أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - أيّتها التلفزة الوطنية عُودِي...لقد انتهى زمن السّفاهة و التفاهة














المزيد.....

أيّتها التلفزة الوطنية عُودِي...لقد انتهى زمن السّفاهة و التفاهة


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 7564 - 2023 / 3 / 28 - 14:29
المحور: الادب والفن
    


إنّه زمنُ التِّيهِ في تونس ما بين رحيل بن علي... و قدوم قيس سعيد.
و إنّه لَزَمَنٌ سيئ و تافه و مُنحط أساسه الإثارة الفضّة الغليظة التي تهدف إلى تقويض الإنسان من الدّاخل.
صورة ذاك الزمن تجدونها في ʺفكرة سامي الفهريʺ التي يُكرّرها علينا باستمرار ليُغطّي على سرقاته المفضوحة لأفكار غيره في كلّ أعماله التلفزيونية.
أمّا فكرته الحقيقية و الوحيدة التي يُخفيها فهي سعيه الحثيث في تحطيم الشباب و الأجيال الناشئة عبر الولاء التام للمنوال الغربي الموبوء و الفاشل في النظام الأسري و الاجتماعي فلا يكاد يرى المشاهد لأعماله إلّا الخديعة و الخيانة و القتل و الدّماء و الكلام الفاحش في إطار باذخ، مُلوَّن و بَرّاق.
إنّها فكرة مبنية بدهاء على التلاعب بالغرائز البهيمية للنّاس لجعلهم عبيدا لدى تجّار الجنس و المخدّرات.
ما الفرق بين ما فعلوا و يفعلون و بين ما فعلته داعش؟؟؟
هم تماما مثلها، فالمُدبّر واحد، ها هم يأخذون الجيل الجديد من أُسرهم و مجتمعهم فيستعملونهم حسب ما يُخططون ثم يرمونهم أشباه جثث في مراكز الإدمان أو في المصحّات النّفسية و العقلية.
أذكر أنّي التقيت مع السيّد سامي الفهري سنة 2016 في سهرة رمضانية أقامها لتكريم فريق قناته بمناسبة الانتهاء من تصوير أعمال رمضان لذلك العام. و قد حضرت السّهرة بعد إلحاح كبير من أحدهم و كان قريبا لي، ذلك أنّي عدوّة لدودة للسّهرات من هذا النّوع.
خلال السّهرة و في توقيت بث مسلسله، كانت زوجته التي تجلس بجانبي تتحدّث في الهاتف ثم أغلقت الهاتف و قالت لزوجها، الذي كان في الطرف الآخر من الطاولة، و بصوت مسموع لجميع الحاضرين: يا سامي... الآن ʺصلامبوʺ فارغة تماما: أمّي تقول: لا أحد في الشارع الآن...كل شيء مغلق حتّى المقاهي.
تصوّرته لوهلة انقلاب...اليوم هو الأوّل من رمضان و للنهضة* مع ʺالباجيʺ** مخطّطات...و قد تكون هذه إحداها!!
لم يَطُل تخميني و وجدتها تواصل كلامها في انشراح: الشارع كلُّه فارغ...الكلّ يُتابع المسلسل!!
التفتَ لها و كان مشغولا بالحديث مع السيّد الهادي زعيّم مقدّم برنامجه: ʺفكرة سامي الفهريʺ و قال لها، بملامح متعبة و بابتسامة ماكرة مزهوّة: ʺو هل كان عندك شكّ حضرة الرّئيسة المديرة العامة للقناةʺ!!
إذن هو مسلسله الذي أفرغ ضاحية ʺصلامبوʺ من رُوّادها فَخَلاَ شارعها الرمضاني المزدحم من روّاده و كذلك قد يكون فعل في كلّ شوارع تونس...إنّه والله لَمسلسل بمفعول انقلاب.
عجبي...
لم أكن متابعة لمسلسلاته، تابعتُ شيئا من مسلسله الأوّل ʺمكتوبʺ و لم أجد نفسي فيه فهجرته كما أهجر عادة كلّ الأعمال المزيّفة و المنمٌقة بأحدث الديكورات و السيارات و بِعُري البنات.
و لكني في المقابل كنت أقرأ ما يُكتب عنه و ما يقوله هو عن نفسه لأفهم دوافع هذا الذي جعلته الأيّام البائسة متحكّما في توجيه هذا الجيل المسكين إلى ثنايا و مَطبّات مُهلكة.
أتذكّر أنه في نهاية السّهرة و عندما سلّمت عليه و أنا أهُمّ بالخروج قلت له: إنك أمام مسؤولية عظيمة في توجيه الشباب.
لا أتصوّر أنّه فهم قصدي أو السّبب فيما قلت فهو لم يراني إلاّ يومها.
ابتسم و طاطأ رأسه كالخجلان- و كأنّه ظنّه مدحا- و قال لي: ʺمِرسي مدام...مرسي مدامʺ.
كان شاهدا على الموقف وقتها شخصان أحدهما الصحافي ʺنوفل الورتانيʺ الذي أثق بصدقه. ربّما يتذكّر ذلك الموقف فيؤكّد كلامي و لأني أعتبره الوحيد الصادق من جماعة ʺسامي الفهريʺ سابقا، فإنّي أتمنّى أن ينتبه لموهبته التي خَصَّهُ الله بها فلا يُهدرها في توافه الأمور، و أرجو أن لا يُفكّر فقط في العوائد المالية و نِسَب المشاهدات فهذه مجرّد أرقام تصعد و تنزل في لحظات، أمّا ما يدوم حقّا فهو ما يستقرّ في القلب من كلّ عمل فيه حبّ و صدق و إخلاص.
هل رأيتم اليوم من يُعيد مشاهدة مسلسلات ʺسامي الفهريʺ بعد مرور رمضان من كلّ عام؟؟؟!
إنّها سلعة للإستخدام الواحد و للإلقاء في المزبلة، ذلك أنّها تنبني فقط على الإثارة المفتعلة التي تمّحي بمرور اللّقطة التي يسبقها تشويق و تسويف.
مسلسلات تُشاهدها بقلب خائف من اللقطة الآتية ليست فنّا بل تجارة خبيثة فاسدة و مُفسِدة.
سلعة سامي الفهري موضة و انتهت...
إنّها تتطاول على عمرها الافتراضي فَدَعُوها تختار بنفسها طريق المزبلة و اهجروها فورا إلى الأعمال الحقيقيّة و ساندوا، و بشراسة، القناة الوطنية، ليس فقط لأنّها وطنيّة، بل لأنّها الأمّ التي لا تُؤذي أبناءها.
أتمنّى من كلّ المبدعين الصّادقين، و منهم نوفل الورتاني، أن ينضمّوا إلى القناة الوطنية و التي ستعود قريبا هي البيت لكلّ بيت يفتقد لحنان الأمّ و يشتاق... لِأَمَان البيت.



*النهضة: حركة النهضة الإسلامية.
** الباجي:الرئيس التونسي الرّاحل محمد الباجي قايد السبسي.



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيّتها التلفزة الوطنية عُودِي...لقد انتهى زمن سامي الفهري!! ...
- عِنْدَمَا نَحِنُّ لِلأَدَبْ...
- من حرّمَ الحبّ على جنس النّساء؟؟؟
- تأتي المصائب أوّلا...و بعدها يأتي الشّفاء
- هل يستوي مَلِكُ الاستقامة مع أئمة الفِسق و الخيانة؟!
- الثورة الحقّ... قيس سعيد و أهل الطمع!!
- شجرة الصّخرة: لا تفتحوا في القلب قبرا...
- وجهك الأكذب!!
- شرين عبد الوهاب و تلك الصّورة المقلوبة!!
- عبير موسي: أمازلتِ هنا؟!
- هي...و الزّعيم (10)
- هي...و الزعيم 9
- هي...و الزّعيم(8)
- ما أكذب الخارج!!
- هي...و الزّعيم(7)
- هي...و الزّعيم(6)
- هي...و الزّعيم(5)
- هي...و الزّعيم(4)
- هي...و الزّعيم(3)
- هي...و الزّعيم (2)


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - أيّتها التلفزة الوطنية عُودِي...لقد انتهى زمن السّفاهة و التفاهة