كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 7713 - 2023 / 8 / 24 - 15:23
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
أنا أعرف أنه لا يتابعهم إلا من يتمنّى كل التمني أن يكون مثلهم و خانته الظروف و الإمكانيات أو منَعهُ الخوف الدفين من حسد أصحاب المهنة... خاصة و أنّ مِهَنُهُ هو بالذات عديدة: فساق في المحاماة و ساق في الإعلام و أكبر همه في الحقيقة هو الوصول إلى السلطة ليتحكّم كما يشاء في البلاد و العباد.
لطالما قال و أكّد طويلا بأنه سيخوض الانتخابات... و لم يخضها !!
طبعا لأنه يعرف هو و أمثاله أنّ السياسة الحق ليست لهم و لن تكون، فهي التي تختار من يمارسها و ليس العكس حتى و لو كان الوصول إلى الحكم هو حلمه الأكبر و الدائم منذ أن كان صغيرا.
ألم تقل والدته مرّة و هي تتحدّث عنه أنها حين كانت تسأله: ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ كان يرد بقوّة و بإصرار: أريد أن أصبح بورقيبة!!!
فتقول له أمّه: و لكن بورقيبة ليس مهنة!!
فيزداد إصراره: نعم و لكني أريد أن أكون بورقيبةʺ.
إنّه هنا يُذكّرني بمن تذهب إلى جرّاح التجميل و تقول له: أريد وجه هيفاء وهبي على و جهي!!
هي لا ترى وجهها جميلا و لا حتى تريد أن تكون جميلة!! هي فقط تريد أن تأخذ وجها أدار أعناق الرجال، و لو أحبّت نفسها كما هي و أفاضت من حبّها على من حولها لعرفت كيف يُحبّها الرجال و لكان حالها أفضل من حال هيفاء وهبي في الحب و الزواج و الطلاق.
هو أيضا يريد أن يأخذ نصر بورقيبة بعد أن رآه يخطب في الجماهير من فوق كرسي الحكم و لكنه لم يرى عذابه في رحلة كفاحه إلى أن حاز النصر و دانت له تونس بما فيها.
كذلك هم المهووسون بالمال و الجمال و السلطان لا يملكون أهم مَلَكة لدى المثابرين بحق: مَلَكة الصبر و النّفَس الطويل، و لأنّ هذا المحامي كان في صغره يرى فقط يوغرطة الذي نجح كما قال عن نفسه بورقيبة فانه قال في نفسه بتفاؤل أهل الزّيف و الغرور:ʺ و ما هو سبب شهرة بورقيبة في النهاية؟ أليست هي مجلة الأحوال الشخصية التي منع فيها بورقيبة تعدد الزوجات...
أما أنا فسآتي بما لم يأتِ به بورقيبة أو غيره...و سأفرقع العالم الإسلامي شرقه و غربهʺ وخرج علينا يقول إنّه ينوب امرأة تونسية قرّرت أن تتزوج بأكثر من رجل واحد في نفس الوقت و هو يساندها بشدّة لأنه محامي و يفهم في القانون... فالمشرّع التونسي في مجلة الأحوال الشخصية منع تعدد الزوجات على الرجال و لم يمنع تعدد الأزواج على النساء و بالتالي فلا عقوبة لمن تأتي بهذا الفعل!!
و طفق يتحدّث في الموضوع ليُسمع حتى الموتى في القبور...
و لكن يا لخيبة المسعى الخبيث...باءَ مشروعه الفريد بالفشل الذريع و أعرض الناس عن الخوض فيه... و ذلك هو مصير كل المخادعين المتلاعبين بالأخلاق و القيم و الأصول.
يتبع
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟