أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حازم كويي - تسع أطروحات حول تراجع النمو الاشتراكي البيئي*















المزيد.....

تسع أطروحات حول تراجع النمو الاشتراكي البيئي*


حازم كويي

الحوار المتمدن-العدد: 7826 - 2023 / 12 / 15 - 12:38
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ميكائيل لووي
ترجمة :حازم كويي

1. إن الأزمة البيئية هي بالفعل أهم قضية اجتماعية وسياسية في القرن الحادي والعشرين، وسوف تصبح أكثر أهمية في الأشهر والسنوات المقبلة. وسوف يتقرر مستقبل الكوكب، وبالتالي البشرية، وفي العقود القليلة المقبلة. وكما توضح الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ((IPCC، هناك خطر حدوث تغير مناخي كارثي لا رجعة فيه إذا تجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية مستويات ما قبل فترة الصناعة بمقدار 1.5 درجة مئوية. ماهي تلك العواقب؟ منهاعلى سبيل المثال لا الحصر: انتشار الحرائق الضخمة التي تدمر جزءاً كبيراً من الغابات؛ واختفاء الأنهار واستنزاف احتياطيات المياه الجوفية؛ وزيادة الجفاف والتصحر في التربة؛ ذوبان واختفاء الجليد القطبي وارتفاع مستوى سطح البحر، مما سيؤدي إلى غمر المدن الكبرى للحضارة الإنسانية - هونغ كونغ، كلكتا، البندقية، أمستردام، شنغهاي، لندن، نيويورك، ريو دي جانيرو. بعض هذه الأحداث قد بدأت تحدث بالفعل: فالجفاف يهدد الملايين من البشر في أفريقيا وآسيا بالجوع؛ وصل ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف إلى مستويات لا تطاق في بعض مناطق العالم؛ فالغابات تحترق في كل مكان، والمناطق التي تندلع فيها هذه الحرائق أصبحت واسعة النطاق على نحو متزايد. ويمكن الاستشهاد بالعديد من الأمثلة الأخرى. بمعنى ما، لقد بدأت الكارثة بالفعل، لكنها سوف تتفاقم خلال العقود القليلة المقبلة، أي قبل عام 2100 بفترة طويلة. إلى أي مدى يمكن أن ترتفع درجة الحرارة؟ في أي درجة حرارة ستكون حياة الإنسان على هذا الكوكب مهددة؟ لا أحد لديه إجابة على هذه الأسئلة. وهذه مخاطر هائلة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية. وسيكون عليك العودة إلى عصر البليوسين، لملايين سنين خلت، لتجد ظروف مناخية مشابهة لتلك التي يمكن أن تصبح حقيقة في المستقبل بسبب تغير المناخ.

2. على من وأين تقع المسؤولية عن هذا الوضع؟ يجيب العلماء: بالإجابة الصحيحة ولكنها مختصرة إلى حد ما: لقد عاش الإنسان على الأرض منذ مئات الآلاف من السنين، لكن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لم يبدأ في الزيادة إلا بعد الثورة الصناعية ولم يصبح خطراً على الحياة إلا بعد عام 1945. جوابنا بإعتبارنا ماركسيين، هو أن النظام الرأسمالي هو المذنب. إن المنطق السخيف وغير العقلاني للتوسع والتراكم اللانهائي، والإنتاجية، والهوس بالسعي وراء الربح بأي ثمن، هي المسؤولة عن دفع الإنسانية إلى حافة الهاوية.
إن مسؤولية النظام الرأسمالي عن الكارثة الوشيكة معروفة على نطاق واسع. في رسالته العامة [Laudato siʼ 2015]، تحدث البابا فرانسيس، دون استخدام كلمة "الرأسمالية"، ضد النظام المنحرف هيكلياً للعلاقات التجارية وعلاقات الملكية الذي يعتمد حصرياً على "مبدأ تعظيم الربح" والظلم الاجتماعي. وكذلك تدمير بيتنا المشترك، الطبيعة. إن الشعار الذي يُردد في المظاهرات البيئية في مختلف أنحاء العالم هو "تغيير النظام، وليس تغير المناخ". وموقف الممثلين الرئيسيين لهذا النظام، والمدافعين عن "العمل كالمعتاد" ــ الملياردية، والمصرفيين، ومن يُسمون بالخبراء: المطلعون على بواطن الأمور والأوليغارشيين والسياسيين - يمكن مقارنتها بلويس الخامس عشر، بالجملة المنسوبة إليه: “Après moi le déluge” (من بعدي الطوفان). إن الفشل الكامل للعشرات من مؤتمرات الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في إتخاذ الحد الأدنى من التدابير اللازمة لوقف هذه العملية يوضح إستحالة حل الأزمة ضمن حدود النظام القائم.

3. هل يمكن أن تكون "الرأسمالية الخضراء" حلاً؟ قد تكون الشركات الرأسمالية والحكومات مهتمة بالتنمية (المربحة) لـ "الطاقات المستدامة"، لكن النظام كان يعتمد على الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز) لمدة ثلاثة قرون ولا يُظهر أي علامات الاستعداد للتخلي عنه. لا يمكن للرأسمالية أن توجد بدون النمو والتوسع وتراكم رأس المال والسلع والأرباح، ولا يمكن أن يستمر هذا النمو دون الاستخدام المكثف للوقود الأحفوري.
لقد أثبتت الحلول الرأسمالية الخضراء الزائفة، مثل "تجارة انبعاثات الكربون"، و"آليات التعويض"، وغيرها من التلاعبات بما يسمى "اقتصاد السوق المُستدام" أنها عديمة الفائدة تماما. وبينما يتواصل"التخضير" زيادة الوعي البيئي؛ ومع استمرار التقدم في إدخال المكونات البيئية، تتزايد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير وتقترب الكارثة أكثر فأكثر. لا يوجد حل للأزمة البيئية في إطار الرأسمالية، وهو نظام ملتزم بالكامل بالإنتاجية والنزعة الاستهلاكية والنضال المرير من أجل الحصول على حصة في السوق. إن منطقها المنحرف بطبيعته يؤدي حتماً إلى انهيار التوازن البيئي وتدمير النظم البيئية. وقد عبرت غريتا تونبيرغ(ناشطة سويدية) عن الأمر بهذه الطريقة: "من المستحيل حسابياً حل الأزمة البيئية في ظل النظام الاقتصادي الحالي".
وكان نظام الاتحاد السوفييتي ـ أياً كانت مزاياها أو عيوبها ـ يعتمد أيضاً على منطق النمو، معتمداً على نفس الموارد الأحفورية التي يعتمد عليها الغرب. وكان قسم كبير من اليسار في القرن الماضي يتبنى إيديولوجية النمو باسم "تنمية القوى الإنتاجية". إن الاشتراكية الإنتاجية التي تتجاهل الأزمة البيئية غير قادرة على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.
4. إن انعكاس وحركة تراجع النمو التي ظهرت في العقود الأخيرة قد ساهمت بشكل كبير في البيئة الراديكالية من خلال معارضة أسطورة "النمو" غير المحدود على كوكب محدود. ولكن تراجع النمو في حد ذاته لا يشكل منظوراً اقتصادياً واجتماعياً بديلاً: فهو لا يحدد نوع المجتمع الذي ينبغي أن يحل محل النظام الحالي. ويريد بعض أنصار تراجع النمو تجاهل مشكلة الرأسمالية والتركيز فقط على الإنتاجية والاستهلاك، مع تعريف المذنب بأنه "الغرب"، أو "التنوير"، أو "البروميثيانية". ويحدد آخرون، الذين يمثلون الجانب اليساري من الحركة المناهضة للنمو، النظام الرأسمالي بوضوح باعتباره المسؤول عن الأزمة ويعترفون باستحالة "تراجع النمو الرأسمالي".
في السنوات الأخيرة، كان هناك تقارب متزايد بين الاشتراكية البيئية وتراجع النمو: حيث يتبنى كلا الجانبين حجج الطرف الآخر، وبالتدريج تم أعتماد أقتراح "تقليص النمو الاشتراكي البيئي" كأساس مشترك.
5. لقد تعلم الاشتراكيون البيئيون الكثير من حركة تراجع النمو. ولذلك فإن الاشتراكية البيئية تتبنى بشكل متزايد الحاجة إلى تراجع النمو في عملية الانتقال إلى مجتمع بيئي أشتراكي جديد. أحد الأسباب الواضحة لذلك، هو أن معظم الطاقات المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية (أ) تتطلب مواد خام غير متوفرة على نطاق غير محدود و (ب)تكون متقطعة وتعتمد على الظروف المناخية (طاقة الرياح والطاقة الشمسية). وبالتالي، لا يمكنها أن تحل محل الوقود الأحفوري بالكامل. ولذلك فمن الضروري إجراء تخفيض كبير في استهلاك الطاقة وهو أمر لامفر منه. ومع ذلك، فإن المشكلة ذات طبيعة أكثر عمومية: يعتمد إنتاج معظم السلع على استخراج المواد الخام، والتي أ) أصبحت محدودة بشكل متزايد و/أو ب) تتسبب بمشاكل بيئية خطيرة عند أستخراجها. وتشير كل هذه العناصر إلى الحاجة إلى خفض النمو.
يشمل تراجع النمو الاشتراكي البيئي الحاجة إلى تخفيض كبير في الإنتاج والاستهلاك، لكنه لا يقتصر على هذا البعد السلبي. يحتوي على برنامج إيجابي لمجتمع اشتراكي يقوم على التخطيط الديمقراطي والحكم الذاتي وإنتاج قيم الاستخدام بدلاً من السلع والخدمات الأساسية المجانية ووقت الفراغ لتنمية رغبات الإنسان وقدراته - مجتمع بلا استغلال وسيطرة طبقية والسلطة الأبوية وجميع أشكال الإقصاء الاجتماعي.
6. ليس لتراجع النمو الاشتراكي البيئي مفهوم كمي بحت لتراجع النمو باعتباره انخفاضاً في الإنتاج والاستهلاك. فهويقترح الفروق النوعية. ولا ينبغي لنا أن نخفض فحسب، بل ينبغي لنا أن نزيل بعض المنتجات ــ على سبيل المثال الوقود الأحفوري، والمبيدات الحشرية، والغواصات النووية، والإعلانات. أما البعض الآخر – مثل السيارات الخاصة وأستهلاك اللحوم والطائرات – فينبغي تخفيضها بشكل كبير. ولا يزال يتعين تطوير مشاريع أخرى ــ مثل الأغذية العضوية، ووسائل النقل العام، والإسكان الخالي من الكربون. لا تكمن المشكلة في "الاستهلاك المفرط" المجرد، بل في نمط الاستهلاك السائد القائم على الاستحواذ الواضح، والهدر الهائل، والاغتراب بسبب الحسابات التجارية، والتراكم القهري للسلع، والشراء القسري للروايات الزائفة المستوحاة من "الموضة". من الضروري وضع حد لإهدار الرأسمالية الوحشي للموارد، على أساس الإنتاج على نطاق واسع لمنتجات عديمة الفائدة ومضرة: وتشكل صناعة الأسلحة مثالاً جيداً، ولكن جزءاً كبيراً من "السلع" المنتجة في ظل الرأسمالية مع تقادمها، ليس لها أي فائدة أخرى سوى تحقيق الأرباح للشركات الكبيرة. إن المجتمع الجديد،من شأنه أن يوجه الإنتاج نحو تلبية الاحتياجات الحقيقية، بدءاً بما يمكن تسميته "بالكتاب المقدس" - الماء والغذاء والملبس والإسكان - ولكن أيضاً مع هذه الخدمات الأساسية: الرعاية الصحية والتعليم والنقل والثقافة.
كيف يمكننا التمييز بين الاحتياجات الحقيقية والاحتياجات الاصطناعية والخيالية والمؤقتة؟ وهذا الأخير ناتج من خلال التلاعب العقلي، الناجمة عن الإعلانات. ورغم أن الإعلان يشكل بُعداً لا غنى عنه في إقتصاد السوق الرأسمالي، فإنه لم يعد له مكان في مجتمع ينتقل إلى الاشتراكية البيئية، حيث سيتم استبداله بمعلومات حول السلع والخدمات التي تقدمها جمعيات المستهلكين. معيار التمييز بين الحاجة الحقيقية والمصطنعة هو أستمرارها بعد إلغاء الإعلانات (كوكا كولا!). وبالطبع ستستمر العادات الاستهلاكية القديمة لبعض الوقت، ولا يحق لأحد أن يقول للناس ما هي أحتياجاتهم. يعد تغيير أنماط الاستهلاك عملية تاريخية وتحدياً تعليمياً أيضاً.
7. إن الجهد الرئيسي في عملية خفض النمو العالمي يجب أن تبذله بلدان الشمال الصناعي (أمريكا الشمالية وأوروبا واليابان)، وهي البلدان المسؤولة عن التراكم التأريخي لثاني أوكسيد الكربون منذ الثورة الصناعية. وهي أيضاً مناطق من العالم، حيث مستويات الاستهلاك وخاصة بين الطبقات المتميزة، غير مستدامة ومُهدرة بشكل واضح.
إن البلدان "المتخلفة" في الجنوب العالمي (آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية)، حيث الاحتياجات الأساسية بعيدة كل البعد عن تلبية احتياجاتها، تحتاج إلى "عملية تنمية" تشمل بناء السكك الحديدية وشبكات المياه والصرف الصحي والنقل العام وغيرها من البنية التحتية. . ومع ذلك، لا يوجد سبب يمنع تحقيق ذلك من خلال نظام إنتاج صديق للبيئة وقائم على الطاقة المتجددة. وسوف تحتاج هذه البلدان إلى زراعة كميات كبيرة من الغذاء لإطعام سكانها الجائعين، ولكن من الممكن القيام بذلك ــ كما زعمت حركات المزارعين المُنظمة في مختلف أنحاء العالم في شبكة(Vía Campesina ) لسنوات ــ من خلال الزراعة العضوية الفلاحية القائمة على الوحدات الأسرية، ويمكن تحقيق التعاونيات أو المزارع الجماعية بشكل أفضل. وهذا من شأنه أن يحل محل الأساليب المدمرة والمعادية للمجتمع التي تتبعها الزراعة الصناعية، والتي تعتمد على الاستخدام المكثف للمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية والكائنات المُعدلة وراثيا. يركز الاقتصاد الرأسمالي لبلدان الجنوب العالمي حالياً على إنتاج السلع لماركاتها المميزة (السيارات والطائرات والسلع الفاخرة) والسلع المصدرة إلى السوق العالمية (فول الصويا واللحوم والزيت). إن التحول البيئي في الجنوب، الذي يدعو إليه الاشتراكيون البيئيون، من شأنه أن يقلل أو يزيل هذا النوع من الإنتاج ويهدف بدلاً من ذلك إلى تحقيق السيادة الغذائية وتطوير الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم، والتي تتطلب في المقام الأول العمالة البشرية بدلاً من السلع.
8. من الذي يُمكن أن يكونَ موضوعاً للنضال من أجل تراجع النمو الاشتراكي البيئي؟ إن الدوغمائية العمالية/الصناعية التي سادت القرن الماضي لم تعد قائمة. والقوى التي تقف الآن في طليعة النقاش الاجتماعي البيئي هي: الشباب والنساء والسكان الأصليون والمزارعون. إن مقاومة مجتمعات السكان الأصليين في كندا والولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية ونيجيريا وأماكن أخرى ضد حقول النفط وخطوط الأنابيب ومناجم الذهب الرأسمالية موثقة جيداً؛ فقد نشأت من تجربتهم المباشرة مع الديناميكيات المُدمرة لـ "التقدم" الرأسمالي والتناقض بين روحانيتهم وثقافتهم و"روح الرأسمالية".
إن النساء حاضرات بقوة في حركة المقاومة للسكان الأصليين، وكذلك في الانتفاضة الشبابية الضخمة التي أشعلتها دعوة غريتا تونبيرغ للعمل - وهي أحد مصادر الأمل العظيمة للمستقبل. إن المشاركة الجماعية للنساء في التعبئة، كما يوضح النسويون البيئيون، تنبع من حقيقة أنهن أول ضحايا التدمير البيئي للنظام.
كما بدأت النقابات العمالية بالمشاركة هنا وهناك. وهذا أمر مهم لأنه في نهاية المطاف لا يمكننا التغلب على النظام دون المشاركة النشطة للعاملين في المناطق الحضرية والريفية، الذين يشكلون غالبية السكان. الشرط الأول في أي حركة هو الجمع بين الأهداف البيئية (إغلاق مناجم الفحم، وآبار النفط، ومحطات الطاقة التي تعمل بالفحم، وما إلى ذلك) مع ضمان توظيف الموظفين المُتضررين. وقد زعم النقابيون ذوو التوجه البيئي أن هناك الملايين من "الوظائف الخضراء" التي سيتم إنشاؤها في عملية التحول البيئي.
9. إن تراجع النمو الاشتراكي البيئي هو مشروع للمستقبل وفي نفس الوقت أستراتيجية للنضال هنا، والآن. ولا يمكننا أن ننتظر حتى تصبح الظروف "ناضجة". من الضروري تحقيق التقارب بين النضالات الاجتماعية والبيئية ومكافحة مبادرات القوى الأكثر تدميراً في خدمة "النمو" الرأسمالي. وتشكل مقترحات مثل الصفقة الخضراء الجديدة، في أشكالها الأكثر تطرفاً، والتي تتطلب التخلي الفعلي عن الوقود الأحفوري، جزءا من هذه المعركة - ولكنها ليست مقترحات تقتصر على إعادة تدوير النظام.
ومن دون أي أوهام بشأن "الرأسمالية النظيفة"، يتعين على المرء أن يحاول كسب الوقت وفرض بعض التدابير الأولية على أولئك الذين يتولون السلطة لخفض النمو، بدءاً بتخفيض جذري في انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي. إن الجهود المبذولة لوقف خط أنابيب Keystone XL،(هو نظام خط أنابيب النفط في كندا والولايات المتحدة، صدر ترخيصه منذ 2010) أو منجم الذهب الملوث، أو محطة توليد الطاقة التي تعمل بالفحم، هي جزء من حركة مقاومة أكبر أطلقت عليها الناشطة المعروفة Naomi Klein أسم Blockadia. (Naomi Klein، هي صحفية سياسية وكاتبة ومؤلفة أفلام تسجيلية كندية. تتميز بكتابتها المناهضة للسياسات النيوليبرالية، والتحليلية لسياسات الشركات متعددة الجنسيات والعولمة الاقتصادية. تكتب عمود بصورة غير منتظمة بجريدة الغارديان The Guardian وThe Nation ومطبوعات آخرى. كانت في العراق مراسلة لجريدة Harper s Magazin )
ولا تقل أهمية عن ذلك التجارب المحلية في مجال الزراعة العضوية والطاقة الشمسية التعاونية وإدارة موارد المجتمع.
إن مثل هذه الصراعات حول مسائل محددة تتعلق بخفض النمو تشكل أهمية كبيرة، ليس فقط لأن الانتصارات الجزئية موضع ترحيب في حد ذاتها، بل لأنها تساعد أيضاً في رفع الوعي البيئي والاشتراكي، بينما تعمل في الوقت نفسه على تعزيز النشاط والتنظيم الذاتي من الأسفل. وهذه العوامل تعتبر متطلبات حاسمة وضرورية لإحداث تحول جذري في العالم، وهذا يعني، من أجل "انتقال عظيم" إلى مجتمع جديد ونمط جديد للحياة.

*كتب هذا المقال قبل أنعقاد قمة الأمم المتحدة للمناخ COP28 في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023 في مدينة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة .



#حازم_كويي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأغنياء المحسنون لن يحلوا أزمة الجوع في أفريقيا
- الليبرالية الجديدة تلوح مرة أخرى في الأرجنتين
- عودة صعود الصين الى أحد المراكز العالمية. القسم الثاني
- البرازيل: أصلاحات واسعة النطاق ضد الفساد.
- عودة صعود الصين الى أحد المراكز العالمية
- نقاط القوة والضعف في النظام الاجتماعي في الصين
- الأمة الصينية والسياسة في شين جيانغ الفصل التاسع من كتاب - إ ...
- “البحر يحدد وتيرة ومدى التغير المناخي”
- عضوة الكونغرس الأمريكي،ألكسندريا كورتيز ورحلتها الأخيرة إلى ...
- الاشتراكية كاقتصاد مختلط مخطط.الفصل الثامن من كتاب-إعادة أكت ...
- هل الديمقراطية الليبرالية هي الديمقراطية الوحيدة؟الجزء2
- هل الديمقراطية الليبرالية هي الديمقراطية الوحيدة؟
- عمل الصيغتين العامتين للأشتراكية في الصين
- تحول الصين من خلال هيمنة الحزب الشيوعي على المجتمع
- الحزب الشيوعي الصيني كإمبراطور شيوعي.
- الأشتراكية أم رأسمالية الدولة. الفصل الثالث من كتاب-إعادة أك ...
- أَرق دنغ شياو بينغ والحلم الصيني
- الجانب الآخر من وجهة نظر الضفدعة
- في أصل مجرة درب التبانة
- الحرب في أوكرانيا - لماذا تحتاج أوروبا إلى سياسة انفراج جديد ...


المزيد.....




- مشادات بين متظاهرين في جامعة كاليفورنيا خلال الاحتجاجات المن ...
- إصدار جديد لجريدة المناضل-ة: تحرر النساء والثورة الاشتراكية ...
- ??کخراوکردن و ي?کگرتووکردني خ?باتي چيناي?تي کر?کاران ئ?رکي ه ...
- عاش الأول من أيار يوم التضامن الطبقي للعمال
- اندلاع اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب ...
- الولايات المتحدة: اعتقال مئة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطين ...
- اعتقال الشرطة الأمريكية متظاهرين في جامعة كولومبيا يؤجج الاح ...
- الحزب الشيوعي العراقي: معا لتمكين الطبقة العاملة من أداء دو ...
- -إكس- تعلّق حساب حفيد مانديلا بعد تصريحات مؤيدة لأسطول الحري ...
- انتشار التعبئة الطلابية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حازم كويي - تسع أطروحات حول تراجع النمو الاشتراكي البيئي*