|
السّيدة لطيفة أخربَاش تُحاضر بفاس حَول التّضليل الإعلامي
ادريس الواغيش
الحوار المتمدن-العدد: 7820 - 2023 / 12 / 9 - 18:48
المحور:
الادب والفن
بقلم: إدريس الواغيش في إطار الأنشطة التي العلمية والفكرية التي دأبت على القيام ها جامعة سيدي محمد بن عبد الله، احتضن مركز الندوات بالمدرسة العليا للتكنولوجيا درسا افتتاحيات جامعيا، كان تحت عنوان: «التضليل الإعلامي في زمن الأزمات، زلزال الحوز نموذجا»، وذلك صباح يوم الجمعة 8 دجنبر2023م. اللقاء حضره رئيس الجامعة وعمداء الكليات والمعاهد بها، ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين فاس- مكناس ومديرة الإذاعة الجهوية بفاس وأساتذة جامعيون وطلبة وإعلاميون وشخصيات عامة من المجتمع المدني. وقد جاء اللقاء في خِضَمّ ما يعرفه المُجتمع الدولي إعلاميا من اختلاط بين الحابل بالنابل، وتضارب في الأنباء وكثرتها، إلى درجة يصعب التّمييز بين الصّادق منها والأكاذيب المُضللة. في البداية رحّب السيد رئيس الجامعة بالأستاذة المُحاضرة لطيفة أخرباش رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بالمغرب، وهي بالإضافة إلى ذلك، كانت وزيرة سابقة وسفيرة سابقة، وتعمل خبيرة ومستشارة في الإعلام وأستاذة له، ولها عدة منشورات في جرائد ومجلات عربية ودولية، وقد وشِّحت بأوسمة الاستحقاق وطنيا ودوليا في أكثر من مناسبة. بدأت السيدة لطيفة محاضرتها الغنية بالمعلومات والأرقام والوقائع، والتي يصعب اختزالها في مقال أو ورقة، بمقاربة التضليل الإعلامي بين المفهوم والتطور، وما سر هذا الانتشار الواسع للتضليل الإعلامي، وكلفته الباهظة على عدة مستويات: النفسية، الاجتماعية، الاقتصادية وغيرها. انتقلت بعد ذلك إلى تبسيط سبل محاربة هذا التضليل الإعلامي، خصوصًا في الأزمات والِمحَن التي تمر منها بعض الشعوب والمجتمعات، بما في ذلك «حتى المجتمعات والدول الأكثر وعيا وغنى وتقدما مثل الولايات المتحدة، وما ينتج عن ذلك من تبعات اجتماعية وكلفة اقتصادية باهظة الثمن»، تقول المحاضرة. وما يترتب على ذلك من مخاطر في المستقبل القريب أو البعيد، بعدما عرفته العلوم من طفرة في الذكاء الاصطناعي وسهولة في تمرير التضليل الإعلامي، وإمكانية مُمارسته عن قصد أو من دونه، ثم «كيف نحصن الفرد والمجتمع ضد هذا التضليل الإعلامي، الذي قد يكون مقصودا في الغالب لأغراض مختلفة» تقول أخرباش، وقد يكون من أهمها: الاقتصاد، السياسية، العلوم، التاريخ، البيئة...إلخ. وقد جاء على لسان المحاضرة أن «التضليل الإعلامي جائحة وآفة كونية»، وقد استفحلت هذه الظاهرة وأصبحت أكثر من وقت مضى أداة للتحرك الجيوستراتيجي، ولذلك يجب إيجاد الحلول للتصدي لها «من أجل سلامة المعلومة والمعرفة»، ولكن يبقى السؤال تضيف المحاضرة «كيف السبيل إلى ذلك كون المساس بالحرية؟». والتضليل الإعلامي عدة مستويات، تضيف المحاضرة، «هناك التضليل الناتج عن نشر الكذب، ويكون في الغالب متعمدا وعن قصد، إما لغاية الربح أو التأثير على قناعات وسلوكيات أو الإضرار بمصلحة فرد أو بلد أو جماعات أو مؤسسات»، وهذا النوع من التضليل، تضيف السيدة أخرباش، يقوم به عادة «أفراد أو جماعات منظمة-Désinformation، وفصَّلت المحاضرة أمام الحضور أنواع التضليل الإعلامي وأهدافه. وكيف أن هذه الظاهرة ليست جديدة، وأن عدة عوامل «ساهمت في تطورها، بعد أن مارسها الإنسان منذ القديم ولنفس الأغراض أو شبيهاتها، من بينها التطور الهائل لشبكات الاجتماعي والمنصات الرقمية». وأضافت السيدة أخرباش أن «ترويج الأخبار الزائفة لم يعد معطى عرضيا، ولكنه اخترق المنظومة التواصلية الشمولية، بما في ذلك محيطنا اليومي الذي نعيش فيه». ثم قدمت للجمهور الحاضر تفصيلا عن المجال الحيوي الإعلامي الجديد ونسبة المئوية الموزعة بين المواقع الالكترونية والشبكات الاجتماعية والتيك توك محليا ولإفريقيا وعالميا، وكيف أنها أصبحت تقاسم قنوات التواصل التقليدية، إن لن نقل تتفوق عليها في كثير من المجالات. واقتحمت خاصيات التضليل الإعلامي في الواقع الجديد للمنظومة الإعلامية، من حيث كونه سلاسل إنتاج وتداول، وكيف يراهن صانعو الأخبار الزائفة على مكان الهشاشة عن المتقين، واختتمت السيدة أخرباش محاضرتها بما وقع في كارثة الزلزال الذي ضرب الحوز من تجاوزات من قبل بعض المؤثرين، وكيف تم تداول بعض الأخبار الزائفة التي تمت فبركتها وتداولها الناس بصفتها صحيحة وحديثة العهد، وهي تعود في الأصل إلى أحداث قديمة، ولكن تم توظيفها للتشويش، كما وقع للمنزل المنهار في الدار البيضاء، وتم تداوله من باب التضليل على أنه كان نتيجة أحداث الحوز الأخيرة المؤلمة.
#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حِينَ يكُونُ الدّاعِمُ فِي حَاجَةٍ إلى دَعم...!!
-
نوستالجيا: بين تاغنجا وصلاة الاستسقاء
-
توحيدُ العَرب وإسعادُهم اختصاصٌ مغربي...!!
-
جماعة فاس- سايس تختار ذروة حرارة غشت لتقليم الأشجار
-
اللبؤات الجميلات... فخرُ المَملكة
-
-شحات- الأهلي
-
هذا الليل الحزين
-
ثالوث المعرفة التنويرية في الغرب الإسلامي
-
تاونات، من مدينة عبور إلى ملتقى للإبداع والثقافة والشعر
-
قصة قصيرة: مُجرّد قِناع
-
ندوة تناقش بفاس المغرب والأندلس من خلال إنتاجات لسان الدين ب
...
-
نوستالجيا: تازة والبحث عن زمن صبي...!!
-
الأغنام تعوّض الأسماك وطيور البط البرّي في «ضاية عَـوّا»
-
محمد بوهلال في سيرَة روائية جديدة
-
مبارك ربيع: أعمل على أن أتواضع كثيرا، لأنني أخشى على نفسي
-
كأي غصن مثقل بالأمنيات
-
بين تقاطعات التنوير ونوازع التغيير في الإعلام والسوسيولوجيا
-
«حربُ الـگـوم» وأسئلة التأريخ لما بعدَ الكولونيالية
-
راكع بين يديك..!!
-
المغاربة قادمون...!!
المزيد.....
-
جنيف.. قطع أثرية من غزة في معرض فني
-
مسرحية -عن بعد..- وسؤال التجريب في المسرح المغربي
-
كاتبة هندية تشدد على أهمية جائزة -ليف تولستوي- الدولية للسلا
...
-
الملك الفرنسي يستنجد بالسلطان العثماني سليمان القانوني فما ا
...
-
بين الذاكرة والإرث.. إبداعات عربية في مهرجان الإسكندرية السي
...
-
شاهد: معرض الرياض الدولي للكتاب 2024
-
السفير الإيراني في دمشق: ثقافة سيد نصرالله هي ثقافة الجهاد و
...
-
الجزائر.. قضية الفنانة جميلة وسلاح -المادة 87 مكرر-
-
بمشاركة قطرية.. افتتاح منتدى BRICS+ Fashion Summit الدولي لل
...
-
معرض الرياض للكتاب يناقش إشكالات المؤلفين وهمومهم
المزيد.....
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال
...
/ مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
-
المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر
...
/ أحمد محمد الشريف
-
مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية
/ أكد الجبوري
-
هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ
/ آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
-
توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ
/ وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
-
مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي
...
/ د. ياسر جابر الجمال
-
الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال
...
/ إيـــمـــان جــبــــــارى
-
ظروف استثنائية
/ عبد الباقي يوسف
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل
...
/ رانيا سحنون - بسمة زريق
المزيد.....
|