|
إِلَيْكَ... يَا ابْنَ العَمْ: لاَ نَامَ وَ لَا اطْمَئَنْ مَنْ يَبْنِي حُكْمُهُ عَلَى الدَمْ.
كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 7818 - 2023 / 12 / 7 - 13:25
المحور:
القضية الفلسطينية
من بيت الأدب في أرض العرب، من تونس سُرّة العالم و واحة السّلام على خريطة الفِتن، مِن حاملة لواء القلم إلى المتحدّث العربي باسم جيش الكيان المحتل: السيد أفيخاي أدرعي: أحييّكَ بتحيّة السّلام، السّلام الذي أحيّيك به هو السّلام الذي أعرفه و أنشده و لا أخاله هو نفسه ذلك السّلام الذي تعرفه. سمعتُك تتكلّم كثيرا عن السّلام بلسانك العربي شبه الفصيح على عكس ما يعمل بسلاحه العبري جيشك الغاصب القبيح، فأين القول من الفعل؟ و هل قولك قول و الفعل عندكم غير القول؟؟! إنّ السّلام مطلبا عزيزا، يا ابن العم، حارت فيه النفوس منذ الأزل و لكن بعد طول ليل هذه الحرب بيننا آن لفجر السّلام أن يحِل و لكنه هذه المرّة سيكون سلام الشّجعان بحق و ليس فقط كما قالها يوما عرفات و هو يعلم في داخله أنّه مغلوب من هذا الطرف و من ذاك الطّرف: من العدو خاصّة و بالأخص من العرب. السيد المتحدث العربي باسم جيش الكيان المحتل: أحاديثك الطويلة عن السّلام و المحبّة و التسامح مهمّة و جميلة بلغتك العربية المفكّكة و المُحبّبة في آن. و لأنّك تدعو للخير مطلقا و الله وحده يعلم ما في قلبك، فإنه ساءني أن يصبَّ عليك متابعوك العرب سيول الشتائم و القذارات التي تُسيء أوّل ما تُسيء للّغة العربية المقدّسة كما جاء على لسانك. و هنا أحبّ أن أقول لك أنّ هذه الإساءات ليست من شِيَمِ العرب و لا من أخلاق دِيننا القويم فاقبل اعتذاري نيابة عنهم و اعذرهم، فقد ضاعت أخلاق أغلب هذا الجيل و أضاعوا البوصلة بسبب فِتنتكم الحديثة التي زرعتموها بين البشر، لتتجسّسوا عليهم و تُوَجهوا أفكارهم و تسلبوا منهم إرادتهم و أعمارهم. لقد جعلتم لكل واحد منهم حائطا افتراضيا يظنه ملكه الخاص الذي لا رقيب عليه سواه، فيحتال به على النّاس و يرتكب عليه الموبقات و المعاصي ثم يسبّ فيه و يلعن من يشاء كما يشاء وقتما يشاء و هو يظن أنّه هكذا ارتاح من كل الأوجاع !! و كيف للمعاصي و فساد الأخلاق أن تداوي الموجوع الملتاع؟! اعذرهم، يا سيد أفيخاي، و دعهم في سبيلهم حتى يعرفوا كيف بالكلمة الطيّبة و حسن الخُلُق تهدأ النفس و يعمّها، بعد الخوف و الضياع، سلام. اعذرهم، يا ابن العم، و لا تلُمهم بعد اليوم و أنت تقرأ ما يقذفون على وجه حائطك من نفايات... و كيف لك، بالله عليك، أن تلومهم و العمل عملكم و البضاعة بضاعتكم و قد رُدّت عليكم كما رُدّت، في زمنكم الأوّل، بضاعة أبناء يعقوب الكائدين لأخيهم ابن أبيهم: نبي الله يوسف عليه السلام!! أتعرف، يا سيد أفيخاي، أنّ ما ساءني حقا، و أكثر بكثير من إساءة جمهور المتابعين غير المؤدّبين، هو أن تُسيء إليك مطربتين عربيتين ذواتا شهرة و صيت رغم انّك كنت –كما تبدو دائما- مسالما و مؤدّبا في حديثك، و لكنهما أرادتا الرّكوب على الدّم الفلسطيني -كالعادة- لعلّهما تربحان متابعين و مُموّلين جُدد. ما كانا عليهما أن يفعلا... فهذه ليست أخلاق نساء العرب و لا هي من صفات أهل الفن. لو كانتا فنّانتان بحق لكانَ ردّهما على العدو بما تُجيدان فعله فقط و هو الفنّ. أمّا أن تنخرطا مع الغوغاء في الإساءة للناس عبر حوائط المنصّات الإجتماعيّة فذلك حال من لا يُجيد عمله، و لا يحترم فنّه، و لا يؤمن بحقّه و لا بقضيّته، و إلاّ فأين الفن فيما قالتا؟! و هل أقوى و أبقى مناصر للقضيّة الأم من صوت الفن الحق!! أكتفي بأن أقول لك هنا، يا ابن العم، أنّ للعرب مطربتان لا ثالث لهما: أم كلثوم و فيروز. فيهما موهبة و صدق و إحساس و منهما التزام و بذل و إخلاص فاسمع لهما و أعرض عن الباقيات. إن أحببتَ اخترتُ لك أغنية لكل واحدة منهما حقيقٌ بك أن تسمعهما في هذه الأيّام بالذّات: اسمع لكوكب الشرق: أصبح عندي الآن بندقية،إلى فلسطين خذوني... و اسمع للسيّدة فيروز: يا زهرة المدائن، يا قُدس يا مدينة الصّلاة... اسمع هذه المرّة بقلبك و بالإحساس و ستفهم ما خفي عنك دوما و أنت تُجهّز كلمة يومك لتخرج على جماهير العرب بما يجعلها تبكي تأثرا ممّا تراه من شفقة و رأفة جيش الاحتلال على سكان غزّة من دواعش حماس!! السيد أفيخاي أدرعي: مع الاستماع إلى مطربات العرب عليك أيضا أن تقرأ لكاتبات العرب و كالعادة أنصحك بحُسن الإختيار رغم أني صِرت أشك في أنكم تقرؤوننا بعناية و إلاّ لما آلت أموركم إلى ما آلت إليه من مهزلة ما بعد الطوفان. لقد كتبتُ لكم قبل طوفان الأقصى هذه الكلمات القليلة: إسرائيل تسفك الدّماء و تبغي من الله السّلامة،،، من يبني حكمه على الدّم لا كانَ حُكمه و لا هو كانَ. هل قرأتها يا ابن العم ...؟؟؟ حسبتك، و الله، قارئا خاصّة بعد أن قال لكم مرّة، موشي دايان، قائد جيشكم الرّاحل: إنّ العرب لا يقرؤون و بذلك فلتطمئن اسرائيل! أمّة اقرأ لا تقرأ و أنتم وحدكم القارئين! هكذا فهمتُ فكتبتُ و هكذا فهمتم فنِمْتُمْ!! لذلك أظنك حقا لم تقرأها! حسبتك، و الله، قارئا و بِكَ تطمئنّ إسرائيل! لو قرأتها وقتها لفهمتَ أمرا كبيرا و لو لم تفهمها وقتها لَفَهِمْتَ بعد طوفان الأقصى ذلك الدّرس العظيم: فالدّم لا يبرد و الثأر لا يهدأ و القلبُ لا يَنسى و لذلك لن تطمئن أبدا سافكة الدّماء دولة المكر و الخديعة أمّكم اسرائيل.
تونس في 20نوفمبر2023
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وَ هَلْ أَنَا اخْتَرْتُهُمْ؟!؟
-
نحن قوم للأدب خُلِقْنَا
-
للسّياسة، في تونس، نساء... لَسْتِ، يا عبير موسي، منهن!!
-
امرأة القلم
-
في يدها القلم و في رأسها القضية.
-
إلى رئيسنا الصالح المُصلح: حتّى ينصلح لكم البال!!
-
أَيُنْسَى دَمُ الصِّبْيَانْ؟!
-
قُلْ يَا ابْنَ العَمْ: وَ هَلْ أَنْتُمْ تَقْرَؤُونَ حَقًّا؟!
-
إلى الطاهر بن جلّون: الشاعر إمّا يكون مُتنبي أو لا يكون!
-
على باب الخمسين...
-
ارفعوا أيديكم رجوعا للحق و استسلاما!!
-
لا تبني وطن غيرك...لن يبني وطنك غيرك!
-
و اسمعي يا عَمّة لمفخرة الجزائر و كلّ العرب
-
احذري يا عَمَّة من التآمر على حبّ الوطن!!
-
حركة ʺالنهضةʺ : الحلّ ليس هو الحلّ
-
هل يعرف محامي المخلوع طباخ الرّئيس؟؟؟
-
عن المحامي الذي أراد أن يكون بورقيبة!!
-
المحامي المغرور الذي لا يعشق الظهور
-
استغاثة قاضي أمريكي...
-
مِدادُ قلمي في زمن الشدّة القيسيّة (3/4)
المزيد.....
-
مياه وردية اللون من الصنابير.. شاهد كيف يتعامل سكان هذه المد
...
-
كيف سينعكس التقارب بين تركيا ومصر على الصراعات الإقليمية؟
-
البولونيون يستعدون للهجوم على بيلاروس
-
الأمريكيون مصدومون من الأوكرانيين الذين يتدربون على F-16
-
نشطاء من حركة -تمرد ضد الانقراض- يغلقون الطريق السريع في لاه
...
-
صاروخ باليستي يسقط في إسرائيل من اليمن، والجيش يحقق في فشل ا
...
-
التضليل الإعلامي ـ سلاح روسيا -الناعم- لزعزعة الديمقراطيات
-
دراسة: الإنسان البدائي مر بنفس مراحل بلوغ الإنسان الحديث
-
تفاصيل مثيرة عن مرض نادر.. بريطانية تنفق نحو 8000 دولار على
...
-
طهران: قمر -جمران-1- رد إيراني على من يفرضون العقوبات
المزيد.....
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
المزيد.....
|