|
هل يعرف محامي المخلوع طباخ الرّئيس؟؟؟
كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 7717 - 2023 / 8 / 28 - 16:08
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
نعرف كلنا أنّ هناك نساء اخترن طريق الانحلال و الإفساد في الأرض فتجدها تعاشر أكثر من رجل واحد في نفس الوقت مع ما قد ينجر عن ذلك من اختلاط في الأنساب و من مآسي نفسية و أسرية و اجتماعية لاحقة خاصة للأبناء نتاج تلك العلاقات. كما أن هناك من تتجرّأ أكثر فتعمد إلى تأجير رحمها بمقابل مادي لتُلقي بعد الوضع إلى صاحب المال بالمولود الذي سكن جوفها و عاش فترة الحمل يتغذّى من دمها و عظامها و هو مطمئن و آمن لها، ليجد نفسه بعد الخروج إلى الدنيا بيد صاحب المال القاسي الذي يَحرِم ولدا من أمّه إرضاء لغروره المتوحش و أنانيته المدمِّرة. هذا واقع للأسف اليوم و لكن أن يخرج علينا هذا المحامي المتطاول على الأخلاق الحميدة ليقول أنّه اكتشف ثغرة في مجلة الأحوال الشخصية و أنّ المشرّع لم يسن عقوبة لمُعدّدة الأزواج و بالتالي فذلك ليس بجريمة فهذا هو الإفساد في الحرث و النّسل الذي يتبناه اليوم أمثال هذا المحامي الذي بلغ به الغرور مبلغ أن يقول علنا ما لم يقله –و لا كان يقوله- عبد الرّحمان الهيلة- في زمانه، إنّه يصرّح بتفاخر مذموم يُنافي الأصول فيقول: ʺأنا المحامي رقم 1 في تونس أحبّ من أحب و كره من كرهʺ كما أنّه لا يتورّع أن يصحّح لمن أسماه بمحامي المشاهير فيقول ʺبل أنا هو المشهورʺ!! كيف وثق بن علي في هذا الشخص المغرور المتلاعب الذي تلاعب به و بمذكراته و شهاداته و هو ممنوع لسبب أو لآخر من التحدّث المباشر في الإعلام و تبيان حقيقة ما حدث يوم غادر تونس على عجل ليستقر، إلى الأبد، في بلاد الحرمين الشريفين. كيف ائتمنه على أسراره فخانهُ من يومه و طفق يسجل مكالماتهما و يسرّبها في جلساته في تعدٍّ صارخ على معنويات رجل عجوز عاجز عن التكلّم و لو لدقيقة من الزمن بعد أن كان، لأكثر من عشرين سنة، المتكلّم الوحيد في الدولة و لا صوت يعلو على صوته. للأسف الشديد احتاج بن علي لمثل هذا المحامي بعد أن انقلبت عليه الأحوال كما انقلب هو بنفسه على سَلَفِهِ و منعَهُ من الكلام و حدّد إقامته في بيت وحيد لا يخرج منه إلّا إلى القبر!! و دارت عليه الأيّام... و ذاق بن علي من نفس الكأس التي أذاقها لمن سبقه فصار عزيز القوم الذي ذلّ حتى استَبَاحَهُ كلّ عَقُور و نابَهُ من نيابة هذا المحامي ما نابَهُ !! لا شك و أنها كانت غلطة من غلطاته لأنه و رغم صرامته الظاهرة كان بن علي من أولئك الحكام البسطاء الذين تخونهم الفراسة فينخدعون بمن يُحسن الكلام و يُظهر الطاعة و الولاء فإذا بالطعنة الغادرة لا تأتيه إلا من عند هؤلاء. و يبقى من حسن حظ الرئيس المخلوع أن وجد في منفاه تونسيا شهما من طينة الطيبين الأوفياء: إنه طباخ الرئيس الخاص الذي قضى فترة في خدمته خلال منفاه في السعودية . لقد عاد هذا الطباخ إلى تونس بعد انتهاء عمله فلم نسمع له، منذ عودته، تصريحا واحدا عن بن علي و عائلته رغم هوس الإعلام المرَضي بتقصي أدنى الأخبار عن الرئيس المخلوع و كيف يعيش بعيدا عن شعبه و ووطنه. قِيلَ أنّ هذا الطباخ الأمين عاهد رئيسه على أن يكون قبر أسراره في حياته و حتى بعد مماته إن كُتب له أن يعيش من بعده. من هذا التونسي الأصيل نتعلّم درسا بليغا في الإخلاص و الوفاء و احترام النفس بالنّأي بها عن الخوض في أسرار و أعراض الناس المعروفة ابتغاء شهرة زائفة أو دراهم معدودة. هل يتعلم محامي المخلوع شيئا من أخلاق الطباخ المجهول الذي كان في تعامله مع رئيسه الذي ائتمنه على بطنه في حياته و على أسراره في حياته و حتى من بعد مماته؟؟؟
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن المحامي الذي أراد أن يكون بورقيبة!!
-
المحامي المغرور الذي لا يعشق الظهور
-
استغاثة قاضي أمريكي...
-
مِدادُ قلمي في زمن الشدّة القيسيّة (3/4)
-
مٍدادُ قلمي في زمن الشِدّة القيسيّة!!
-
مِداد قلمي في زمن الشِدّة القيسيّة!!(١/٣)
-
حُرُوبُ العرب...و حُزْنُ البنات!!
-
و فهمتُ المكتوب...!!
-
أيّتها التلفزة الوطنية عُودِي...لقد انتهى زمن السّفاهة و الت
...
-
أيّتها التلفزة الوطنية عُودِي...لقد انتهى زمن سامي الفهري!!
...
-
عِنْدَمَا نَحِنُّ لِلأَدَبْ...
-
من حرّمَ الحبّ على جنس النّساء؟؟؟
-
تأتي المصائب أوّلا...و بعدها يأتي الشّفاء
-
هل يستوي مَلِكُ الاستقامة مع أئمة الفِسق و الخيانة؟!
-
الثورة الحقّ... قيس سعيد و أهل الطمع!!
-
شجرة الصّخرة: لا تفتحوا في القلب قبرا...
-
وجهك الأكذب!!
-
شرين عبد الوهاب و تلك الصّورة المقلوبة!!
-
عبير موسي: أمازلتِ هنا؟!
-
هي...و الزّعيم (10)
المزيد.....
-
ترامب وهاريس يركزان حملاتهما على كتلتين كبيرتين للناخبين الأ
...
-
إسرائيل تُشغل الجبهات: تطورات جديدة في الجولان تهدد هيمنة حز
...
-
وزيرة خارجية ألمانيا: يمكن لإسرائيل قتل المدنيين في غزة لحما
...
-
رئيس البنك الدولي يقدر -تكلفة الدمار- في غزة ولبنان
-
نظام ثاد الصاروخي: هل سيحمي إسرائيل من صواريخ إيران؟
-
هلسنكي: الدول الغربية تعبت من دعم كييف
-
مسؤولون يكشفون لـ-i24NEWS- عن موعد رد إسرائيل على إيران
-
المقاومة في جنين تعلن إيقاع قوة إسرائيلية خاصة في كمين محكم
...
-
رئيس الوزراء الروسي يصل إسلام آباد للمشاركة في اجتماع منظمة
...
-
وزير إسرائيلي: إسرائيل ستشن هجوما غير مسبوق على حزب الله وغز
...
المزيد.....
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج
/ توفيق أبو شومر
-
كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
كأس من عصير الأيام الجزء الثاني
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية
/ سعيد العليمى
-
الشجرة الارجوانيّة
/ بتول الفارس
المزيد.....
|