|
و اسمعي يا عَمّة لمفخرة الجزائر و كلّ العرب
كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 7745 - 2023 / 9 / 25 - 14:00
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
إنّ تطهير الإدارة الذي يتبناه النظام اليوم لا يجب أن يقتصر على المنتدبين الجدد في عهد حكم الغنوشي بل يجب أن يشمل كل من يساعد في تفشي الظلم الإداري أحد أهم أسباب الرحيل القهري عن أرض الوطن. لَكَمْ يتعيّن اليوم محاسبة هؤلاء المتزلّفين للنظام في كل عهد الضاربين بالنظام الإداري الحق عرض الحائط. مع الأسف مازال هؤلاء الاداريين المنافقين في ضلالهم الإداري القديم... لم يفهموا بعد و كأنّهم لن يفهموا نظرية الرئيس في الحكم العادل الرشيد لذلك يصوّر لهم خوفهم على المنصب أنّهم يجب أن يُعادوا كل من له صلة بمن يخالف الرئيس أو بمن هو موقوف لذلك لدى القضاء و لو عَلِمَ قيس سعيد بحكاية هذا الشاب المتفوق الذي مُنعت عنه المنحة لأنّه فقط ابن موقوف لأعادها له فورا فالرئيس المستقيم العادل الذي نعرف لا يمكن إلاّ أن يصح فيه قول الشاعر: ʺلا يحمل الحقد من تعلو به الرُّتب...ʺ أما إن لم تصح رواية العمّة من أصلها في خصوص منع المنحة التونسية عن ابن أخيها للسبب المذكور فاني سأعتذر لإدارة كلية المهندسين نيابة عنها و أنتظر منهم ردا يبرئهم من هذه الفعلة النكراء التي ألصقتها بهم العمّة لتجعل من ابن أخيها ضحية لإدارة فاسدة ظلمته و حطّمته فهَجَّ من البلاد مظلوما مقهورا... رغم أنها كتبت في نفس تلك التدوينة ما قد يناقض قولها ذاك: هاهي تقول لأخيها بعربية ممزوجة بالدارجة ʺ ها أنّ ابنك قد تم قبوله في أكبر المدارس العليا في أوروبا كما خططت أنت و اياه منذ سنوات...و ها أن العكري عرف قيمته و عطاه منحة هايلة و قالوا ايجا برك مرحبا بالكفاءات...ʺ. تبدو إذن العمة مسرورة بنجاح تخطيط أخيها لهجرة ابنه منذ سنوات أي منذ أن كان في أمان في زمن الغنوشي مواليا لنظام الأخوان بعد أن كان في الأوّل ابن كلية الحقوق و ابن اليسار!! ثم هاهي العمّة تهنئ أخيها بحصول ابنه على المنحة الأوروبية و هي فرِحة أيّما فرح بذهابه للاستقرار في القارة العجوز!! إنها في هذا كأكثر الناس هنا ممن يقدّرون الغرب المتقدّم تقنيا و علميا تقديرا يبلغ حدّ التقديس و هي لا تدري كغيرها أنّ الغرب عموما مازال سيطأطئ رأسه أمامنا أكثر ليفتك ثروتنا العظمى ألا و هي أولادنا المتفوقين و كذلك التقنيين المختصين لعلّه يحمي نفسه من الفناء الذي هو سائر إليه. على العمّة أن لا تغتر بالمنحة ʺالهايلةʺ التي حصل عليها ابن أخيها فهي لا شيء عند من مَنحها ليسرق عقل ابن أخيها و يطوّعه لمصلحته. أَدعوها هنا لتشاهد الفيديو الذي استقبل فيه السفير الكَندي في الجزائر الشاب الجزائري النابغة ʺمحمد بن قدّاشʺ الأول في باكالوريا الجزائر هذا العام. انظري، يا عمّة، للسفير و هو يتحدّث للتلميذ بإجلال و رهبة... و اسمعي للتلميذ الوقور و صوته المُهيب و لسانه الطليق و ثقته الفارعة بنفسه و بعلمه و بأخلاقه. بدا السفير و كأنه هو التلميذ في حضرة المُعلم خاصة حينما قال له أن كندا ستتبنّاه و أن كندا تحتاجه كما هي بحاجة اليوم إلى مساعدة الجزائر لها... كان التلميذ يجلس بثقة و اتزان على كرسي أعلى من مستوى كرسي السفير و لولا ملامح الكبر على وجه السفير لَاحْتَرْنَا فيمن هو ممثل الدولة العظمى و من هو ممثل الدولة الافريقية المحسوبة على العالم الثالث!! كان السفير مرتبكا مُترددا و كان نجم الجزائر الساطع واثقا مُتمكنا!! كانت صورة عميقة و مُبشرة زادتني يقينا باقتراب سطوع النور في آخر نفق هذا الزمن المتوحش الخبيث الذي ضيّعنا فيه أخلاقنا الأصيلة و نحن نلهث خلف المنوال الغربي السقيم. رأينا مستقبل الجزائر الوضّاء في هذا الشاب اليافع و في كلامه الرصين المبهر...و رأينا صورة كَنَدَا التي تستجدي من يُعمّرها و يتحمّل بردها و صقيعها و غياب الشمس عنها في كلام السفير و هو يقول لشمس الجزائر في ما يشبه المزح الحزين: هل جهّزت المعطف الثقيل و البوط الطويل لتواجه ثلج بلادي؟؟! ابتسم التلميذ النابه يُهوّن عليه: ما من مشكل...كل شيء سيتم في حينه...أنا ذاهب في مُهمة سامية لأجد الحلول لمشاكل بلادي و للعالم. لكلّ العمّات و الأمهات و الجدّات... و كلّ القريبين و القريبات: عزّزوا ثقة أبنائنا بأنفسهم حتى لا يبيعوا مواهبهم و أعمارهم بلا ثمن... كُفوا، أيها الغرباء عن أنفسكم، عن رمي فلذات الأكباد في محرقة الغربة بتقديسكم الدائم للغرب و تبخيسكم لهذا الوطن... علّموا أبنائكم الأخلاق قبل العلم و علّموهم خاصة معاملة الغرب الندّ للند و لكم في نابغة الجزائر ʺمحمد بن قدّاشʺ أروع مَثَلْ.
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
احذري يا عَمَّة من التآمر على حبّ الوطن!!
-
حركة ʺالنهضةʺ : الحلّ ليس هو الحلّ
-
هل يعرف محامي المخلوع طباخ الرّئيس؟؟؟
-
عن المحامي الذي أراد أن يكون بورقيبة!!
-
المحامي المغرور الذي لا يعشق الظهور
-
استغاثة قاضي أمريكي...
-
مِدادُ قلمي في زمن الشدّة القيسيّة (3/4)
-
مٍدادُ قلمي في زمن الشِدّة القيسيّة!!
-
مِداد قلمي في زمن الشِدّة القيسيّة!!(١/٣)
-
حُرُوبُ العرب...و حُزْنُ البنات!!
-
و فهمتُ المكتوب...!!
-
أيّتها التلفزة الوطنية عُودِي...لقد انتهى زمن السّفاهة و الت
...
-
أيّتها التلفزة الوطنية عُودِي...لقد انتهى زمن سامي الفهري!!
...
-
عِنْدَمَا نَحِنُّ لِلأَدَبْ...
-
من حرّمَ الحبّ على جنس النّساء؟؟؟
-
تأتي المصائب أوّلا...و بعدها يأتي الشّفاء
-
هل يستوي مَلِكُ الاستقامة مع أئمة الفِسق و الخيانة؟!
-
الثورة الحقّ... قيس سعيد و أهل الطمع!!
-
شجرة الصّخرة: لا تفتحوا في القلب قبرا...
-
وجهك الأكذب!!
المزيد.....
-
السيسي وابن سلمان.. تحذير من تصعيد إقليمي
-
كيف تؤثر ساعات النوم ليلا على نشاطك ومزاجك؟
-
نتنياهو يعارض وقف إطلاق نار في لبنان لا يمنع تسليح حزب الله
...
-
وزير الخارجية الإيراني يزور الأردن يوم الأربعاء
-
إيران.. قتيل ومصابون في حريق بمصفاة نفط بخوزستان
-
ترامب وهاريس يركزان حملاتهما على كتلتين كبيرتين للناخبين الأ
...
-
إسرائيل تُشغل الجبهات: تطورات جديدة في الجولان تهدد هيمنة حز
...
-
وزيرة خارجية ألمانيا: يمكن لإسرائيل قتل المدنيين في غزة لحما
...
-
رئيس البنك الدولي يقدر -تكلفة الدمار- في غزة ولبنان
-
نظام ثاد الصاروخي: هل سيحمي إسرائيل من صواريخ إيران؟
المزيد.....
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج
/ توفيق أبو شومر
-
كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
كأس من عصير الأيام الجزء الثاني
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية
/ سعيد العليمى
-
الشجرة الارجوانيّة
/ بتول الفارس
المزيد.....
|