|
حركة ʺالنهضةʺ : الحلّ ليس هو الحلّ
كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 7727 - 2023 / 9 / 7 - 15:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تتعالى الصيحات اليوم لحلّ حزب حركة النّهضة بعد التسريبات الفضيحة للمكلّف بإدارة الحركة في غياب رئيسها راشد الغنوشي. في التسجيل المُسرّب اتهامات بالفساد و بالتمعش، على لسان هذا المسؤول، لعدد من قيادات النهضة المحسوبة على الغنوشي و سعي للإطاحة بهم في المؤتمر القادم للحركة المزمع عقده في اكتوبر 2023 . و رغم أنّ هذا النائب لرئيس الحركة يُعتبر من المقربين من الغنوشي إلاّ أنّ الكلام الصادر عنه خلسة جعله من المجموعة التي تسعى للانقلاب على الغنوشي و سياسته القديمة من أجل إرساء سياسة جديدة للنهضة يديرها هذا المسؤول النهضاوي و مجموعته. ما هي غايته؟؟؟ و ما هي أهدافه بالظبط؟؟؟ لن أخمّن كثيرا: السلطة و التسلط على البلاد و العباد. هذا دَيدَنهم مع الغنوشي أو مع غيره...فلا دين في الموضوع و لا أخلاق و لا ضمير في الحديث!! أنصتوا لكلامه و اسمعوا لهذا المنتمي لحزب ربّي كما سمّاه التوانسة غداة ثورة رائعة فريدة. لم نسمعه يتحدّث بكلمة عن الدِّين و لا رأينا في كلّ ما قال شيئا من أخلاق المتديّنين. سمعنا فقط غيبة و نميمة و حديثا عن فاسدين و عن رجال الأعمال و عن الجماعة المتنفذين!! هذا هو دِينهم الحقيقي الذي أطلعونا عليه تباعا منذ أن عاد إلينا راشد الغنوشي من لندن بعد ثورة الياسمين. لقد قال لنا الأستاذ راشد أنه ككل المفكرين الأحرار قد قام بمراجعات فكرية قوية و هو بعد تشدّد الاتجاه الإسلامي في السبعينات قد أضحى يتبنّى الديمقراطية الغربية تبنيا كاملا، و لذلك سيدخل الانتخابات بالديمقراطية... و دخلها و ربحها لعَقد من السنين و لكنه خرج و حركته من قلوب التوانسة الطيبين الذين ظنّوا فيه الرجل المتدين المؤمن الذي ʺيخاف ربيʺ في شعبه و وطنه. اليوم و الحمد لله و بفضل الديمقراطية التي يؤمن بها الأستاذ راشد الغنوشي عرفنا أنّ هناك أحزابا دينية تلعب بالدين لتربح السلطة و لا لتعمل بالدين... و قد يحدث أن تربحها و لكن فقط إلى حين...إلى أن يهترئ القناع فيفضحوا أنفسهم بأنفسهم و ذلك هو حال أمثال هؤلاء المنافقين. الذين يطالبون اليوم بحلّ حركة النهضة هم من المزايدين، يريدون أن يُعطونها عمرا جديدا و عمرها ابتدأ و انتهى مع راشد الغنوشي لوحده. حلّ النهضة ليس حلاّ لنهضة تونس... ستعود النهضة بعد حلّها بطريقة أخرى فليتوقف الراكبون على كلّ الأحداث عن النعيق. النهضة في النزع الأخير...اتركوها تعدّ أيّامها...و لا خوف على تونس منها فالشعب المغدور استفاق بعد عشرية الخداع و لن يسقط في حبائل النهضة مجددا!! و كيف يسقط من جديد و بعض أبناء النهضة نفسها من الطيبين قد استفاقوا و أحرقهم الندم على عمر أفنوه في خدمة شخصٍ راشد تلاعب بهم و بعقيدتهم كما شاء و اشتهى. هل تذكرون ذلك الرجل الخمسيني الذي أحرق نفسه داخل مقر حركة النهضة ؟؟؟ إنّه من مناضلي الحركة الذين آمنوا بها و أفنوا شبابهم في السجون من أجلها...فبِمَ كافأته يا ترى؟! الذي يُروى عنه أنه كان شهما و شجاعا و هو على عكس المساجين النهضويين معه وقتها كان يقول كلمة الحق حتى في وجه حرّاس السجن العتاة و الكل ممن عرفه يُقر بحسن معشره و بنقاء سريرته. بعد الثورة تنكرت له قيادات الحركة و أذنابهم... أضرب عن الطعام ليلفت نظرهم لوضعه و هو العاطل و العائل لثلاثة أبناء. اكتفوا بأن جعلوه حارسا لمقر الحركة !! كان يراهم يدخلون للمقر و يخرجون و السيارات الفارهة و السواق و الخدم رهن اشارتهم و حُكم البلاد بأيديهم. تذكّر أنه دخل السجن و هو بعدُ تلميذا في الثانوي...!! يا لمُرّ الخيبة...يا لطول الخديعة... كتمَ ناره في قلبه طويلا ثم أشعل في نفسه و فيهم عود الثقاب. استشهد ʺبوعزيزي النهضةʺ داخل مقرّها المركزي... هل هو شهيد؟؟؟ علم ذلك عند الله. هل أراد أن يلفت انتباههم مرّة أخرى بأن يحاول أن يحرق نفسه أمامهم أم أراد أن يهدّ معبد الظلم و الزيف و البطلان على من فيه. علم ذلك عند الله. ما نعلمه أن المقهور مات متفحّما بعد أن تمسكت به النار و تمسّك بها!! احترق المقر... و طالت الحروق الشديدة رئيس مجلس الشورى... و ألقى رئيس حكومتنا السابق بنفسه من علوّ اتقاء لهيب النيران...و كان مشهدا تراجيديا مريعا: النهضة التي تأكل أبناءها. وحده الغنوشي نجا يومها من الحريق كما نجا يوما من مشنقة بورقيبة. لم يمسّه ذلك الحريق كما توقعتُ له يوم كان رئيسا لمجلس النواب عندما كتبت بتاريخ 24مارس2021:ʺ...و لأنه ما كل مرّة تسلم الجرّة فانّه عمّا قليل سيرحل عن المجلس و عن المشهد السياسي مُكرها ذليل، و هذا قَدرُ كلّ من يغدر بهذا البلد الجميل! أراد الغنوشي بتونس شرّا و آن له أن يكتوي بالنار التي استوقدها في تونس و هو يوهم الناس أنّه ماض في تطبيق شرع اللهʺ. لم يكتوي بالنار يومها لأنه ساعة احتراق مقر النهضة لم يكن الغنوشي موجودا فيه و لكن الحريق الحقيقي كان قد أصابه بعدُ في مقتل بعد أن احترقت آخر أوراقه. اليوم مسرح السياسة في تونس يُنزل الستار على مسرحية ʺحزب ربيʺ لمخرجها العجوز راشد الغنوشي. لذلك لا تحتاج تونس أبدا لحلّ هذا الحزب العليل بل تحتاج لقضاء عدل يحاسب الغنوشي محاسبة عادلة في كنف الاحترام و بمراعاة خاصة لِسِنّه المتقدم الذي فاق الثمانين و يكفيه هوانا في الدنيا هذه النهاية السيئة التي لم يحسب حسابها و هو الذي مكّنه الله في أرض تونس فأساء الحكم وأضاع التدبير.
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يعرف محامي المخلوع طباخ الرّئيس؟؟؟
-
عن المحامي الذي أراد أن يكون بورقيبة!!
-
المحامي المغرور الذي لا يعشق الظهور
-
استغاثة قاضي أمريكي...
-
مِدادُ قلمي في زمن الشدّة القيسيّة (3/4)
-
مٍدادُ قلمي في زمن الشِدّة القيسيّة!!
-
مِداد قلمي في زمن الشِدّة القيسيّة!!(١/٣)
-
حُرُوبُ العرب...و حُزْنُ البنات!!
-
و فهمتُ المكتوب...!!
-
أيّتها التلفزة الوطنية عُودِي...لقد انتهى زمن السّفاهة و الت
...
-
أيّتها التلفزة الوطنية عُودِي...لقد انتهى زمن سامي الفهري!!
...
-
عِنْدَمَا نَحِنُّ لِلأَدَبْ...
-
من حرّمَ الحبّ على جنس النّساء؟؟؟
-
تأتي المصائب أوّلا...و بعدها يأتي الشّفاء
-
هل يستوي مَلِكُ الاستقامة مع أئمة الفِسق و الخيانة؟!
-
الثورة الحقّ... قيس سعيد و أهل الطمع!!
-
شجرة الصّخرة: لا تفتحوا في القلب قبرا...
-
وجهك الأكذب!!
-
شرين عبد الوهاب و تلك الصّورة المقلوبة!!
-
عبير موسي: أمازلتِ هنا؟!
المزيد.....
-
السيسي وابن سلمان.. تحذير من تصعيد إقليمي
-
كيف تؤثر ساعات النوم ليلا على نشاطك ومزاجك؟
-
نتنياهو يعارض وقف إطلاق نار في لبنان لا يمنع تسليح حزب الله
...
-
وزير الخارجية الإيراني يزور الأردن يوم الأربعاء
-
إيران.. قتيل ومصابون في حريق بمصفاة نفط بخوزستان
-
ترامب وهاريس يركزان حملاتهما على كتلتين كبيرتين للناخبين الأ
...
-
إسرائيل تُشغل الجبهات: تطورات جديدة في الجولان تهدد هيمنة حز
...
-
وزيرة خارجية ألمانيا: يمكن لإسرائيل قتل المدنيين في غزة لحما
...
-
رئيس البنك الدولي يقدر -تكلفة الدمار- في غزة ولبنان
-
نظام ثاد الصاروخي: هل سيحمي إسرائيل من صواريخ إيران؟
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|