجن وغيرها. ولم ننس بعد تصريح فخري كريم مسؤول جهاز الأمن الحزبي والسكرتير الفعلي للحزب حتى اليوم، التصريح المشؤوم الذي إعطاه إلى إذاعة صوت أمريكا يطالب فيه بتشديد الحصار على الشعب العراقي. إضافة إلى الإجتماعات السرية والعلنية بين السيد حميد موسى مع وكالة المخابرات المركزية ومع مساعد ريشتارد دوني، وإجتماعات منظمة سوريا للحزب المعلنة والسرية بالقنصل الأمريكي في دمشق ( طريق الشعب عدد تموز 2002). ونشير على وجه الخصوص إلى القرار السري الذي إتخذ إثر إجتماع لبعض أعضاء اللجنة المركزية بالدفع بأعضائها كأدلاء للغزو في أول أيامه والذي ذكر بعبارة ملطفة ضمن محضر إجتماع منظماتنا في الخارج إنعقد في الفترة 25 - 26 أيار 2002 الصادر في نشرة داخلية وزعت على التنظيم بتاريخ 22 حزيران 2002 والفقرة تقول: (أن خطة قيادة الحزب تتظمن حضورا حزبيا من منظمات الخارج إلى داخل الوطن يرتبط بالمنعطف الخطير المتوقع حدوثه، وهذا الحضور ضروري وأساسي ومن أولى واجباتنا أن نعبئ كامل الإمكانات له، وأن القيادة تضع ما رسمته قيد التنفيذ في جوانبه العسكرية والسياسية والتنظيمية ومعرفة الإمكانات التي يمكن أن نزجها في الأحداث وفي الأيام الأولى لوقوعها، فهي ستكون الأيام الأهم. وأكد على ضمان سرية هذا العمل)) وعلى موقع الحزب في شبكة الإنترنيت يوم 15 حزيران 2002 كتب عن الحزب المدعو فرات المحسن يقول: (( ماذا سيفعل الشيوعيون العراقيون إذا تم تحرير العراق دون مساهمتهم في هذا الإنجاز العراقي الأمريكي المشترك،، لماذا لا يغير الشيوعيون حزبهم إلى حزب ليبرالي بعد أن أصبحت الشيوعية غير ضرورية،، إن الإدارة الأمريكية لن تبخس جهدا لإحتوائهم ،، وإن تطمين المصالح الأمريكية في العراق يتعارض مع الثوابت الوطنية لليسار العراقي منها على سبيل المثال الإستقلال الناجز، لذا يجب قبول برامج الإدارة الأمريكية لعراق المستقبل والذي يحتم إختصار هذه الثوابت إن ليس إلغائها جملة وتفصيلا،، ويحق لنا إثارة السؤال عن علاقة الشيوعيين بشيوعيتهم ومستقبل علاقتهم بأمريكا،، يجب أن يتخلى الشيوعيون عن أفكارهم الماركسية ليتحولوا إلى حزب ديمقراطية إجتماعية،،، )) وهذا الرفيق، المتحدث عن الحزب، كما يرى القارئ مستعد لتقديم حتى الإستقلال الوطني. ))
وبينما تتعامى عن هذه الأمور الخطيرة التي تصيب من وطنية قيادتنا بالصميم، أراك تتناول عموميات أنت أصلا تجهل محتواها.
رابعا : إن علة إخفاقنا السياسي ، كحزب شيوعي، تكمن حصرا بوجود إمعات صنعها النظام وحشرها في حزبنا. إمعات مقولبة الوعي على مديح القيادة والتصفيق لكل ما تقوله. إمعات ليس للنقد في وعييها وجود، وهي بذلك لا ولن تفهم شيئا إسمه معارضة حزبية ولا رأي أخر. إمعات حين يقول أحدهم رأيا معارضا يتناولوه بالحديث عن شهداء الحزب والإضطهاد الذي تعرض له الحزب والدكتاتورية ،، الخ من الإسطوانات التي لا تعزف إلا كوسيلة رخيصة مبتذلة لكتم الأصوات. وكأن الحزب غير مسؤول عن إبراز رئيس النظام الحالي كمناضل المستقبل وكأننا لستا مسؤوليين عما تم خلال الجبهة. ثم يا أخ سيف، هل فهمت من مقالي إني إسترخصت نضال الحزب السابق أو إمتهنت ذكرى شهدائنا؟ أم إن هذه إسطوانة محشورة في وعيك ولا تجيد غيرها، الأمر الذي يبدو من مقالك هذا ومقالك قبل شهرين (السباحة ضد التيار)؟
خامسا: يا أخ سيف، أنت تتحدث عني وتقول إني مطرود أو مبعد عن الحزب أو شيء من هذا القبيل. هذا صحيح، أما لأن الحزب لا يقوى على قبول شخص مثلي، أو لأني أؤمن بأنك لن تردم مستنقعا ما لم تخرج منه. لكن من أنت يا سيف؟ هل تتجرأ وتقول للقراء، متى إلتحقت بالحزب الشيوعي، او بعد كم يوم من خروجك من مديرية أمن بغداد، وإثر ماذا؟ هل تجرأ وتقول للقراء بما لك من موضوعية، لم تتخذ إسما مستعارا (سوداني الطراز) عوضا عن إسمك الصحيح؟
ولتطلع على رأي من تدافع عنهم وترى مقدار وطنيتهم، أحيلك إلى مقال السيد فرات المحسن المنشور على موقع كتابات تحت مقالك وبعنوان( بعض من الشأن العراقي) وهذا المقال نشر قبل أشهر على موقع الطريق وكرسالة من اللجنة المركزية تستشف بها رأي القاعدة. ورأي القاعدة كان إستنكارا ورفضا قاطعا. فهل لك الجرأة أن تجادل هذا المقال يا سيد سيف؟
مع وجود المداحين الإمعات، لن تقوم لنا قائمة. وسيخلق لنا هؤلاء الإمعات ممتهنو ثقافة المهانة ألف دكتاتور ودكتاتور!