أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - مع الأحداث















المزيد.....


مع الأحداث


نوري المرادي

الحوار المتمدن-العدد: 306 - 2002 / 11 / 13 - 03:29
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

تسارعت الأحداث وتعددت محطاتها إلا أن المثير للإنتباه في هذه المحطات هو التالي: قرار مجلس الأمن 1441، المعارك الجانبية التي بدأت تفتعلها مجموعات دينية سبق وأن لاذت بالدين وبشعارت من صناعة الدعاية الأمريكية، المقابلة التلفزيونية مع السيد عبدالأمير الركابي، وبيان الحزب الشيوعي العراقي الأخير المنشور على كتابات ليوم 11 نوفمبر.

وقرار مجلس الأمن، هو حقيقة وإن أجل الحرب، لكنه أفقد العراق سيادته، وأعطى أمريكا فرصة لتجميع قواها قرب منطقة المعركة القادمة. وهو في مجمله القرار الأكثر إجحافا في تاريخ الأمم المتحدة. ومصير العراق الآن جراؤه مرهون بمشية الله، كأن يلهي أمريكا بكارثة فيشغلها عن إحتلال مهبط الأنبياء والرسالات على الأرض. (إنه سميع الدعاء)

المهم أن أمريكا أصبحت الآن على مقربة من جبهة القتال المحتملة، وهي أمسكت بخيوط اللعبة ولم تعد بحاجة لمسوغات ولا مساندة من القوى التي إدعت أنها تنتصر لها وهي مجموعة الستة.

إن أمريكا عدوتنا، وهي أشر دولة وجدت على وجه التاريخ. وهذا صحيح. وصحيح أيضا أن رؤساءها ليسوا دائما على بالمستوى الثقافي المطلوب. لكن ونتيجة للوفرة المعلوماتية الهائلة، فالصحيح أيضا أن إستراتيجيي السياسية الخارجية الأمريكية، يعرفون من أين تؤكل الكتف. ولابدهم يعرفون أن أول ما يجب عليك معرفته عن الغريم أو الصديق هو مواطن ضعفه. ولهذا طرق عديدة أهمها التلويح بالمغانم. وهذا بالذات ما أراهم فعلوه مع برهان الدين رباني وما فعلوه مع من يسمون أنفسهم بالمعارضة العراقية - مجموعة الستة. فقد لوحت أمريكا لهؤلاء الستة بحكومة (ولو من النوع المكدونالدي) فسال لعابهم وبدأوا يتدافعون ويتنابزون أيهم الأكثر إستعداد لخدمتها والركوع إلى قدميها لدرجة أن جميعهم، بما فيهم الكشوان التائه، إبدوا كامل الإستعداد للتصهين. وهذه نقاط ضعف لا تخدم غازيا همه، ليس إظهار عضلاته الهانيبالية، وإنما هو مستعمر يريد المغانم الهادئة والبقاء الطويل في البلد الذي يغزوه. والبقاء الطويل لا يؤمنه حفنة من الآراذل المتساقطين إلى الأرض متدافعين متلاعنين ليلتقطوا أول كسرة خبز ترمى إليهم.

لذا، ودون رجم بالغيب أقول إن هؤلاء الستة خرجوا من اللعبة الأمريكية القادمة، خرجوا بخفي حنين وبلعنات الوطن والتاريخ وبإزدراء الشعب العراقي وبلعنة أبي رغال التي ستلاحقهم أبد الدهر. ولابد أن المذيع السيد العازر حين قابل السيد عبدالأمير الركابي وسأله عن رأي المعارضة العراقية بالأحداث، لابد أن طريقة طرح السؤال نابعة من هذه الحالة حصرا. فلا يشك أحد بمهنية مذيعي قناة الجزيرة ودقة تحليلاتهم. وهم ربما الجهة الثانية بعد الشعب العراقي الذين إستشعروا إفلاس مجموعة الستة وخروجها من اللعبة الأمريكية. لذا خاطب مذيع الجزيرة السيد الركابي بإعتباره أحد أبرز رموز المعارضة العراقية الحقيقية - المعارضة الوطنية، التي لا تتنازل لإبتزاز.

وربما من هنا حصرا، ومن شعورها بالإفلاس وقرب النهاية، تبارت القوى المفلسة كل إتجه إلى جعبته. لذا بدأ الكَلَبي ينابز أمريكا بإمكانية إنتصاره بإسرائيل عليها، وأصدر حزبنا الشيوعي العراقي الخسران بيانه اللين الأخير. وعاد محمد باقر الحكيم إلى ماضيه، بإفتعال المعارك مع اليسار ليقول لأمريكا إنه لازال ضد عدوها الأول الشيوعية ولازال مطيتها الأروح سرجا للركوب.

وأستميح القارئ عذرا عن الإطالة وعن المرور بهذه المحطات الواحدة تلوة الأخرى

 

أولا: بيان الحزب الشيوعي الأخير (كتابات 11 نوفمبر)

قبل كل شيء، فنحن الحزب الشيوعي العراقي - الكادر، نتبرأ من هذا البيان جملة وتفصيلا، وخصوصا في طرحه الأخير عن الفدرالية. ونقول لقيادتنا المرتدة، إن أرض العراق ليست ملك أمهاتكم لتتكرموا بها على هذا وذاك. إن قرارا من وزن الفدرلة هو بيد الشعب العراقي وليس بأيديكم. فكفوا عن الإبتذال! أنتم أصلا ترفعون هذا الشعار مجاملة لحكومتي طالبان وبرزان اللتين تكرمت كل منهما عليكم بوزير أبتر. إي إن شعاركم الفدرالي على عظيم خطأه، فهو ليس مبدئيا، وإنما عربون حسن نية قدمتموها لأمريكا ولصنيعتيها الحكومتين الكرديتين عسى ولعلها تشرككم بوزير ثالث في حكومة المكدونالد.

إن هذا البيان اللين الموحي بالوطنية وتجنب الضربة، يثير إزدرائنا وإشمئزازنا، لكونه ليس إلا الوجه الآخر الذي تلجأ إليه قيادتنا المرتدة عندما تصاب بالخسران السياسي. فالمعروف أن سياسة أي حزب لا تعكسها بيانه الموقعة من مكتبه السياسي ولا لجنته المركزية، وإنما تعكسها سلوكية منظماته. وجميع منظمات الحزب الشوعي الخاضع الآن للقيادة المرتدة، جميع هذه المنظمات وبلا إستثناء تؤيد الحرب وخرج بعضها بمظاهرات ترفع الشعار الصريح (الشعب العراقي يدعو بوش لضرب العراق) ونذكر بالذات مظاهرة كوبنهاجن وغيرها. ولم ننس بعد التصريح المشؤوم الذي أعطاه فخري كريم مسؤول جهاز الأمن الحزبي والسكرتير الفعلي للحزب حتى اليوم، التصريح الذي إعطاه إلى إذاعة صوت أمريكا يطالب فيه بتشديد الحصار على الشعب العراقي. إضافة إلى الإجتماعات السرية والعلنية بين السيد حميد موسى مع وكالة المخابرات المركزية ومع مساعد ريشتارد دوني، وإجتماعات منظمة سوريا للحزب المعلنة والسرية بالقنصل الأمريكي في دمشق (راجع طريق الشعب عدد تموز 2002). ونشير على وجه الخصوص إلى القرار السري الذي إتخذه إثر إجتماع لبعض أعضاء اللجنة المركزية بالدفع بأعضائها كأدلاء للغزو في أول أيامه والذي ذكر بعبارة ملطفة ضمن محضر إجتماع منظماتنا في الخارج إنعقد في الفترة 25 - 26 أيار 2002 الصادر في نشرة داخلية وزعت على التنظيم بتاريخ 22 حزيران 2002 والفقرة تقول: (أن خطة قيادة الحزب تتظمن حضورا حزبيا من منظمات الخارج إلى داخل الوطن يرتبط بالمنعطف الخطير المتوقع حدوثه، وهذا الحضور ضروري وأساسي ومن أولى واجباتنا أن نعبئ كامل الإمكانات له، وأن القيادة تضع ما رسمته قيد التنفيذ في جوانبه العسكرية والسياسية والتنظيمية ومعرفة الإمكانات التي يمكن أن نزجها في الأحداث وفي الأيام الأولى لوقوعها، فهي ستكون الأيام الأهم. وأكد على ضمان سرية هذا العمل)) وعلى موقع الحزب في شبكة الإنترنيت يوم 15 حزيران 2002 كتب عن الحزب المدعو فرات المحسن يقول: (( ماذا سيفعل الشيوعيون العراقيون إذا تم تحرير العراق دون مساهمتهم في هذا الإنجاز العراقي الأمريكي المشترك،، لماذا لا يغير الشيوعيون حزبهم إلى حزب ليبرالي بعد أن أصبحت الشيوعية غير ضرورية،، إن الإدارة الأمريكية لن تبخس جهدا لإحتوائهم ،، وإن تطمين المصالح الأمريكية في العراق يتعارض مع الثوابت الوطنية لليسار العراقي منها على سبيل المثال الإستقلال الناجز، لذا يجب قبول برامج الإدارة الأمريكية لعراق المستقبل والذي يحتم إختصار هذه الثوابت إن ليس إلغائها جملة وتفصيلا،، ويحق لنا إثارة السؤال عن علاقة الشيوعيين بشيوعيتهم ومستقبل علاقتهم بأمريكا،، يجب أن يتخلى الشيوعيون عن أفكارهم الماركسية ليتحولوا إلى حزب ديمقراطية إجتماعية،،، )) وهذا الرفيق، المتحدث عن الحزب، كما يرى القارئ مستعد لتقديم حتى الإستقلال الوطني.

وبالتوازي مع هذا السلوك المرتد المشين، لم تنفك قيادة الحزب بين الحين والحين عن إصدار بيانات ذر الرماد بالعيون بأنها ضد الغزو وأنها تعارض أمريكا،،الخ.

لذا فالبيان الأخير لا يمثل منعطفا سياسيا اللهم إلا إذا نظرنا إليه من خلال دائرة اللعبة. فحيث شعرت قيادتنا المرتدة بخروجها من اللعبة بخفي خيانة، أنزلت هذا البيان لتدعو نفسها إلى وليمة تعتقدها ستقام في بيت جهة ربما ستشكل الوزارة، فخاطبوها بمسلماتها. أي خاطبوا المعارضة الوطنية الحقيقية بثوابت هذه المعارضة عسى ولعل.

 

ثانيا: الوطنيون واللاوطنيون

لم يعد خافيا على أحد أن تمثيل القوى الدينية العراقية والشيعية حصرا خرج تماما من يد المجلس الأعلى بقيادة الحكيم. وما يحاوله هذا السيد من تفريد شهداء عائلته على جلال قدرهم عن شهداء العراق عامة، وإفتعاله المعارك الجانبية عن الماضي، والتنابز بالنظريات هو الآخر،، كل هذا لن يجديه ولن يعيد له ماء الوجه. فقد خرج هو الآخر من اللعبة الأمريكية، لأنه أصلا لم يكن ضمن حساباتها إلا بالقدر الذي إحتاجت به أمريكا لعملاء يدعوها لغزو بلادهم، وبحاجة لإظهار التناحر الطائفي المحتمل الذي لا يمكن تجنبه إلا بإحتلال مباشر، وبحاجة لعملاء يكشفوا لها ما يعرفوه عن دفاعات بلادهم وأسلحتها. وحيث أخذت منهم أمريكا ما إحتاجته لفظتهم.

هذه هي الحالة العامة.

ولكن ضمن هذه الحالة، وتعلقا بالمستحيل، ظهر في الآونة الأخيرة بعض الكتاب الشتامين والنابشين للماضي، وإن بصورة هي الأكثر رخصا وإنتهازية في عالم السياسة. وأقصد بذلكم منابزة اليسار العراقي بكيل المدح لفكر الإمام الشهيد الصدر، مقابل كيل الشتم والذم للفكر اليساري والماركسي على وجه التحديد.

أن معالجة التراث النظري بطريقة: (( إن نظريتهم مغلوطة لأنها غير صحيحة أما نظريتنا، والحمد لله، صحيحة لأنها لا تحتوى على خطا )) كطريقة السيدين قاسم خضير وزميله المتكني بالكميت، هذه الطريقة مضحكة ولن تقنع أحدا. وعلى سبيل المثال فإن أحد عناوين نقض السيد قاسم خضير للماركسية يقول: (خرافية العامل الإقتصادي الواحد في الفكر الشيوعي) ويقدم عوضا عنه الحل المطروح في نظرية الإمام الصدر عن الإقتصاد. ناسيا أن نظرية الشهيد الصدر مبنية على عامل واحد ومرجعية دينية واحدة ومبرراتها الشرعية تستند إلى الفكر الشيعي وحده. أي إنها وحدانية العامل بالمطلق.

ومن ناحيتنا كيسار عراقي، وبالقدر الذي أتحدث به عن الحزب الشيوعي العراقي - الكادر أقول: نحن نكن كامل التقدير للإمام الشهيد الصدر فكرا ومنهجا. ونحن على يقين من أنه لو عاد إلى الحياة فأول أعدائه هم اللاوطنيون والمتاجرون بالدين، وهم حصرا من يلوذ زيفا، بمنهجه الآن، وهم كانوا أعدائه يوم كان حيا. ونحن من الجانب الآخر لا ننكر معلوماتية الأمام الشهيد الصدر وغناء فكره وهو في هذا واحد من ألمع رموز الحركة الفكرية العراقية الحديثة. لكن هذا لا يعني أن نظراته لا تحتوي على الثغرات. وسأناقشها طروحاته حتما يوما ما. مختصرا، نحن لا نوافق المطنبين بنظرياته الفكرية. لأننا ذاتنا وقعنا ضحية إطناب مشابه حين تصورنا أن نظريتنا الماركسية هي مفتاخ الجنة. وسواءً في طهران أو غيرها، فالكتب التي تحتوي على نظريات الشهيد الصدر موضوعة الآن على الرفوف ذاتها التي توجد عليها مؤلفات لينين وماركس. سوى فرق واحد وهو حقيقة لصالح لينين وماركس وهو أن فكرهما أسس دولة أصبحت كونية يوما ما. بينما مؤلفات الإمام الصدر لم تأخذ بها دولة قائمة أصلا وهي إيران. ربما يقول البعض أن إيران ليست دولة شيعية حقيقية، وهو ما يعيدنا إلى قولنا نحن الشيوعيين بأن الخطأ ليس في الشيوعية وإنما في روسيا التي طبقته، وهو ما يعيدنا مجددا إلى طرح الجانب الشيعي من الإسلام القائل بأن الخطأ ليس في الإسلام وإنما في الملوك والسلاطين والخلفاء الذين خرجوا عنه ولم يطبقوه خلال الأربعة عشر قرنا المنصرمة. وهو ما يعيدنا جميعا إلى دائرة المستحيل السابع، وهو أن نجد مجتمعا مثاليا متجانسا لنطبق عليه نظرية مثالية فتأتي نتائجها مثالية لنتباهي بمثالية مسلماتها.

إن الشهيد الصدر مفكر ووطني، وإستشهد وطنيا ومجاهدا ومعاديا لأمريكا، واللوذ به ممنوع لغير الوطنيين.

ولم يكن الدين ضد الوطنية. ولم يصبح ضدها إلا حين ركب عنانه أناس من أمثال باقر الحكيم وأخيه وممثله المتخشب السحنة، فركبتهم أمريكا وسخرتهم ضد الإسلام والعرب. وتجربة أفعانستان شاهدة. لكن هكذا لعبة لم تعد ممكنة، لسقوط رموزها. وفتح جبهة ما بين اليسار والدين خاسرة مقدما. والأطراف الدينية التي خرجت من الحكومة المكدونالدية بلا حمّص، لن يعيد لها ماء وجهها التذكير بأهزوجة من قبيل ( بس هالشهر ماكو مهر)، ولا تلفيق من قبيل الإدعاء بتمزيق القرآن. الذي يشهد الله والشعب العراقي أنه لم يحدث إلا في محفل حوزاتي من محافل باقر وأبيه، وعلى الطريقة ذاتها التي يجتمع فيها الحاخامات ويمزقوا التوراة ثم يعرضوها على المصورين ليثيروا الناس على اللاساميين. وأذكّر هنا وللمرة الأخيرة، بأن من حاول تسفير الحكيم الأب من العراق هم علماء شيعة وليس اليسار، ومن حكم على السيد مهدي الحكيم بالإعدام بسبب عمالة له لإسرائيل هو السيد محمد هادي وتوت، وهو ليس يساريا وإنما شيعي متدين ومن أعرق العائلات الموسوية الشيعية في العراق، ومن صفع السيد باقر الحكيم بالأحذية في مسجد طهران هم شيعة متدينون وليس اليسار، ومن عارض فتاوي باقر الحكيم بالتعاون مع أمنريكا هم أيضا مراجع شيعية عليا وأئمة مشهود بألمعيتهم وبضمنهم من أل الحكيم، وليس اليسار، ومن ينتفض على قيادة المجلس الأعلى هم المتدينون الشيعة وليس اليسار. لقد قال التاريخ الشيعي المشهود له بالوطنية وقال الإسلام وقال الشعب العراقي كلمته، وحكم على الخونة بالسقوط. وإن يستشرس من يفترض بنفسه الذئب، فغريمه ليس بالحمل الوديع على أية حال.

على إن اليسار العراقي، هو أول ظهير للوطنيين المتدينين مثلما الوطنيون المتيدنون هم أول ظهير لليسار. ذلك إن الإشكالية الآن ليست بين اليساريين والمتدينين. بلها بين الوطنيين واللاوطنيين. وفي الصف الوطني تجد الأئمة الأفاضل: السستاني، فضلله، نصرالله، الخالصي وغيرهم، وتجد أبطال إنتفاضة صفر وقادة فيلق بدر وتجد حزب الدعوة والمتيدنين السنة ومتدين المسيحيين والمنداء واليزيديين وتجد العلمانيين واليسار من مختلف قوميات العراق، وفي الصف المقابل تجد اللاوطنيين وهم ليسوا قلة على أية حال.

 

ثالثا: إشكالية الحكم والبرنامج الوطني

إننا وفي هذه اللحظة الحرجة من تاريخ وطننا، نخاطب النظام ونقول: كفى دكتاتورية، إن حكمكم بشكله المعروف إنتهى دوره وهو لا ولم يكن شعبيا مهما دبجت له من نسب مؤية. إنه إنتهى ليس بسبب أمريكا، بل لكونه خارج الأعراف. وستكون أكبر غلطة في تاريخ حركات التحرر العالمية، أن ينتهي النظام بشكله المعروف عن طريق الغزو الأجنبي. لأنها ستكون سابقة ستظاف إلى سوابق هذا العقد التي ستكون مطرقة بوجه التطلعات الوطنية لكل الشعوب لاحقا. فإن كان بنية النظام الدفاع عن الوطن، فالسلاح الوحيد هو إنهاء الدكتاتورية جملة وإطلاق الحريات وتحرير السجناء السياسيين وإيكال رئاسة الحكومة إلى شخصية وطنية من خارج الطاقم الحاكم وإلغاء مجلس قيادة الثورة وإعطاء الحرية الكاملة للقيادة العسكرية بالتصرف لمقاومة الغزو. فإذا إتحدت القوى الوطنية العراقية وإمتلكت زمام المبادرة والحكم، فلن تعود هزيمة الغزو مستحيلة.

ومعلوم إن القوى الوطنية مستعدة لمقاومة الغزو. وهي ربما لن تستطيع عمل أي شيء في الأيام أو الشهور الأولى للغزو خصوصا وتعلق الخونة بالحياة ولهاثهم خلف الحضوة وإستعدادهم لتشخيص الرموز الوطنية بالأسماء والعناوين، وهم بدأوا بفعل هذا، وللمتشكك مراجعة بيانات المركز الإعلامي للمجلس الأعلى على محطة النهرين،، هذه الحالة ستحتم على قوى مقاومة الغزو التخطيط الهادئ وإعادة التركيب بالكامل. ومعلوم أن الكفة ستكون لصالحها ورافدها الأول بذلك هو الشعب العراقي المشهود له بالوطنية، ورافدها الثاني هو الجيش العراقي، جيش ثورة تموز المجيدة. وأية قوة وطنية عراقية تستند إلى هذين الرافدين لن تقهر. والقوى الوطنية العراقية، علمانييها ومتدينيها، مؤهلة لأن تحكم العراق ولديها الإمكانية الكادرية والتراثية لذلك. وهي مهما إختلفت مساربها فستعمل ضمن الثوابت التالية:

1 – وحدة تراب الوطن بولا فدرلة ولا إقطاعيات سياسية. حكم بلدي مجلسي منتخب لولايات (محافظات) العراق وتوابعها، المجلس البلدي يقرر سياسة الولاية بلا تدخل من المركز. الجميع متساوون أمام القانون. الجنسية العراقية درجة واحدة فقط. تطبيق النظام المدني والضمان الإجتماعي.

2 – أن يكون رئيس الدولة دستوريا فقط وربما يحتفظ بوزارة الدفاع حتى حين. والنظام السياسي علماني برلماني، والحاكم الفعلي هو رئيس الوزراء، ومجلس الشعب هو مصدر التشريع.

3 - لا مساس بوحدة الجيش، ولا طاقمه، ولا بموقفه الوطني المعادي لأمريكا وإسرائيل. ولا مساس بقوته وخبراته العسكرية. إلغاء العقائدية السياسية فيه، وإلغاء الخدمة الإلزامية.

4 - حرية التحزب وتكوين الجمعيات السرية والعلنية، مع خضوعها للقضاء العام. إلغاء النظام العشائري، بشكله التعسفي مع عدم المساس بشكله الإجتماعي. أما الطائفية فالنظام الإنتخابي الحر سيلغي آنيا كل سلبيتها. حرية التجارة، حرية الملكية العقارية والخدماتية. تخصيص الصحف والمجلات ومحطات البث. إلغاء الرقابة على النشر مع إبقاء إمكانية المقاضاة بعد النشر أمام القانون بناءً على أسس دستورية.

5 - لا تسليم لأي مواطن عراقي لأية جهة دولية وتحت أي ظرف. المذنب يحاسب أمام القانون العراقي فقط. ولا وصاية على أي من مقومات السيادة الوطنية.

6 - إعادة البيئة العراقية إلى سابق عهدها. إعادة تخطيط وإعمار المدن وإلغاء كل المستحدثات التي فرضتها الحروب أو الأعراف الأمنية للنظام.

 



#نوري_المرادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سِر القصيدة المغيـّـبة!!
- الليلة التالية في الحان!!،،
- الموت الرابع!!
- نحوَ لقاء!!،،
- الهلاكوست (مذابح اليهود) حقيقة أم خيال؟!
- يا مرحبا، يا أشبال بدر!!
- الماركسية ووجود الله!!
- كشمير الشرق الأوسط - فدرالية كردستان
- ومضة اليأس
- شـَمـَاتـــة
- دكتاتورية البروليتاريا
- الى السيد عمرو موسى رئيس الجامعة العربية!!
- موت في المِهجر!!،،،
- سلاما آل البيت!!،،
- الدمع المراق لِما رسمته كُندليزا للعراق!!،،
- ما هي خلفيات هؤلاء حقيقة؟
- ديدن الجاهل!!
- الرد على تشبيه المدلسين
- السيد الفاضل إبرهيم عبد الفتاح المحترم
- الإعتراف بالجرم!!


المزيد.....




- عناصر من شرطة نيويورك تدخل جامعة كولومبيا
- شرطة مدينة نيويورك تبدأ اقتحام حرم جامعة كولومبيا وتعتقل الط ...
- لقطات فيديو تظهر لحظة اقتحام الشرطة الأمريكية جامعة كولومبيا ...
- اتفاق بين جامعة أميركية مرموقة والحركة الطالبية المؤيدة للفل ...
- شرطة نيويورك تقتحم جامعة كولومبيا وتفض الاعتصام الداعم لغزة ...
- ترامب لا يستبعد حدوث أعمال عنف من مؤيديه إذا خسر الانتخابات. ...
- -كلاشينكوف- تسلّم القوات الخاصة الروسية دفعة جديدة من الأسلح ...
- حاولوا التقاطها بأيديهم.. لحظات تحبس الأنفاس لسقوط سيدة من ...
- -تدمير ميركافا وكمين محكم وإصابات مباشرة-..-حزب الله- ينشر م ...
- هلع كبير على متن رحلة إسرائيلية من دبي إلى تل أبيب


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - مع الأحداث