كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 7742 - 2023 / 9 / 22 - 19:41
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
كتبت شقيقة الناشط السياسي جوهر بن مبارك الموقوف في قضية التآمر على أمن الدولة تدوينة تُهنّئ فيها شقيقها بقبول ابنه الشاب لدراسة الهندسة في أوروبا مقابل مِنحة ʺهايلةʺ من عند ʺالعكريʺ كما قالت.
لقد أعلمته فعلمنا أن إدارة الجامعة هنا رفضت مَنْحَهُ مِنحة دراسية رغم أنه تمّ إعطاء منحة لمن حصل على المرتبة الأولى و الثالثة فيما تمّ استثناء ابنه صاحب المرتبة الثانية في كليّة المهندسين بتونس!!
إذا كان ما تقوله العمّة صحيحا فهو حدث خطير و مؤلم و تصرّف أخرق و وضيع ممّن أشرف على إسناد المِنح في الإدارة الجامعية، فالقانون واضح و صريح في نصِّهِ على شخصية العقوبة و أن لا يؤخذ ابنٌ بجريرة أبيه مهما كان جُرم هذا الأب الثابت لدى القضاء.
إنّ من منع المنحة عن من يستحقّها لا شكّ أنه يسعى في هذه الحالة للتزلّف للنظام و هو لا يدري أنه يَدُكُّ أساس هذا النظام الذي يريد أن يبني في تونس اليوم دولة الحق و العدل.
لعلّ هذا الإداري الخائن لمبدأ العدل لجديرٌ هو أيضا بان يُحاكم بسبب التآمر على أمن الدولة فأمن تونس يكمن أساسا في العدل بين أبناءها و خاصة شبابها المغدورة ثورته و الذي أتعبه القهر من تفشي المحسوبية و الرشوة و المحاباة في جهاز الإدارة الفاسد.
لذلك صرنا نرى، و نحن في تمام العجز، خيرة أبناءنا و هم يغادرون أرضنا تباعا... و لو كانوا خُيِّروا لما اختاروا وجع الانفصال و حُرقة الغربة.
يهاجر أغلب أبناءنا مُكرهين تاركين قلوبهم الغضّة الحزينة في وطنهم الأم تؤثثها ذكرياتهم الكثيرة مع الأم و الأب و الجدّة و الجد و الصاحب و المعلّم و الحبيب أو الحبيبة...
يحلمون ببلد جديد يحترم كيانهم و يوفّر لهم المال الذي يكفيهم و يقيهم شرّ الحاجة و لا يعلمون أنّهم يتركون وطنا بحاجة إليهم اليوم كما هم دوما بحاجة إليه!! وطنا لو صبروا فيه و كافحوا و أصلحوا من أنفسهم و ممن حولهم لانصلَحَ فيه الحال و لكنهم يغترّون كثيرا بالقشور فيتنافسون مع أقرانهم ليتباهوا بالشهائد الأجنبية و المال الأجنبي و الباسبور الأجنبي...
هم قد لا يعلمون أن هذا الأجنبي الذي يتلقفهم بأحضان مُريبة ليحافظوا له على تقدّمه العلمي و التقني يسرق أعمارهم و يستولي على عقولهم و يخطف منهم لحظات كانت ستمر دافئة بقرب الأسرة و الأحبّة فتمرّ باردة و موجعة في أيّام الغربة الخاوية و لياليها الباردة الكاوية.
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟